"الفنكوش انكشف".. توسيع قناة بنما ونهاية قناة السويس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"الفنكوش انكشف".. توسيع قناة بنما ونهاية قناة السويس


الفنكوش انكشف.. توسيع قناة بنما.JPG

(28/07/2016)

كتب: أسامة حمدان

بينما يجلس موظفو قناة السويس على كراسيهم في قيظ الصيف بانتظار الفرج ومرور أي سفينة توحد الله، وتطول جلستهم على ضفاف ترعة الفنكوش وهم يلبعون الطاولة ويستمعون على خطاب الزعيم الفيلسوف الطبيب المشير عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، "وبكرا تشوفوا مسر"، هناك في الطرف الآخر ليس بعيدا عنهم في مياه بنما الساخنة، ترسو مجموعة من السفن التجارية تنتظر دورها لعبور القناة الشهيرة، قبل إكمال طريقها نحو آسيا المتعطشة للنفط والغاز المسال.

يقول الناشط الدكتور "ياسر نجم" معلقا على تلك الخيبة البحرية:

"بعد أسابيع من افتتاح توسعاتها، قناة بنما تتجاوز قناة السويس في الاستحواذ على الملاحة بين شرق الولايات المتحدة وأسيا، رغم قيام قناة السويس بتخفيض رسومها لهذه الخطوط تحديدا، ورغم أن المسافة واحدة بين الطريقين، متوقعا أن تتزايد الخطوط التى تفضل قناة بنما على مدى الشهور القادمة".

خيبة السيسي وضياع أوهام فنكوش قناة السويس أكدتها صحيفة "وول ستريت جورنال" ، التي قالت أن توسعة قناة بنما الجديدة التي تهدف إلى استيعاب السفن الأكثر حجماً ستؤثر بشكل سلبي على حركة السفن المارة بقناة السويس. وقالت الصحيفة: "القناة التي يمر من خلالها ثلث التجارة بين آسيا وأوربا لا تملك خيار آخر غير التوسعة لتتواكب مع تراجعها إذ تقوم الشركات الكبرى بالتقليل من التكلفة عن طريق إستخدام سفن أكبر ، وهي التي لم تكن قادرة على العبور من خلال القناة قبل توسعتها".

وأوضحت الصحيفة أن القناة بعد توسعتها ستستوعب السفن القادرة على حمل 14.000 حاوية مقارنة بقدرة القناة حاليا وهي مرور السفن بسعة 5.000 حاوية فقط ، وهو ما يزيد من تنافسية القناة مع قناة السويس التي تختصر الرحلة في إتجاه واحد من آسيا إلى الولايات المتحدة لخمسة أيام، وتلغي الحاجة إلى الدوران حول طريق رأس الرجاء الصالح للوصول إلى الأطلنطي.

ويبلغ طول الممر الجديد ستة كيلومترات وبعمق خمسين مترا، كما زودته بنما بأحدث الوسائل التقنية للتحكم بالمياه ومستوياتها، لتتم عملية عبور الناقلات الضخمة بسلام، وكانت السفن العملاقة تضطر إلى المرور عبر قناة السويس التي تتسع للسفن المحملة بأكثر من خمسة آلاف حاوية. ويتوقع خبراء أن تطيح "قناة بنما" بقناة السويس بالضربة القاضية، وذلك لرفع مستوى تأثيرها المباشر على التجارة البحرية الدولية، إذ سيوفر المشروع ممرا جديدا للحركة الملاحية بطول القناة، وهو ما سيضاعف سعتها، كما ستفتح طريقا للسفن للعبور عبر المحيط الهادئ إلى القناة لأول مرة

وتتيح عبور السفن، التي على متنها حمولات تقدر بحوالي 13000 حاوية شحن من مقاس 20 قدم.ومحور التنافس بين القناتين هو السفن التجارية المنطلقة من وإلى أمريكا وآسيا، وأمام تلك السفن مساران: إما أن تعبر عبر قناة السويس، أو قناة بنما من الجهة المواجهة للمحيط الهادي مستغلة دائرية الكرة الأرضية.

يأتي ذلك في وقت تتابعت ردود الفعل، على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، عقب إعلان هيئة قناة السويس اقتراضها مبلغ أربعمئة مليون دولار من البنوك لسداد مستحقات الشركات، ويعادل المبلغ بـ سعر الصرف المحلي نحو ثلاثة مليارات وثلاثمئة مليون جنيه مصري، مما يثير تساؤلات حول جدوى مشروع تفريعة قناة السويس الأخيرة.

المشروع الذي قامت حكومة الانقلاب بعمل دعاية إعلامية ضخمة له وحول جدواه الاقتصادية، يرى كثير من المغردين والناشطين المصريين أنه ليس سوى "فنكوش" جديد قدمته السلطة لتأكيد شرعيتها المفقودة بسبب "الانقلاب العسكري" الذي أتت به. وأكد مغردون على أن قيام هيئة قناة السويس بالاقتراض من البنوك يفند مقولة "السيسي" الذي قال في أحد مؤتمراته أن التفريعة الجديدة غطت تكاليف إنشائها في أسبوع واحد، مما يعتبره مغردون "دعاية مفلسة" لترويج مشروع خسائره التي تتوالى بشائرها الآن بعدما قامت قناة بنما بسحب البساط من فناكيش الانقلاب.

وعد السيسي المصريون بما لا يستطيع الوفاء به رغم توافر الامكانيات والموارد، كما بشر ببناء عاصمة جديدة خلال سنوات، وسرعان ما تبخرت كل تلك الوعود خلف "الفشل الذريع"، والذي تبرره حكومة الانقلاب دوما بشماعة الإخوان والمؤامرة الكونية وحروب الجيل الرابع، دون وجود أدنى محاسبة لتوالي الفشل في سلوك حكومة انقلاب دمرت مصر سياسيا واقتصاديا.

المصدر