أحلام الفتى الطائر "أحمد الزند" (حلم الرئاسة)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحلام الفتى الطائر "أحمد الزند" (حلم الرئاسة)


( الاحد, 27 مارس 2016)

المستشار/ عماد أبوهاشم

بقلم : المستشار/ عماد أبوهاشم

امتلك السيسى قوة القمع متمثلةً فى الجيش و الشرطة ، و امتلك الزند الأداة التى توفر الغطاء القانونىَّ الظالم لأعمال القمع و تُضفى الشرعية الزائفة على ممارسيها ممثلةً فى النيابة و القضاء ، و إن كان السيسى قد حظى بدعم نيتانياهو فى إسرائيل فقد حظى الزند بدعم شفيق فى الإمارات ؛ الأمر الذى جعل كليهما يقفان معًا على قدم المساواة رأسًا برأس ، فكلاهما أحد ثوابت معادلة القهر التى لن تكتمل المعادلة رياضيًّا بدونه .

هكذا رتَّب الزند حساباته مقتنعًا أنه أحد ثوابت النظام التى لا تقبل التغيير و إن تغير النظام ذاتُه ، و ربما ظن أنه حتى إن أطيح به فإن اتزان المعادلة السياسية سيحتم إعادته ثانيةً بأىِّ وسيلةٍ كانت ، و هو فى ذلك يستند إلى تأييدٍ تاريخىٍّ واسع النطاق داخل أركان دولة مبارك العميقة على خلفية تعاونه معها فى الإطاحة بتيار استقلال القضاء و نتيجةً لمواقفه المعادية لنظام مرسى انتهاءًا بإدارة العدالة لتصفية الحسابات السياسية لدولة السيسى و فلول مبارك مع خصومهم من الإخوان المسلمين و غيرهم .

الأهم من ذلك هو أن سرَّ تنامى القوة الناعمة التى كان و ما زال يحظى بها الزند داخل دولة مبارك العميقة يكمن فى دعم الفريق أحمد شفيق له منذ وقتٍ مبكرٍ إبان حكم مرسى ، و لا يخفى على أحدٍ أن شفيق هو أحد حَمَلَةِ مفاتيح خزانة أسرار ترسانة مبارك فى الداخل و الخارج ، الأمر الذى استتبع اتصالًا ما بشكلٍ أو بآخر بين الزند و بين قوىً سياسيةٍ فى الخارج تنسق تحركاتها مع شفيق و أسرة مبارك .

لقد طمح الزند إلى القفز إلى سدة الرئاسة أو على الأقل إلى مستوياتٍ أرفع من منصب وزيرٍ للعدل مستغًلا الدعاوى المتكررة التى يطلقها رجال مبارك لانتخاباتٍ رئاسيةٍ مبكرةٍ يستطيع أن ينقض ـ من خلالها ـ بكتيبة التزوير التى دشنها من عددٍ كبيرٍ من خلصائه فى الهيئات القضائية ليزوِّر نتيجة الانتخاب التى سبق أن زوَّرها للسيسى ، لكن هذه المرة سيكون التزوير لصالحه هو إن تمكن من ترشيح نفسه لهذا المنصب أو لصالح مرشحٍ آخر تأتى به دولة مبارك العميقة ، و هذه هى غاية دعاة انتخابات الرئاسة المبكرة ، و قد استخدم ذات السيناريو مع الرئيس مرسى قبل الانقلاب عليه.

لقد كان بإمكان الزند أن يسلب الشرعية الزائفة التى اختلسها لنظام السيسى بذات الطريقة التى منحها إياها و لاسيما أن الظروف الراهنة تجعل من قوة البطش التى يمتلكها السيسى قوةً غاشمةً فى أمس الحاجة إلى غطاءٍ من الشرعية و القانون اللذين يوفرهما لها قضاء الزند بسسخاءٍ ، بحيث أنه إن أزيح ذلك الغطاء عن جسد نظامه العارى عن الشرعية فإنه لن يصمد أبدًا فى وجه لسعات البرد التى ستهب عليه من أوروبا و أمريكا ، كما أنه لن يصمد أمام قيظ شمس أعدائه فى الداخل.

و لعل ذلك يفسر الخطاب الإعلامىَّ الذى كان ينتهجه الزند كزعيمٍ سياسىٍّ لا مجرد وزير عدل ، و يفسر ـ أيضًا ـ سر جرأته على السيسى و نظامه وثقته الزائدة عن الحد ، و يمكننا كذلك ـ فى ضوء ما تقدم ـ أن نؤكد أن تصريحات الزند الصادمة بما فى ذلك اعترافه بمقتل الشاب الإيطالى " ريجينى " على أيدى الشرطة المصرية كانت متعمدةً بإيعازٍ من شفيق و كان الهدف منها هو إحراج نظام السيسى و تفويض أركانه .

استبق السيسى الزند و أطاح به ، و ربما كان الزند و مَن خلفَه يتوقعون ذلك و قد أعدوا العدة لخوض حربٍ من الكرِّ والفرِّ بينهم و بين نظام السيسى ، نعم طار الزند إلى الإمارات و لم يستطع نادى القضاة أن يُكشِّر علانيةً عن أنيابه للسيسى كما فعل ـ من قبل ـ مع مرسى ، لكن بقى مفتاح ترسانة التزوير التى بناها الزند بدعمً من قوى الظلام داخل جيبه ، و بقى أفراد عصابة التزوير فى الجسد القضائىِّ لنظام السيسى على أهبة الاستعداد للانتقام منه فى أول فرصةٍ تتاح لهم للتكشير له عن أنيابهم أو من خلال أول انتخاباتٍ يُدعى لها الناخبون بإشارةٍ واحدةٍ من الزند ؛ ليعود ـ بعدها ـ الزند فوق أشلاء السيسى حاملًا على جناحيه نظام مبارك فى ثوبه الجديد.

فهل سينجح الزند فى ذلك أم سيكون مصيره على يد السيسى كمصير " عادل إمام " فى مسلسل " أحلام الفتى الطائر " ؟

المصدر