الفرق بين المراجعتين لصفحة: «" أم الكوارث "»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
ط (حمى "" أم الكوارث "" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
 
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ٤: سطر ٤:
'''السبت 28 [[مارس]] [[2015]]'''
'''السبت 28 [[مارس]] [[2015]]'''


[[ملف:مهمة رسمية.jpg|300بك|تصغير|<center></center>]]
[[ملف:مهمة رسمية.jpg|200بك|تصغير|<center></center>]]


'''[[كفر الشيخ]]  اون لاين | خاص'''
'''[[كفر الشيخ]]  اون لاين | خاص'''

المراجعة الحالية بتاريخ ١٣:٢٠، ٨ سبتمبر ٢٠١٥

" أم الكوارث "


السبت 28 مارس 2015

كفر الشيخ اون لاين | خاص

في تطور مماثل أو يفوق في جسامته الجرأة على خيار الشعب والإنقلاب على أول رئيس منتخب وقع قائد الإنقلاب وثيقة مع الرئيس السوداني ورئيس وزراء اثيوبيا وصفوها بأنها سرية ، والمؤكد أن تلك الوثيقة تعدل من اتفاقية تقاسم مياه النيل لعام 1929 والتي تجعل لمصر الحصة الأكبر من مياه النهر العتيق ، وأتوقع أن تكون الوثيقة السرية قد حوت تنازلات أكبر من تلك التي تقررها اتفاقية عنتيبي فالأخيرة تنص على توزيع منصف لمياه النهر بينما الوثيقة الأخيرة السرية تم توقيعها تحت السيف الأثيوبي الذي أوضح حاملوه أنهم ماضون في بناء السد وفي تعديل مجري النهر قبلت دولتي المصب أو أبتا ، وبمعني أكثر وضوحا فإن أثيوبيا التي تبدو سافرة الوجه في تحديها لإتفاقية 1929 تمن على الضيفين البشير والسيسي اليوم باعطائهما خرقة بالية ليسترا بها فضيحتيهما وليظهرا وكأنهما قد تفاوضا وتجادلا وتناقشا حول الموضوع ووقعا وثيقة ما ينتصران فيها لشعبيهما ، بينما الواقع يفضح كل ذلك فالسد يبني وتصميمه واضح وتغيير مجري النهر أصبح واقعا وأضحت اثيوبيا قادرة على منع مياه النيل بالكلية عن مصر والسودان إن هى وفرت مجري بديلا للنيل داخل أرضها أو قامت ببناء سدود أخري وكل ذلك بارادته منفردة تماما من قبلها.

الملاحظ ابتداء أن الممثلين لدولتي المصب السيسي والبشير هما تبعا للقانون الجنائي الدولي من مجرمي الحرب ، والأخير مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية باعتباره قد ارتكب جرائم ابادة في دارفور بينما الأول لا يفصله عن مصير الأخير سوى أن يستنفد مهمته التي من أجلها عينته أمريكا واسرائيل رئيسا فوق العادة في بلادنا البائسة ، وعليه فإن أهليتهما لتوقيع أي اتفاق هى أهلية منعدمة ففضلا عن كون السيسي قد جاء إلى السلطة بانقلاب على الرئيس الشرعي وفي انعدام كامل للتمثيل الشعبي سواء على مستوى البرلمان أو البلديات وهما سببان يعدمان بالكلية صفته في تمثيل الدولة لأسباب قانونية لا يختلف عليها اثنان فإن موضوع التفاوض نفسه وهو التنازل عن جزء من حصة مصر من النهر يعتبر خيانة عظمي وجريمة حرب تضاف إلى جرائمه السابقة كونها تؤدي إلى تجويع الشعب المصري وتشريده ومرضه .

من البداية والجميع يعلم أن مياه النيل أكبر من أن يتم التنازع عليها ، وأن الإستثمار على النهر يؤدي إلى فوائض مائية تعطي أثيوبيا ما يزيد على حاجتها ويوفر لمصر حصة تزيد على حصتها المقررة بموجب اتفاقية 1929 لأن حجم المياه المهدرة في الأحراش يتعدي 600 مليار متر مكعب وقد أثبتت الأبحاث امكان استغلال جزء كبير منها ، غير أن ملف مياه النيل وبجواره ملف القرن الإفريقي تولت اسرائيل ادارته بالكامل خلال الثلاثين عاما الماضية ، وكانت البداية ما طالعتنا به مجلة أكتوبر عام 1981 بوصول مياه النيل إلىها عبر ترعة السلام ومنذ ذلك التاريخ عمل دائب تقوم به الدولة العبرية لإقناع المصريين بأن السبيل الوحيد لجريان النيل هو أن تصبح اسرائيل من دول المصب ، ومنذ ذلك التاريخ والخطة الصهيونية تنفذ بمنتهى الدقة فقد تم اضعاف الصومال وادخاله في أزمات ومجاعات وحروب توطئة سبيل القوة دولة أثيوبيا التي تحتل عددا من الأقاليم الصومالية منها على سبيل المثال إقليم أوجادين الذي تبلغ مساحته نحو الثلث مليون كيلومتر مربع والذي سلمته بريطانيا لإثيوبيا قبل جلائها ، ورغم أن الدستور الإثيوبي يسمح للأقاليم بالإنفصال بعد استفتاء وكما حدث مع دولة ارتريا إلا أن ألوان العذاب والهوان والمجاعة التي تلم بسكان الإقليم تحجب أي صوت يطالب بالإستقلال عن الدولة الإثيوبية التي تضخمت سكانا ومساحة دونما تجانس سكاني أو جغرافي ، ولقد كانت الملف الصومالي هو الأول في اهتمامات الرئيس محمد مرسي الخارجية والمراجع لخطبته الوحيدة في الجمعية العامة يلحظ هذا بوضوح .

لم يكن للإنقلابيين سوى أن ينحنوا للعدوان الإثيوبي ، وهو سلوك معتاد لكل دكتاتور فاسد عند تلقي كل هزيمة ، ورغم أن الشعب المصري قد أحرز من الخبرة على مدار ستين عاما ما يتحصن به من تلك الخدع والأباطيل إلا أنه وللأسف لم يزل الكثيرون يخضعون طوعا للتنويم المغناطيسي الذي تمارسة الدولة العسكرية ويحاولون أن يتناسوا أن حملة اعلامية ضخمة صاحبت انفصال مصر عن السودان باعتباره انتصارا ووأخري صاحبت احتلال القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة والجولان وسيناء في أيام معدودات باعتباره انتصارا وأخري صاحبت معاهدة الإستسلام لإسرائيل باعتباره فتحا مبينا ولم يكن آخرها تسميه صدام حسين لحرب تدمير العراق عام 1991 بأم المعارك واحتفاله سنوات طويلة بانتصاره فيها ، واليوم تحتفل سلطات الإنقلاب بأكبر نكسة في التاريخ المصري كله من لدن مصريي ما قبل التاريخ حتى وقتنا هذا ، إنها النكسة التي تحول مصر من مصر التي وردت في القرآن الكريم يتحدث رئيسها عن أنهار تجري من تحته حتى إذا هلك خلف من ورائه جنات وعيون وكنوز ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين إلى مصر القاحلة الصحراوية تنعق في جنباتها الغربان والبوم لشدة الجوع والعطش وتسكنها الحيات والعقارب وتحمل نساءها الماء من الآبار إلى البيوت في مشهد لابد وأنه قد أصبح اقرب مما يظن المصريون .

المصدر