"سامح سعد" يكتب: مزدوجة الإرهاب.. السلطة والزعامة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
"سامح سعد" يكتب: مزدوجة الإرهاب.. السلطة والزعامة


(24 مارس 2016)

بحسب (نيتشه) "لابد من التفريق بين الإرادة و المعرفة حين يتعلق الأمر بالحقيقة ،فالسعى إلى معرفة الحقيقة لا يعنى بتاتاً ارادة الحقيقة" أى أن نيتشه يؤمن بالتقسيم على أساس ما هو متعالى و فوقى... فعادة ما تقوم الدول القوية و على رأسها أمريكا بفرض ثقافتها على العالم بأسره فيما يعرف ب(سلطة الثقافة الغالبة) مستخدمةً فى ذلك كل ما تملك من قوى ناعمة و أخرى باطشة.

فتصوغ المفاهيم و تضع السياسات بما يلائم أمنها القومى الذى تروج له على أنه أمن العالم القومى و بالطبع لا تتورع الدول الصغيرة الفقيرة عن إلتهام ما يُقذف إلبها من سياسات و استراتيجيات أو حتى أفكار!

فى السابق كانت دول العالم الثالث فريسة لمجموعة من المفاهيم و الأفكار التى جرى اصطناعها على أعين أمريكا و حليفاتها ، فتم تصدير مفهوم الإرهاب إلى أرجاء المعمورة بالتصور الأمريكى و من أجل هذا التصور قامت حروبها من أفغانستان مرورا بالعراق و غيرها. صاغت أمريكا مفهوم الإرهاب بما رأته يتناسب من قريب أو بعيد مع تهديد أمنها القومى و تلقفته الدول الفقيرة مغلوبة على أمرها و قدمت القرابين تلو الأخرى من أجل عيون أمن أمريكا القومى.

حتى يومنا هذا لا نجد تعريفاً واضحاً للإرهاب فمع إختلاف الزمان و المكان يختلف التعريف فيما يظل الهدف منه و هو حماية أمن أمريكا القومى ثابتاً! فنجد تعريف الارهاب على أنه استخدام العنف فى السياسة أو استخدام العنف فى مواجهة اللاعنف حاضراً فى ظروف معينة فى دولٍ معينة كمصر مثلا

بينما نجد الإرهاب متمثلاً بالجهاد السنى فى المناطق التى تشهد قلاقل و مواجهات مسلحة بين فصائل شتى كما هو موجود فى العراق و سوريا و ليبيا و أفغانستان ..و بالتالى يمكن استخلاص تعريف قد يكون الأدق فى وصف هذا المصطلح الارهاباوى كونه مصطلح افتراضى تقوم بفرضه سلطة افتراضية (سلطة الثقافة الغالبة).

قديماً عانت أنظمة و دول بطول قطرها من هذا المصطلح الإفتراضى، فتم إعلان نظام كطالبان نظاماً إرهابياً لتدفع أفغانستان بأسرها ثمن هذا المصطلح الإفتراضى المفروض ، و نفس الحال مع نظام صدام حسين و لازالت العراق تدفع ثمن الإرهاب المزعوم إلى يومنا هذا. أما حديثاً و للغرابة فإن أنظمة كأنظمة دول العالم الثالث تستخدم هذا المصطلع بنفسها و تتبناه و تروجه له للحفاظ على سلطتها تارة و نفوذها تارةً أخرى لينقلب الوضع من المعاناة قديماً إلى الاستغلال حديثاً!

يعانى العراق من تراكم فساد حقبة المالكى و ما تبعه فى فترة العبادى و يعانى أيضا من داء الطائفية ضد السنة و التى وصلت إلى حد التطهير العرقى فى مناطق و محافظات بأسرها و كان آخرها ديالى ، فى الوقت الذى يستخدم فيه شماعة الإرهاب و يرفع راية مكافحة الإرهاب لتغطى على كم الفساد و الجرائم التى بلغت عنان السماء! و فى مصر تستخدم سلطة السيسى شماعة الحرب على الإرهاب لتضفى شرعية دولية على انقلابها و تشويه خصومها و خاصةً من الإسلاميين بل و تقتات من الخليج و غيره جراء حربها!

