أصغر أسير في العالم

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٧:٤٤، ١٧ مايو ٢٠١٠ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات) (اصغر أسير في العالم تم نقلها إلى أصغر أسير في العالم)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كان يظن أن الزنزانة هي الكون ويعتقد أن كل الأطفال يحملون اسمه


أصغر أسير في العالم .. يوسف كان ونيس والدته في السجن يجد نفسه غريباً خارج أسواره

الطفل يوسف مع أمه

لم يتوقف الطفل يوسف، والذي أفرج عنه برفقة والدته فاطمة الزق في إطار صفقة العشرين يوم الجمعة 2 أكتوبر ، عن البكاء لحظة واحدة منذ أن وصل قطاع غزة، نظراً لتغير الوجوه عليه، بعدما كان يعتقد أن الكون هو فقط الزنزانة التي أبصر فيها النور.


وكانت سلطات الاحتلال أفرجت عن الزق يوم الجمعة (2/10) ضمن صفقة العشرين برفقة طفلها يوسف الذي أنجبته داخل السجن قبل عشرين شهرا، بعد اعتقال دام عامين ونصف العام.


لم تكن تعرف فاطمة (42 عاما) حينما رافقت ابنة أخيها المريضة "روضة" في أيار (مايو) 2007 للعلاج، أن قوات الاحتلال ستعتقلها عن معبر بيت حانون "إيرز" شمال قطاع غزة وتقتادها إلى سجن عسقلان للتحقيق معهما.


ورغم التحقيق القاسي ظلت فاطمة تحتفظ بجنينها لتكون له قصة لم تحصل من قبل لأي طفل على الإطلاق بأن يبصر النور في داخل أحد السجون ليكون أصغر أسير في العالم.


وبعد مخاض صعب وآلام مزدوجة للحمل والاعتقال؛ رُزقت فاطمة في السابع عشر من كانون ثاني (يناير) 2007 ، بالطفل الذي كانت تنتظره في ظروف غاية في الصعوبة وأسمته يوسف تيمنا بسيدنا يوسف عليه السلام الذي أمضى في السجن بضع سنين عله يؤنس وحشتها فكان الونيس لها ولزميلاتها في السجن اللاتي كن يستمتعن في مداعبته واللعب معه، مخففا عنهن آلام السجن.


رافق يوسف والدته إلى السجن ليدخل إلى ظلماته بعدما خرج من ظلمة رحمها وليعيش حياة أخرى وتجربة ربما تكون فريدة من نوعها، وليطلق سراحه برفقتها في الصفقة كأصغر محرر عرفته صفقات التبادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


وتقول الأم فاطمة لوكالة "قدس برس": "يوسف كان يعتقد أن الزنزانة التي كانت يعيش فيها بالسجن هي الكون كله، وأنها وبقية زميلاتها العالم، وعاش وكبر على ذلك على الرغم من أن الفترة التي أمضاها لم تكون طويلة إلا أنها كانت مهمة في تكوينه وبدء نضوجه".


ووصفته بأنه ذكي جدا وأكبر من سنه، وأضافت: "أنه على الرغم من أن عمر يوسف لا يتجاوز العشرين شهرا إلا أنه يدرك كل شيء حوله، وكنت أخشى أن تطول فترة الاعتقال ويتجذر فهم يوسف للواقع الذي يعيشه حيث سيصعب لاحقا التغير من أطباعه وسلوكه داخل السجن كون يعيش طفولة محرومة من كل شيء".


وأضافت: "يوسف بصدق غلبني كثيرا منذ وصلنا غزة ، لأن الجو تغير عليه بوجود الناس، ودائما يصرخ ولا يتوقف عن البكاء، وأنا لا أعرف ماذا أعمل له لكي يكف عن البكاء"، مؤكدة أن الوضع صعب للغاية عليه وهي تحاول أن تخرجه من الذي فيه.


وقالت: "هو دائما يبكي، ولا يتقبل أحد ومتعلق بي بصورة كبيرة، ودائما يضرب نفسه، ويشعر نفسه بأنه غريب".


وأشارت أنها وجدت صعوبة في تعريفه على أشقائه الثمانية، منوها إلى أن أكبر هؤلاء الأولاد محمود (22 عاما) وأصغرهم سليمان الذي يبلغ من العمر سبع سنوات.


وقالت: "إن لحظات تعرف أخوة يوسف عليه كانت صعبة جدا، لحظات ممزوجة بالفرح (..) ممزوجة بالبكاء، لقاء كان صعب علي، فبعد هذا الفراق الذي كان عامين ونصف العام تقريبا نلتقي وأنا معي يوسف الذي أنجبته داخل أسوار السجن بعيدا عن أخوته".


المصدر: رسالة الإخوان 9 - 10 - 2009 / 20 شوال 1430 هـ العدد 611