آيات عرابي تكتب : المشخصاتية والبقشيش
(22 مايو 2016)
المشخصاتية والآلاتية والغوازي والعوالم هم بوق دعاية أي نظام وهم كالمهرجين عند أي حاكم كل ما في الأمر أن أساليب الدعاية تطورت فبعد أن كان هؤلاء البهاليل يسيرون أمام الحاكم ليخرجوا الدخان من اذانهم وينفخوا النار ويناموا على المسامير وينصبون المراجيح ويسرحون أمام مواكب الوزراء بالقرود
اصبحوا ينتجون الأفلام وغيروا اسمهم من مشعوذين ومهرجي سيرك واستخدموا كلمة أحدث هي "فنان" وبدلاً من السير امام المواكب اصبحوا يؤدون فقراتهم في افلام ومسلسلات توجه للشعب لزيادة تغييبهم وللدعاية للحاكم.
وهذه الطائفة هم خدم أي نظام حتى لو كان احتلالاً ليست لديهم مباديء ولا يحركهم وازع من ضمير او دين هم على استعداد لخدمة الشيطان نفسه مقابل المال
يقول الجبرتي في كتابه
- ولما وصل ساري عسكر الفرنساوية الى داره بالأزبكية تجمع هناك أرباب الملاهي والبهالوين وطوائف الملاعبين والحواة والقرادين والنساء الراقصات والخلابيض ونصبوا أراجيح مثل أيام الأعياد والمواسم واستمروا على ذلك ثلاثة أيام وفي كل يوم من تلك الأيام يعملون شنكًا وحراقات ومدافع وسواريخ ثم انفض الجمع بعد ما أعطاهم ساري عسكر دراهم وبقاشيش.
نابليون المحتل تنبه قبل الجميع إلى أهمية تلك الطائفة من حواة السيرك والراقصات والبهاليل والقرداتية وإلى أهميتهم في تغييب جزء كبير من الوعي لدى السكان لترسيخ الاحتلال.
القرداتي الآن يلبس بدلة ويتكلم في أحوال مصر المشعوذ يضع رجلا على رجل ويدلي برأيه في الثورة البهلول ينتج أغنية للجيش المصرائيلي ومن الطبيعي وهم يبحثون عن المال أن يعادوا الثورة وأن يهللوا لعاهرة بني صهيون
بالطبع هناك استثناءات محترمة وهؤلاء عادة ما يتركوا ذلك الوسط القذر مبكراً حين ترى مشخصاتيا او الاتيا يهلل للانقلاب اعلم أنك تشاهد الجيل الأخير من المشعوذين والقرداتية الذين كانوا يسيرون أمام نابليون المحتل ويخرجون النار من أفواههم ويناموا على المسامير ليتلقوا (البقشيش) !
المصدر
- مقال: آيات عرابي تكتب : المشخصاتية والبقشيش موقع كلمتي