أبو يوسف يكتب .حكايتي مع معتقل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٧:٠٧، ١٥ سبتمبر ٢٠١٥ بواسطة Sherifmounir (نقاش | مساهمات) (حمى "أبو يوسف يكتب .حكايتي مع معتقل" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أبو يوسف يكتب .حكايتي مع معتقل


الاربعاء,01أكتوبر 2014

كفر الشيخ اون لاين | خاص

التحقت بالأزهر منذ المرحلة الإبتدائية وحتى انتهيت من المرحلة الجامعية

ولكُم أن تتعجبوا أن أزهرياً وحتى وصل للصف الرابع الثانوي لم يكن يصلي

نعم .. لم أكن أصلي حتى الجمعة

ولم أكن أحفظ من القرآن إلا ماكان مقررا علىّ في الدراسة وأنساه فورا أداء الإمتحان

لم أهتم يوما بقضية ولم أشغل بالي بحدث مهما كان ولم تتجاوز اهتماماتي دائرة الشلة والخروج والحياة العابثة

لم أهتم يوما بدراسة ولا مذاكرة بل رسبت في الصف الثالث الثانوي ولم أكن في يوم من الأيام صاحب طموح أو رؤية ولم يكن عندي أي هدف ولم يشملني الانتماء لأي قضية

انحصرت ثقافتي في قراءة الروايات الرومانسية وكتابة الشعر العاطفي والقصص

وعشت حياتي متنقلاً بين محطات التفاهة والعبث والسطحية والبحث عن ذات وهمية في عالم غيرموجود

كانت هذه هي حالتي باختصار شديد حتى الفصل الأول من الصف الرابع الثانوي

لم أحضر خلال الفصل كله إلا حصة وبالقدر غاب مدرس الحصة

فقررت أن أكلم الشباب في الدين ... نعم لاتضحكوا .. نعم الدين الذي لا أعرف عنه أي شئ ولا حتى أصلّي الفريضة ولم أدرِ إلى الآن سبب هذا الاختيار وطبيعي لم استطع أن أتكلم في جملة مفيدة وكنت مادةً للتريقة والسخرية

حتى وقف الطالب حمادة السعيد طايل فأنقذني من الموقف وتكلم في خاطرة لمدة عشر دقائق عن واجبات الشاب المسلم

بهرني بطلاقته في الحديث واسلوبة الرائع السلس الشيق ومعلوماته الغزيرة وحسن استدلاله واستطاع أن يأسر قلوب كل الحاضرين .. فوقفت متعجباً أمام هذا النموذج كيف تمت صناعته بهذه الروعة في هذا السن الصغير

بعدها علمت أنه من الإخوان المسلمين . وقد كنت شديد الهجوم عليهم

ومنذ ذلك الوقت لازمني الأخ حمادة طايل كظلّي

كان يأتي ليذاكر معي وفي الأصل ليحفزني على المذاكرة ولا أنس حيت كان يصيبه الإرهاق من المذاكرة كنت اقوم مرغما لأصلي معه قيام الليل وكأن راحته تكون بين يدي الله

وبدأ معي نقاشات عديدة وكنت حاد اللهجة شديد الوطأة عليه في النقاش

فلم يتذمر مرّة أو يغضب بل كان يناقشني بكل هدوء وحكمة وموسوعية في المعلومات ومنطق وحجة قوية وأعطاني كتباً لاقرأ وغيّر عندي الكثير من المفاهيم المغلوطة وبدأت أعيد النظر في أمور كثيرة في حياتي ككل ..بل نستطيع أن نقول أن هذه البداية كانت هي الميلاد الحقيقي لـ حسام أبو يوسف

خطوت أول خطوة في طريق الدعوة والإلتزام على يد الأخ حماده طايل .. عرفت طريق المساجد .. عرفت معنى مرافقة القرآن .. والصحبة الطيبة .. ولأول مرة تذوقت لذة البكاء بين يدي الله في جوف الليل .. تعلمت منه كيف أعيش لقضية وأن أكون صاحب رسالة وأن يعلو انتمائي لديني وأمتي ووطني فوق كل انتماء شخصي

لم أره إلا مهموما بدينه وخدمة الناس ساعياً للخير وحريصا عليه

رغم أنه يصغرني في العمر لكنه كان لي معلماً ومربياً وموجهاً ودليلاً إلى الخير

وكان ميلادي الحقيقي على يد هذا الإنسان النادر الوجود

حتى صرت ما أنا عليه الآن .. وماكان من فضل فمن الله ثم من الأخ الدكتور حمادة طايل

الآن الدكتور / ‫#‏حمادة_طايل‬ معتقل .. في سجون المجرمين الظالمين الغاصبين

معتقل لأنه لم يحيا في حياته لحياته .. بل عاشها لله وفي سبيل نصرة دينه

لم يجبن .. ولم يتراجع .. ولم يرفع رايته البيضاء .. بل لآخر لحظة كان مجاهدا ًفي سبيل رفعة الدين .. صادعاً بكلمة الحق ..

دكتور حماده .. أنت الحر .. في وطن مسجون ..

أخوك الذي يحبك أكثر من نفسه

حسام أبو يوسف

المصدر