أحمد سيف الإسلام حسن البنا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
أحمد سيف الإسلام حسن البنا.. سيرة ومسيرة


الأستاذ أحمد سيف الإسلام حسن البنا في إحدى إفطارات الإخوان

عمر العبسو

مقدمة

هو الأستاذ المحامي والمفكر الداعية القانوني والبرلماني الإسلامي المصري؛ أحمد سيف الإسلام حسن البنا الذي انتمى في صباه إلى جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها والده، وظل رمزاً من رموزها حتى غادر الدنيا.

عمل في مجال القانون، والحقوق محامياً في قاعات المحاكم ومشرعاً في البرلمان ومدافعاً عن الحريات، وشغل منصب أمين عام نقابة المحامين المصرية، وعضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وعضو مجلس الشعب المصري.

المولد، والنشأة

ولد أحمد سيف الإسلام بن حسن بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البنا يوم 22 نوفمبر - كانون الأول 1934 لأسرة مصرية علمية متدينة، فجده أحمد عبد الرحمن البنا من كبار علماء الحديث الشريف في وقته، ومن أنصار الشيخ جمال الدين الأفغاني، ووالده هو الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وأحد كبار رجال الإصلاح الديني في العصر الحديث.

وحول علاقته بأبيه قال:

أدركت منذ دراستي الابتدائية مكانة والدي الشهيد، وأني ابن لرجل غير عادي، وذلك من خلال معاملة ناظر المدرسة والمدرسين شبه الخاصة لي - رغم أنها لم تكن ترضي أبي - الذي كان حريصًا على أن أكون في المدرسة تلميذًا كسائر التلاميذ، وتمثل أول مصدر في معرفتي بالإمام، هو معايشتي له في المنزل حتى المرحلة الثانوية في الدارسة، وكنت أسأله في القضايا العامة التي كنا كطلاب في المراحل الثانوية نتعرض لها، وننظم الإضرابات من أجلها.
إضافة إلى الأحداث التي مرت بالبيت، وحادث اغتياله، والذي أتذكره كأنه بالأمس، خاصة أيامه الأخيرة؛ لطبيعتها والحصار المرير الذي تعرض له في المنزل، وأحاديث الأسرة عنه، كل ذلك أضاف لمعايشتي السابقة له إعجابًا شديدًا، وتعلقًا به، ورغبة في لزوم منهجه.

وحول تأثير جده الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا عن الإمام الشهيد، ورغبته أن أستفيد استفادة كبيرة من مكتبة الوالد، وأن أتجه إلى التعليم الشرعي، فلذلك دفعني إلى الالتحاق بكلية دار العلوم.

كما كان لمكتبة الوالد دور في معرفتي به، فكما يقولون "إذا أردت أن تعرف رجلاً فدلني على مكتبته". وكان لمكتبته دلالات كثيرة ففيها الكتب التي تأثر بها حسن البنا في فكره وحركته، وكانت كذلك مكتبة متنوعة المعارف والعلوم.

ويكفي أن تعلم أن المكتبة كان بها كتب خاصة عن العالم الإسلامي كله، وأخرى عن حركات المقاومة الإسلامية، وثالثة عن كل حرفة ومهنة، بل كان يُنمي فينا خاصة حب القراءة، فقد ترك لي ركنًا خاصًا فيها وزاد مصروفي خمسون قرشًا؛ لكي أشتري بها كتبًا أنتفع بها وأضعها في ركني الخاص، وكان يؤكد دائمًا في كتاباته على أهمية تكوين مكتبة إسلامية لكل أسرة.

كما تتبعت حياة الإمام من واقع أجندته ومذكراته الشخصية وأوراقه الخاصة، وقد كشفت لي كثيرًا عن جوانب شخصيته وبعضها كان فيه مقاطع أدبية رائعة، وبعد ذلك حرصت على السماع من الإخوة الذين عايشوا الوالد كثيرًا، وسجلت كل ذلك كتابة، ومنهم المرشد الراحل الأستاذ عمر التلمساني. كما كانت قراءتي لما كتب الإمام أكثر من مرة رصيدًا جديدًا في معرفتي به، وذلك أن القراءة الثانية والثالثة لأي كتاب أو مقال تضيف أبعادًا جديدة للفهم إلى القراءة الأولى.

وطالب الحكومة البريطانية بالإفراج عن الوثائق التي تخص والده، وتحتفظ بها بريطانيا، خصوصًا أنه قد مر على هذه الوثائق أكثر من ثمانين عاما، ومن المعروف أن الإفراج عن الوثائق المهمة يكون بعد مرور ثلاثين عاما فقط.

ووصف البنا الوثائق التي في حوزة الحكومة البريطانية بأنها في غاية الخطورة، وأنها تشكل جزءًا من تاريخ مصر. ودعا البنا وزارة الخارجية المصرية بمساعدته ومطالبة الحكومة البريطانية بالوثائق، خصوصا أنها كما يرجح البنا قد تكشف عن الجهة التي قتلت والده والتي لا يعرفها أحد حتى الآن.

وإن كان البنا يرى أن هناك دوراً مهما للمخابرات البريطانية في عملية اغتيال والده، ويفسر إصرار بريطانيا على حجب تلك الوثائق بعد مرور كل هذا التاريخ؛ لأن هذه الوثائق تكشف مدى تورط بريطانيا العظمي في جريمة القتل، والتي اتهم فيها من قبل الملك فاروق، كما ألقى آخرون تهمة مقتل حسن البنا على يد الضباط الأحرار، وهو ما نفاه جميع من بقوا علي قيد الحياة منهم، كما جاء في شهادة حسين الشافعي، وعبد اللطيف البغدادي.

ويؤكد البنا أن هذه الوثائق مشرفة، وتمثل المنهج الاعتدالي الوسطي للإخوان وتكشف علاقتهم بأحداث تاريخية كثيرة.

وصف والده بأنّه

"شخصية فريدة، تتمتع بذاكرة حديدية، وكانت مواقفه صلبة ومنطقية، وعلى الرغم من مسؤولياته العديدة لم ينشغل يوماً عن أسرته، فكان يعرف كل صغيرة وكبيرة عن كل فرد فيها".
و"اتهم أحد أجهزة الدولة باغتيال والده، مؤكداً أن الجاني هو أحد رجال الشرطة، وكشف عن أن الإجراءات التي سبقت واقعة اغتيال والده مساء السبت 12 فبراير 1949 كانت إجراءات مشددة ولا مثيل لها: "لم يكن مسموحاً لأي شخص بدخول منزلنا الذي كان محاصراً بشكل كامل، حتى إن الشرطة احتلت الشقة المقابلة لنا لمراقبتنا ليل نهار لمنع أي أحد من الاتصال بوالدي".
" وأوضح أن ظروف الاحتلال في هذه الفترة كانت تستوجب قيام جماعة قوية لمناهضة الاحتلال، مشيراً إلى أن والده كان يسعى لتكوين جيش من الشعب، يضم كتائب مسلحة في كل قرية لمناهضة الاحتلال، ومؤكداً في الوقت نفسه أن والده كان يرفض العنف الداخلي ولم يستخدمه مطلقاً على الرغم من أن الإخوان في عام 1945 كانوا يسيطرون على الشارع السياسي المصري."

