أقسم بالله العظيم.....!؟.

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أقسم بالله العظيم.....!؟.

(22/06/2015)


" أقسم بالله العظيم , أن أحافظ على النظام الجمهوري , وأن أحترم الدستور والقانون , وأن أرعى مصالح الشعب والوطن رعاية كاملة , وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه " . هذا هو نص اليمين الدستورية الذي يقسم عليه الرؤساء والوزراء وكبار المسئولين في مصر. ومن الملاحظ أن مفردات هذا القسم تحتوى على كلمات " مصالح " " رعاية " " أحافظ " " استقلال " وبالطبع لا تعتمد أوراق المسئول رسميا إلا إذا أمسك بقصاصة الورق فى يده اليمنى وأدي هذا اليمين . والحق أقول أن رؤساء ووزراء وكبراء أقسموا وحلفوا بأغلظ الإيمان على الحفاظ على مصالح الشعب أمام الميكرفون , ولكنهم بعد ذلك نهبوا وسرقوا وامتلأت بطونهم من المال العام حتى انتفخت وعلت وتضخمت . أقسموا بالله العظيم , ولو كان يدركون خطورة هذا القسم ما حنثوا به وما نبذوه وراء ظهورهم ليعيثوا فى أرض مصر فسادا يسرقون أموالهم ويذبحون أبناءهم ويقسمون الشعب الواحد فرقا وشيعا حتى أن أحدهم كان يغنى قائلا " إنتو شعب وإحنا شعب..!؟ " .

