الأديب محمد خير الدين يكتب : طريق الأشواك
كفر الشيخ اون لاين | خاص
طريق الأشواك ــــــــــــــــــــــــ يقولون : إن الإخوان طلاب سلطة ومصلحة دنيوية وشهرة .. وأتعجب حقا من هذه التهمة التى لا أساس لها من الصحة وليس لها أى بينات أو دلائل تؤيدها من الواقع فالإخوانى حينما يلتحق بجماعة الإخوان المسلمين يعلم يقينا أن لإخوان جماعة من جماعات المسلمين وليست جماعة المسلمين يعلم يقينا أن الطريق الذى يسلكه طريق وعر مليء بالأشواك والدماء وليس مفروشا بالورود والرياحين ... إنه طريق الدعوة إلى دين الله الذى بدأه آدم عليه السلام وينتهى بانتهاء البشرية .. طريق الأنبياء والمرسلين الذين ذاقوا فى سبيل الله كل انواع العذاب والابتلاء من قتل وتشريد وتجويع وتعذيب واتهامات بكل اانواعها طريق سار فيه المصلحون فى كل العصور فذاقوا كل ويلات العذاب والابتلاءات طريق من سار فيه إما شهيد أو معتقل أو مطارد أو جريح أو مطعون فى شرفه وذمته من كلاب الأرض وخنازيرها .. طريق استشهد فيه الدعاة بداية من صحابة رسول الله " صلى الله عليه وسلم " مرورا بكل العصور حتى وصل إلى مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الذى دفع من دمه ضريبة الدعوة إلى الله .. ثم تبعه إخوانه الكرام الذى استشهدوا فى السجون وعلى أعواد المشانق ..وطورد من عاش منهم وصودرت امواله وشركاته وصفيت موارده الاقتصادية .. ومع ذلك .. ومع كل هذا الابتلاء الرهيب لا تزال جموع الدعوة تتزايد يوما بعد يوم .. فيا ترى : ما هى المكاسب المادية التى سيكسبها هؤلاء من التحاقهم بهذه الدعوة المباركة ؟؟؟ العقل يقول : لا مكاسب مادية على الاطلاق بل بالعكس خسائر ليل نهار ومطاردات واعتقالات وتهديدات فى كل وقت .. المنطق يقول : من يبحث عن المال والشهرة يبحث عنها فى مكان آمن لا خطر فيه ...مكان يكثر فيه اللصوص والسارقون ويحصل فيه على حصانة ..وليس مكانا يعلم أنه وعر وطريق ملئ بالمتاعب كما وضحنا إذن هناك سؤال مطروح يطرحه البعض يقول : ومالذى يجبركم على هذا الطريق المتعب وبإمكانكم ان تعيشوا مثل الناس فى سلام وأمان ..بعيدا عن هذا التعب والبلاء .. والاجابة ببساطة تقول : أن دين الله لابد له من رجال يحملونه ويبلغونه للناس كافة .. ولو فكر كل واحد بمنطق المصلحة الفردية لضاع الدين وضاعت الدنيا والآخرة ... وبما أن هناك أعداء متربصين ليل نهار بهذا الدين سيظل البلاء والصراع بين الحق والباطل إلى قيام الساعة ولابد للحق من جنود يحملونه .. وهؤلاء الجنود يصطفيهم الله من بين الخلائق ينافحون ويدافعون عن هذا الدين والذود عن حياضه .. فهم يعلمون جيدا أن الطريق وعر وأنه مليء بالتضحيات والفداء والدماء ...ولكنهم يسيرون بكل حب واقتناع وشعارهم كما قال الصحابى الجليل عبدالله بن رواحة" رضى الله عنه " لرسول الله " صلى الله عليه وسلم " حينما بايعوا الرسول بيعة العقبة ووضح لهم تبعات البيعة من تضحيات وفداء ودماء : " مالنا لو فعلنا ذلك يا رسول ؟" فقال الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم " : " لكم الجنة " فقال عبدالله بن رواحة " رضى الله عنه " بمنطق الواثق الواقف على أرض صلبة : " إذن . لا نقيل ولا نستقيل " هذا هو منطق الإخوان المخلصين حقا شعارهم كما قال الصحابى الجليل : " لا نقيل ولا نستقيل " أما الذين يلتحقون بالجماعة من أجل المصلحة الذاتية والبحث عن الشهرة سرعان ما يتساقطون سريعا مهما وضعوا على وجوههم كل الأقنعة المزيفة ..
المصدر
- مقال:الأديب محمد خير الدين يكتب : طريق الأشواكموقع:كفر الشيخ أون لاين