ونفى أن يكون لوالده يد في اغتيال النقراشي باشا، رئيس الوزراء الأسبق في عهد الملك فاروق، مؤكداً أن النقراشي قتل نتيجة صراعه مع أفراد داخل النظام الحاكم آنذاك".

الدراسة، والتكوين

واصل سيف الإسلام تعليمه النظامي بعد حصوله على الثانوية العامة، التحق بدار العلوم، وكلية الحقوق بجامعة القاهرة في آن واحد حتى تخرج في جامعة القاهرة بشهادة بكالوريوس في مجال القانون من كلية الحقوق عام 1956، ودرس بكلية دار العلوم التي تخرج فيها عام 1957، وكان أول طالب مصري يلتحق بها من الثانوية العامة، وليس من الأزهر.

التوجه الفكري

بحكم نشأته في بيت أبيه العالم الرباني مؤسس جماعة الإخوان فإن سيف الإسلام نشأ على مبادئ الإسلام وعلى مبادئ القيم والأخلاق والفضيلة، وشهد ملحمة استشهاد الإمام، وهو في الرابعة عشرة من عمره، وكان موضع محبة الإخوان بعد رحيل أبيه الإمام المؤسس لجماعة الإخوان المسلمين.

فانتسب أحمد سيف الإسلام إلى هذه الجماعة مبكراً، فكان أحد رموزها القانونية والسياسية، وشارك في جميع أنشطتها، وتدرج في عضويتها، وكان عضواً في مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان.

الوظائف، والمسؤوليات

اشتغل الأستاذ أحمد سيف الإسلام البنا في سلك المحاماة منذ تخرجه في الجامعة، وظل يرفض جميع الوظائف الحكومية داخل مصر وخارجها.

ثم انتخب نائباً في مجلس الشعب المصري (البرلمان) عن الدائرة الرابعة عام 1987، وحقق أعلى الأصوات في انتخابات نقابة المحامين المصرية في عام 1992 وانتخب أميناً عاماً للنقابة، وأعيد انتخابه في عام 2001.

التجربة السياسية

اشترك سيف الإسلام البنا في جميع أنشطة جماعة الإخوان الدعوية والسياسية والمجتمعية منذ عام 1946. وقد عرضه نشاطه فيها للمضايقة والاعتقال مرات عديدة في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. فقد اعتقل عام 1965م، وأفرج عنه مع فرض إقامة جبرية عليه في منزله مدة عام.

ثم اعتقل مرة أخرى، وأجريت له محاكمة عسكرية عام 1969 فحكم عليه بالسجن عشر سنوات، قضى منها أربعاً قبل الإفراج عنه في إطار عفو عام عن معتقلي الجماعة أصدره الرئيس المصري الراحل أنور السادات يوم 1 أكتوبر - تشرين الأول 1973.

كان لسيف الإسلام نشاط سياسي واسع خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، حيث كان عضواً في مجلس نقابة المحامين، وترأس لجنة الحريات، وكان أميناً للصندوق بها، كما فاز بعضوية مجلس الشعب المصري (البرلمان) عن دائرة الزاوية الحمراء بمنطقة السيدة زينب (القاهرة) عام 1987.

خاض انتخابات نقابة المحامين عام 1992 فاختير أميناً عاماً للنقابة، وحصل على أعلى الأصوات في أول انتخابات نقابية بعد رفع الحكومة يدها عن التدخل في تشكيل هيئات النقابة عام 2001م.

وعندما أعلنت بعض الدول العربية عزمها على فتح سفاراتها في العراق، عارض أمين عام نقابة المحامين سيف الإسلام البنا فتحها بقوله:

إن سعي أمريكا لفتح سفارات عربية في العراق الهدف منه إضفاء شرعية على التواجد الأمريكي في العراق، لا سيما بعد أن فشلت أمريكا في تحقيق تلك الشرعية بالطرق الأخرى، وتحسين صورتها أمام الرأي العام الأمريكي، وهو إجراء يوحي للأمريكان بأن الأوضاع مستقرة في العراق وأن تواجد القوات الأمريكية هناك جاء بفائدة وعلى عكس ما يقول الخبراء بأن بوش فشل فشلا ذريعا في العراق
وقال: إن بوش أراد بهذا الإجراء أيضا أن يضفي شرعية على المعاهدة الأمنية الجدية التي تسرق السيادة الأمنية العراقية عبر تواجد القواعد العسكرية في البلاد، كما أنها تسرق الاقتصاد العراقي لأنها تتيح لأمريكا حصر الإشراف على استخراج البترول وبالتالي سرقته.

وخطب في الوقفة الاحتجاجية الحاشدة التي نظمها ملتقى القوى الشعبية " في 15/5/2008: نعاهد الله، ونُشهد الدنيا كلها على أننا لو انتظرنا 60000 عام من أجل تحرير القدس والأقصى فلن نيأس من زوال الكيان الصهيوني وتحرير الأرض والمقدسات".

وأكد أن الجهاد هو السبيل الوحيد لنصرة هذه القضية، مشددًا على أن الأمة المسلمة ستبقى حيّة ولن تستكين للظلم مهما طال تجبر تحالف الجبناء؛ لأنها متصلة بالله عز وجل. وقف مع الشرعيّة، وعارض الانقلاب العسكري على الحكومة المنتخبة، ورفض عزل الرئيس الشرعي محمد مرسي، إلاّ أن وضعه الصحي جعله يتنحّى عن المشهد السياسي.

ومع هذا فقد قامت حكومة عبد الفتاح السيسي بالاستيلاء على أمواله وممتلكاته السائلة والمنقولة، وذلك بعد قرار أصدرته لجنة حصر أموال الإخوان بموجب قرار رئيس الوزراء رقم 1141 لسنة 2013، إلاّ أنّه لم يستكين للقرار وطالب برفع الحظر عنها.

دخل سيف الإسلام في صراع قانوني مع المؤلف وحيد حامد بسبب مسلسل "الجماعة" الذي تناول حياة والده حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، وتطور الأمر حتى وصل إلى القضاء حيث رفع كل طرف قضية على الآخر.

وصف بأنه الوصي على تراث والده الإمام حسن البنا، والمحافظ على فكره وسيرته من التشويه، وذكر أنه قاضى أحد الكتاب المصريين لكتابته مسلسلاً قصد منه صاحبه تشويه تاريخ الإمام الشهيد، وقال سيف الإسلام - في تصريح أدلى به حينها للجزيرة نت - إن أسرة البنا رفعت ثلاث دعاوى قضائية ضد منتج المسلسل، ومخرجه، ومؤلف السيناريو، وطالبت بوقف هذا المسلسل الذي كانت تبثه قنوات فضائية وأرضية، نظراً لما احتواه من "مغالطات تشين شخصية الإمام الراحل، وتسيء إلى أسرته".

وأضاف أن إحدى هذه الدعاوى رُفعت أمام مجلس الدولة ضد وزير الإعلام المصري آنذاك أنس الفقي لوقف قراره بعرض المسلسل، مشيراً إلى أن الدعوى تشمل كذلك اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري باعتباره المسؤول عن إذاعة هذا المسلسل.