تشهد منطقتنا اليوم تداخل صراعات شتى من أجل بسط نفوذ و زعامة طرف على حساب أطراف أخرى موظفة ظاهرة الإرهاب فى ظاهرها مع وجود الطائفية مما بجعل الصراع أكثر تعقيداً.فنجد حرب التحالف العربى بقيادة السعودية فى اليمن و التحالف الدولى للحرب على الارهاب بمشاركة عربية و وقف المعونات السعودية عن لبنان و اعلان حزب الله تنظيماً إرهابياً من قبل جامعة الدول العربية!..

ألم تترك السعودية خلال حكم الملك عبدالله اليمن و تدير ظهرها إليه لكى تفشل الثورة و لا يكون الإخوان بديلاً لنظام على عبدالله صالح اذن لماذا الآن التحالف العربى للحرب على الحوثيين؟! ألم تشر الدلائل تورط حزب الله فى اغتيال رجل السعودية الأول رفيق الحريرى و من ثم عربدة الحزب فى لبنان و سيطرته على دوائر صنع القرار إلى أن أصبحت لبنان تشبه إحدى ولايات الفقيه؟! ألم يضطهد الحزب السنة و يستفزهم فى مناسبات كثيرة؟!

اذن لماذا الآن قطع المعونات و اعلان الحزب تنطيماً ارهابياً؟!لماذا الآن السعودية و دول خليجية منضوية تحت لواء التحالف الدولى لمحاربة الدولة الاسلامية؟! ألم تظهر فى العراق منذ سنوات ؟! لماذا لم تنضم إلى الولايات المتحدة و حليفاتها فى الحرب عليه فى العراق من ذى قبل؟! و لماذا تقاتل الميليشيات الشيعية الطائفية العراقية الإيرانية جنبا إلى جنب مع القوات الامريكية فى بعض الأوقات و تعتمد بشكل كبير على الحشد الشعبى؟!...

بإختصار إيران بدأت فى تهديد النفوذ السعودى بالمنطقة و نالت من الزعامة السعودية فى المنطقة عن طريق أزنابها فى المنطقة (الحوثيين فى اليمن_حزب الله فى لبنان و سوريا لذلك عندما ايقنعت المملكة أن إيران تسعى لتوسيع نفوذها فى المنطقة و إحكام الهلال الشيعى على السعودية كانت حرب اليمن و اعلان حزب الله ارهابياً و قطع المعونات عن لبنان أى ان الصراع هو بالأساس صراع (زعامة) تحت مسمى (الحرب على الارهاب) مع إضفاء سمة الصراع الطائفى (سنة-شيعة) و إلا فلماذا صمتت السعودية على ارهاب إيران و ميليشياتها طيلة السنوات السابق؟! ..

و تقاتل إيران بميليشياتها فى العراق و سوريا تحت مسمى الحرب على الارهاب و هم بالأساس يريدون بسط نفوذهم و توطيد زعامة لهم! لماذا لم تهاجم السعودية مشاريع التشيع التخريبية فى المنطقة طيلة الفترة السابقة إلا الآن؟!... الحال نفسه بالنسبة للدولة الإسلامية و التى لم تتدخل السعودية لقتالها إلا عندما ازداد نفوذها فى العراق و سوريا و باتت تعتبر نفسها حاضنة السنة و وريثة الفكر الوهابى

بما يعنى أنها ناوشت السعودية فى نفوذها و زعامتها الدينية ، وقتئذ كانت حربها على الدولة الإسلامية مستغلة شعار الحرب على الإرهاب و هكذا. كل هذا و لازلنا نسأل "ما هو الارهاب؟!" و ما هى كيفية القضاء عليه؟! و متى تنتهى حروبه؟! و إلى أى مدى ستظل تُستخدم شماعته فى الصراعات الجيوسياسية؟!

المصدر