"الشيخ ميزو".. رسيفر يساري وتردد عسكري!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"الشيخ ميزو".. رسيفر يساري وتردد عسكري!


رسيفر يساري وتردد عسكري.jpg

(02/01/2016)

كتب: أسامة حمدان

مقدمة

مثل طبق الهوائي "الدش" يستقبل شيوخ البيادة تردد العسكر، عبر عمائم تعمل مثل "الرسيفر"، من هؤلاء المدعو "محمد علي نصر" الملقب باسم "الشيخ ميزو"، الذي يتولى حاليًّا أمانة الدعوة والإعلام في حزب التجمع بمحافظة القليوبية، ويقدم نفسه في فضائيات الانقلاب على أنه "شيخ" في المناسبات المختلفة.

ولأن الانقلاب العسكري يسيطر بقبضة من "دم" على شرايين الإعلام، فإنه لا يسمح بظهور فأرة على الشاشات دون إذنه، ولا يستطيع حمار أن ينهق في ميكرفون دون ضوء عسكري أخضر، ولا يشذ "الشيخ ميزو" عن تلك القاعدة، لذلك ما يصدم به الناس من فتاوى شاذة هي في حقيقة الأمر بتصريح من إدارة الشئون المعنوية بالجيش التي تدير المشهد الإعلامي برمته.

السيسي يبيح الزنا!

ما يثير السخرية في مصر أن دستورها الانقلابي حافظ على المادة الثانية، وهي أن دينها الرسمي الإسلام، في حين أن العسكر وكما أقر بذلك "السيسي" لا يدع شيئا "مايرضيش ربنا" إلا ووقف خلفه ودعمه، من ضمن هذه الأشياء التي يدعمها المدعو محمد عبد الله نصر، المعروف إعلاميًا بـ"الشيخ ميزو"، الذي له سلسلة لا تكاد تنتهي من كوارث الفتاوى كان آخرها أن العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة غير المتزوجين ليست زنا!.

تأتي تلك الفتوى في وقت تفجرت فيه بالوعات 30 يونيو "الجنسية"، وخرجت فضائح من عينة عناتيل حزب النور وعنتيل الكاراتيه، وأخيرًا العنتيل مخرج الانقلاب خالد يوسف، ثم تسريب الصحفي في البوابة نيوز "محمد الباز"، الذي فضح على الملأ قاذورات صحافة الانقلاب.

في هذا التلوث الأخلاقي الذي يرعاه السيسي ويدعمه، خرج الشيخ ميزو قائلاً: "العلاقات الجنسية الكاملة بين الرجل والمرأة بين غير المتزوجين فاحشة وليس زنا"، وكما نصَّب أستاذ في جامعة الأزهر السيسي ووزير داخليته السابق رسولين مثل موسى وهارون عليهما السلام، نصب الشيخ ميزو نفسه رسولا بالقول: "كل واحد منا يحمل رسالة الله ويبلغها للناس فهو رسول، وكل واحد فيه شيء من الطهارة والنقاء فهو في ساحة النبوة"!.

ومن باب الإلهاء وتطبيق نظرية "بص العصفورة" ومصر على مشارف إرهاصات غضب يخشى أن يتحول إلى ثورة في 25 يناير القادم، أخرج "السيسي" من جرابه مثل الحاوي الشيخ أحمد عمر هاشم، وأطلقه في الفضاء لتشتعل الساحة أكثر فأكثر بالرد والرد المتبادل

وقال هاشم عن أمثال الشيخ ميزو "هؤلاء الدجالون، الذين لبسوا مسوح الدين وهم أبعد الناس عنه"، وطالب هاشم ولي الأمر العسكري بوقف المهزلة وقال :"ولا بد أن يوقف بقوة السلطان، إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"، في تجاهل متعمد أن السيسي - وكما أقرّ هو بنفسه - يدعم كل ما لا يرضي الله!.

حكاية الشيخ ميزو

عندما نشأ "حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي" في مصر عام 1976 ليضم تشكيلة من الماركسيين المصريين والاشتراكيين والناصريين والقوميين، شاع أنه "حزب شيوعي"، مع الربط بين كلمة "شيوعي" و"المعادي للدين"؛ فكانت هذه بمثابة دعاية سوداء عانى منها الحزب في الانتخابات ونفر منها الناخب المصري.."المتدين بطبعه"!.

وللتغلب علي هذا أنشأ حزب التجمع ضمن أمانات الحزب المختلفة أمانة تسمى "أمانة الدعوة" وعين رئيسا لها أحد أعضائه الذين درسوا في مرحلة ما من حياتهم في الأزهر وأطلق عليه لقب "الشيخ" وأصبح يظهر بملابس الأزهر في بعض اللقاءات، وهذا برغم أن الحزب يكتب على صفحته على فيس بوك : "الذين يقولون إن الإسلام دين ودولة هذا كلام فارغ؛ لأن الدين يعتمد على الإيمان المطلق والدولة تعتمد على متغيرات" .

وكان أشهر هؤلاء الشيوخ اليساريين – شيوخ حزب التجمع اليساري – المحامي خليل عبد الكريم (1930م ـ 2002 م) الذي كان أحد أهم المصادر التي يعتمد عليها القس المتطرف زكريا بطرس في قناته (الحياة)، ويقدمه للعالم على أنه شيخ أزهري وينقل عن كتبه السبعة التي ألفها هجومه على الإسلام، ويقول: "هذا هو كلام المسلمين.. كلام الشيخ الأزهري خليل عبد الكريم"!.

