«ذاكرة الثورة».. ماذا جرى يوم 4 فبراير في ميدان التحرير؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"ذاكرة الثورة".. ماذا جرى يوم 4 فبراير في ميدان التحرير؟


ماذا جرى يوم 4 فبراير في ميدان التحرير.jpg

كتبه: سيد توكل

(04 فبراير 2018)

مقدمة

قبل سبع سنوات كان ميدان التحرير وسط القاهرة يرتج بهتافات الثائرين ضمن ثورة 25 يناير 2011، على نظام المخلوع مبارك، الذي تشبث بمقعد الرئاسة ثلاثين عاما، يقول أحد النشطاء: "جه في بالى ٤ فبراير 2011 جمعة الرحيل ثانى مليونية المروحيات تحلق فوق الميدان، وكلما حلقت كان الهتاف الشعب يريد إسقاط النظام يا سوزان خايفة عليه اسحبيه من رجليه، وجاء وائل الإبراشى الميدان وطلب من الثوار الساعة ٣ العصر كله يقف ويبص للمروحيات ويهتف ارحل.. وبالفعل حصل كنا طيبين أوى".

في 4 فبراير كانت جدران الميدان زاخرة برسوم جرافيتي ترصد معالم وتاريخ احتجاجات هذه الثورة، وأخرى توثق عددا "شهداء الثورة"، مقابل رسوم لمن وصفوهم بـ"أعداء الميدان"، سبع سنوات من الثورة إلى الانقلاب الذي حول ميدان التحرير، أيقونة الثورة، إلى متنزه لبعض العائلات وملتقى للعشاق.

في الرابع من فبراير لم يكن هناك صوت يعلو فوق صوت الثوار، خطابات مبارك لا تجدي، كل محاولات اقتحام الميدان من أفراد الشرطة أو الذين امتطوا الجمال في موقعة الجمل تبوء بالفشل، زادت أعداد الميدان، وأصبح مكتظا بالثائرين، أماكن الاعتصام زادت، وامتدت إلى مجلس الشعب وعبد المنعم رياض، فيما بدا أنه انتصار للثوار، الذين صمدوا في حماية كل القوى التي قابلتهم.

جمعة الرحيل

حمل اليوم الحادي عشر لفعاليات الثورة اسم "جمعة الرحيل" التي دعت له الجماهير المعتصمة في ميدان التحرير في قلب القاهرة، وسرعان ما صاحب الدعوة شائعات عن طلب النشطاء الجلوس مع نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان، وأخرى عن اقتحام الميدان من أنصار مبارك الذين دعوا بدورهم إلي مظاهرات في نفس اليوم تحت اسم جمعة الاستقرار او الوفاء.

في المقابل استخدم المغردون تويتر لإظهار تمسكهم بمطالب الثورة، والإصرار على الحشد للتظاهرة الكبيرة، كما أبدى المغردون العرب تضامنهم مع نضال المصريين لإسقاط مبارك، ليحلق بركب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

جمعة الرحيل نجحت ولكن مبارك لم يتحرّك من مكانه، ولا قدّم أركان نظامه سوى طلب المزيد من التفاوض، لجنة الحكماء عبرت اليوم الميدان وسط ترحيب بنجومها ربما تبحث عن شرعية، أو تلوّح بها قبل أن تجلس مع عمر سليمان نائب الرئيس، كل منهما يبحث عن مخرج بعدما وصل الأمر إلى لعبة عضّ أصابع بين النظام والثورة التي تعيد المجتمع وقوّته إلى معادلة السلطة.

النظام يريد أن يستوعب صدمة جمعة الغضب، وبدا مرتاحًا بعدما وصل إلى قرار: اتركوا التظاهرة آمنة، ميليشيات البلطجية تنتشر على بعض المحاور، لكن الأمن أكثر تشديدًا من يوم وقعة الجمل، جمعة الرحيل كان مفاجأة جديدة نجحت على الرغم من أنها في اليوم الحادي عشر..

والنظام يتنازل بالتقسيط، بينما الشباب مضغوط من ألف اتجاه:

  1. غارات البلطجية التي تستمر يوميًا في إطار استنزاف طاقة المعتصمين، وإرهاق جهازهم العصبي، ووضعهم دائمًا في حالة الخطر.
  2. حصار اجتماعي من صغار التجار والموظفين بعد رسائل إعلامية تسري بين قطاعات متعددة مفادها أن المعتصمين في ميدان التحرير شياطين، تحرّكهم الأجندات الغربية والعربية.
  3. خديعة استعاد بها العناصر الأمنيون الرسميون التحكم في محاور الطريق إلى ميدان التحرير، بملابس مدنية، وفي هيئة لجان حماية شعبية.
  4. فوضى قيادة: كعادة الثورات الشعبية.. من هذا النوع حيث لا قائد واحدًا متفق عليه، ولا سقف للقيادة والمطالب.
  5. عناد شخص وعدم رغبة نظام في الاعتراف بالهزيمة.. أو بالتغيير.

شحنات إيجابية

في يوم 4 فبراير 2011 صعد الإعلام من التطبيل وجعل من المخلوع قوة مقدسة، وروج الإعلام عبارات لخداع الثوار من قبيل:

  1. هل يمكن أن تطرد أباك بعد كل ما فعله من أجلك.. من البيت.. حتى لو أخطأ؟
  2. كلها 5 أشهر ويتغير كل شيء، وتكون مغادرته طبيعية.
  3. الرئيس قدّم كل ما طلبه الشباب… ماذا يفعل أكثر من هذا؟
  4. المؤامرة الأجنبية ستفجّر مصر وتخرب أرضها وتنشر الفوضى
  5. ألقينا القبض على.. (حماس.. وإسرائيليين.. وأفغان.. وإيرانيين.. ويهود..).

الخديعة نفسها التي روجها إعلام الانقلاب في 30 يونيو 2013، إنها خديعة وسّع بها العسكر الأرض من حول الثورة يوم 4 فبراير 2011 بعودة كمّاشة الأمن وبلجان الحكماء ووفود المتفاوضين، جمهورية العسكر ليست سهلة، وتدافع عن وجودها بكل ما تملك أثناء الثورة وبعد الانقلاب.

ولا تزال أجهزتها القديمة الأمن الوطني على سبيل المثال، رغم تلقّيها ضربة قوية في 25 يناير، في الخدمة، وبأساليبها البالية، لكنها تتراجع، وتفعل ما لم يكن في خيالها أن تفعله، إلى درجة أنها زعمت طلبها الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين يوم 4 فبراير 2011 وأن الجماعة مترددة، كل هذا التراجع لكي لا يصل المتظاهرون إلى الطلب الكبير "رحيل مبارك"، وهو نفس ما يقوم به السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي اليوم.

المصدر