أحمد منصور يكتب:لماذا رضحت أوروبا لشروط تركيا ؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد منصور يكتب:لماذا رضحت أوروبا لشروط تركيا ؟


(22 مارس 2016)

"إن مغامراتنا مع الاتحاد الأوروبي طويلة منذ الستينيات وحتى الآن مررنا بطرق مختلفة.. لا أنسى قمة ديسمبر 2002 كانت قمة صعبة للغاية وكذلك القمة عام 2004 كانت صعبة للغاية". كانت هذه بعض التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزارء التركي أحمد داوود أوغلو بعد عودته من القمة التركية الأوروبية التي عقدت في بروكسل يوم الجمعة الماضي

وأضاف داوود أوغلو بعدما سرد بعض التفاصيل عن مراحل العلاقات الأوروبية- التركية "اجتمعنا مع قادة الاتحاد الأوروبي لساعات طويلة، وكان علينا أن نخرج من هذه الأزمة بنتائج إيجابية، إن الأتحاد الأوروبي بعد كل أزمة يكبر من خلال اكتشافه لشيء جديد، وفي هذه الأزمة وخلال الاجتماعات الأخيرة خرجت أوروبا وتركيا مستكشفتين بعضهما البعض".

هذه التصريحات الدبلوماسية الهادئة من صانع الدبلوماسية التركية الحديثة أحمد داوود أوغلو صاحب نظرية "صفر مشاكل" وكتاب "العمق الاستراتيجي لتركيا" لا تعكس على الإطلاق أن المفاوضات كانت هادئة، فخلف هدوء داوود أوغلو كان الرئيس رجب طيب أردوغان يدك أوروبا بتصريحاته القوية فصباح الجمعة الماضي بينما كان داوود أوغلو يتفاوض مع الأوروبيين في بروكسل

كان رجب طيب أردوغان يصوب مدفعيته نحو الأوروبيين متهما إياهم بأنهم أصحاب سجل سيئ في التعامل مع اللاجئين حيث قال "إن الاتحاد الأوروبي ينبغي أن يتأمل في سجله بشأن التعامل مع المهاجرين قبل أن يملي على تركيا ماذا ينبغي القيام به".

وأضاف في تصريحاته التي نقلها التليفزيون التركي "في الوقت الذي تستضيف فيه تركيا ثلاثة ملايين مهاجر أولئك الذين يعجزون عن إيجاد فضاءات بالنسبة لعدد محدود من اللاجئين أولئك الذين يبقون هؤلاء الأبرياء في ظروف مخزية يجب أولا أن ينظروا إلى سجلهم".

وبينما كان أردوغان يقصف كان داوود أوغلو يجني بهدوء نتاج سياسة الرجلين اللذين يكملان بعضهما البعض في قيادة تركيا حيث استطاعا أن يجبرا أوروبا على الرضوخ للاتفاق الذي ظلت ترفضه لفترة طويلة، وكان أهم ما حققته تركيا هو أن كل الذين هاجروا إلى أوروبا حتى 20 مارس أصبحوا من مسؤولية أوروبا

وأن كل من يهاجر من تركيا إلى اليونان بعد 20 مارس تعيده أوروبا لتركيا مقابل أن تمنح أوروبا أحد اللاجئين السوريين المقيمين في المخيمات في تركيا هجرة شرعية، كما تم زيادة المبلغ المقرر لمساعدة اللاجئين في تركيا من ثلاثة ملايين إلى سبعة ملايين يورو..

السؤال هو لماذا قبلت أوروبا بهذه الشروط التي رفضتها من قبل؟! باختصار شديد أوروبا قارة مسيحية عجوز يشيخ سكانها والمستقبل للمهاجرين الذين تتزايد أعدادهم لاسيما المسلمين، وأوروبا خائفة من زيادة سكانها المسلمين، كما جاء على لسان كثير من مسؤوليها أنها تخشى من تغير التركيبة الديمغرافية لصالح المسلمين، لذلك رضخت لشروط تركيا دونما ضمانات بأن يتحول سكانها مستقبلا للإسلام.

المصدر