ولم يكن "عبد الكريم" أزهريا قط ولم تطأ قدمه عتبة جامعة الأزهر، أما الشيوعي الثاني الذي يتولى حاليًا أمانة الدعوة والإعلام في حزب التجمع بمحافظة القليوبية ، ويقدم نفسه على أنه "شيخ" في المناسبات المختلفة، فهو "الشيخ ميزو" والذي قدم خدمات جليلة للانقلاب، بهجومه على الإخوان، إلا أنه أثار غضب المصريين لا الإخوان فقط، بهجومه على صحيح البخاري ونفيه وجود "عذاب القبر" .

وبدأت شهرة "الشيخ ميزو" عندما وقف شيخ يرتدي زي الأزهر والعمامة ويرفع حذاء بيده في وجه منصة الإخوان بميدان التحرير عام 2012، ثم عرف لاحقا أن الأزهري رافع الحذاء أمام منصة الإخوان عضو بحزب التجمع، بعدما قال الثوار إنه فرد ينتمي للمخابرات!.

وقد خرج "الشيخ ميزو" في اليوم الثاني ليقول لصحف الانقلاب: "أنا الأزهري الذي رفعت "حذائي" أمام منصة الإخوان، ولست الفرد المنتمي إلى المخابرات الحربية الذي تم القبض عليه في ميدان التحرير"، ونفى أنه تم تجنيده لبث الفرقة بين القوى السياسية المتواجدة بالميدان، وأشار إلى أنه معتاد ارتداء الزي الأزهري، يوم الجمعة فقط، وأثناء إلقاء الخطب بالمساجد!.

ومنذ ذلك الحين بدأت تستضيفه فضائيات وصحف الانقلاب؛ ليهاجم الإخوان والتيار الإسلامي بصفته "الشيخ الأزهري المعمم"، وهي صفة ذات تأثير كبير لدى المصريين الذين يجلون دور الأزهر الشريف.

العسكر دعاة القتل!

وعندما اعتصم معارضو الرئيس مرسي عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية، في ميدان التحرير ضمن الثورة المضادة ضده، ظهر "ميزو" وفق مخطط الانقلاب ووصف نفسه بـ"خطيب ميدان التحرير"، وكانت الخطب التي يلقيها على العشرات فقط من المصلين في الميدان، تدعو إلى القتل والتشفّي، والى الاجتثاث والتطهير الديني والفكري من على منابر ميدان التحرير، في إشارة لعزل الإخوان وتصفيتهم بالقتل كما اتضح بعد ذلك في مذبحة رابعة والنهضة والحرس ورمسيس وما تلاها.

ووصل به الأمر علي المنبر لتوزيع الشتائم المشحونة بالكلام الفاحش، والدعوة إلى خصي الرجال وسبي النساء، كما صدرت دعوات مبطّنة مصدرها مخابرات السيسي تحرّض على تقطيع الإخوان المسلمين، ووصفهم بأنهم (الإخوان الصهاينة).

ومع الوقت وصف نفسه في الإعلام بأنه الشيخ "مؤسّس حركة أزهريّون مع الدولة المدنيّة"، وظل يحرض ضد جهود المصالحة الوطنية بين الثوار، ويرفض المصالحة مع الإخوان ويدعو لقتلهم، قائلا: "لا مصالحة قبل القصاص من الإخوان والسلفيين الذين وصفهم بتجار الدين".

وقدم "ميزو" سلسلة من الخطب شنّع فيها بالرئيس محمد مرسي، وبالإخوان والسلفيّين، وطالب الإسلاميّين بـ"الكفّ عن منهجهم الضال" وحلّ أنفسهم، ودعا في العديد من المرّات إلى مليونيّات وإلى الحشد من كل مكان لطرد الإخوان ومن معهم من الميادين بالقوة، وشجع إجلاءهم من ميدان رابعة تحت أيّ طائل، ومهما تكن النتائج؛ لينضم لمجموعة من شيوخ الأزهر أبرزها الشيخ علي جمعة المفتي السابق الذي أصدر فتاوى تبيح قتل المعتصمين والمتظاهرين.

المفارقة أن "جمعة" سبق "ميزو" في الدعوة إلى الزنا وكأن الأمر أوامر عسكرية متفق عليها، وقال "جمعة" في إحدى الندوات التي أقيمت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب؛ لمناقشة كتاب (الإجماع) لمؤلفه د. علي عبد الرازق، إن القرآن الكريم لا توجد به آية صريحة تحرم الزنا، وواصل جمعة وسط ذهول الحضور قائلا: إنما يقول الله تعالي: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا)، فقال ولا تقربوا وما قالش حرام!!

ولم يذكر "جمعة" أن ذلك النهي - كما قال العلماء- عن مجرد الاقتراب من الزنا أشد من التحريم ذاته، وتعجب الحضور من تركيز "جمعة" على أن لفظة الحرام لم يذكرها القرآن الكريم عن الزنا، ولم يذكر تفسير العلماء للآية الكريمة!! مما دعا البعض إلى أن يتهامس قائلا: هو الشيخ ده عايز إيه بالضبط؟!

المصدر