"رضا حمودة" يكتب: السادات يقدم مياه زمزم هدية لإسرائيل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"رضا حمودة" يكتب: السادات يقدم مياه زمزم هدية لإسرائيل


(26 مارس 2016)

قد يبدو عنوان المقال للوهلة الأولى غريباً ، لكنه حقيقي للأسف وسنتعرف على ذلك في طيات السطور القادمة ، وحتى أكون منصفاً فليس نظام عبد الفتاح السيسي وحده من فرّط في حقوق مصر التاريخية والأجيال القادمة في مياه النيل ، فكان أول من سبقه وتآمر على شريان حياة المصريين هو الرئيس الراحل محمد أنور السادات منذ ارتماءه في أحضان الصهيونية وقبوله بما يسمى اتفاقية" كامب ديفيد" وأكذوبة السلام.

الطمع الصهيوني في مياه النيل قديماً قبل قيام إسرائيل ، لكنه تجدد فعلياً عندما اقترحت إسرائيل في أثناء محادثات" كامب ديفيد" أن يكون هناك تعاون مشترك بينها وبين مصر في مشاريع مشتركة لتطوير موارد مياه النيل ، ويشتمل الطلب الصهيوني كذلك أن يتم تحويل 1% من مياه النيل لإسرائيل عبر أنابيب تحت قناة السويس، لكي تحول ما يعادل 8 مليارات متر مكعب من مياه النيل سنوياً لإسرائيل لري صحراء النقب.

ويبدو أن السادات قد وافقهم على ذلك بدليل أنه أعلن أمام الإسرائيليين خلال زيارته حيفا أنه سوف ينقل مياه النيل لصحراء النقب عبر قناة سماها "قناة السلام"، ووعدهم أن تصل تلك القناة إلى القدس أيضاً، بل إن السادات بعث لرئيس الوزراء الصهيوني " مناحم بيجين " بخطاب نشرته مجلة أكتوبر الأسبوعية الرسمية المعبرة عن نظام السادات بتاريخ(16 يناير 1979) تحت عنوان"مشروع زمزم الجديد" قال فيه نصاً:

" إننا شرعنا في حل شامل للمشكلة الفلسطينية وسوف نجعل مياه النيل مساهمة من الشعب المصري باسم ملايين المسلمين كرمز خالد وباقي على إتفاق السلام..وسوف تصبح هذه المياه بمثابة مياه"زمزم" لكل المؤمنين أصحاب الرسالات السماوية في القدس ، ودليل على أننا دعاة سلام ورخاء لكافة البشر".

وحتى يثبت جديته طلب السادات عمل دراسة جدوى دولية لتوصيل مياه النيل للقدس ، ولما اهتاج الرأي العام المصري وقتها رفضاً للسلام المزعوم أصلاً مع الكيان الصهيوني ، فضلاً عن كل أشكال التعاون مع هذا الكيان الغاصب ، تراجع شكلياً عن الفكرة امتصاصاً لغضب الشارع دون تصريح رسمي بذلك ، إلى أن أعلن عن إشارة بدء العمل في تنفيذ حفر قناة السلام المزعومة من فرع دمياط في 27 نوفمبر من نفس العام 1979، ثم تجمد العمل بعد إغتيال السادات في أكتوبر 1981.

العدو يدرك تماماً أن المياه تعني الحياة ، والتي بدونها يتم تركيع مصر والعرب والمسلمين تماماً، وهذا ما لا يدركه حكامنا، لأن البقاء في السلطة أهم ما يشغلهم ، ومن هذا المنطلق فقد أعلن أول رئيس وزراء إسرائيلي"ديفيد بن جوريون" عام 1955 أن اليهود يخوضون مع العرب معركة مياه ، وأنه على ضوء نتيجة هذه المعركة يتوقف مصير إسرائيل

لذا فقد اتبعت إسرائيل منذ ذلك الوقت سياسة" شد الأطراف" مع مصر عبر الالتفاف حول دول حوض النيل بأنشطة اقتصادية وعسكرية وأمنية وزراعية ومائية مكثفة بغرض سيطرة إسرائيل على بعض مشاريع الري في منطقة البحيرات العظمى بمساعدة أمريكية غربية عن طريق تقديم الدعم الفني والتكنولوجي من خلال الأنشطة الهندسية للشركات الإسرائيلية في مجال بناء السدود المائية.

وهذا ما حدث فعلياً بالاتفاق مع أثيوبيا لتحصد الدولة الصهيونية حصاد سنوات طويلة من العمل الجاد الدؤوب ، وها هو سد النهضة الأثيوبي قارب على الانتهاء في 2017، لتكون ورقة ضغط كنوعٍ من ابتزاز مصر للحصول على مياه النيل في مقابل التفاوض على التقليل من آثار السد(وهذا غاية المراد من رب العباد) بممارسة إسرائيل الضغط على حليفتها الخفية أثيوبيا(والشيء مقابل الشيء)، ويتحقق حلم السادات منذ أربعة عقود في توصيل مياه "زمزم" كما زعم للحليف الإسرائيلي كمساهمة من المصريين والمسلمين لتكون خير شاهد على السلام بين الطرفين.

أكاد أزعم أن نظام السيسي قد تعمد توريط مصر في فخ التوقيع على إعلان مباديء وثيقة سد النهضة مع الجانب الأثيوبي حتى لا يمكن التراجع، ثم ندخل في مفاوضات بعد ذلك لانقاذ ما يمكن انقاذه حتى لو لزم الأمر الموافقة على توصيل المياه لإسرائيل من باب المضطر كأخف الضررين(أوهكذا ستجدهم يبررون ويدافعون عن ذلك العار)، فهل سنتجرع سم إرواء ظمأ عدونا التاريخي حتى نروي ظمأنا جزئياً من مياهنا؟!

المصدر