"ربيع الصهاينة".. هل تجني إسرائيل ثمار 30 يونيو الآن؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"ربيع الصهاينة".. هل تجني إسرائيل ثمار 30 يونيو الآن؟


كتب: سيد توكل

(09 ديسمبر 2017)

مقدمة

"السيسي كنز استراتيجي لإسرائيل، وكل الوقائع تنطق بأن إسرائيل تجني ثمار ما زرعته في 30 يونيو 2013"، لم يكن ما أذاعته القناة العاشرة الصهيونية عن اتفاق بين ترامب والسفيه عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان، قبل إعلانه أن القدس عاصمة كيان القردة والخنازير، وقراره نقل السفارة الأمريكية إليها، غريبًا على الرأي العام العربي، فخيوط الصفقة منسوجة منذ انقلاب عبد الفتاح السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي، ثم صعود ابن سلمان في انقلاب مشابه بالرياض.

ومن المعروف أن الصفقات بشأن القضية الفلسطينية، لم تكن بعيدة عن جنرالات كامب ديفيد يوما، وكعادتها تتصدر مصر المنكوبة بحكم العسكر المشهد، ولم تكن كلمات السفيه السيسي تخلو من التطرق إلى الصراع الفلسطيني الصهيوني، والتأكيد بأنه جاء ليضمن أمن إسرائيل وأمن المواطن الإسرائيلي.

وتسعى سلطات الانقلاب إلى الانتهاء من القضية، من خلال مبادرات الخيانة بتسوية ربما لا ترضي الفلسطينيين، بدأ السفيه السيسي في اتخاذ خطوات تجاهها على أرض الواقع في فبراير 2016، وجاء الرئيس الأمريكي ترامب بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، ليقود هذه المفاوضات والمبادرات، بصفقة يدخل بها التاريخ من باب الخدم، أطلق عليها "صفقة القرن".

البذور الأولى

مع أوائل عام 2016، نشرت صحيفة "هارتس" الصهيونية عن لقاء جمع نتنياهو والسفيه السيسي في الأردن فيما عرف بقمة العقبة، وحضر اللقاء وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، وقالت الصحيفة وقتها إن اللقاء تطرق إلى الاعتراف بـ"إسرائيل" كدولة، عرف بـ"حل الدولتين"، واستئناف المفاوضات بدعم عربي، وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو اعترض على هذه المبادرة بحجة أنه لن يحصل على تأييد التيار اليميني الصهيوني.

بعدها بشهرين، استمرت سلطات الانقلاب في المبادرات والبحث عن إطار للعمل من خلاله لبيع القدس، واستقبل السفيه عبد الفتاح السيسي، نتنياهو سرا في القاهرة بحسب ما ذكرته "هارتس" بعدها بعام، في يونيو 2017. وروت الصحيفة أن طائرة خاصة جاءت بنتنياهو من كيان العدو الصهيوني إلى القاهرة ومعه مجموعة من المستشارين، استقبلهم السفيه السيسي ولم يدع طرفًا فلسطينيا في المقابلة، وكان هذا هو بداية التفاوض المبكر لعقد "صفقة القرن" التي تم الإعلان عنها بعد ذلك تحت رعاية الرئيس الأمريكي ترامب

وتمهيدًا لذلك بدأت سلطات الانقلاب احتواء حركة حماس، وتسهيل إجراءات المصالحة مع فتح، والتوسط لإبعاد محمود عباس من رئاسة فلسطين، وتزكية محمد بن دحلان، المدعوم إماراتيًا، لتولي الرئاسة من بعده، للموافقة على صفقة سلام ترقد على تاريخ من الحق الفلسطيني وجثامين الشهداء.

ولم تتطرق وسائل إعلام الانقلاب إلى ما يسمى بـ"صفقة القرن" قبل أبريل من هذا العام؛ إذ أعلن عنها السفيه السيسي صراحة خلال لقائه ترامب في البيت الأبيض، قائلا: "السلام بين إسرائيل وفلسطين سيكون صفقة القرن"!.

وفجّر الرئيس ترامب بوثيقة الاعتراف بالقدس عاصمة للعدو الصهيوني، بداية للكشف عن ملامح الصفقة، التي تمت بجهود السفيه السيسي ومحمد بن زايد ومحمد بن سلمان، والاعتراف بالقدس ليست النتيجة الوحيدة بالصفقة، إنما تتضمن بحسب المسئولين والدبلوماسيين إقامة دولتين لفلسطين و"إسرائيل"، وإعلان حدود جديدة، وبالتحديد أن يكون لفلسطين تقسيم إداري جديد، مع منح الفلسطينيين قطعة من سيناء لإقامته.

ذيول الصهيونية

وتشمل الصفقة، حسب ما ذكره مسئولون، بسط النفوذ الصهيوني على هذه الحدود على مرحلتين، وأن تأخذ "إسرائيل" ما تسيطر عليه حاليا بما فيها القدس، مقابل التخلي عن بعض النقاط للسلطة الفلسطينية، وليس هذا وحده ما تضمه صفقه خيانة القرن من بنود، إذ تم الإعلان المبدئي عن إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وإقامة مؤسساتهم الاقتصادية والأمنية تحت رقابة صهيونية، مع إجراءات إعادة توطين.

وهناك العشرات من البنود تضمها صفقة الخيانة، منها الاعتراف الرسمي بـ"إسرائيل" والتعاون معها على جميع الأصعدة، وما زالت هناك بعض البنود التي لم يتم الإعلان عنها داخل الصفقة والتي من المقرر الإعلان عنها في الفترة المقبلة، من ضمنها التطبيع العربي الكامل مع العدو الصهيوني

وهو الخيار الذي تقوده السعودية وفي ذيلها السفيه السيسي، بعد أن ضمنت حدودًا بحرية مع الكيان الصهيوني، تمثّلت في بحيرتي تيران وصنافير، تبادلت بعدها عدّة وفود مع تل أبيب قادها "رأس الأفعى" جنرال المخابرات أنور عشقي، تمهيدًا لتوقيع معاهدة سلام مع كيان العدو الصهيوني تفتح الطريق لعدد من الدول العربية، التي على وفاق مع مملكة ابن سلمان.

جدير بالذكر أن البعض شكك في أن تكون هناك صفقة للقرن، وصدمهم إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعتبر بعض هؤلاء أن صفقة القرن من "أساطير الأولين"، وأنها من "خيالات معارضي الانقلاب العسكري في مصر"، والمؤسف أن من عزف نغمة التشكيك ينتمون أيضا لتيار المعارضة.

المصدر