وقام سيف الإسلام بالإشراف على كتابة مسلسل عن حياة أبيه واضعاً كل الوثائق والمراجع الموثوقة بين يدي كاتب محترف عكف على إنهاء نص المسلسل. وأكد سيف الإسلام أن نص المسلسل سوف يخضع عقب الانتهاء منه لمراجعة من قبل أفراد أسرة الإمام، ومن قيادات الجماعة نظراً لحساسية شخصية الإمام الشهيد.

وأشار سيف الإسلام إلى أن مشروع المسلسل خطوة أولى للعديد من المشاريع التي تستهدف رفع الستار عن حياة الإمام الشهيد والرد على العديد من الجهات والأشخاص الذين عكفوا طوال سنوات طويلة لتشويه صورة الإمام الشهيد حيث من المتوقع أن يتم إنتاج فيلم سينمائي عن حياة الإمام عقب الانتهاء من المسلسل.

وصف أحد العارفين بسيف الإسلام البنا شخصيته قائلاً "كان يحمل قلباً طيباً محباً للناس جميعاً، وكان ذا همة عالية محباً للغة والشعر، وكانت له علاقات طيبة حتى بالمخالفين للإخوان"، ومن ذلك أنه كانت تربطه علاقة قوية برأس الكنيسة المصرية الراحل البابا شنودة.

آراء الأستاذ أحمد سيف الإسلام السياسية

يقول عن الاصلاح السياسي في مصر في 2 نوفمبر 2010 لمجلة المجتمع في حوار اجرته معه المجلة حينها

" الإصلاح السياسي لا يعطي سلطة مطلقة للحكومة في أن تمارس الحكم وأن تستأثر به، فلا شك أن عدم رغبة الحكومة في إجراء الإصلاح السياسي هو سبب التأخير، لماذا تتنازل عن جزء من سلطتها، وهي تحكم بصورة مطلقة إلا بضغوط حقيقية، فالضغوط هي التي تجبر الحكومة على أن تجري إصلاحاً سياسياً حقيقياً.
ولابد أن تشعر السلطة بخطورة الوضع من الشعب المصري إذا لم تقم بالإصلاح المطلوب، ولذلك يجب على الشعب أن يتحرك، ولا يوجد إصلاح إلا بكفاح شعبي حر، لا يهدأ إلا حينما يصل ممثلو الشعب الحقيقيين إلى مكان السلطة.
"ويستطرد" لن يأتي الإصلاح السياسي من الخارج أبداً، فالخارج ما يهمه هو مصلحته، ولا يعنيه مدى تمتع الشعب المصري بحقوقه السياسية أم لا، والدليل على ذلك أن الغرب قاوم الحركة الإسلامية في الجزائر، ولا يزال يقاوم حركة "حماس"، رغم أنها نجحت بالطريق الديمقراطي للإصلاح السياسي، ولكن الدول الخارجية الغربية لا تشجع هذه الخطوة، ويجب ألا ننتظر إصلاحاً سياسياً من أية حكومة أجنبية."

وبصفته كان أمينا عاما لنقابة المحامين أعرب عن رأيه في التعديلات الدستورية التي قام بها مبارك قائلا

" أعتقد أن تعديل الدستور الحالي أو إعداد دستور جديد يستويان، ولكن بشرط واحد أهم من التعديل أو التغيير، وهو ألا يغيّر نص الشريعة الإسلامية، باعتبارها المصدر الرئيس للتشريع، سواء تم تعديل الدستور ، أو تم بناء دستور جديد يجب أن ينص على هذه المادة أيضاً.
وهذه المادة الدستورية هي أكبر انتصار فكري للحركة الإسلامية في عصر الرئيس الراحل أنور السادات، لأنها أجبرته على وضع الشريعة الإسلامية كمصدر رئيس للتشريع، وكان هذا انتصاراً لرأي التيار الإسلامي، واعترافاً دستورياً بأحقية الشريعة الإسلامية بأن تحكم هذا الوطن، وهذا أغلى ما نعتز به، والمعركة الآن حول تطبيق هذا النص، وأخشى ما أخشاه أن يكون الحديث عن التعديل أو التغيير وراءه إلغاء سيادة الشريعة الإسلامية."

وعن رؤيته لدور ومكانة الإخوان في 2010 قال

" الإخوان المسلمون هم العصب الحي في هذا الوطن، وهم العين الساهرة والأمل وروح الإلهام لكل الشعب المصري، ولكل الشباب الذي يعمل ويجاهد، والدليل على ذلك أن أجيالاً من الشباب عرفوا بما جرى للإخوان المسلمين في خمسينيات وستينيات القرن الماضي
من اعتقالات وسجن وتشريد واضطهاد وتعذيب، ولكنهم - رغم كل هذا - انضموا إليهم، وتبنوا منهجهم، وحملوا لواءهم، بسبب تأكدهم من إخلاص هؤلاء الإخوان لوطنهم وأمتهم، ورغبتهم في الإصلاح الشامل، حتى لو كان هذا على حساب مصالحهم الشخصية، بل واعتقالهم ومصادرة حرياتهم وأموالهم.
الإخوان المسلمون ليس أمامهم إلا سلوك الطريق القانونية للتغيير، والأفضل لهم ولدعوتهم أن يتشبثوا بالطريق القانونية وبالمسلك الدستوري، من خلال خوضهم لانتخابات مجلس الشعب وغيره، للحصول على سند من الشعب المصري.. وعلى كل واحد من الإخوان أن يوجِد القاعدة الشعبية التي ترفعه، للالتصاق بالشعب وهمومه، ورفع مستوى الوعي عند الرأي العام
وهذا هو الإصلاح الحقيقي، والأمثلة على ذلك كثيرة، حيث فاز أحد شباب الإخوان المغمورين في مدينة "كفر شكر" بمحافظة القليوبية، على رئيس حزب التجمع "خالد محي الدين" عضو مجلس قيادة الثورة، وأحد الرموز التاريخية في المدينة، ونائبها على مدى طويل، والفائز شخص عادي من التيار الإسلامي، ليس له شهرة، ولكن تواجده في دائرته والتصاقه بأهلها ودوره الفعال جعله يكسب هذه الدائرة."

أما عن خلافات تيار الاسلام السياسي فكان رأيه

" أتمنى لكل التيارات الإسلامية في كل البلاد العربية أن يكون عندها باستمرار نماذج في الإخلاص، والزهد في المناصب داخل التنظيمات أو في المناصب الحزبية، ويجب ألا تكون هناك انشقاقات في التنظيم الإسلامي بصفة خاصة، لأنه تنظيم له سياج من الأخوة والقرآن الكريم، فيجب أن يكون التنظيم متوائماً مع قضية هذا السياج وسقفه.
وأرى أن سبب الخلافات هو نقص في فيتامين "الإخلاص"، وسر قوة الإسلاميين في الإخلاص لله سبحانه، فإذا كنا مخلصين فعلاً تتلاشى الفروق والمناصب بين الأفراد، سواء داخل التنظيم أو خارجه، ولأجل هذا يجب أن نعتني بالناحية الروحية في التيار الإسلامي، ولا نهملها بأي حال من الأحوال، ولا يطغى عليها الاهتمام بالنواحي السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية داخل المجتمع، فالناحية الروحية هي الأصل والأساس أولاً."

