أحمد منصور يكتب : توحش الدولة الأمنية المصرية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد منصور يكتب : توحش الدولة الأمنية المصرية


(24 مارس 2016)

قيام سلطات الأمن المصرية بحرق منازل بعض معارضي الانقلاب في محافظة دمياط شمال مصر ومنع سيارات الأطفاء أو الأهالي من إطفائها يعكس تطورا وحشيا جديدا في أسلوب تعامل الدولة الأمنية المصرية مع معارضيها، فالوسائل المتوحشة التي اتبعها النظام الانقلابي منذ انقلاب 3 يوليو حتى الآن تتصاعد يوما بعد يوم وتصل إلى حالات غير مسبوقة من التوحش في معاملة الشعب المصري،

بدأ التوحش بعمليات القتل العشوائي للمعارضين في رابعة والنهضة والحرس الجمهوري والمنصة ورمسيس وباقي محافظات مصر ولقي آلاف المصريين حتفهم وجرح أكثر من عشرين ألفا وأودع السجن أكثر من خمسين ألفا بينهم خيرة عقول المصريين من أطباء ومهندسين ومهنيين وعمال ومن كل طبقات الشعب ومن كل مدنه وقراه ومحافظاته دون أن يفتح ملف للتحقيق أو يحاسب أحد،

لكن مع ذلك لم تتوقف المسيرات والتظاهرات المعارضة للانقلاب طوال أكثر من عامين ونصف فيما تواصلت القبضة الأمنية ووسائل التوحش سواء على المعارضين الموجودين خارج السجون أو الموجودين داخلها، فقد تعرض المعتقلون داخل السجون لمعاملات غير آدمية في سجون أسست ليتعرض المسجونون فيها للقتل البطيء مثل سجن العقرب الذي يوصف بأنه غوانتانامو مصر فالداخل فيه مفقود

ولا يقف التوحش عند حد المعتقلين الذين يمنع عنهم الدواء والغذاء والزيارات ويتعرضون للتهديد الدائم من قبل القيادات الأمنية الفاسدة المصابة بالسادية والكراهية لكل ماهو إنساني بل إن الأمر يتعدى ذلك إلى مراحل تعذيب الأهالي عند الزيارة عبر إذلالهم لساعات طويلة من الانتظار خارج السجن تبدأ بالمبيت أمام السجن ثم الاجراءات المعقدة في الزيارة والتفتيش وإفساد الأطعمة التي يحملوها للمسجونين ثم إهانة المسجونين أمام أهاليهم حتى أن كثيرا من المعتقلين طلبوا من أهاليهم عدم زيارتهم

وقد دفع هذا معتقلي سجن العقرب إلى الاضراب عن الطعام قبل أكثر من أسبوعين دون أن يحظوا بالتعاطف الكافي أو الضغط علي النظام حتى يغير من وسائل قمعه لهم ، ولا يقف التوحش عند حد المعتقلات والشرطة بل يصل التوحش إلى النظام القضائي الذي أصدر مئات الأحكام بالاعدام بعضها على أطفال وآلاف الأحكام بالمؤبد والأشغال الشاقة بعضها على أطفال في المدارس الأعدادية

أما الذين خارج السجون فإن توحش النظام يتعامل معهم بمبدأ التصفية الجسدية حيث قتل المئات من الشباب المسالمين في بيوتهم الهاربين من مطاردات النظام وتم تصويرهم بعد ذلك على أنهم يحملون أسلحة تم دسها عليهم أما الأسلوب الجديد في حرق البيوت فإنه يعكس مستوى السادية والاجرام الذي وصل له النظام على مبدأ "موت وخراب ديار".

إن تفشي الظلم وتصاعده وتوحش إجرام الأمن والنظام وانتشاره دليل على ضعف النظام وخوره وأنه أصبح يضرب بعشوائية تعكس خوفه وسيره نحو الهاوية .

المصدر