أطفال غزة وأجيال جديدة من المقاومة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
  • بقلم/ أ. محمد السروجي
الجيل القادم من المجاهدين
    • حالة من الدمار والخراب طالت كل مظاهر الحياة.. الأطفال والنساء، الشيوخ والعجائز، الحقول والمزارع، البيوت والمساجد، المدارس والمستشفيات، استُخدمت فيها كافةُ أنواع الأسلحة المحرمة دوليًّا، بل صرح البعض أن الكيان الصهيوني جعل من غزة معملاً لتجارب مراكز الأبحاث الصهيوأمريكية، محرقة حوَّلت قطاع غزة المحاصر منذ عامين إلى حالة لم تمر بها البشرية إلا في الحروب العالمية!.
    • مشاهد تعجز كلمات لغتنا العربية الغنية عن وصف أهولها وأحداثها.. أهوال شغلت أطباء وعلماء النفس حول مدى الانعكاسات النفسية والعصبية لهذه المشاهد على أطفال غزة بل وأطفال العالم، علميًّا من المتوقع أن يُصاب الأطفال بصدمات نفسية تؤدي إلى "عدم القدرة على النوم والتبول اللا إرادي والتعثر بالكلام، والالتصاق بالأم، وفي المرحلة الثانية من الصدمة يصبح الصوت المزعج مرتبطًا بالخوف والموت وارتجاع صور الأحداث والاكتئاب، لكنَّ التاريخ والرصيد المقاوم والنضالي لهذا الشعب العجيب يؤكد أن الأمر مختلف، فالأطفال الذين شهدوا المجازر وفقدوا رعاية الأب وحنان الأم لم يجدوا بديلاً أكثر قوةً وأوفر أمنًا من التنظيم، خاصةً المسلح والمقاتل الذي يعوض به هذا الحرمان من جهة ويستردّ حقه المسلوب من جهة أخرى.
    • وقد أكده أطباء نفسيون فلسطينيون أن الحرب على قطاع غزة تؤسس لجيل جديد من المقاومين المتشددين ضد "الكيان الصهيوني"، ولن يجدوا طريقة لشعورهم بالأمان سوى اللجوء إلى القوة والعنف ضد الكيان الصهيوني الذي يرون فيه "الشر الأكبر"، كما يرى البعض أن الأطفال الذين وُلِدوا تحت الاحتلال استخدموا ضرب الحجارة والمولوتوف خلال الانتفاضة الأولى، أما الجيل التالي فقد كان أكثر تشدُّدًا تجاه "الكيان الصهيوني"، ومن المتوقع أن يكون الجيل الحالي أكثر تشدُّدًا وعنفًا ليس تجاه "الكيان الصهيوني" وحدها بل تجاه كل من وقف في صفها وكان سببًا في فقدان الأهل والأقارب وستدفع "الكيان الصهيوني" بل والمنطقة ثمنًا باهظًا مستقبلاً؛ لأنهما كرَّسا ثقافة الحرب والعنف وغياب العدالة والأمن، وفي استطلاع رأي لعدد 350 طفلاً "تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عامًا" ممن عاشوا هذه الأحداث "جاءت جميع توجهاتهم انتقاميةً ويريدون أن يكونوا استشهاديين أو مقاتلين".
    • هذا على الجانب النفسي والعصبي، فما بالنا لو تم التأصيل الوطني والشرعي لروح المقاومة و الجهاد وتحرير الأوطان من المحتل الغاصب؟ بل يرى البعض أن هذه الروح والحالة النفسية لن تتوقف عند حدود الأراضي المحتلة بل تجاوزتها للدول العربية والإسلامية التي اتهمت بالتواطؤ والشراكة مع الكيان الصهيوني ضد شعب غزة والخوف أن يحدث تغيراتٍ شبه جذرية لدى قطاع غير قليل من الشباب فيما يتصل بمناهج التغيير والإصلاح في هذه الدول التي سيتعزَّز فيها النهج العنيف الانقلابي على النهج السلمي الاعتدالي ولأسباب كثيرة منها فقدان الثقة فيما يسمَّى بالمجتمع الدولي بكافة مؤسساته القانونية والحقوقية وسعة الفجوة وشدة العداء والكراهية بين شعوب المنطقة وبعض الدول الكبرى خاصةً أمريكا وضياع كل الوقت والجهد والمال الذي بذلته في تحسين صورتها في المنطقة وتعزيز نظرية المؤامرة لدى العرب والمسلمين وانعكاساتها على العلاقات الإنسانية وفقدان الثقة فيما يسمى بالتداول السلمي للسلطة الذي يكذبه الواقع الحكومي بجميع ممارساته وكذا اتهام الأنظمة في ولائها ووطنيتها بعد حالات الصمت والتواطؤ والتآمر على الشعوب العربية وقضاياها المركزية والانعكاسات الخطيرة لهذه الأفكار.
    • توقف العدوان الآثم، وسيعاد إعمار غزة بيوتها ومساجدها ومدارسها بل وأنفاقها، لكن الذي قد يصعب إعماره وإصلاحه هي المواقف المخزية والانعكاسات الفكرية والسلوكية الخطيرة المترتبة عليها.


إشارة

  • المحلل العسكري المصري العميد متقاعد صفوت الزيات: "ما شاء الله" كنت رائعًا وأنت تطل علينا من شاشة (الجزيرة) يوميًّا طوال فترة الحرب، لتحلل بدقة الأبعاد الإستراتيجية على الأرض، وتكشف ما وراء صور الدمار والنار من خطط وكانت الملايين تتابعك بشغف وأمل، وكنت مميزًا تختلف كثيرًا عن هؤلاء الذين يطلون علينا كخبراء إعلاميين ليبشرونا بالهزيمة.. عمومًا نشكر التقاعد الذي أتاح لنا فرصة رؤياك.


المصدر : نافذة مصر