الوفاة

توفي أحمد سيف الإسلام حسن البنا صبيحة يوم الجمعة 25 ربيع الثاني 1437هـ - الموافق 5 فبراير -شباط 2016، بعد حياة حافلة بالعمل الدعوي، وخدمة الإسلام، والدفاع عن حقوق المسلمين، وشيّعت جنازته من مسجد (الرحمن الرحيم) بشارع صلاح سالم، وكان على رأس المشيعين عدد محدود من تلاميذ مدرسة أبيه الإمام المؤسّس ومحبيه، بسبب الإجراءات الأمنيّة القمعيّة.

وشارك محمد طوسن رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس الأسبق مرسي، ومعه عبد المنعم عبد المقصود محامي جماعة الإخوان، وأشرف عمران عضو لجنة الدفاع عن مرسي، بأداء صلاة الجنازة على أحمد سيف الإسلام بمسجد الرحمن الرحيم (شرقي القاهرة).

لم يختلف مشهد الدفن بين الابن والأب، فقد دفن حسن البنا في مقبرة شهيرة للعائلة بـ"مقابر الإمام الشافعي"، في منطقة "السيدة عائشة"، (غربي العاصمة المصرية)، وسط تواجد أمني، وكذلك دفن نجله أحمد، في مقابر العائلة ذاتها، في ظل حضور لافت لقوات الأمن، وغياب لقيادات الإخوان القابعين في سجون النظام الانقلابي.

وقد أعلنت عائلة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا عصر يوم الأحد إلغاء عزاء نجله أحمد سيف الإسلام البنا الذي توفي الجمعة "بسبب رفض حكومي وأمني".

وأصدرت العائلة بياناً بعنوان "إلغاء عزاء الأستاذ الفقيد أحمد سيف الإسلام حسن البنا". وجاء فيه أن العائلة تعلن إلغاء العزاء في فقيدها والذي كان من المقرر أن يقام اليوم عقب صلاة المغرب في مسجد الإيمان بمكرم عبيد شرقي القاهرة.

وحول تفاصيل إلغاء العزاء، أضاف البيان

"قامت وزارتا الداخلية والأوقاف بإلغاء إقامة العزاء بمسجد عمر مكرم، وأعلنت وزارة الأوقاف أنها لن تستضيف العزاء في أي من المساجد التابعة للدولة".

وحسب البيان، فإن وزارة الداخلية والحكومة المصرية تدفعان العائلة لإقامة عزاء فقيدها في الشارع بعد إغلاقهما أبواب مساجد الدولة كافة في وجهها، "ولكنها لن تستطيع تحمل مسؤولية أمان جموع المعزيين، ولا كلفة تعرضهم لأي خطر".

وتابع البيان

"وعليه، تؤكد العائلة إلغاء عزاء فقيدها اليوم".

أصداء الرحيل

أسرة "البنا" تقيم عزاء أحمد سيف الإسلام بقطر الأحد 07 فبراير 2016 م

كتب (إبراهيم عطية أبو راس) يقول:

علمت "البوابة" من مصادرها بأن أسرة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان سوف تقيم عزاء أحمد سيف الإسلام نجل حسن البنا في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بعدما قررت الأسرة إلغاء العزاء بمصر واكتفاءهم بالمراسلات عبر البريد الإلكترونى.
وكان من المقرر أن يقام عزاء نجل حسن البنا في مسجد الإيمان بشارع مكرم عبيد بمدينة نصر في محافظة القاهرة، قبل أن تعلن الأسرة إلغاءه.

القرضاوي يدعو بالرحمة للأستاذ سيف الإسلام حسن البنا:

تاريخ النشر: جمعة 02/05/2016

دعا الشيخ العلامة يوسف القرضاوي بالرحمة للأستاذ أحمد سيف الإسلام حسن البنا أمين عام نقابة المحامين الأسبق في مصر، الذي وافته المنية صباح الجمعة عن 82 عاما.

وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على صفحته على موقع تويتر:

رحم الله أخانا المناضل أمين عام نقابة المحامين الأسبق والبرلماني الشجاع أحمد سيف الإسلام وألحقه بوالده الشهيد حسن البنا وألهم أهله الصبر والأجر.

ونعته قيادة جماعة الإخوان المسلمين - التي رحل عنها، وهي تعيش محنة أشد من التي عاشتها حين اغتيل والده - ببيان هذا نصه :

جماعة الإخوان تنعي إلى الأمة أحمد سيف الإسلام حسن البنا:

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي(29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)

تنعي جماعة الإخوان المسلمون إلى الأمة الإسلامية، نبتٌ صالحٌ من نبتها، ونبت إمامها الشهيد المؤسس، تنعي بكل الحزن الأخ المجاهد أحمد سيف الإسلام حسن البنا، نجل الإمام الشهيد حسن البنا، والقامة القانونية والنيابية والأمين العام الأسبق لنقابة المحامين، الذي وافته المنية اليوم.

تقبل الله الكريم جهاد آل البنا، الذين ما وهنوا، وما ضعفوا، وما استكانوا في الزود عن هذه الأمة الصابرة، رحم الله الإمام المؤسس ونجله وتقبلهما في أعلى عليين مع الصادقين، والشهداء، وحسن أولئك رفيقاً.. وإنا لله وإنا إليه راجعون. والله أكبر ولله الحمد.

الإخوان المسلمون

الجمعة 26 من ربيع الآخر 1437 هــ - 5 فبراير 2016م .

ونعى الدكتور محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام، والدكتور محمد عبد الرحمن، مسؤول اللجنة الإدارية العليا للإخوان المسلمين في مصر، ببالغ الأسى وفاة أحمد سيف الإسلام حسن البنا، وقالا إنه "أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين ونجل مؤسسها الإمام الشهيد حسن البنا، وأحد قيادات نقابة المحامين".

وقالت براءة، زوجة أحمد سيف الإسلام، نجل حسن البنا (مؤسس جماعة الإخوان المسلمين)، إن "حسن البنا، لم يسع يوماً ما للوصول إلى حكم، إنما كان هدفه الوحيد، تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية".

وقالت براءة، وهي مواطنة تركية، "كان البنا، يؤكد دوما على وقوفه بجانب أي إنسان يطبق أحكام الإسلام، أيا كانت هويته"، مشيرة أن السبب الرئيس، وراء دعوته للمشاركة، في الانتخابات العامة سنة 1942، هو "التمتع بحرية التعبير عبر منبر مجلس الأمة".

وذكرت أنها وزوجها سيف الإسلام، كانا ضد فكرة دفع جماعة الإخوان المسلمين، لمرشح لها في انتخابات الرئاسة المصرية عام 2012، قائلة "كنا متوقعين كل ما جرى، ونؤيد عدم تقديم أي مرشح من الإخوان، ليتهم لم يقدموا على فعل هذه الخطوة، لكن هو قدرنا وعلينا تقبله".

