د. مرسي: النظام يعوض فشله السياسي والاقتصادي والاجتماعي باعتقال الإخوان

(15-02-2007)
كتب- عبد المعز محمد
قال الدكتور محمد مرسي - عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين -: إنَّ أفضلَ رد على حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت حوالي 81 من الإخوان المسلمين فجر اليوم الخميس 15/2/ 2007 م هو قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)﴾ (آل عمران)،
مؤكدًا في تصريحات لـ( إخوان أون لاين) أنَّ السببَ فيها واضح وهو الرد على وقفاتِ الإخوان المسلمين بعد صلاة الجمعة الماضية؛ دفاعًا عن الأقصى وبعد منع المصلين من الصلاة في الجامع الأزهر للوقوف ضد الهجمة الصهيونية على المسجد الأقصى ، وفي محاولةٍ لتمريرِ التعديلات الدستورية المعيبة وأنها تأتي كمقدمةٍ لانتخاباتِ مجلس الشورى المقرر إجراؤها في يونيو القادم، وبسبب عجز الحزب الحاكم في أن يواجه منافسيه من خلال العمل السياسي والشعبي والمجتمعي السلمي، ومن خلال الدستور والقانون.
وهو ما يرجع لانعدام مصداقيته وعدم قدرته على إقناع الشعب بجدوى الانضمام إليه وفشل حكومات هذا الحزب التي أفرزها النظام خلال عدة عقود وعدم قدرتها على حتى مجرد التعامل مع مشكلات المجتمع، فضلاً عن حلها أو التقليل من آثارها على كلِّ الفئات بسبب الأنانية والفردية وسوء الإدارة وعدم الشفافية وانتشار الرشوة والمحسوبية،
وإيثار الخاص على العام والكذب والخداع المستمر التي تُمارسه هذه الحكومات في وعودها للناس بحلِّ مشكلاتها، وما أدل على ذلك مما يُعانيه المواطنون من حوادث الطرق وضحايا العبَّارة التي ما زال القاتل الرئيسي فيها هارب بمساندة شخصيات في الحكومة، وكارثة إنفلونزا الطيور وتراجع الاستثمار ووصول الدين الداخلي إلى أكثر من 600 مليار جنيه، فضلاً عن الدين الخارجي؛ الأمر الذي ينعكس على حياة المواطنين ومعاناتهم التي تزداد يومًا بعد يوم.
وأشار د. مرسي إلى أنَّ هذا الفشل يقابله أداء مميز من نواب الإخوان خلال الفصول التشريعية الماضية والحالية لمجلس الشعب، خاصةً الفصل التشريعي الحالي الذي كشف فيه نواب الإخوان قضايا فساد في كل مؤسسات الدولة تصدوا لها بشجاعةٍ ووقفوا ضد محاولات بيع مصر ونهبها، وقدموا استجواباتٍ كانت كفيلة لإقالة حكومة وليس إدانة وزير، وضربوا مثلاً يُحتذى به في تقديم مصالح الوطن على مصالحهم الشخصية وعملوا بجدٍّ واجتهادٍ لخدمة أبناء دوائرهم، وهو النشاط الذي لم يعتاده المواطن من نواب حزب الأغلبية، مشيرًا إلى أنَّ هذا الأداء اللافت للنظر،
والذي فضح الحزب الحاكم وأجهزته وأقضَّ مضاجع المسئولين والمستفيدين من نهب مصر ، فقاموا بمحاربتهم ومحاولة الحدِّ من نشاطهم بمثل هذه الاعتقالات، مؤكدًا أن النظامَ يحاول التغطية على كلِّ هذه الكوارث لصرف الأنظار عنه بممارسة العنف وتوظيف المؤسسة الأمنية للقيام بهذا الدور، خاصةً أنها فشلت فشلاً ذريعًا في تحقيق الأمن للمواطنين من الجريمة والتي تمثَّلت في قضايا أطفال الشوارع وحوادث التوربيني، والتحرش الجنسي وسفاح المعادي، وغيرها من القضايا الأخرى، التي يعوض النظام وحزبه الحاكم الضعيف فشله في علاجها باعتقال الشرفاء من دافعي الضرائب والعدوان على حرياتهم، لضمان السيطرة على الحكم، ثم بعد ذلك يتهمهم بغسل الأموال.
وأكد د. مرسي أنَّ مثل هذه التصرفات المخالفة للدستور والقانون ولإرادةِ الناس لن تحقق المصلحة العليا للوطن، وإنما تخلق حالةً من التوتر والاضطراب داخل المجتمع، كما أنَّ هذه الممارسات تدحض دعاوى النظام وزعمه في أن يكون هناك أي إصلاح يُذكر.
وتساءل د. مرسي إذا كان الحزب الحاكم قويًّا وموجودًا داخل المجتمع فهل يستطيع أن يُجري انتخابات نزيهة بحريةٍ وشفافية؟
بل وكيف يستطيع المجتمع في ظل هذا النظام الذي يعتدي عليه كل يوم وكل ساعة أن يحقق التنمية المرجوة؟
وأوضح أنَّ ما يحدث يؤدي في النهاية إلى إضعاف الجبهة الداخلية من خلال تعويق النمو العلمي والثقافي والمجتمعي ومنع المواطنين من ممارسة حقوقهم المنصوص عليها في الدستور، كما أنه يصبُّ في مصلحة الصهاينة ويحقق لأعداء الوطن ضمان استمرار سيطرتهم عليه، مؤكدًا أنَّ ضعفَ مصر يساوي ضعف العالم العربي والإسلامي.
وفيما يتعلق بتأثير مثل هذه الاعتقالات على الجماعة، وهل ممكن أن تؤثر على حركتها داخل الشارع، أكد د. مرسي أنَّ هذه الأزمات والحملات الظالمة لا تُربك الجماعة بفضل الله؛ لأنها أكبر من ذلك وأكثر استقرارًا ورسوخًا ولا يُؤثر عليها اعتقال رجالها أو تحويل بعضهم لمحاكمات عسكرية بتهمٍ واهيةٍ لا يقوم عليها دليل إلا التقارير الأمنية المزورة والادعاءات الكاذبة.
مشيرًا إلى أنَّ الجماعةَ قد تعودت على مثل هذه التصرفات من قِبل النظام الحاكم على مدار عشرات السنين، فلم تفت هذه الهجمات في عضد الجماعة ولم تلن لها قناة ولم تتراجع عن الصدع بالحق.
مؤكدًا أنه بحول الله وقوته ستستمر مسيرة الجماعة السلمية الواقعية والموضوعية المشروعة والشرعية، وأضاف قائلاً: "إننا لن نتبدل ولن نتغير ولن نُقصِّر، وأنَّ الأمةَ تريد المنهج الإسلامي وحتمًا ستنتصر إرادتها".
واختتم د. مرسي كلامه بدعوةِ عموم الإخوان والمخلصين في هذا الوطن بأن يُكثِّفوا من دعائهم في هذه الليلة المباركة، وهي ليلة الجمعة، بأن يمن الله على هذه الأمة بالنصر والتمكين والأمن والاستقرار، وأن ينتقم سبحانه وتعالى من الظالمين؛ مستدلاً بقوله تعالى: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42)﴾ (إبراهيم) وقوله تعالى ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).
المصدر
- تقرير: د. مرسي: النظام يعوض فشله السياسي والاقتصادي والاجتماعي باعتقال الإخوان إخوان أون لاين