«بص السمانة».. إعلام السيسي يتجه للهلس بعد حظر الكلام في السياسة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"بص السمانة".. إعلام السيسي يتجه للهلس بعد حظر الكلام في السياسة


كتبه:سيد توكل

(04 فبراير 2018)

مقدمة

"هقول الكلام ده وأجري على الله لا توجد سياسة في مصر"، جملة ترددت في إعلام الانقلاب وتناقلتها أذرعه الهامة، من لميس الحديدي إلى زوجها عمرو أديب ومنه إلى وائل الإبراشي وأحمد موسى وحتى تامر أمين، في مرحلة تأميم الإعلام في ستينيات القرن الماضي أصدر جمال عبد الناصر عام 1960 قرارات تأميم الصحافة، وجعلها مملوكة للعسكر باسم الشعب، بعدما كانت مملوكة لأفراد تسعهم الديمقراطية التي كانت سائدة وقتها قبل انقلاب الجيش على الملك.

اشترط السيسي على أذرعه الإعلامية عدم الكلام في السياسة من الآن فصاعدًا، فقالوا سمعًا وطاعة وتحدث الإعلامي عمرو أديب في حلقة برنامجه "كل يوم"، أمس عن المطرب عمرو دياب بعد عرضه فيديو يبين التمرينات الرياضية التي يمارسها الهضبة، وأبدى اندهاشه من لياقة عمرو دياب البدنية، حيث قال "بص السمانة، بص المجانص، بص الترابيس، الأستاذ عمرو دياب بيقول لنا يا صحة أوديكي فين، ليه يا ربي هو عمرو دياب وأنا عمرو أديب؟".

واليوم ومع وجود السفيه السيسي على رأس السلطة مستعدًا لإتمام مسرحية الانتخابات الرئاسية يسود غضب وتعجب إعلامي عبر عنه عدد من أذرع الانقلاب لعدم ظهور منافس للسفيه السيسي حتى الآن، وكان واضحًا أن جهازًا سياديًا غير راض عن المسرحية حتى أنه وزع سكريبتات متشابهة على الإعلامية لميس الحديدي التي حازت مقدمتها على معدل مشاهدة عالية بعد انتقادها للمسرحية، كما انتقد الإعلامي سيد علي غياب المنافسين في مسرحية الانتخابات، مضيفا: "نشتري منافس عشان شكلنا أمام العالم يعني.. يبدو أنه تم تأميم السياسة في مصر كما تم تأميم الإعلام".

عقم سياسي

وأكد الإعلامي وائل الإبراشي أن مصر حاليا تعاني من حالة عقم سياسي وعلى السياسيين التحرك للخروج من تلك الحالة، يرى النائب أحمد الطنطاوي، وتحاول سلطات الانقلاب إعادة السيطرة على الإعلام؛ لكونه بدأ مؤخراً يفلت من يدها، المشكلة الأساسية الآن أن جنرالات الانقلاب لا يعرفون بشكل محدد وظيفة الإعلام، ويرون أن دوره الوقوف بجوار مصالح جنرالات العسكر، وليس أدل على ذلك من حديث السفيه السيسي أكثر من مرة عن الإعلام مبديًا إعجابه بإعلام الستينيات في عهد عبد الناصر.

بعد هجمات سيناء في 24 أكتوبر الماضي وقع رؤساء 17 صحيفة يومية خاصة ومملوكة من العسكر بيانًا جددوا فيه رفضهم محاولات التّشكيك في جنرالات الانقلاب، أو في التطاول على الجيش أو الشرطة أو القضاء بحجة أن ذلك ينعكس سلبًا على أداء هذه المؤسّسات.

وهذا ما اعتبره عضو مجلس الصحفيين خالد البلشي خطوة في طريق "تأميم الصحافة على يد أبنائها، ومحاولة إقصاء الصوت الآخر"، وقال: "الأخطر من ذلك أن رؤساء التحرير في بيانهم يدينون أنفسهم عندما يتحدثون عن التزامهم بالتوقف عن نشر البيانات التي تدعم الإرهاب، إذ يعني أنهم كانوا ينشرون بيانات محرضة قبل هذا البيان".

يشار إلى أن "البلشي" صحفي معروف بأنه يساري، عارض جماعة الإخوان والرئيس المنتخب محمد مرسي أثناء حكمه، وهو ما يجعل من المستحيل أن يتم اتهامه بأنه إخواني أو متعاطف معهم، وهي التهمة المجهزة من قبل الإعلاميين الموالين للسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

إعلام مطيع

وطرأت تحولات جذرية عديدة على خريطة الإعلام بدءًا من عصر المخلوع مبارك مرورًا بعصر الرئيس المنتخب محمد مرسي وصولًا لانقلاب السفيه السيسي، وهو ما بدا واضحًا في حجم التناقض والفروق التي ظهرت فى تعامل العسكر مع الصحف، سواء الورقية أو الإلكترونية، وكذلك وسائل الإعلام المسموعة أو المرئية، وكيفية التعاطي معها والتي اختلفت وتباينت ما بين التودد والتقييد والسيطرة والقمع.

ولم يكن من الغريب أن يرتدي الإعلام ثوب "المطيع" في عهد المخلوع مبارك ليعيش في كنف السلطة قبل أن يتغير المشهد إلى النقيض تماما مع الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي مارس إعلام جنرالات العسكر ورجال الأعمال الفسدة ضده هجوما بقصد إشعال الشارع، وصولا إلى السفيه السيسي، الذي ظهرت خلاله العديد من الأبواق الإعلامية التي تدافع عن الانقلاب باستثناء بعض الأصوات الإعلامية الشاردة.

ورغم مرور أكثر من 7 سنوات على ثورة 25 يناير التي أطاحت بمبارك لا تزال مصر تعاني من وجود قطاع إعلامي سلطوي، وقيود على حرية التعبير، حيث تعرضت الأصوات الناقدة إلى المضايقات والتهميش من جانب العسكر وأذرعهم، اقتناعا من قبل الجيش بأن السيطرة على وسائل الإعلام تصب في مصلحتهم.

وباعتراف ساويرس -مالك فضائية "أون تي في"- أن المذيع الشاب بقناته رامي رضوان تلقى اتصالاً هاتفيًا من أحد أجهزة العسكر طلب منه القيام بشتيمة الدكتور محمد أبوالغار.. وقد فعل، وربما لهذا تم الاستغناء عن خدماته، ولأن مصر الآن في ظل حكم العسكر، فقد تم الإعلان على الفور عن عودة برنامج "البيت بيتك" عن طريق فضائية جديدة، فالأجهزة تحمي المتعاونين معها، فهي وحدها من حقها الاستغناء عنهم، لكن لا يجوز لأحد أن يستغني عن خدمات متعاون مع الأجهزة لمجرد أنه نفذ تعليماتها!

اصطلاح "أجهزة الدولة" يقصد به الأجهزة الأمنية للانقلاب، فأي جهاز هذا الذي كلم رامي رضوان ليسب رئيس حزب من عصابة 30 يونيو، لمجرد أن قال رأيًا لم يعجب الآلهة، ونشره في مقال، مع أن أبو الغار عندما ردت عليه مخابرات العسكر، امتن امتنانًا كبيرًا لذلك، لكن الأجهزة جميعها ضد ثورة يناير، وأبو الغار من الذين انحازوا لها، ولن تغفر له ذنبه، وإن صار من مؤيدي حكم العسكر الآن، لأن ولاء العسكر لمبارك وليس للثورة، ليبق السؤال.. كم عدد الذين فتحت عليهم الفضائيات النار باتصال هاتفي من أجهزة الانقلاب؟

المصدر