الإخوان المسلمون والتمكين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٥:١٥، ٢٢ مايو ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات) (حمى "الإخوان المسلمون والتمكين" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون والتمكين

بقلم: علاء محمد عبد النبى


علاء محمد عبد النبى

طبقت مصر على مرور السنين الماضية النظام الرأسمالى والاشتراكى والعلمانى وغيرها ونادى الكثير بتطبيق الاسلام كمهنج للحياة الذى لا يختلف عليه اثنان .ولكن تطبيق الاسلام يحتاج الى تربة صالحة ونفوس مهيئة للتطبيق العملى. وبعد قيام ثورة 25 يناير وزوال حكم الطاغية, فرعون هذا الزمان وزوال دولته الظالمة ونعم شعب مصر الحر الأبى بالنصر ,ومنح الحرية والأمان وافساح المجال للفكر الحر وتقدم الاخوان المسلمون بانشاء حزب الحرية والعدالة ليكون الوجهه السياسية للجماعة للمشاركة فى نهضة مصر ,ودفعا للمخاوف من ان الاخوان بذلك سيشكلون الحكومة بعد دخولهم انتخابات مجلس الشعب وتكون لهم الغالبية التى تمنحهم الحق فى تشكيل الحكومة وبذلك سيطبقون الشريعة الاسلامية التى لا ينظر اليها الشعب الا على انها قطع الرقاب والايدى واقامة الحدود. لذلك أعلن الاخوان المسلمون أنهم لن يرشحوا احدا من الجماعة للانتخابات الرئاسية ,كما انهم لن يساندوا أى مرشح من الجماعة خالف هذا القرار .كذلك انهم سيشاركون بنسبة من35الى 45 % فى انتخابات مجلس الشعب على اساس المشاركة لا المغالبة.

فلماذا لا يدخلون انتخابات الرئاسة ويشاركون بالغالبية؟ لتمكين شرع الله فى الارض؟

وهنا تذكرت قول الله تعالى : "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ` وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرونَ" [القصص]

وقال الإمام ابن كثير في تفسيره: (لقد سلط على بنى إسرائيل هذا الملك الجبار العتيد (فرعون) يستعملهم في أخس الأعمال، ويكدهم ليلاً ونهارًا في أشغال رعيته ويقتل مع هذا أبناءهم ويستحيى نساءهم إهانة لهم واحتقارًا لهم, وخوفًا من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته منه يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه، وكانت القبط قد تلقوا هذا من بنى إسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول إبراهيم الخليل عليه السلام حين ورد الديار المصرية وجرى له مع جبارها ما جرى حين أخذ سارة ليتخدها جارية فصانها الله منه ومنعه منها بقدرته وسلطانه، فبشر إبراهيم عليه السلام ولده أنه سيولد من صلبه وذريته من يكون هلاك مصر على يديه، فكانت القبط تحدث بهذا عند فرعون فاحترز فرعون من ذلك وأمر بقتل ذكور بنى إسرائيل، ولن ينفع حذر من قدر، لأن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ولكل أجل كتاب.

أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسى فما نفعه من ذلك مع قدرة الملك العظيم الذي لا يخالف أمره القدري ولا يغلب، بل نفذ حكمه وجرى قلمه في القدم بأن يكون هلاك فرعون على يديه, بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده وقتلت بسببه ألوفًا من الولدان إنما منشؤه ومرباه فراشك وفي دارك, وغذاؤه من طعامك وأنت تربيه وتدللـه, وحتفك وهلاكك وهلاك جنودك على يديه، لتعلم أن رب السموات العلا هو القاهر الغالب العظيم القوي العزيز الشديد المحال الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن).

