رسالة إلى طلاب الإخوان من الأستاذ حسن الهضيبي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٥:٠٥، ٢٤ أبريل ٢٠١١ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات) (حمى "رسالة إلى طلاب الإخوان من الأستاذ حسن الهضيبي" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رسالة إلى طلاب الإخوان من الأستاذ حسن الهضيبي


رسالة الى طلاب الاخوان من الاستاذ حسن الهضيبي.jpg


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..

أيها الإخوان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

أصبحت نهاية العام الدراسي تقترب رويدًا رويدًا، وتضيق الشقة بيننا وبينها، وكأننا نريد أن تقف حركة الأيام؛ حتى يتسع لنا الوقت لاستذكار دروسنا وتحصيل ما فاتنا .. ولكن هيهات أن يكون لنا من الوقت إلا ما يضيق شيئًا فشيئًا، فلا تأخذنا الحيرة، ولا يعترينا الارتباك، ولنبادر إلى تنظيم أوقاتنا تنظيمًا دقيقًا محكمًا يمكننا من الاستذكار ومن الراحة، ومن أن نأخذ حظنا من متع الحياة البريئة، فلا يطغى شيء في ذلك على شيء، فوقت للاستذكار نحدده ونعرف مقداره، ووقت لغير ذلك من الشئون نحدده ونعرف مقداره، ولا ينبغي أن يجور أحد منا على ساعات نومه، فإن هذا الجور حري أن يعقبه بطء في الإدراك، وقلة في التصور.

بهذا النظام الذي نتوخاه من حياتنا نستطيع أن نثب إلى الأمام وثبات مباركة، وليعلم كل واحد منّا أن انصرافه إلى الدرس، وعكوفه على طلب العلم عبادة من أجلّ العبادات وقربى إلى الله تعالى من أجلّ القربات، وعمل لدعوة الإسلام من أفضل الأعمال..

ذلك بأننا إذا أردنا أن نقيم دولة الإسلام فلنقمها - فيما تقام عليه- على العلم النافع الذي يجب أن نفيده من غيرنا أو بأنفسنا، والحكمة ضالة المؤمن يأخذها حيث يجدها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا طلعت عليّ شمس يوم لم أزدد فيه علمًا".

وعلينا ألا نغفل لحظة عن تعهد أنفسنا وأخذها بالأخلاق القرآنية العظيمة: العزة، والكرامة، والصدق، والأمانة، والوفاء، والنجدة، والكف عن المحرمات والغيبة والنميمة وقول الزور..

إلى آخر ما أمر الله به أو نهى عنه، وأن نتميز عن غيرنا بهذه الأخلاق الكريمة، فلا يحتاج الأخ المسلم إلى أن يقول أنه كذلك، وإنما يجب عليه أن يدعهم يعرفون ذلك من أفعاله، وليس أصدق من الأفعال حديثًا عند الناس.

ولتكن معاملتنا لإخواننا من الهيئات الأخرى مما يرتفع به المعنى الحزبي من نفوسنا ونفوسهم؛ لأننا أصحاب دعوة إلى كتاب الله، وهي دعوة يجب أن تطمئن إليها القلوب عاجلاً أو آجلاً، فلا ينبغي لأحدنا أن يصد عنها إنسانًا بما ينفره منها، ويبعده عنها، بل ينبغي أن نعامل الناس بالحسنى، ونبصرهم بالكلمة الطيبة، ومن لم يقتنع اليوم فسيقتنع غدًا إن شاء الله. ﴿وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..