  • إن هناك رؤساء ووزراء وكباء مسئولين اقسموا بالله العظيم أن يحترموا القانون والدستور وباليتهم ما أقسموا , لقد حولوا القانون والدستور إلى ما يشبه شبكة الصياد , تمسك بتلابيب الأسماك الصغيرة فقط من خياشيمها وتهديها للصياد ليقطعها ويفعل بها مايشاء . أما أسماك القرش المفترسة فلاحيلة لتلك الشبكة بها لأنها تخترقها بأنيابها وأسنانها حتى وإن وقعت فيها . شبكة القانون والدستور خيوطها ضعيفة متآكلة متهاوية أمام الكبار وعلية القوم , وعلى الناحية الأخرى خيوطها قوية فتية عفية أمام الضعفاء الذين يحكم عليهم بالإعدام لأنهم عطلوا المواصلات..! . إن الدستور الذي أقسموا بالحفاظ عليه ألغوه بجرة سلاح وألقوا بإرادة الشعب فى عرض البحر . لقد أقسموا بالحفاظ على القانون والدستور وفى نفس الوقت داسوه تحت الأقدام فما حافظوا على دساتير ولا قوانين .
  • لقد أقسم رؤساء ووزراء وكبار مسئولين على أن يرعوا مصالح الشعب وكذبوا , فوالله مارعوها حق رعايتها . والحق إنهم مارعوا إلا مصالحهم الشخصية ومصالح أبناهم وأحفادهم . إن الذين أقسموا على رعاية مصالح الشعب فى الأنظمة السابقة هربوا المليارات من دماء وعرق هذا الشعب إلى بنوك سويسرا , وما نظام مبارك عنا ببعيد . إنهم كانوا يقصدون حفظ مصالح الشعب , ويقصدون بهذا الشعب أهلهم وعشيرتهم وذويهم . كانوا يحفظون لهم أمكانهم فى القضاء والشرطة والنيابة والجامعات وهم مازالوا أجنة فى بطون أمهاتهم لايعلمون شيئا . أرأيت حفاظا على مصالح الشعب أكثر من ذلك..؟ . لقد أضاعوا الشعب وأضاعوا مصالحه وخانوا العهد والوعد وكذبوا على الله وعلى أنفسهم وعلى الشعب .
  • لقد أقسم رؤساء ووزراء وكبار مسئولين من ذي قبل على استقلال الوطن وسلامة أراضيه . وما حفظوا يوما على استقلال الوطن لاسياسيا ولا اقتصاديا ولا أمنيا . لقد صار القرار السياسي في عهودهم البائدة البائسة مرهونا بإرادة البيتين الأبيض فى واشنطن والأحمر فى موسكو . ومدت مصر كلتا يديها إلى أراذل الأمم لتتسول رغيف خبزها وعلبة دوائها وسلاحها . فأين استقلال الوطن..؟ وأين كرامة الوطن ..؟ وأين شرف وعزة الوطن..؟ . إن استقلال الوطن يعنى أن ينتج الوطن غذاءه ودواءه وسلاحه . فهل اكتفت مصر فى العهود السابقة مما سبق ذكره..؟ إن آخر التقارير تقول إن مصر الأول فى العالم فى قائمة الدول المستوردة للقمح, فأين الاستقلال ياأهل الاستقلال..؟ . يبدوا أنهم كانوا يقصدون بالاستقلال أن يستقلوا هم وأبناؤهم وأحفادهم وعشيرتهم من أى محاسبة قانونية على جرمهم فى حق الوطن طيلة العهود الفاسدة السابقة . ويستقروا على مقاعدهم الأبدية التي ورثوها كابرا عن كابر...! ؟.
  • يبدو إن هذا القسم ليس سوى ديكور سياسيي وغطاء قانوني يختبأ وراءه كل من يتولى أمر هذا الشعب لكي يسهل عليه النهب والسرقة والسجن والاعتقال والقتل إن لزم الأمر حتى يتسنى له التحكم فى سفينة الوطن . وياليتهم يعلمون أن سفينة الوطن قد تميل وتترنح وتفقد توازنها وتغرق بكل من فيها فى لحظة هبوب الرياح . وقد حدث بالفعل يوم أن اندلعت ثورة يناير التي لم تكتمل حتى اللحظة لتخلع ولو صوريا وشكليا رئيسا فاسدا شهد بفساده الحيتان فى البحر . لقد انفجرت كل الدمامل الممتلئة بصديد النظام السابق الذي تحكم فى البلاد والعباد ثلاثون سنة كاملة . ولم يكن أحد يعلم حجم هذا الفساد الذي تركه النظام الفاسد السابق إلا بعد إمتلأ البر والبحر والجو بصديد هذا الفساد حتى أزكمت رائحته الأنوف .
  • كم من رئيس وقف أمام الشعب ليقسم بالله العظيم . وكم من رئيس وزراء وقف أمام الشعب ليقسم بالله العظيم . وكم من وزير وقف أمام الشعب ليقسم بالله العظيم . وكم من مسئول كبير وقف أمام الشعب ليقسم بالله العظيم . وكم من قاض وقف أمام الشعب ليقسم بالله العظيم . ومع ذلك شاهدنا رؤساء ظلمة ووزراء فسقه وقضاة خونة وفقهاء كذبة , وكلهم أقسموا بالله العظيم..!؟. ألم يشاهد الشعب رئيسا حكم ثلاثة عقود كاملة غير منقوصة عاد بمصر من خلال حكمه الغاشم إلى عصور الظلام والانحطاط الاقتصادي والسياسي والأمني..؟ ألم يشاهد الشعب رؤساء حكومات خانوا الله وخانوا أماناتهم وهم يعلمون ..؟ . ألم يشاهد الشعب وزراء مالية لصوص هربوا بخزائن مصر إلى أوربا , وما السكير بطرس غالى عنا ببعيد..؟ . ألم يشاهد الشعب قضاة خونة حكموا بالإعدام على أبرياء وأطلقوا سراح القتلة والبلطجية..؟ ألم يشاهد الشعب فقهاء خونة يحرضون الحاكم على ضرب أبناء الشعب فى الفاضى والمليان..؟ وما"على جمعة" عنكم ببعيد.
  • كم من رئيس خرج على قومه فى زينته ليقسم بالله بالحفاظ على الدستور والقانون . ثم يكون هو أول من يدوس القانون والدستور تحت بيادته . حتى الدساتير التي أقسموا عليها تنص على الحفاظ على حرية الإنسان وأدميته وحفظ نفسه وماله وعرضه وحريته وكرامته . لكنهم سرعان مايحولون الوطن إلى سجن كبير , ويحولون كل الشعب إلى متهمين حتى يثبتوا براءتهم . لقد حولوا أقسام الشرطة إلى سلخانات بشرية , الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود . لقد عينوا وراء كل مواطن مخبرا يعد عليه أنفاسه وشهيقه وزفيره . لقد اقتحموا البيوت وكشفوا العورات وانتهكوا الحرمات ونهبوا المليارات مع أنهم أقسموا بالله العظيم..!؟. ألم يقسم الطاغية الفاسد مبارك بالله العظيم ثم راح يشق للناس أخاديد كأصحاب الأخدود . ألم يقسم بالحفاظ على مصالح الشعب , ثم نراه يحافظ على مصالح علاء وجمال وعز والشاذلي وغيرهم من الشلة الفاسدة . لقد كذبوا على الله فأذاقهم الله من نفس الكأس الذي تجرعت منه شعوبهم .
  • ياسادة إن القضية ليست قضية قسم ولاحلف يمين دستورية . فكما يقولون فى المثل الشعبي المصري " قالوا للحرامى احلف , قال جاء الفرج..!؟ " . إن الرؤساء والوزراء وكبار المسئولين فى بلادنا إلا مارحم ربى لايعرفون لله قسما , ولا يعرفون للشعب حرمة , ولا يعرفون لنظافة اليد طريقا , ولا يعرفون لمصالح الشعب سبيلا . إنهم فقط يعلمون ويعرفون مصالحهم ومصالح أقاربهم وذويهم . فابن القاضي لابد أن يكون قاضيا . وابن الضابط لابد أن يكون ضابطا . وابن المستشار لابد أن يكون مستشارا . وابن الفقير وان كان متفوقا , لانصيب له إلا التقاط الفتات الساقط من على موائد علية القوم , هم الذين خربوا البلاد وأذلوا العباد واغتصبوا إرادة الشعب واستولوا عليها بقوة السلاح الذي اشتروه بمال الشعب. ثم يأتوا فى مشهد كوميدي مأسوي ليضحكوا علينا ويقولون " أقسم بالله العظيم " والله ورسوله منهم براء إلى يوم الدين .

المصدر