«ارحل يا قاتل».. 3 ساعات تعذيب تنتهي بقتل مواطن زعل الباشا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"ارحل يا قاتل" .. 3 ساعات تعذيب تنتهي بقتل مواطن زعل الباشا


3 ساعات تعذيب تنتهي بقتل مواطن.jpg

كتبه سيد توكل

(26 يونيو 2018)

مقدمة

أثارت واقعة وفاة شاب محتجز داخل قسم حدائق القبة كثيرًا من الجدل في الشارع، ورغبة في معرفة أسباب وفاة أحمد سيد عيد الشهير بـ"زلطة" حيث ظل محتجز داخل الزنزانة لمدة 72 ساعة على ذمة قضية سرقة، وأعادت الواقعة تعرض مئات المواطنين للتعذيب في أقسام الشرطة، مخاوف المصريين من عودة ممارسات ظن الجميع أنها اختفت بعد ثورة 25 يناير.

ومع بداية انقلاب 30 يونيو قامت حكومة العسكر بإعادة المئات من ضباط أمن الدولة للعمل بعد أن كانوا قد أحيلوا للتقاعد أو نقلوا إلى وظائف إدارية في أعقاب ثورة يناير 2011، مما عمّق المخاوف من عودة التعذيب الذي كان ضباط أمن الدولة من أكثر من مارسه لسنوات طويلة.

حالات التعذيب والقتل داخل أقسام الشرطة أعادت إلى الأذهان، حادثة مقتل الشاب الإسكندراني خالد سعيد الذي قضى نتيجة التعذيب، قبيل ثورة يناير، في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكان مقتله إضافة إلى مقتل الشاب السلفي سيد بلال في أحد أقسام مدينة الإسكندرية؛ شرارة الثورة التي أطاحت بمبارك.

بوس رجل الباشا

ومازال تعذيب مواطنين مصريين بعد اعتقالات تعسفية مستمرًا حتى اليوم، في فاصل انتقامي من الشعب تنفذه شرطة العسكر، ومن بين تلك الوقائع اعتقال مواطن تحرّش ضابط شرطة بزوجة أخيه، وعندما اعترض المواطن على الأمر اقتيد إلى قسم الشرطة وأجبر على تقبيل حذاء الضابط.

وامتصاصاً للغضب قررت سلطات الانقلاب حبس رئيس مباحث ومعاون مباحث قسم حدائق القبة لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق، بتهمة التعذيب لاحتجازهما مواطن بدون وجه حق، واستعمال القسوة، كما أمرت بضبط وإحضار 4 من أمناء وأفراد قوة الضبط.

وقامت نيابة الانقلاب بطبخ الواقعة على نحو يضمن براءة وخروج الجناة القتلة، واستمعت لضباط وأفراد الشرطة المتواجدين خلال وقت الحادث، وكذلك قوة الضبط، وذلك على سبيل الاستدلال، والذين زعموا أنه تم القبض على المواطن الساعة السابعة مساء، وتم اصطحابه للقسم، وهناك تعرض لحالة هياج شديد وقئ وعلى الفور تم نقله للمستشفى.

وتقول الناشطة عزة صلاح:

" ودي بقت نهايه كل مصري علي ايد الخونه اللهم انتقم دى صورة الشاب اللى اتقتل جوة قسم القبة لا هو اخوان ولا هو قال يسقط حكم العسكر و لا قال مرسي رئيسى كل الحكاية انه اتشتم من امين شرطة وهو قاعد على القهوة فرد الشتيمة بس هو ده كل اللى عمله فكانت نهايته زى ما فى الصورة 3 ساعات من بعد وصوله القسم وتم تبليغ اهله باستلام جثته من المشرحة يعنى كل اللى قعده فى القسم ساعة او ساعتين بالكتير و الساعة التالتة عقبال ما تأكدوا من موته و ودوه للمشرحة و قرروا يبلغوا اهله ده اختصار حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم ارنا بطشك فى الظالمين الطواغيت".

وطن بلا تعذيب

وتتنوع عمليات التعذيب، التي يقوم بها ضباط الانقلاب، ما بين الضرب بالأيدي والأرجل أو باستخدام العصي، أو الكرباج، أو الإهانة مع الضرب المبرح، كما حدث مع المواطن وائل عزت من المنصورة، إذ تعرّض للضرب والسحل على يد ضابط شرطة، أجبره على "تقبيل حذائه".

وقال عبد الله النقيطي منسق حملة "وطن بلا تعذيب"، إن المواطن وائل عزت كان يقود سيارته، وتجلس إلى جواره زوجة شقيقه هاني، مشيرًا إلى أنه فوجئ بضابط شرطة يستوقفه، وقال لزوجة شقيقه: "رخصك يا مزّة يا قمّورة"، فرد عليه وائل بالقول: "عيب كده.. ورخصها ليه؟، مش هيا اللي سايقة، أنا اللي سايق". وأضاف النقيطي أن الضابط لم يعجبه رد وائل، فتعدّى عليه بالضرب، وأمر أمناء الشرطة باعتقاله في الكمين.

ولفت إلى أنه تعرّض للضرب أيضًا في قسم شرطة شربين، فأصيب بكسر في الحوض والعمود الفقري، ولم ينتهِ عند هذا الحد، بل تم تلفيق تهمة التعدي على الضابط، ونقل إلى النيابة العامة بسيارة الإسعاف، وأشار النقيطي إلى أن الضابط ضرب وائل بالعصي في مقر النيابة أيضًا، وأضاف: "أمناء الشرطة دخلت تقول له: عنك يا باشا وكملوا ضرب فيه، والضابط قاله: إنزل بوس الجزمة يا بن …. وفعلاً خلاه يبوسها".

التعذيب مجاملة

التعذيب في زمن انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي يمكن أن يكون من قبيل "المجاملة"، لشخص صاحب نفوذ في عصابة العسكر، ويتعرّض الضحية لما يعرف في أوساط ضباط وأمناء الشرطة بـ"حفلة"، حيث يتناوبون على ضربه وتعذيبه في قسم الشرطة طوال الليل، أو خلال فترة احتجازه، وهو ما حصل مع المواطن، رأفت فوزي إبراهيم، حيث عذّب في قسم شرطة المنتزه أول، وتم تلفيق 4 تهم له، وجرى الاستيلاء على أمواله وهاتفه الجوال، مجاملة لسيدة صاحبة نفوذ.

وقال إنه كان يجري بعض الإصلاحات في شقته، وفوجئ بمالك العقار ومعه عدد من البلطجية يتهجمون عليه وعلى العمال، فأصابوه بجروح، وتوجّه إلى قسم المنتزه أول لتحرير محضر، ولكنه فوجئ بالتعامل السيىء هناك، إذ تعرّض للضرب بقسوة، وأضاف أن "أمناء الشرطة قالوا هنعمل عليه حفلة النهارده"، مشيرًا إلى أنهم لفقوا له 4 اتهامات.

وأوضح منصور حمدي، ناشط حقوقي يدافع عن ضحايا التعذيب، أن الحملة كشفت عن 5 حالات تعذيب، إلا أن 4 منها رفضت الظهور الإعلامي، للحديث عن الاعتداء، خوفًا من بطش وزارة الداخلية، وأضاف منصور أنه على الرغم من صدور قرار بإخلاء سبيل المهندس رأفت، إلا أنه تمت إعادته إلى القسم واحتجازه وضربه مرة أخرى في مخالفة للقانون.

المصدر