الفرق بين المراجعتين لصفحة: «"مايسة الرازقي": نموذج ناجح لمسلمة عصرية»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب''''<center><font color="blue"><font size=5>"مايسة الرازقي": نموذج ناجح لمسلمة عصرية </font></font></center>''' [04-12-2004] == مق...')
 
ط (حمى ""مايسة الرازقي": نموذج ناجح لمسلمة عصرية" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
 
(لا فرق)

المراجعة الحالية بتاريخ ١٧:١٦، ٢٨ أكتوبر ٢٠١١

"مايسة الرازقي": نموذج ناجح لمسلمة عصرية

[04-12-2004]

مقدمه

المعيار الأول لنجاح المرأة: الالتزام الديني بمفهومه الشامل

السلوك الحميد هو المفتاح إلى قلوب الناس وعقولهم

أدين لوالدي بالتزامي الديني ونجاحي العلمي

ارتديتُ الحجاب في مدرسة الراهبات والتزمت بها إسلاميًا!

دوري في الحياة كأم وزوجة هو الأساس قبل نجاحي الأكاديمي

فهمت درس تمييز الأعداد من آيات القرآن التي حفظني والدي

أنصح أي مريض بعدم الاكتئاب وحسن الظن بالله تعالى

نقى أنفسنا من الأمراض الفيروسية بالنظافة الشخصية التي حثَّنا عليها الإسلام

في زماننا الحالي الذي نحياه، تشتد حاجة الأمة إلى النماذج العملية للمرأة المسلمة الناجحة، التي لا تكتفي بالتزامها الديني وتتقوقع على نفسها؛ بل يكون لها دور علمي واجتماعي في خدمة دينها وأمتها وعقيدتها، وبهذا تقدم الأمة دليلاً عمليًّا على حقيقة ومصداقية الالتزام الديني، وأنه يحقق للمرأة ما لا تحققه لها أُطروحات العلمانيين، وشعاراتهم المنادية زورًا بتحرير المرأة، وخروجها إلى مجتمعها دون ضابط ولا رابط، على حساب قيم وأدوار أخرى، لا تقل أهمية عن دورها الاجتماعي غير المنضبط بشريعة الله.
والدكتورة "مايسة السعيد الرازقي" واحدة من هؤلاء، فهي سيدة ملتزمة دينيًا، وتعبر عن اعتزازها بهذا الالتزام، وفي الوقت نفسه فهي زوجة وأم، فضلاً عن كونها "أستاذ مساعد الأمراض المتوطنة بكلية طب قصر العيني" بجامعة القاهرة.
فكيف خاضت غمار حياتها؟ وكيف حققت هذا النجاح على جميع الأصعدة؟ وأخيرًا: ما الدروس والعبر التي تزجيها لبنات جنسها؟


بطاقة تعارف

  • بداية نريد أن نتعرف إليك؟
اسمي مايسة السعيد الرازقي، وأعمل أستاذًا مساعدًا للأمراض المتوطنة بكلية طب القصر العيني، وزوجي هو الدكتور عصام صلاح حماد أستاذ مساعد الجراحة في معهد الكبد القومي بشبين الكوم، وأنا أم لثلاث أطفال: سلمى 12 سنة، وياسين 9 سنوات، وآمنة 4 سنوات،

الوالد المرحوم "السعيد حسن الرازقي" أستاذ الأمراض المتوطنة بكلية طب القصر العيني والوالدة آمنة حامد القليوبي أستاذ الأمراض المتوطنة بمعهد بلهارس للأبحاث بأكاديمية البحث العلمي، ولي أخت واحدة هي الدكتورة منى الرازقي مدرس الأطفال بطب القصر العيني، نشأت في القاهرة، ونشأ والدي في فارسكو بدمياط ووالدتي في بهتيم قليوبية.


فتش عن الأسرة

  • ما العوامل التي أسهمت في نجاحك العملي؟

الحمد لله أكرمني الله بمجموعة من العوامل التي أسهمت في نجاحي العملي فوالدي، ووالدتي كانوا علماء على خلق شديد وتدين ومنفتحين على العالم من خلال سفرياتهم ولقاءاتهم العلمية فكانت الخطوة الأولى لي بالنسبة لطريق النجاح، أما الخطوة التالية عن طريق التعلم والمجتمع الذي وُجدت فيه بالمراحل التعليمية المختلفة، إذ وجدت أساتذة أفاضل قادوني نحو النجاح، ومن أهم العوامل كذلك وجود زوج متفهم ومشارك وفخور بنجاح الطرف الآخر، وأحمد الله أن أنعم عليَّ بهذه العوامل مجتمعة، وحرصت أسرتي على إيجاد نوع من التربية المتوازنة تربينا عليها من حيث الاهتمام بالدين والأخلاق والناحية الدراسة؛ حيث التفوق العلمي وفي الوقت نفسه الاهتمام بالأنشطة الرياضية والاجتماعية، وكنت في فريق الكشافة بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، والنشاط الكشفي يُعطي الفرصة لاكتساب الثقة بالنفس وعلاقات طيبة مع الآخرين ومرونة في التعامل معهم؛ حيث العمل الخدمي والتطوعي ومساعدة المحتاجين بالمستشفيات والملاجئ ودور المسنين.


