" عكاشة في مهمة رسمية "

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٠:٢٥، ٦ سبتمبر ٢٠١٥ بواسطة Sherifmounir (نقاش | مساهمات) (حمى "" عكاشة في مهمة رسمية "" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
" عكاشة في مهمة رسمية "


الاربعاء,01 أبريل 2015

كفر الشيخ اون لاين | خاص

لم تسترع الظاهرة العكاشية انتباهي إلا بعد أن صادفني مقطع لتوفيق عكاشة يتوعد اللواء حمدي بدين على اثر اعتراض الشرطة العسكرية لواحد من فريق قناة الفراعين على ما أذكر إبان حكم المجلس العسكري ، ومما توعد به عكاشة بدين أنه سيجعل من الجنرال الكبير ملهاته وتسليته في تلك الحلقة حتى يتجرأ عليه الصبية في الشوارع وما أثار تعجبي في الأمر هو اتصال حمدي بدين بعكاشة فورا وعلى الهواء ليعتذر اعتذارا مهينا بذل خلاله رائحة الكرامة التي كانت باقية عنده من الزمن الماضي ، يومها أدركت أن عكاشة ليس رجل المجلس العسكري وإنما هو بكل تأكيد رجل اسرائيل الذي تقتضي التعليمات ألا سلطان لأحد عليه إلا إياها مباشرة دون وسيط ولا رقيب وقد أكد لي تلك النظرية التسريب الذي تعرض فيه عباس للإعلاميين والذين وصفهم بالأذرع الإعلامية وبأوصاف من قبيل "الواد والبت " إلا عكاشة ومحمود سعد فالأول لم يذكر اسمه والأخير ذكر في وصف غريب وهو " وإن شالله يضربنا بالجزمة بعد كده " وهى عبارة صعبة التفسير إلا لمن يعلم الكواليس التي تتحرك فيها هاتيك العرائس .

لا شك أن الصدمة التي شكلتها قناة الجزيرة عندما قرأ جمال ريان أول نشرة أخبار على شاشتها دون أن يمر عليها مقص الرقيب كان لها أبلغ الأثر في الإسراع بتشكيل هذا الكم من عملاء الشاشات أو ما أطلق عليهم عباس وصف " الأذرع الإعلامية " ، فقد سمع العرب للمرة الأولى باللغة العربية تحليلات سياسية تصف الواقع العربي بعمق وواقعية ومهنية عالية دون مراعاة لمقامات أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ، وهو الأمر الذي جن من أجله جنون حسني مبارك والقذافي وبن على وبوتفليقة وآخرين كثر ، وكان رد الفعل المصري على جانب من الدقة في تخريج تلك الدفعات من فرق المخابرات الإعلامية وجانب من الكفاءة بحيث لا تخطئ العين أبدا اليد الصهيونية تبدع في التعليم والتربية والتلقين ، واستطاعت اسرائيل بعد ثورة يناير المجيدة أن تعزف من خلال هؤلاء الفنانين واحدة من أهم السيمفونيات في تاريخ الدولة العبرية بأيدي وألسنة مصرية مائة بالمائة ، ولعل أبرع وصف ناله هؤلاء كان من قبل الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي عندما نعتهم ب " السحرة " وهو وصف من الدقة بمكان صور فيه ما قام به هؤلاء عندما سحروا عقول الناس واسترهبوهم وجاءوا بإفك عظيم .

واليوم بعد أن اهتز التحالف الخليجي الصهيوني الذي دبر الإنقلاب العسكري في مصر تهتز معه مقاعد السحرة ويحرك كل مالك فضائية سحرته على النحو الذي يحقق له مصلحته ، ويخشي اليوم " القرود " من اعتزال " القرداتية " ويخشي " القرداتية " من الغد القادم على عجل فالجماهير تطلبهم كما تطلبهم آجالهم فهم أول من ستسعر بهم نيران الثورة القادمة لا محالة ، ورغم أن اللحظة الحرجة لما تأت بعد في العلاقات الخليجية الصهيونية فلا شك أن الجميع يتحسس عنقه ، فالحوثيون قد أنهوا شهر العسل نهاية مبتسرة وعاد كل إلى مقعده خائفا يترقب ، وبعد أن فشل قادة الإنقلاب في مصر في اقناع السعودية باشراكهم في " عاصفة الحزم " تحت مظلة نظرية " هات وخد " التي وضع أصولها اللواء عباس كامل ، وبعد سخرية الإيرانيين من قدراتهم ومما يمكن أن يمثلوه للحوثيين من ربح لم يفلح الإنقلابيين في ابتزاز " رز " الخليج ، ولم يعد لهم من ورقة يرهبون بها أمراء النفط سوى الإعلام ، وقد استهل " ابو حمالات " الأمر بوصلة ردح شعبي ضد السعودية لعل أحدهم يتذكر أو يخشي وقد قام جمال خاشقجي بالرد عليه في أول تلاسن بين اثنين من الإعلاميين المؤيدين للإنقلاب .

تعجبت قبل ثلاثة أعوام من جرأة توفيق عكاشة على حمدي بدين واهانته له واعتذار الأخير وتوسله الغفران و" السماح " ، ولكنني لكثرة ما رأيت خلال تلك الفترة لم أتعجب أبدا من دخول توفيق عكاشة على أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ومصافحته لهم باعتباره واحدا منهم ، لم أعد أتعجب لأن الأمر السابق يدل أن الرجل لا يستطيع أحد منعه من الدخول وأن ادارته مستقلة عن ادارة الإنقلاب " ربما في طابق آخر " ، وأن أي واحد من أصحاب الفخامة لا يستطيع تجاهل السفير الصهيوني وصاحبته لأنه إن فعل فالمكالمات والفيديوهات والآهات ستكون غدا بين يدي الصبية في المدارس الثانوية ، فالخلاف المسموح هو بين النظراء أما من اختلفت مقاماتهم باعتبار مقام " اللي مشغلينهم " فتخشع أمامهم الأصوات وتقشعر الأبدان ويبسط السلاطين لهم أيديهم بالمصافحة وهم صاغرون .

المصدر