أنت السبب.. وقفة للتغيير؟!
د . مجدي الهلالي
إن الوضع المزري الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية ما هو إلا نتاج طبيعي لابتعادها عن الله وشرعه وأنه سبحانه وتعالى يستطيع أن يغير ما حاق بنا في لمح البصر وأنه لن يفعل ذلك مهما حدث من ذل وهوان إلا إذا غيرنا ما بأنفسنا.. إن نقطة البداية التي ينبغي أن نبدأها للخروج من النفق المظلم الذي نسير فيه تبدأ مني ومنك ..فماذا نحن فاعلون؟!
هل سنستمر في البكاء والأسف على أحوال أمتنا دون فعل شيء؟!
هل سنظل في دائرة الإحباط التي ندور فيها أم سنبدأ من الآن في تغيير ما بأنفسنا؟! من هنا يتضح لنا أن السبب المحوري للنصر والتغيير هو التعلق التام بالله وحده ؛ وصدق التوجه إليه وارتداء رداء العبودية له ؛وهذا لن يتم إلا من خلال تغيير ما بالنفس..
إن الناظر لواقع أمتنا الذي تحياه الآن نجد أن ما يحدث لنا من ذل وهوان وبؤس وعذاب لم يأت من فراغ؛ بل بسبب ما اقترفته أيدينا ؛ فبأفعالنا استدعينا غضب الله علينا..ألم نعطل شريعته ونتحاكم إلى غيره؟ ألم ننح كتابه ودستوره الخالد ؛ ونستبدله بقوانين وضعيه تحلل الحرام وتحرم الحلال؟!
ماذا نقول في البنوك التي تتعامل في الربا؟!
وماذا نقول في الخمور التي تباع جهارا نهارا في كثير من بلدان المسلمين؟!
وماذا نقول في سفور النساء واختلاطهن بالرجال؟!
وماذا نقول في حفلات الفسق والمجون؟!
وماذا..وماذا..وليت الأمر وصل إلى هذه الدرجة بل قد انتشر الفساد في كل الاتجاهات ولم يعد مقصوراً على طبقة دون أخرى فالمنكرات تملأ بلدان المسلمين .. تفشى الظلم والفساد والغش والكذب بين الناس..دخلت الفضائيات بيوت المسلمين لتعرض لهم الفحش والفجور ليلا ونهارا فاستثيرت الشهوات وانتهكت الحرمات.
أصبحنا في زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر ..ارتفعت رايات الباطل ونكست رايات الحق..أفسح المجال لدعاة العلمانية والتغريب وغيب صوت الدعاة إلى الله ..أصبح التمسك بالدين يعني التطرف والإرهاب ..وأما التفسخ والانحلال فهو الاعتدال والوسطية..
صار بأسنا بيننا شديد واستعان بعضنا بالكفار وأعداء الدين على إخوانه المسلمين..تفرقنا على رايات قومية ؛ وتركنا الجهاد في سبيل الله ؛ وتقاعسنا عن نصرة إخواننا المضطهدين في كل مكان..وصدق القائل في علاه..[ إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ.]
___________________
نقلاً من كتابه الرائع : كيف نغير ما بأنفسنا
المصدر
- مقال: أنت السبب.. وقفة للتغيير؟! موقع عودة ودعوة