وأضافت

"كان زوجي، مستاء جداً من تطورات الوضع السياسي في مصر، لكن على الرغم من رفضه لفكرة ترشح الإخوان للرئاسة، إلا أنه كان يقول ما داموا اختاروا هذا الطريق، علينا أن ندعمهم، ونصوت لهم".

وحول الوضع الحالي في مصر، ذكرت أنه

"منذ الانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي (أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد)، في 3 من تموز - يوليو 2013، تُنفذ حملات دعائية، ضد تركيا في الإعلام المصري، ما دفع كتلة كبيرة من المصريين لتصديق هذه الأكاذيب"، معبرة عن دهشتها جراء هذا التغير السريع.

وتمنت إجراء حوار وطني في مصر بأقرب وقت يشمل مختلف التيارات السياسية، قائلة

"سيؤثر الحوار الوطني بشكل إيجابي على المجتمع المصري، ومن أجل نجاح هذا الحوار، على السلطات المصرية الإفراج عن المعتقلين السياسيين المحتجزين في السجون دون وجه حق، والذين صدر بحق معظمهم أحكام إعدام ومؤبد. مع الأسف لازال النظام القديم (عهد مبارك) مستمر".

وعن زواجها بنجل البنا الأكبر، أوضحت أنها تزوجت بسيف الإسلام، في تركيا قبل 35 عاماً، (1982) قائلة، "كان للمرحوم نجم الدين أربكان (رئيس وزراء تركيا من الفترة بين 1996 و1997)، والشيخ علي يعقوب، دور كبير في إتمام الزواج"، متابعة قائلة: إن "زوجي كان كثير الزيارات إلى تركيا، وأنا أيضاً كنت على دراية باللغة العربية".

وكشفت أنها على الرغم من كونها أما لأربعة أبناء مصريين، إلا أن السلطات المصرية لم تمنحها الجنسية المصرية بعد، بحجة عدم "إكمال الأوراق المطلوبة"، ولا زالت تستخدم جواز سفرها التركي، وتجدد إقامتها في مصر، كل خمس سنوات.

وفيما يتعلق بتعايشها مع العادات والتقاليد المصرية، قالت عقيلة البنا، "لم أشعر بأي اختلاف بين الثقافتين التركية والمصرية، اللتين تعدان ثقافة واحدة في الأصل"، مشيرة إلى "مدى حب الشعب المصري، لأشقائه الأتراك على الرغم من تدريس تاريخ مزيف في المدارس المصرية يرسخ البغض تجاه الأتراك والعثمانيين".

ومن جهة أخرى، ذكرت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقرينته أمينة أردوغان، قد تقدما بتعازيهما في وفاة زوجها، وذلك من خلال اتصال هاتفي جرى بينهم. وأعلنت عائشة خيرت الشاطر، وفاة أحمد سيف الإسلام حسن البنا، نجل مؤسس جماعة الإخوان، حسن البنا، حيث سيتم تشييع الجثمان عقب صلاة الجمعة، اليوم، بمسجد الرحمن الرحيم.

وقالت عائشة عبر حسابها الشخصي على تويتر:

"توفى إلى رحمة الله الأستاذ أحمد سيف الإسلام حسن البنا.. والصلاة بعد الجمعة بمسجد الرحمن الرحيم صلاح سالم".

كمال الهلباوي لـ"الشرق الأوسط": حظي باحترام الجماعة لكن لم يكن له تأثير:

وكتب (محمد حسن شعبان) يوم السبت - 26 شهر ربيع الثاني 1437 هـ - 06 فبراير 2016 مـ رقم العدد "13584" يقول:

(غيب الموت في القاهرة، أمس، أحمد سيف الإسلام حسن البنا نجل مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها السلطات تنظيمًا إرهابيًا. وشيع جثمان سيف الإسلام من مسجد في شرق القاهرة في غياب قادة الجماعة الموزعين بين السجون وخارج البلاد، فيما قال (كمال الهلباوي) أحد القيادات التاريخية بالجماعة إن "الفقيد ككل أبناء حسن البنا حظي بالاحترام داخل دوائر الجماعة لكنه لم يكن له تأثير على قراراتها، وخصوصًا خلال السنوات الأخيرة التي تولت مقاليد الأمور في الجماعة قيادة لا تعقل".

ويحظى مرشد جماعة الإخوان ومؤسسها حسن البنا، الذي قتل في أربعينات القرن الماضي، بتقدير أعضاء الجماعة لحد التقديس، بحسب أعضاء سابقين بها، مما أسبغ على أبناء البنا الاحترام والتبجيل في أوساط "الإخوان".

وقال الهلباوي، المتحدث السابق باسم "إخوان أوروبا"، إن سيف الإسلام كان عضوا في صفوف "الإخوان"، وإنه شغل عضوية مجلس شورى الجماعة، لكن مرضه حال دون مواصلة نشاطه في صفوف الجماعة.

وأكد الهلباوي أنه رغم التقدير الذي كان يحظى به سيف الإسلام شأنه في ذلك شأن كل أبناء حسن البنا الذكور والإناث، فإنه لم يكن مؤثراً في صناعة القرار داخل الجماعة، مشيرًا إلى أنه لم يتدخل في شؤون الجماعة خلال الفترة الماضية، بسبب ظروفه الصحية، وقيادة الجماعة التي "لا تعقل".

وبمناسبة ذكرى مرور عام على وفاة أحمد سيف الإسلام .. كتب الأستاذ الداعية (بدر محمد بدر) بتاريخ 9 / 2 / 2017م :

توفي فجر الجمعة 5 من فبراير من العام الماضي؛ 2016م أحمد سيف الإسلام حسن البنا، وهو نفس الشهر الذي استشهد فيه والده؛ الذي لقي ربه في 12 فبراير 1949م، عن عمر يناهز 81 عاما، بعد معاناة مع المرض.

ولد سيف الإسلام في 22 نوفمبر 1934م، وهو أول أبناء حسن البنا، والابن الوحيد من الذكور، إضافة إلى خمس من البنات هن: هالة وسناء ورجاء ووفاء واستشهاد، وشهد الابن مصرع والده عام 49، وشارك مع جده لأبيه "أحمد عبد الرحمن البنا" في حمل أبيه إلى المقابر.

التحق سيف بالتعليم المدني، وحصل على الثانوية العامة عام 1952، ثم التحق بكليتي الحقوق ودار العلوم في آن واحد، وحصل على ليسانس الحقوق عام 56، ودار العلوم عام 57، وعمل بمهنة المحاماة.

اعتقل ضمن الحملة على الإخوان المسلمين عام 1965، ثم أفرج عنه بعد فترة قصيرة، مع تحديد إقامته لمدة عام، ليعاد اعتقاله مرة أخرى ومحاكمته عام 1969 عسكريا، ويحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات، قضى منها أربعًا، ثم أفرج عنه الرئيس السادات في الأول من أكتوبر عام 73، قبيل أيام من حرب أكتوبر.

