"مصر الأم" حزب جديد يدعو للفرعنة وإلغاء الدين الرسمي للدولة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"مصر الأم" حزب جديد يدعو للفرعنة وإلغاء الدين الرسمي للدولة
طلب بحذف خانة الدين من الأوراق الرسمية

مقدمة

تقدم المحامي "محسن لطفي السيد"- ابن شقيق المفكر الراحل "أحمد لطفي السيد"- بأوراق حزب جديد للجنة شئون الأحزاب يحمل اسم "مصر الأم"، وقد حمَّل الحزب الجديد حركة الضباط الأحرار المسئولية عن تهميش الثقافة والهوية المصرية، لصالح الثقافة والهوية العربية، مطالبًا بتعديل المادة الثانية من الدستور المصري، والتي تنص على أن "الدين الرسمي لمصر هو الإسلام"، وكذا إلغاء خانة الدين من كافة الوثائق الرسمية في البلاد، درءًا لشبهة التمييز على أساس العقيدة التي يلتزم بها الدستور في مواضع أخرى.

وأكد "محسن لطفي السيد" رئيس الحزب الجديد، أنه لا ينبغي أن يكون هناك دين رسمي للدولة العصرية، وأنه ليست هناك سوابق مماثلة في مختلف التطبيقات الديمقراطية حول العالم، وحتى بافتراض إقرار ذلك- جدلاً- فلماذا لا تؤخذ بعين الاعتبار مصالح وثقافة شركائنا في الوطن والتاريخ والمستقبل من الأقباط المسيحيين، فينص الدستور على الكتاب المقدس أيضًا إلى جانب القرآن الكريم، والمسيحية جنبًا إلى جنب مع الإسلام، خاصةً وأن النص الدستوري بالغ الأهمية ويقرر مصير أجيال.

الأصولية والعسكر

واعتبر البرنامج السياسي للحزب الجديد أن إلغاء خانة الديانة من جوازات السفر وبطاقات إثبات الشخصية، وكافة المحررات الرسمية في البلاد، هي التصدي الأقوى والأفعل للأصوليات الدينية المتطرفة التي اعتبر الحزب أن تأثيرها لم يتنام على هذا النحو الحاصل الآن في المنطقة بأسرها، إلا بعد قيام الانقلاب العسكري في 23 (يوليو) من العام 1952م، حين تحالف الضباط حينئذ بشكل مرحلي مع جماعةالإخوان المسلمين".

ويهدف "مصر الأم" إلى فك الارتباط بالعروبة، وإعادة ربط المصريين بقوميتهم المصرية وحدها، بعيدًا عن العوامل الأخرى التي اعتبرها الحزب أنها يمكن أن تسبب لهم الفرقة والتشتت مثل تجربة "العروبة السياسية" التي وصفها بأنها "كانت كارثة حقيقية ليست على مصر وحدها، بل على كل المنطقة خلال العقود الخمسة الماضية، ولعل أحدث نتائجها ما يجري الآن في العراق".

ويستند البرنامج السياسي للحزب في العديد من أفكاره إلى أدبيات "أحمد لطفي السيد" عم رئيس الحزب، ومنها عبارته الشهيرة التي نشرت في الخامس من فبراير عام 1908م، والتي قال فيها: "إن من بيننا من لا ينفك يفخر بانتسابه للعرب الأولين، كأنما انتسابه إلى الجنس المصري نقص وعيب، كما أن منا من يفضل الرابطة الدينية على رابطة الجنسية الوطنية، فإن لم نذهب عنا هذا التحلل نمت أسبابه، وفشت نتائجه وتعذَّر علينا أن نوسع دائرة المشابهات وتضيق دائرة الفروق".

الغزو والاحتلال

ويوضح البرنامج السياسي للحزب الجديد أن كون اللغة العربية هي اللغة السائدة الآن، فإن ذلك لا ينبغي أن ينسينا لغتنا القومية وهي "العامية المصرية" التي يدعو الحزب إلى تدريسها بتطوراتها المختلفة، من الهيروغليفية إلى الديموطيقية إلى القبطية، وصولاً إلى المرحلة الحديثة المسماة بالعامية، في المدارس والجامعات المصرية، ويدعو إلى إعادة كتابة التاريخ المصري الحديث بعيدًا عن الدعايات التي رسختها السياسة التعليمية لحركة الضباط، وتبنتها الجمهوريات اللاحقة حتى اليوم.

ويصف البرنامج السياسي لحزب "مصر الأم" دخول العرب إلى مصر بالغزو، الذي أدى إلى خسارة قيم مصرية كثيرة "حيث اعتمد المصريون على الزراعة لعدة آلاف من السنين، وبالتالي فهم مستقرون مدنيون واعتمدوا كذلك على التوقيت الشمسي وشكلوا بينهم مجتمعًا قوميًّا، كما أنهم تعودوا على التعددية الفكرية والدينية طوال آلاف السنين"، ثم يقارن بين القومية المصرية وبين القومية العربية الغازية"، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن هؤلاء الغزاة ينتمون إلى بدو أقل حضارة ويعتمدون على القمر في توقيتهم كما أنهم تربوا على احترام التكوين القبلي وليس المجتمع المدني، كما أنهم أحاديو الفكر، عصبيو المزاج يستبيحون دماء مخالفيهم، وليست في ثقافتهم مسألة قبول الآخر، فضلاً عن مواقفهم السلبية حيال كثير من الفنون والآداب".


المصدر