آدمية وإنسانية الشرطة بالخارج تصدم المصريين وتفضح مليشيات الانقلاب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
آدمية وإنسانية الشرطة بالخارج تصدم المصريين وتفضح مليشيات الانقلاب


آدمية وإنسانية الشرطة بالخارج تصدم المصريين.jpg

كتبه:سيد توكل

(27 فبراير 2018)

مقدمة

"في بلاد برا" كما يصف المصريون دول العالم، ربما تضطرك الظروف أو المخالفات إلى التعامل مع شرطة أجنبية غير مصرية، على الفور تستحضر صورة شديدة السواد لسيارة البوكس المصري كالحة اللون وهى تحملك مثل الذبيحة، وصفعات المخبرين وركلاتهم، ويقع في قلبك الخوف أن تتكرر المأساة في بلاد الغربة، إلا أنه سرعان ما تصاب بنوبة ضحك وحالة من الانبساط، وتُردد في نفسك "مش خايف"، مع أنك في سيارة ترحيلات وبلد ليست بلدك؛ وذلك لأنك تعلم أن هناك عدلا ينتظرك في قسم الشرطة.

"أصلا إحنا ماشيين بمبدأ ياما في السجن مظاليم"، هذا ما يردده المصريون بعدما تأكدوا من ذبح العدالة في 30 يونيو 2013، يحكي الناشط "إبراهيم المصري"، المصور في قناة الجزيرة القطرية، عن تجربته التي مر بها، مؤكدا أنه لم يقبض عليه في مصر سوى مرتين من جهة عناصر أمن الدولة، حتى إنه لم يقبض عليه منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى عندما قرر مغادرة مصر، ومؤخرا تم القبض عليه في دولة قطر.

يقول "المصري":

"راجعين من عزومة صديقنا المقيم في قطر الساعة 2 بالليل، قابلتنا لجنة.. الضابط طلب الرخص فصديقي اللي كان سايق ادّاله الرخص.. الضابط بصلي وطلب بطاقتي "مفيش بطاقة".. الإقامة لسه ماشي في إجراءاتها، طلب الباسبور "مفيش باسبور" الباسبور سايبه في إدارة الجوازات عشان إجراءات الإقامة، اتفضل انزل واركب السيارة اللي هناك دي، نزلت من العربية وركبت عربية الترحيلات، أسوأ ما في سيارة الترحيلات أنهم سابونا أكتر من 10 دقائق بدون تكييف".

بوكس بلاد برا!

الشرطة المصرية لا يسري عليها ما يسري على كل شرطة في العالم؛ لأنها "مليشيات" أو عصابات رسمية منوط بها حماية نظام عبد الناصر وما بعده من الجنرالات بالأساس، وليس حماية الأمن الداخلي، يذهب إلى ذلك الرأي عدد هائل من الباحثين والدارسين، فكان الجهاز الذي دخل في صراع مباشر ومفتوح مع جموع الثوار من اليوم الأول لثورة 25 يناير، ليس هذا فحسب، بل إنها الرصاصة القاتلة التي دخلت في صراع دائم مع رافضي الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي.

ويتحسر متابعو "المصري" على صفحته بالفيس بوك، ما بين تعليقات متحسرة على حال مصر، التي وصلت إلى قاع الأمم في انتهاكات حقوق الإنسان، ويمضي المصري بالقول: "كنا حوالي 3 سيارات وحوالي 10 أصدقاء.. لما ركبت عربية الترحيلات اكتشفت إن فيه صديق ركب قبلي واستقبلني بالأحضان والزغاريد، وبعدما ركبت لقيت صديقنا التالت مشرف عملناله حفلة دخول وضحك هز أركان العربية "خش في لحم إخوانك خش".. المشكلة إن الاتنين رافضين يذكروا أسماءهم".

وتابع:

"مسخرة السنين، قعدنا في العربية ما يقرب من نص ساعة "بتحمل زباين" واحنا "التلات أصدقاء" مقضينها بنتصور "فوتو وفيديو" ونرفع على الفيسبوك لمن يهمه الأمر، قولت لمراتي على الفيسبوك أنا اتقبض علي وأنا دلوقتي في عربية الترحيلات فاتخضت، بعتلها صورة وأنا جوه قالتلي أنت بتهرج؟ أنا افتكرتك بتتكلم بجد "أصلي بعتلها صورتي وأنا بضحك".

مضيفا:

"روحنا القسم خدوا إجراءاتهم القانونية وأصدقائي جابولهم ورقي وتأشيراتي، وبعد التأكد من الأوراق تم الإفراج عني وبقية الزملاء، وأنا خارج ما توقعتش أن أحد الضابط يستوقفني ويقولي أنت مصور #رابعة، وبدأ يطمئن على أحوال مصر والمصريين، وبدل الضابط أصبح فيه خمسة ضباط واقفين يسألوني عن ظروف مجزرة رابعة ودعائهم على الظالمين بالانتقام".

8 فروق مهمة

ويسرد "المصري" ثمانية فروق فاصلة بين همجية وقمع الشرطة في مصر، وبين المعاملة في الخارج سواء من شرطة قطر أو غيرها، فيقول: "اللافت للنظر: حتى بعد علمهم بعملي في الجزيرة طالما أنه مخالف للقانون اتفضل على القسم، المعاملة الآدمية في توقيفي واعتقالي "مفيش شتائم، مفيش صوت عالي".

وتابع:

"لم يتم تفتيشنا تماما، موبايلاتنا معانا فلوسنا معانا محدش طلب مننا حاجة، طلبنا تهوية السيارة بفتح الباب فقاموا بتشغيل التكييف، عند سؤالنا إلى أين نتجه كانت الإجابة واضحة بلا سخرية إلى أي قسم نتجه، استقبال بابتسامة وحوار هادئ خفيف بيني وبين ضباط القسم".

يشار إلى أن الرئيس المنتخب محمد مرسي حاول منذ بداية ولايته ترويض هذا الوحش الذي رباه العسكر، ومحاولة جعله مستأنسا في خدمة الشعب، لكن محاولاته تلك ذهبت أدراج الرياح، وكان يحاول هذا عن طريق زيادة رواتبهم ورفع ظلم الضباط عن العساكر والجنود وأمناء الشرطة، لكنَّ تصور الرئيس مرسي عن استقامة "ذيل الكلب" لم يكن صحيحًا

فالرئيس الذي عيَّن وزير الداخلية محمد إبراهيم، ما لبث أن تعرض لمؤامرة الانقلاب التي شارك فيها الأخير، وبدأت الداخلية تدير مذابح غامضة وتطلق سعار جيش رهيب من البلطجية و"المسجلين خطر" حتى حدث الانقلاب، بعدها ظهر فجورهم في فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة عام 2013.

المصدر