انتسب سيف الإسلام البنا إلى الإخوان وهو في الثانية عشرة من عمره، وشارك في جميع أنشطتها، وكان عضوا في مجلس الشورى العام حتى وفاته، واختير في الثمانينيات عضوا في مكتب الإرشاد، وعاش حياته جنديا مخلصا لدعوته، وفيا لبيعته وفكرته، حتى لقي ربه ثابتا صامدا، غير مبدل ولا مغير.

تزوج متأخراً، وهو في الأربعينيات من عمره، من فتاة تركية ملتزمة، وأنجب منها ولدين وبنتين، وسكن في منطقة الدقي بالجيزة، ونجح ضمن قائمة الإخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشعب عام 1987م عن حي السيدة زينب بالقاهرة، وحصل على أعلى الأصوات، وتم انتخابه أيضا في مجلس نقابة المحامين، لأكثر من دورة، بدءا من عام 1992م، وحصل أيضا على أعلى الأصوات، واختير أمينا عاما للنقابة، وهي من أهم النقابات المهنية تأثيرا في المجتمع المصري.

لقي الأستاذ سيف الإسلام ربه صابراً محتسباً، وأقيمت صلاة الجنازة عليه عقب صلاة الجمعة من مسجد "الرحمن الرحيم" بشارع صلاح سالم بالقاهرة، ودفن بمقابر الأسرة بمنطقة البساتين، وغاب عن جنازته قادة ورموز الإخوان المسلمين، بعد أن اعتقل الانقلاب العسكري غالبيتهم، وطارد الباقين داخل مصر وخارجها، في مشهد يذكرنا بجنازة والده؛ حسن البنا، التي لم يشارك فيها إلا جده لوالده، والسياسي القبطي مكرم عبيد باشا، وسيف الإسلام، والباقي من سيدات الأسرة!

غير أن جموع المصلين والمواطنين من محبي الإخوان المسلمين، تزاحموا بالآلاف لتوديع سيف البنا عقب صلاة الجمعة، في مشهدٍ يؤكد عمق تأثير الإخوان في التربة المصرية مهما تآمر عليها الأعداء.

ونعاه العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في تغريدة له بقوله:

"رحم الله أخانا المناضل أمين عام نقابة المحامين الأسبق والبرلماني الشجاع أحمد سيف الإسلام وألحقه بوالده الشهيد حسن البنا وألهم أهله الصبر والأجر".

من أقواله

  • الإخوان المسلمون هم العصب الحي في هذا الوطن، وهم العين الساهرة والأمل وروح الإلهام لكل الشعب المصري، ولكل الشباب المصري الذي يعمل ويجاهد، والدليل على ذلك أن أجيالا من الشباب، عرفوا بما جرى للإخوان المسلمين في الخمسينيات والستينيات، من اعتقالات وسجن وتشريد واضطهاد وتعذيب، ولكنهم برغم كل هذا، انضموا إليهم، وتبنوا منهجهم، وحملوا لواءهم، بسبب تأكدهم من إخلاص هؤلاء الإخوان لوطنهم وأمتهم، ورغبتهم في الإصلاح الشامل، حتى لو كان هذا على حساب مصالحهم الشخصية، بل واعتقالهم ومصادرة حرياتهم وأموالهم، لقد تأكدوا من أن الإخوان هم شباب جاد ومثابر يحمل هموم الوطن والأمة.
  • أولويات الإخوان المسلمين في رأيي هي على قدم المساواة؛ "رهبان بالليل فرسان بالنهار" كلاهما معاً، لا افتراق بينهما ولا مساحة لإحداهما على حساب الآخر، وذلك بالمحافظة على الفرائض والنوافل والورد القرآني، وحضور النية في كل عمل من الأعمال، فإذا تم هذا سينتهي معه الكثير من المشاكل والمجهود الدعوي المبذول يؤدي إلى السياسة بشكل طبيعي.

ومن الموافقات بين الابن وأبيه وفاته في شهر وفاة الأب نفسه (فبراير)، وقد كان للابن "سيف" نصيباً من الأب في أمور عدة، من حيث المواهب والأخلاق، ومن حيث التضييق والاضطهاد، سواء من الحكومات أو من بعض من ينتسبون للجماعة التي أسسها والده،

ومن حيث وفاة والده بعد أن حلت بالجماعة محنة كبرى أدت لاستشهاده، وقد حمل نعشه والده ونساء بيته، وكذلك الابن مات، وتعيش الجماعة أكبر محنة في تاريخها، فأنصارها بين مشرد وشهيد ومسجون، ولا يجد سيف الإسلام محبيه على كثرتهم سواء في تشييع جنازته، أو في عزاء يقام له في القاهرة.

في دار العلوم

استشهد والده وعمره خمسة عشرة عاماً، وعندما أنهى الدراسة الثانوية، كانت رغبة والده قبل وفاته ورغبة أسرته أن يدرس الابن كما درس الأب، فيدخل دار العلوم، ورحب بذلك الأستاذ علي اللبان، عميد كلية دار العلوم، وفرح أن يكمل الابن ما بدأه الأب، وقد درس سيف الإسلام في دار العلوم، وقام الأستاذ سيد قطب بتدريسه مادة علوم القرآن والتفسير، في كلية دار العلوم، بطلب من عميد الكلية

وذلك عندما فتح الباب للتقدم لدار العلوم لطلبة مدارس وزارة المعارف، فلاحظ فيهم بعض الضعف، على خلاف الطلبة القادمين من الأزهر، فطلب منه تدريس مقدمات تهيئ هؤلاء الطلبة للولوج لدراسة العلوم الشرعية في دار العلوم. وقد كان مع الأستاذ سيف في هذه الدفعة: الشاعر فاروق شوشة، والدكتور عبد العظيم الديب.

جمع التراث

ثم بعد ذلك درس في كلية الحقوق، فجمع بين ليسانس دار العلوم، وليسانس الحقوق، وإن عمل في حياته بعد ذلك بالمحاماة، ولكن نفعته دراسة دار العلوم والحقوق فيما بعد، ليعمل على مشروع كبير ومهم، لم يقدر الله له إكماله، وهو جمع تراث والده، وظل سنوات يعمل ويجمع، ويعكف على ذلك، وإن سبقه وساعده في ذلك مجموعة من الإخوان ممن لهم عناية بتراث الجماعة

وأخرج جزءا واحدا من هذا التراث، وبقي بقيته مشروعا عنده أصوله، وتعليقات له على بعض أجزائه، وقد اتصل بي رحمه الله وحدد موعدا للقائه في بيته، وذهبت وجلسنا ما يقرب من ثلاث ساعات، لما بلغه عني من اهتمامي بتراث الحركة الإسلامية، وامتلاكي لمجلات الإخوان المسلمين، واطلاعي على تراث رموزها

وعلى رأسهم: حسن البنا، وكنت قد قمت بكتابة دراسة مفصلة تصل لحوالي (34) صفحة، قمت بعمل حصر لكل الأعمال العلمية حول تراث حسن البنا، وقمت بكتابة ما لهذه الأعمال من ميزات، وما عليها من ملاحظات علمية، وتناولت الجزء الوحيد الذي نشره الأستاذ سيف الإسلام، وقدمت ملاحظاتي على العمل، وتقبلها برحابة صدر كما هو معهود منه، وقد كانت رغبته أن يكمل هو بنفسه جمع تراث والده

ولذا كان طلبه مني أن أقف عند الأجزاء الأربعة التي قمت بجمعها من تراث والده، فلديه رغبة قديمة أن يحظى بهذا الشرف، ويقوم ببعض الواجب تجاهه، واستجبت وقتها، على أن أتركه يقوم بهذا الواجب، فإن لم يتمكن من ذلك لمشاغله التي لا تنتهي، أعود لتكملة نشر هذا التراث.

