ألا لعنة الله علي الظالمين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ألا لعنة الله علي الظالمين


(الخميس, 21 مايو 2015)

خميس النقيب

بقلم : خميس النقيب

لقد بلغ السيل الزبي ، و تعدي الكيدُ المدي ، ووصل الظلم المنتهي، لكن السلطان يزول، والعز يحول ،والظلم لا يدوم ، وسيعلم الظالمون عاقبة الغرور، الحياة تسير والزمن يدور والسفر طويل والله يقول " وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ " ابراهيم ، "إنَّ اللهَ لِيُملِي للظَّالِمِ حتَّى إذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ" حديث صحيح

كثرت المظالم وتاهت المعالم وتنوعت المغانم وانتهكت المحارم وامتزجت القضايا في المحاكم بالجرائم، وبغى الناس بعضهم على بعض فالراعي يظلم الرعية و والقاضي يقلب القضية، والمسئول لايعدل بالسوية، الا ما رحم رب البرية " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم " يونس

الظلم يمنع الحسنات وينزع البركات ويجلب اللعنات ..!! الظلم مرتعه وخيم، وشؤمه جسيم وشره عميم، ومصيره رجيم، وقد توعّد الله سبحانه وتعالى أهله بالعذاب الأليم فقال : " وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً " . وبيَّن سبحانه وتعالى أن الظالم محروم من الفلاح في الدنيا والآخرة فقال: ﴿ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ ومصروف عن الهداية في دينه ودنياه فقال  : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ وهدد الله جل جلاله الظالمين بسوء العاقبة وشؤم المنقلب فقال: ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴾ الشعراء

يقول سفيان الثوري - رحمه الله - : إن لقيت الله تعالى بسبعين ذنباً فيما بينك وبين الله تعالى ؛ أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد ، ويقول الشافعي رحمه الله: بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد .

الظلم ما شاع في أمة إلا أهلكها ولا عم في بلدة إلا خربها ولا حل في قرية إلا دمرها قال تعالى ﴿ وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا ﴾. الكهف

هناك شرفاء من حراس الوطن يسهرون علي امن البشر من جنود مخلصين وابرياء محترمين ،لكن لاهداف خارجية واغراض داخلية يغدر بهم - للاسف - يوميا ويزج بهم في مستنقع السياسة واهدافها العفنة الفاسدة ثمنا للخيانة وقربانا للعمالة ..!! ، وهناك ايضا تجاوزات واعتقالات واعدامات لكوكبة من العلماء الذين هم وجه الامة الحضاري، ورصيدها الاخلاقي وحضنها الدافي وحصنها الواقي، لانهم خلاصةالعقول المفكرة والنفوس العالية والضمائر الحية - نحسبهم كذلك ولا نزكيهم علي خالقهم - اطباء ومدرسين ودعاة وحفاظ ومهندسين ومحامين نتيجة الإهمال الطبي وانعدام الضمائر وقسوة القلب لا يتركون الضحايا ينزفون فحسب وانما يتلذذون بما يفعلون ...!! ثم يكذبون ويكذبون ويكذبون ، الا لعنة الله علي الظالمين ..!! الا لعنة الله علي الظالمين ...!!

عن قتادة عن صفوان بن محرز المازني قال بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما آخذ بيده إذ عرض رجل فقال كيف سمعت رسول الله قصلى الله عليه وسلم يقول في النجوى فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته وأما الكفار والمنافقون فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ...!!

كم من نفوس تزهق بلا جريرة، وكم من اموال تسرق بلا حساب ،و كم من اعراض تسحل وقمم ترحل بلا ذنب، وكم من كرامة تدفن وانسانية تقتل باسباب وهمية وشكاوي كيدية واحكام قمعية وافلام درامية واهداف سياسية ...!! وكاننا قي غابة مترامية الاطراف، القوي يقتل الضعيف والغني ينهب العفيف والدني يتهم الشريف. ..!! لكن الكل سيقف امام الخالق الرازق، القوي الغني، القاهر الغالب، يوم تنصب الموازين وتنشر الدواوين، يوم تبلي السرائر و تجلي الضمائر وتحدد المصائر، يوم العرض والسرد، يوم الحساب والثواب او العقاب ، يوم لا يتفع مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم ، هناك تجتمع الخصوم وتكشف الغدرات ..!! فكم من حق ضائع وكم من عميل خاضع وكم من كبد جائع.. من اوصل الامة لهذا الحال . ؟.!! لن يفلت من عدالة السماء ان افلت من عدالة الارض كيف؟ " وقفوهم انهم مسئولون " الصافات

نعم فالمسؤولية أمانة ، وعدم القيام بها خيانة ، وهي يوم القيامة خزي وندامة، يخطئ الظالم في حق المظلوم فيحمل نفسه اثقالا فوق اثقاله واحمالا فوق احماله واوزارا فوق اوزاره، ،..

عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : اذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يُرفع لكل غادر لواء، فقيل هذه غدرة فلان بن فلان . هكذا علي رؤوس الاشهاد يوم الخزي والتناد كل ظالم ينادي باسمه بتهمته وفضيحته ...!!

يقول صاحب الظلال رحمه الله " إن افتراء الكذب في ذاته جريمة نكراء , وظلم للحقيقة ولمن يفتري عليه الكذب . فما البال حين يكون هذا الافتراء على الله ؟ " ...  !! وما اكثر الذين يكذبون علي الله قبل الكذب علي الناس ، منهم من يدعي العلم والفقه والثقافة لكنهم للاسف بلا علم اوفقه او ثقافة انما المصالح والمكائد والمصائد ..!!

(ألا لعنة الله على الظالمين). . يقولها الأشهاد كذلك . والأشهاد هم الملائكة والرسل والمؤمنون , أو هم الناس أجمعون . فهو الخزي والتشهير - إذن - في ساحة العرض الحاشدة ! أو هو قرار الله سبحانه في شأنهم إلى جانب ذلك الخزي والتشهير على رؤوس الأشهاد،

" إن عبودية الناس لغير الله سبحانه تنشئ في نفوسهم الذلة وقد أراد الله أن يقيمها على الكرامة . وتنشئ في الحياة الظلم والبغي وقد أراد الله أن يقيمها على القسط والعدل . وتحول جهود الناس إلى عبث في تأليه الأرباب الأرضية والطبل حولها والزمر , والنفخ فيها دائما لتكبر حتى تملأ مكان الرب الحقيقي . ولما كانت هذه الأرباب في ذاتها صغيرة هزيلة لا يمكن أن تملأ فراغ الرب الحقيقي , فإن عبادها المساكين يظلون في نصب دائب، وهم مقعد مقيم ، ينفخون فيها ليل نهار , ويسلطون عليها الأضواء والأنظار .. !! فهل وراء ذلك عوج وهل وراء ذلك التواء؟ " ( ظلال القران ) ..

تنوع البغي وتعدد الظلم في العمل وفي المؤسسات وفي الطرقات وفي المنازل ويزداد الظلم في مقار رفع الظلم " المحاكم " الا ما رحم ربي ..!! ولمن اراد الملك يعلم ان " العدل اساس الملك " و " الظلم ضياع الخلق " ايها الظالم اعلم اني بهذه الكلمات احاول منعك عن الظلم وفي ذلك نصرتك، ففي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تأخذ فوق يديه " اي تحجزه عن ظلمه وفي ذلك نصره ، فلا تركب دماغك ايها الظالم ، وترتكب مزيدا من الظلم ، لا تعاند ربك ولا تنصر هواك وشيطانك و اعلم ايضا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ، فإنه مهما كان ذليلاً ضعيفاً ، أو مهاناً وضيعاً ، فإن الله ناصره على من ظلمه ، ومؤيده على من اعتدى عليه, فالله تبارك وتعالى يرفع دعوة المظلوم إليه فوق الغمام ويقول لها ( وعزتي وجلالي ، لأنصرنك ولو بعد حين ) ، والمظلوم لا ترد دعوته ، ولو كان فاجرا ، فإن فجوره إنما هو على نفسه ..!! فيا ايها الظالم كف عن ظلمك واخرج عن دعوات المخلوق المظلوم ولعنات الخالق العادل ...!!

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً

فالظلم آخره يفضي إلى الندم

تنام عيناك والمظلوم منتبه

يدعو عليك وعين الله لم تنم

هناك " ترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم " سورة الشوري فهل من عودة؟ وهل من توبة؟ وهل من صحوة؟ اللهم ارفع الغمة عن الامة ....اللهم نجي البلاد والعباد من ظلم الظالمين وغدر الغادرين وجور الجائرين ...

المصدر