أبناء الحركة الإسلامية ومحاولة الإقصاء والتهميش

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
أبناء الحركة الإسلامية ومحاولة الإقصاء والتهميش
د. احمد العسال.jpg

بقلم: د. أحمد العسال

أبناء الحركة الإسلامية هم حملة رسالة وأمناء أمة ودعاة حق وعلامات بارزة على طريق الخير والنور والاستقامة، هم أقوياء وأغنياء بالله وحده، متوكلون عليه، مكافحون في سبيله، يحملون رسالةً عبارةً عن سلامٍ يملأ الدنيا عدلاً ويخلص البلاد والعباد من العبودية لغير الله.

وهم يحرصون دائمًا على أن يسلكوا الطريق إلى مرضاتِ الله ونيل الدرجات العلى، وهم جزء من نسيج هذه الأمة، يحملون همومها ويتعبون في سبيل راحتها واستقرارها، وهم حركة تحرر وطني بمعنى الكلمة، يقفون أمام أطماع الصهيونية والاستعمار في جميع أشكاله، ولقد تصدوا فعلاً للصهيونية ونازلوها، وطاردوا الاستعمار البريطاني في مصر وقاتلوه، ورفضوا الاستبداد السياسي والظلم الاجتماعي، وكشفوا أبعاد الشيوعية والإلحاد وخطر العلمانيين والدهريين على الأمة.

وهم في تاريخهم الطويل يؤمنون بالحوار، ويعتقدون أنَّ الكلمة الطيبة الهادفة البنَّاءة المخلصة كالشجرة الطيبة ثابتة لا تزعزعها الرياح، ولا تقوى عليها معاول الباطل، وهي مثمرة لا ينقطع ثمرها وكل فطرة سليمة تتجاوب معها وتتحرك بها.

كما يعتقدون أنَّ العمل الخبيث والكلمة الخبيثة والتوجيه الفاسد كالشجرة الخبيثة قد تكبر وتتعالى وتتشابك لكنها تظل هشة بلا جذور، بعد وقتٍ ليس بالطويل تذهب وتختفي من فوق الأرض، ما لها من قرار ولا بقاء ولا استمرار.

أبناء الحركة الإسلامية دعاة حق يتعرضون باستمرار للمخاصمة ومحاولة الإقصاء والتهميش، ولا يسلمون من تلفيق التهم عليهم وصب الافتراءات، ولا أدري لماذا كل هذا الجحود والنكران؟ وما السبب في هذا الخصام؟ إنَّ التعويق المستمر لأبناء الحركة الإسلامية لا يفيد أحدًا، بل يضر بالأمة كلها؛ لأنهم طليعة الأمة وروحها وكيانها، والتعبير الصادق عن وجدانها، وهم الامتداد الطبيعي في الزمان والمكان لعقل الأمة وقلبها، نبت يرعاه الله، وجزء من نسيج هذه الأمة.

يا أبناء الحركة الإسلامية.. إذا كان الحق لا يموت فإنَّ الباطلَ لا يعيش، إن الخير خير وإن الشر شر، ومن هنا وجب عليكم ألا تتعرضوا أبدًا لنوبات اليأس..

نعم قد ييأس المشتغل بالسياسة ويصاب بالإحباط ويستبطئ النصر، وقد ييأس الباحث من الوصول إلى نتيجة من وراء أبحاثه، وكل صاحب مهنة أو حرفة معرض لليأس دائمًا، ولذلك لا بد من التشجيع الدائم والحث على النجاح، أما الدعاة إلى الله، أما حملة القرآن الكريم، أما أتباع الرسل وورثة الأنبياء، فليسوا أبدًا كغيرهم، إنهم منارات الهدى، إنهم القدوات على الدرب الطويل، إنهم الأمل الوحيد لغيرهم، يعينونهم على الارتفاع على اليأس والبعد عن القنوط والقعود.

وما أحوج المسلمين اليوم إلى هذه النماذج، التي تلتزم ب الإسلام قولاً وعملاً وتطبيقاً، وترفض الغلو والتطرف والانحراف، وشعارها "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها".

إنَّ المحن التي تُلقى بثقلها على أبناء الحركة الإسلامية الموصولين بربهم فيصبرون عليها ويهرعون إلى الله يطرقون أبوابه، ويلحون في الدعاء ويديمون الطرق، حتى يفرجها الله عنهم، فيخرجون منها وهم أقوى نفوسًا وأطهر قلوبًا وأرقها وأربى إيمانًا يرتفعون حينئذ على كل قوى الأرض وعلى كل شرورها وفتنها ويحلقون في هذه البيئة الطاهرة ويتخلصون من أسر الحرص ومن الدعة والراحة، وهذا المستوى الذي وصلوا إليه لا شكَّ أنه كسب للبشرية وارتقاء بالإنسانية، ومن هذا المنطلق ليس من المصلحة في شيء تغييب هؤلاء قصرًا أو تهميشهم أو إقصائهم عن ميادين الحياة.

المصدر

للمزيد عن الدكتور أحمد العسال

وصلات داخلية

كتب متعلقة

متعلقات أخري

مقالات بقلمه

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

محاضرات صوتية للشيخ

وصلات فيديو