كما قام بمحاولة جمع ما يخص والده من أحداث وكتب، واستعان بمن يعرف ممن لهم صلة بتاريخ والده والجماعة، ليشرف على عمل فيلم عن حسن البنا، وقد عاونه في ذلك بعض الإخوان ممن لهم خبرة وصلة بالموضوع، ولكنه أيضا مشروع لم يكمله الأستاذ "سيف" رحمه الله كسابق مشروعه عن تراث والده، أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، وأن يقوم من بعده من يكمل هذه المهام من أهل التخصص فيه.

القصص

وكان سيف الإسلام طرفاً في قصص تحكى عن أبيه، ولا أساس لصحة بعض ما يذكر، ومن ذلك القصة التي حكتها بعض كتب الإخوان عن أشخاص من الإخوان، أن حسن البنا حين مرض ابنه سيف وهو صغير، وترك زوجه وخرج للقاء للدعوة، فلما سألته زوجته: أين تذهب وابنك مريض؟ فقال: الطبيب موجود، وإن حدث قدر الله، فجده أعرف بالمقابر من أبيه!

وكان سيف الإسلام رحمه الله حريصاً على نفي هذه الحادثة، إذ إنها لا تدل على حرص حسن البنا على الدعوة، بقدر ما تدل على غلظة قلب الرجل وفظاظته، ولم يكن كذلك، ولكنها خيالات بعض الأتباع عندما تسرح وتشطح في التقديس للشخص.

الاعتقال

وناله الاعتقال في عهد عبد الناصر في الخمسينيات، ثم ذهبت السيدة أسماء الصولي زوجة حسن البنا إلى بيت عبد الناصر، فقال لها الحرس: إنه مسافر، فتركت خبرا أن حرم حسن البنا قد جاءته، وعندما عاد عبد الناصر من سفره أمر بالإفراج عن سيف الإسلام، ولكن بعد ذلك تم اعتقاله في أحداث 1965م، وتم تلفيق تهمة له.

وبعد خروجه من السجن، شق طريقه في الحياة العملية والدعوية والسياسية، جامعا بين العمل بالمحاماة، والعمل النقابي في نقابة المحامين، والترشح لمجلس الشعب، وقد كان عضوا به لدورة واحدة، ثم تم حل البرلمان، وبعدها يترشح وتزور ضده الانتخابات، حتى آخر مرة ترشح فيها سنة 2000م، عن دائرة الدرب الأحمر، التي يعتز بها، فهي مسقط رأسه وأخواته.

الوصية

كان لسيف الإسلام من أخلاق أبيه نصيب كبير، وبخاصة في تسامحه، فقد تعرض لجفاء بعض إخوانه، ومع ذلك لم يكن يذكر ذلك الخلاف أو الجفاء على ملأ من الناس، كان يسر به لبعض من يتكلم معهم، عندنا يأتي الحديث عن الإخوان، وكانت تلك وصية أبيه حسن البنا رحمه الله

إذ جمع البنا قبل وفاته كل من يدرك من أبنائه وبناته وأوصاهم، بأنه إن جاءه قدر الله، فسوف يلقون أذى من جهتين، فعليهم أن يصبروا ويتحملوا، وألا يردوا الإساءة بالإساءة، فسألوه أبناؤه: من الجهتان؟ فقال: بعض أعمامكم، وبعض الإخوان. وهكذا كان سيف الإسلام رحمه الله في تنفيذ وصية والده، وكذلك أخواته، تقبله الله في الصالحين، وغفر له.

"سيف الإسلام حسن البنا".. مشهد الوادع يتكرر بعد 67 عامًا:

القاهرة - حسين محمود - الأناضول - آخر تحديث 07/02/2016

أعداد محدودة من الناس، تسير في ركب تشييع جثمان أحمد سيف الإسلام حسن البنا، وسط تواجد أمني كثيف، في العاصمة المصرية، يوم الجمعة، لتعيد إلى الأذهان مشهد جنازة والده، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين عام 1949 الشهيد حسن البنا.

وقبيل أسبوع واحد، من ذكري اغتيال حسن البنا، مؤسس التنظيم الأبرز في مصر، في 12 فبراير - شباط 1949، يرحل نجله الأكبر "سيف الإسلام"، في 5 فبراير - شباط 2016، بعد 67 عامًا.

تشابهت ظروف الوالد حسن البنا، والابن الذي كان أحد أيضا أبرز قيادات "الإخوان المسلمين"، وعضو مجلس الشورى العام فيها (أعلي هيئة شورية بالتنظيم)، في مشهد الوداع علي هذا النحو "الملفت"، وفق تعليقات الكثير من قيادات الجماعة، وأبرزها جمال حشمت.

وكانت جماعة الإخوان، قد دخلت في صدام شديد مع السلطات المصرية، قبل اغتيال حسن البنا، عام 1949، حتى صدر قرار بحل الجماعة، في ديسمبر - كانون أول 1948، من رئيس الوزراء المصري آنذاك، محمود فهمي النقراشي، فضلا مصادرة أموالها، واعتقال معظم أعضائها باستثناء "البنا"، الذي صادرت الحكومة سيارته، واعتقلت سائقه وسحبت سلاحه المرخص، وقبض على شقيقيه الذين كانا يرافقانه في تحركاته.

أحمد سيف الإسلام حسن البنا، النجل الأكبر لمؤسس الإخوان، المولود في 22 نوفمبر - تشرين ثان 1934، عايش تاريخ اغتيال والده وهو صغير، وعايش حل وحظر جماعة الإخوان، في ديسمبر - كانون أول عام 2013، للمرة الثانية في حياته. كما أصدرت السلطات المصرية العام الماضي، قرارًا بمصادرة أمواله، كما فعلت مع والده.

مشهد جنازة أحمد سيف الإسلام، الذي شهد غيابا لقيادات "الإخوان"، وحضورا أمنيا كثيفا، هو الآخر تشابهت ظروفه مع والده، ففقد دفن مؤسس الجماعة، والده ومكرم عبيد (شخصية مسيحية مشهورة وقتها وصديق البنا)، وبناته، وسط تواجد أمني كبير، وغياب لقيادات وكوادر الجماعة بشكل كبير.

وقال مصدر في الجماعة، لمراسل "الأناضول"، إن

؛"عدم مشاركة قيادات الإخوان في جنازة أحمد سيف الإسلام، يرجع إلى الملاحقة الأمنية لهم".