هكذا هى نهاية كل ظالم متجبر متكبر متجبر وعلى النقيض ان الله سبحانه وتعالى يمكن للفئة المؤمنة التى كانت تطيعه وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر الصابرة على الابتلاء والمحن التى محصها الله بها حتى جاءت ساعة النصر والتمكين .فزال فرعون مصر قديما وحديثا "

"وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ"

ولسان حال شعب مصر يردد قائلا:

"قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ" [الاعراف 129]

فكان الهلاك لعدونا واستخلافنا فى الارض والتمكين لعباده الصالحين ولكن هذا التمكين لابد له من أهداف التمكين ما يلي:

من أهداف التمكين ما يلي:

- أن يتمكن المجتمع المسلم من إقامة سلطة سياسية تستند على مبادئ واضحة وقواعد بينة وأصول متينة، وتستمد تلك القواعد والأصول من القرآن الكريم و نظام الحكومة في عصر النبي (ص) والزمن الراشدي حيث ساد القانون الإلهي، والعدل بين الناس, والمساواة, وظهرت مسئولية الحاكم، والرعية، وطبق نظام الشورى، وإقامة نظام الحياة الإسلامية على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، والجهاد في سبيله، وإقامة الحدود... إلخ، وقد كان ذلك كله ترجمة عملية لقوله تعالى: "الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ" [الحج: 41].

كما يقول الدكتور مصطفى السباعي - رحمه الله -: «إن الآية الكريمة تصرح بالنتائج التي تترتب على انتصار المؤمنين في هذا القتال المشروع، فهي ليست استعمار الشعوب، ولا أكل خيراتها، ولا انتهاب ثرواتها، ولا إذلال كرامتها، وإنما هي نتائج لمصلحة الإنسانية، ولفوائد المجتمعات فهي:

1- لنشر السمو الروحي في العالم عن طريق العبادة "أَقَامُوا الصَّلاَةَ"

2- ولنشر العدالة الاجتماعية بين الشعوب عن طريق الزكاة "وَآتَوُا الزَّكَاةَ"

3- ولتحقيق التعاون على خير المجتمع وكرامته ورقيه "وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ"

4- وللتعاون على مكافحة الشر والجريمة والفساد "وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ"

5- الاخوان المسلمون الان مهتهم اصعب عما قبل لان الوطن محمل بالفساد الادارى والسياسى والاقتصادى وكل هذا على كاهلهم فيجب من الشعب المصرى كله حمل تلك الامانة الثقيلة معهم ومعاونتهم فى النهوض بها.فلابد اولا فى المرحلة القادمة تأسيس البنية التحتية للدولة من أساس قوى يحمل دولة صالحة قوية وهذا يستلزم منا الصبر والمثابرة.

"قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا " ]الكهف 95]

هذا هو المطلوب الان من كل فرد داخل الصف خاصة ومن كل مصرى عامة ان نعين بعضنا البعض على حمل المسئولية والنهوض بالبناء مع الاساس القوى ليرتفع .وكما ذكر استاذنا الدكتور بديع المرشد العام للاخوان المسلمين فى لقاءه مع اهل المنيا "أروا الله من انفسكم خيرا"

• المطلوب العمل الجاد كل فى ميدانه, وأن يتقي الله في إسلامه ودينه وعقيدته.

• وأن يعمل على أن لا يؤتى الإسلام من قبله.

• وأن يكون جنديا مخلصا لعقيدته، وأن يشارك ما استطاع في العمل ورفع البناء حتى يأذن الله تعالى بالتمكين للإسلام والمسلمين.

إن تجربة الحركات الإسلامية في السودان والأردن واليمن وتركيا من التجارب الرائدة المليئة بالدروس والعبر, ولم تفرط هذه الحركات في ثوابت الدين؛ بل التزمت بها ولم تداهن أو تجامل في أمر الشريعة؛ بل ضغطت على حكومتها وعدلت دساتيرها كما حدث في تركيا, وإن هذه الأعمال الجليلة التي قامت بها الحركات الإسلامية في بلدانها ومع حكوماتها لنوع من أنواع التمكين لهذا الدين.


المراجع

1- فقه النصر والتمكين:على الصلابى.

2- المنهج الحركي للسيرة النبوية: على الصلابى.

3- تفسير القران العظيم: ابن كثير.