"الكنيسة" تحكم وتتحكم ولكن إلي حين!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"الكنيسة" تحكم وتتحكم ولكن إلي حين!

بقلم : شعبان عبد الرحمن

(09/01/2014)

أغلقوا أكثر من ألف جمعية خيرية تقدم خدماتها الطبية والاجتماعية والإنسانية لملايين المصريين ثم نفاجأ بالقس بولا يتهلل فرحاً على الملأ يوم 24 / 12 / 2013 م:

"الكنيسة الأرثوذوكسية بدأت في تقديم المساعدات لأسر الفقراء المتضررة من قرار مصادرة أموال الجماعات الإرهابية.. محبة الرب يسوع تسع الجميع".

وأمموا المستشفيات التي كانت تقدم خدماتها للناس بصورة شبه مجانية حتى يهرع المرضى المسلمون إلى مستشفيات "بولا".

وأغلقوا بنك الطعام الذي كان يقدم خدماته لملايين الفقراء حتى يزحف الجوعى إلى أبواب الكنائس التي باتت مفتوحة لتقدم خدماتها لضيوفها المسلمين .. نعم ضيوف على الكنيسة بل وعلى مصر أيضاً. ألم يقل تواضروس ذلك.. ألم يقل جورج إسحاق قبل الانقلاب بأيام: "يوم 30 يونيه سينتهي الإسلام من مصر"؟!

صادروا المدارس الإسلامية؛ ليهرع الناس إلى قذف أبنائهم إلى المدارس المسيحية الخاصة وإحكاماً للمخطط فإن الذي يشرف على عملية تأميم المدارس الإسلامية اليوم هو المستشار وديع حنا رئيس أمين عام اللجنة الوزارية المكلفة بحصر أموال جماعة الإخوان كما تشارك الكنيسة في مراجعة المناهج المدرسية.

وصادروا حق الشعب ذي الغالبية المسلمة الكاسحة في الانتخابات الحرة كبقية شعوب العالم الحر وعينوا المستشار نبيل صليب عوض الله رئيساً للجنة العليا للانتخابات فطالب في مقال صحفي بإلغاء فكرة الانتخابات عامين "لحين اختفاء الأمية وتأمين حياة المواطن المعيشية .. وحتى تتحرر إرادته وترتقي ثقافته" بينما المفهوم السائد في العالم الحر أن الانتخابات سبيل أساسي لتحقيق إرادة الشعوب, ومظهر رئيس من مظاهر الرقي الثقافي, لكن الرجل يرى فيها خطورة على مصر .. والسبب معروف أن خمسة استحقاقات انتخابية سابقة اختار فيها الشعب الإسلاميين وذلك فجر بركان غضب في قلوب النصارى والعلمانيين فكان الرأي هو اعتبار الانتخابات مظهراً من مظاهر التخلف!. طبعاً المستشار صليب يقترح وقف الانتخابات لمدة عامين ولعل تلك المدة تكون كافية لاجتثاث الإسلاميين, وفي المقابل تنظيم النصارى والعلمانيين لصفوفهم؛ حتى يكتسحوا أي انتخابات. رجل يرفض الانتخابات حالياً ثم يشرف على لجنة الانتخابات فكيف ستكون نتائج تلك الانتخابات؟!

تشكيل معظم الحكومة الانقلابية جاء بترشيح من الكنيسة أو رضاها ووسائل الإعلام باتت في قبضة أتباع الكنيسة والعسكر يقدمون الحماية اللازمة!

إنهم يغلقون كل الأبواب على المسلمين ليتجهوا قسراً واضطراراً لأبواب الكنائس ولن تفتح الأبواب إلا بشروط .. إنها عملية قرصنة للعقيدة مخطط لها جيداً بين الحكم العسكري العلماني المتطرف والكنيسة .. يبسط العسكر بمقتضاه أيديهم على منابع الثروة والحكم وتحكم الكنيسة قبضتها علي الحياة المدنية؛ لتفعل في الشعب أفاعيلها تنصيراً .. هي صفقة تفوح منها روائح نتنة ضحيتها الشعب المصري المسلم .. ولم يجلس تواضروس علي منصة اللانقلاب إلا بعد أن ضمن تنفيذ تلك الصفقة ظناً منه أنها تمكنهم من الشعب المصري .

هو مخطط قديم متجدد فمن يراجع كل الحملات الاستعمارية عبر التاريخ على بلادنا وكل البلاد الإسلامية يلاحظ أن الجيوش الغازية كانت تصطحب معها جيشاً خفياً من الكنيسة؛ ليقوم الجيش العسكري بالاحتلال ونهب الثروات وإفقار العباد حتى لا يجدوا قوت يومهم, ولا علاج أمراضهم ولا أساسيات حياتهم فيبرز جيش الكنيسة كمخلص لهم من تلك المحنة الحياتية ثم يبدأ مهمته التنصيرية .. إنها سرقة العقيدة بحق.

واليوم يتجدد المخطط بعد استبدال الجيوش الأجنبية الغازية بقادة الجيوش الوطنية الخونة واستبدال رجال الكنيسة القادمين من الغرب بالكنيسة المحلية .. الهدف واحد وهو إسقاط بلادنا في هوة سحيقة رغم أنفها . لكن ذلك إن نجح حيناً فلن يفلح طوال الوقت فالشعوب استيقظت وباتت أذكى من النخب وأكثر فطنة من سراق العقيدة وأصلب قوة من آلة الخونة العسكرية .. ألا تنظر لشوارع مصر؟ ألا ترى المرأة والفتاة المصرية التي لا تغادر تلك الشوارع والميادين مقاومة لذلك المخطط الجهنمي؟ نقولها: ربما يعض هؤلاء أصابع الندم حتى تدمي, ويومها لن ينفع الندم.


[email protected]

المصدر