أرامل شهداء رابعة.. بين ألم الفراق ولوم اللائمات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
أرامل شهداء رابعة.. بين ألم الفراق ولوم اللائمات


(رصد - خاص)

الجمعة 17 إبريل 2015

شهداء رابعة

تعاني أرامل شهداء مذبحة فض رابعة وما تلاها من أحداث فوق مرارة فقد الزوج، الحبيب مرارات من نظرة المجتمع لها، وتلصص الناس.

أرامل فضلن الدخول في تجربة زواج ثانٍ ليجدن لأطفالهن أبا يعوضهم عن فقد آباءهم.. أو معين ينتشلهن من وحدتهن، خاصة وأن إشفاق الناس عليهن بدلا من أن يدواي الجراح زادها.. فلم تسلم هاتيك النساء من نظرة شك بخيانة أو اتهام بإنكار الجميل أو إن "العشرة هانت عليها".

هنا نفتح الباب على مصراعيه لمناقشة القضية وذكر حالات لأرامل الشهداء اللاتي تزوجن وحاولن عبور تلك المحنة.

بعد فقدان أزواجهن خلال أحداث الانقلاب العسكري الدموي، في البداية تروى "ر. م" من الإسكندرية أنها فقدت خطيبها في مذبحة رابعة بعد أن كانت تجهز وتعد لزفافها، مشيرةً إلى أنها ظلت عدة أشهر محتسبة صابرة تتمني أن تكون زوجته في الجنة بعد أن رحل عنها.

وتضيف:" لأني كنت طالبة جامعية فأكثر صاحباتي كانوا بيكلموني على موضوع الخطبة والزواج وإن الأمر ده هيفرح الشهيد، وبالفعل اتخطبت بعد سنة من استشهاد خطيبي ولكني لم أسلم من مضايقات الكثيرات وبعضهن وصفني بأني خنت الشهيد، وإني فكرت في نفسي ونسيته، فلجأت لإغلاق الحساب الخاص بيّ على موقع فيس بوك لكي أسلم من أذى حديثهن".

علقت المستشار الأسرية والتربوية

أما " م . ع" أرملة أحد شهداء فض مذبحة النهضة فقالت إنها تعاني من الوحدة فبعد أن كان زوجها يؤانسها، ويسمع شكواها وتأخذ برأيه في كل الأمور، باتت وحيدة، مضيفة: "أحيانا أجلس وجدي على الأريكة وأنتظر قدومه من الخارج كعادته ليجلس بجواري ويطمئن على أحوالي أنا والأولاد خلال غيابه في عمله".

واستطردت قائلة: "حمل كبير ومسئولية كبيرة، فالفراق صعب وتربية الأولاد وإقناعهم بأن الأب مش موجود صعبة ومسئولية إني أكون أب وأم في نفس الوقت.. بس ربنا هو المعين وهو اللي بيصبر الواحد على المسئولية الكبيرة اللي ربنا اختاره ليها".

أما أميرة الديب فهي واحدة من أرملات الشهداء اللاتي يعانين من عادات المجتمع المسيئة والتي تنظر للأرملة نظرة بعضها يحمل الشفقة وبعضها الحذر من أن تكون عامل جذب لزوج من زوجته.

تحكي أميرة أنها تزوجت بعد استشهاد زوجها بفترة كبيرة بعد أن ترك لها ابنة صغيرة لم تكمل الأربعة أعوام، فقالت: "تزوجت.. طبقت شرع الله ولم أخترع شرعا جديدا.. رُميت بكم كبير من الاتهامات والأباطيل ولم أسلم من كلام يتهمنى بالخيانة وعدم الوفاء وكأننى ارتكبت جرما فظيعا لا يغتفر.. ومن يتهمنى ببيع القضية ونسيان دم الشهيد، فكيف أنساه؟! وليس لي أن أنساه فما زال في أحضاني قطعة منه.. كيف أنساه وما زالت ذكراه تلوح أمام عيني!".

وتضيف في تدوينة نشرتها عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيس بوك": "تزوجت لأقطع ألسنة الذين يرون في الأرملة عرضا مستباحا وصيدا سهلا يرمون عليه شباكهم ولن يفهم ذلك إلا من مر بتلك الظروف، فنحن نعانى فى مجتمع مريض يعج بالآفات القذرة التى أصابت حياتنا بالعفن..

تزوجت أبا لابنتى يحاول تعويضها عن فقد أبيها الشهيد وتعيش فى ظل أسرة فقدت معناها منذ ما يقرب من سنتين.. من لم يعش حياتنا ويعانى معاناتنا فليس له الحق بأن يتلفظ بكلمة واحدة أو ينكر علينا حقا فالله وحده أعلم بما نقاسيه فى وحدتنا نحن وفلذات أكبادنا".

أميرة الديب فهي واحدة من أرملات الشهداء

وأردفت قائلة: "ليس لي أن أبرر لم تزوجت أو كيف وأين وكل تلك الأسئلة التى تتلمزون بها من وراء ظهرى، وليس لكم أن تسألوا ذلك فتلك حياتى وحدى ولا شأن لكم بها.. كفوا ألسنتكم عنا وأشغلوا انفسكم بشيء أهم من الخوض فى أعراض الناس والتلمز عليهم".

من جانبها، علقت المستشار الأسرية والتربوية "هالة سمير" على مسألة زواج أرامل الشهداء بتدوينة عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك" قائلة: "جاءتني من فترة أسئلة واستشارات حول الزواج الثاني ولكن تلك المرة من زوجات الشهداء".

وقالت: أنا مؤيدة للزواج الثاني؛ لأنه شرع الله الذي اختاره لنا، سواء كان لأرملة شهيد أو أي أرملة أو مطلقة، وليس للطرفين أن يبرروا زواجهم.. والزوج ليس مطالبا شرعا أن يبرر لماذا عدد الزوجات؟".

وأضافت: "كلامي هنا عن زوجة الشهيد.. أليس هذا ديننا أليس هذا خير وعفه وحصن لها من كل الألسنة أو العيون أو أصحاب القلوب المريضة التى تستبيح لنفسها أن تلهث وراء كل أرملة بحكم أن هذه هي نظرة المجتمع، وأنها مستباحة ويستغل هؤلاء أصحاب القلوب العفنة ظروفها ويدخلوا لها من مداخل ربانية ودعوية وأعلم كثيرين وقعوا في الأمر وما زالوا ".

وتختتم تدوينتها قائلة: "التي تترفع وتصبر فهذا شأنها أخواتى فلا لوم على التي تزوجت ولا لوم على التي أمسكت.. فالله فى عون الكل والمصاب فى الزوج لهو جلل؛ لأن زوج المرأة منها بمكان فالحكم الشرعى هو الحل (بكسر الحاء) أى حلال".

المصدر