أحمد منصور يكتب:لماذا رتبت أميركا الانقلابات في المنطقة؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد منصور يكتب:لماذا رتبت أميركا الانقلابات في المنطقة؟


(12 أبريل 2016)

ورثت الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية الإمبراطوريتين الفرنسية والبريطانية ومستعمراتهما، لكن الوضع في المنطقة العربية أصبح متغيرا بعد زرع إسرائيل في قلب فلسطين وقامت سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة العربية أو ما تسميه الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن على ركيزتين الأولى هي أمن إسرائيل والثانية هي ضمان تدفق النفط للولايات المتحدة

وكان ضمان النفط الرئيسي هو أن معظم الشركات التي كانت تسيطر على امتيازات النفط في المنطقة أميركية، أما أمن إسرائيل فقد اقتضى ترتيبات أخرى تمثلت في صناعة أنظمة جديدة لاسيما في الدول المحيطة بإسرائيل يتم إبعاد السياسيين عن إدارتها والمجيء بعسكر من الطبقات الوسطى من خلال سلسلة من الانقلابات العسكرية تطيح سواء بالأنظمة الملكية كما في مصر والعراق وليبيا أو الأنظمة الديمقراطية كما في سوريا

وقد عهد الرئيس الأميركي هاري ترومان في أواخر العام 1951 إلى لجنة سرية يرأسها وزير الخارجية آنذاك دين أتشيسون تضم خبراء من الخارجية والـ سي آي إيه لدراسة وضع الدول المحيطة بإسرائيل وإقامة علاقات مع ضباط الطبقات الوسطى وتشجيعهم على القيام بانقلابات عسكرية تأتي بنظم تشكل طبقات جديدة حاكمة تراعي مصالحها على ألا تشكل أي خطر على إسرائيل وتحافظ على المصالح الأميركية حتى وإن بدت في ظاهرها أنها معادية لها

وقد كانت تجربة انقلاب حسني الزعيم في سوريا في عام 1949 مشجعة على تكرار هذا المسلسل لاسيما وأن حسني الزعيم الذي لم يبق سوى أشهر قليلة في السلطة وضع الصلح مع إسرائيل على رأس أهداف انقلابه في هذا الوقت المبكر، ثم اتضح بعد ذلك أن كل الانقلابات سواء التي جرت في مصر أو العراق أو ليبيا كان كثير من ضباطها على علاقة مباشرة بالمخابرات المركزية الأميركية التي كتب كثير من عملائها كتبا عن الدور الذي قاموا به

وكيف رتبوا هذه الملفات وأثبت الواقع أن كل هذه الأنظمة حافظت على أمن إسرائيل وخسرت بجيوشها الحروب التي قامت ضدها باستثناء حرب أكتوبر التي أطلق عليها السادات حرب تحريك وليست حرب تحرير وأوقفها بعد العبور حتى يجري اتفاقية كامب ديفيد المليئة بالمخازي ولم يعد سرا أن علي صبري وزكريا محيي الدين كانا رجلي عبد الناصر اللذين كانا يرتبان العلاقات سرا مع الولايات المتحدة، أما أعضاء مجلس قيادة الثورة الليبي فقد حصل نصفهم على دورات عسكرية في الولايات المتحدة الأميركية قبل الانقلاب.

هذه المعلومات كشفت بتوسع في عشرات الكتب التي صدرت خلال السنوات الماضية لكن الواقع أثبت أن كل هذه الأنظمة العسكرية كانت أنظمة عميلة وعملت على تأخير نهوض بلادها لمئات السنين وجاءت بطبقات فاسدة في كل مجالات الحكم ولم تكن سوى إفراز للعمليات القذرة التي قامت بها المخابرات المركزية الأميركية التي لا تزال تفضل إلى الآن التعامل مع العسكر وهذا سر بقائهم ودعمهم حتى الآن.

المصدر