مشهد الدفن، هو الآخر، لم يختلف بين الابن والأب، فقد دفن حسن البنا في مقبرة شهيرة للعائلة بـ"مقابر الأمام الشافعي"، في منطقة "السيدة عائشة"، (غربي العاصمة المصرية)، وسط تواجد أمني، وكذلك دفن نجله أحمد، في مقابر العائلة ذاتها، في ظل حضور لافت لقوات الأمن.

وقال جمال حشمت، عضو شورى جماعة الإخوان، في تدوينة عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك":

" قد علمت أن جنازته (أي سيف الإسلام) كانت قليلة العدد بالمقارنة بأعداد أفراد الأمن، والحمد لله علي ذلك فقد تشابهت جنازته مع جنازة والده فلن يسير في جنازته إلا رجل شجاع لا يخشي في الله لومة لائم".

وأضاف

"الأمن لا يفرق بين محب أو منتمي أو إنسان يقدم واجب العزاء، ويضطهد الجميع لذا فقد قل مشيعيه رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته".

وبحسب مراسل "الأناضول"، الذي التقي "سيف الإسلام"، أكثر من مرة، فقد كان الأخير رافضًا للإجراءات، التي أدت إلى عزل الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، "أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا بمصر"، في يوليو - تموز 2013، وقد اعتزل المشهد السياسي جملة، بعد هذا الحدث.

وأحمد سيف الإسلام، كان أول طالب مصري يلتحق بكلية دار العلوم من الثانوية العامة، وليس من "الأزهر"، كما كان متبعًا من قبل، وفق الموسوعة التاريخية لجماعة الإخوان علي شبكة الإنترنت (إخوان ويكي). ودرس نجل البنا، في كلية الحقوق، مع "دار العلوم" في آن واحد، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1956، و"دار العلوم" 1957، وعمل بالمحاماة منذ ذلك الحين رافضًا جميع الوظائف الحكومية بالداخل والخارج.

وانتسب للإخوان، واشترك في جميع أنشطة الجماعة منذ عام 1946 تقريبًا، إلى أن تم اعتقاله عام 1965، وأفرج عنه بعدها بقليل مع تحديد إقامته في منزله لعام كامل، ثم تم اعتقاله ومحاكمته عسكريًا عام 1969، وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات قضى منها 4 سنوات.

وفي العام 1987 انتخب عضوًا في "مجلس الشعب" (البرلمان المصري)، وخاض انتخابات نقابة المحامين عام 1992، وحصد أعلى الأصوات، واختير أمينًا عامًا للنقابة. وفي أول انتخابات بعد رفع الحكومة المصرية يدها عن نقابة المحامين عام 2001، حصل البنا أيضًا على أعلى الأصوات، في تصويت حدث فيه شبه إجماع على البنا، حيث حصل على 25 ألف صوت.

أحمد سيف الإسلام حسن البنا رحمك الرحمن !!:

ورثاه الشاعر الإسلامي أبو بشر يحيى حاج يحيى (سورية) بقوله:

وقالوا: أُغمِدٓ السيفُ الصّقيلُ - فقلتُ لهم: وما عٓزّ البديل ُ !؟

ففي أرض الكنانة ألفُ سيفٍ - وكلُّ سيوفنا فيها أصيل ُ !

أمٓا - واللهِ - أحببناه حبّاً .. ! - كحُبّ أبيه باقٍ لا يزول ُ !!

رحم الله الأستاذ أحمد سيف الإسلام بن حسن بن أحمد عبد الرحمن بن محمد البنا رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

المصادر

  1. موقع الجزيرة على الانترنت .
  2. القوصية كوم، سيف الإسلام: فيلم سينمائي عن البنا بعد الانتهاء من المسلسل
  3. إخوان أون لاين، 12/2/2003، حوار مع الأستاذ سيف الإسلام البنا في ذكرى والده
  4. العربيّة نت 1/10/2010 نجل حسن البنا: والدي حاول تكوين جيش شعبي.. وقاتله رجل شرطة.
  5. وكالة الأناضول 6/2/2017 سيف الإسلام حسن البنا.. مشهد الوداع يتكرّر بعد 67 عاماً..
  6. صفحة القرضاوي، وعائشة خيرت الشاطر، وغيرهما على تويتر .
  7. رسالة من الشاعر يحيى بشير حاج يحيى فيها قصيدة شعرية في رثاء الراحل.
  8. رابطة أدباء الشام.
  9. الموسوعة التاريخية الرسمية للإخوان المسلمين (إخوان ويكي).
صور الأستاذ أحمد سيف الإسلام حسن البنا

 

الأستاذ-أحمد-سيف-الإسلام-حسن-البنا-05

الأستاذ-أحمد-سيف-الإسلام-حسن-البنا-03

الأستاذ-أحمد-سيف-الإسلام-حسن-البنا-02

الأستاذ-أبو-النصر-والدكتور-أحمد-الملط-والاستاذ-حسني-عبد-الباقي-وسيف-الإسلام-ووفد-السودان

نواب-الإخوان-فى-مجلس-الشعب-عام-1987-المستشار-الهضيبى-وسيف-الإسلام

المهندس-حسب-الله-الكفراوى-وسيف-الإسلام-وبعض-رجال-الدولة-فى-جنازة-التلمسانى

المستشار-المأمون-الهضيبي-وسيف-الإسلام-وابراهيم-شكرى-وكامل-مراد-امام-مجلس-الأمة-فى-زيارة-للأردن

العقيل-وسيف-الاسلام-حسن-البنا-وانس-الحجاجى-وطالب-السامرئى-وزميل-اخر-لهم

الدكتور-أحمد-الملط-والأستاذ-حامد-أبو-النصر-وحسني-عبدالباقي-وأحمد-سيف-الإسلام-حسن-البنا

الحاج-على-نويتو-والأستاذ-أحمد-سيف-الإسلام-والأستاذ-محمد-فريد-وطه-علي-بافطار-الإخوان

الإمام-الشهيد-حسن-البنا-وأبناءه-سيف-الإسلام-والبنات

الأستاذين-احمد-سيف-الإسلام-ومختار-نوح

الأستاذ-مهدى-عاكف-المرشد-العام-والأستاذ-أحمد-سيف-الإسلام-والأستاذ-نبيل-لوقا

الأستاذ-فريد-عبد-الخالق-وسيف-الإسلام-وعلى-نويتو-في-افطار-الإخوان

الأستاذ-أحمد-سيف-الاسلام-والقائد-الأفغاني-رباني

الأستاذ-أحمد-سيف-الإسلام-حسن-البنا-في-إحدى-إفطارات-الإخوان

الأستاذ--أحمد-سيف-الإسلام-حسن-البنا-02

الأستاذ--أحمد-سيف-الإسلام-حسن-البنا-03

الأستاذ-أحمد-سيف-الإسلام-حسن-البنا-10

الأستاذ-أحمد-سيف-الإسلام-حسن-البنا-09

الأستاذ-أحمد-سيف-الإسلام-حسن-البنا-08

الأستاذ-أحمد-سيف-الإسلام-حسن-البنا-07

الأستاذ-أحمد-سيف-الإسلام-حسن-البنا-06

الأستاذ-أ.حمد-سيف-الإسلام-حسن-البنا-04

أحمد-سيف-الإسلام