تنشئة متدينة

حوارات298.jpg
  • ما مظاهر التنشئة الدينية التي نشأت عليها؟
نشأت في أسرة متدينة، فوالدي برغم أنه أستاذ في الطب إلا أنه كان من حفظة القرآن والأحاديث النبوية ولم يكن من خريجي الأزهر الشريف، وكان شديدَ الحرص على الدين، كان يحفظنا القرآن على يد شيخ مجود، وكان شديد العلاقة بالمسجد يأخذنا معه دائمًا وجعلنا نرتبط به وحاولنا من خلاله أن نقوم بمشروع لمحو الأمية، أتذكر في أوقات الصيف حرصه الشديد على أن نذهب لصلاة الفجر معه، خاصةً في شهر رمضان، وحرصه الشديد عن صلة الرحم ابتغاء وجه الله.
أراد والدي أن يعلمني اللغات فألحقني بمدرسة الراهبات منذ كانت سني أربع سنوات إلى 18 سنة وارتديت الحجاب وأنا طالبة في مدرسة الراهبات، واستفدت قبول الآخر والتعامل معه، وأن أصل إلى هدفي بطريقة بسيطة دبلوماسية بدون صدام بل من خلال السماحة، وأن أكون مرآة جيدة لديني: أصل للآخر وعن طريق الحوار معه أوصل له ما أريد بدون تعصب وتشنج،.. تربيت على أن يكون سلوكي هو مفتاحي إلى عقل وقلب الآخر، أي أن يكون سلوكي هو دليل وعلامة صدقي مع الله عز وجل.
ومن مظاهر النشأة الدينية أن والدي كان يصر على أن يتحدث أمامنا باللغة العربية، ويعلمنا إياها كما كان ينشد أبياتًا من الشعر عندما تجمعنا مائدة الغذاء، وكان يتبادل معنا أبيات الشعر العربية القديمة كنوع من التذكير فمثلاً كان دائمًا يقول:

لكل شيء إذا ما تمَّ نقصان فلا يُغر بطيب العيش إنسان

هي الأيام كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان

وعندما نتلو القرآن يصحح لنا ويختبرنا في إعراب كلمات وجمل القرآن حتى لا نقع في خطأ لغوي، ومن أصعب دروس النحو درس تمييز الأعداد وارتباطها وإعرابها فكانت نصيحة والدي لي: احفظي آيات القرآن التي تحتوي على الأعداد مثل قوله تعالى في سورة "ص": ﴿إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزنى في الخطاب﴾، وهي نصيحة غالية أنصح بها كل مَن أعرفهم.
كما كان يحب آيات القرآن ويكررها دائمًا بينه وبين نفسه، ويُذكرنا بآيات القرآن التي تتحدث عن الفرج والأمل وقرب الله من عباده، وكان هذا يسعدنا جدًا ويصرف عنا أي هم وحزن.


كأستاذة جامعية وأم وزوجة

  • ما إسهاماتك العلمية والأكاديمية كأستاذ مساعد بطب قصر العيني؟
لا أعتبرها إسهامات قوية بل أعتبر أنَّ كل مَن يستطيع أن يضيف لبنة صغيرة فهي إضافة للبشرية كلها، وفي كل ما أجريت من أبحاث سواء في الماجستير أو الدكتورة كان يكرمني الله بأساتذة أفاضل في طب القصر العيني أخذوا بيدي، وكانوا أبًا وأمًا بدلاء لي طوال أبحاثي وطوال مسيرتي وعلموني كيف يكون البحث العلمي في خدمة المجتمع والمواطنين والبشر.
أذكر أننا نزلنا في قُرى كثيرة جدًا نحاول نقوم بدور التوعية والمسح الطبي للأمراض الموجودة وإعطاء التطعيمات الخاصة بالفيروسات، وأبحاث ميدانية أخرى قُمت بها هذا غير الأبحاث التي أجريت على المرضى داخل القسم، وكان دائمًا الهدف منها كيف نُسهم في تخفيف آلام المرضى، هذا بالنسبة للدراسة الأكاديمية أما بالنسبة لوضعي كأستاذ مساعد بكلية الطب طبعًا هذا يحتم على أنَّ يكون لي علاقة قوية بالطلبة، وفي الحقيقة لست أدري على أي منَّا يكون العتاب! على الطلبه أم على أنفسنا! نقول إنَّ مستوى الطلبة لم يعد بالدرجة الكافية من التميز هل هذا لأنهم لم يأخذوا حقهم من التعلم أم لأنهم لا يسعون بجدية نحو التعلم؟.
لابد من إعطاء الطالب حماسةً وأملاً، وأنَّ الجهد الذي سيبذله سيجازي عليه في الدنيا، وفي الآخرة، ونحن علينا أن نحرص ولو لدقائق معدودة خلال كل فرصة تدريسية أن نشعر الطالب أنه إنسان متميز له حقوق وعليه واجبات أظنُّ أنَّ ذلك يؤدي ويصنع طالب أفضل.
  • وماذا عن دوركِ كأم وزوجة؟
أفضل أن يكون هذا السؤال قبل السؤال السابق لسبب بسيط أنه هو هذا الأساس مع احترامي الشديد لكل الدرجات الأكاديمية التي حصلت عليها سواء الماجستير سواء الدكتوارة وسواء الدورات التدريبية التي درستها أو درست لي وأنا شديدة الإيمان بأنَّ دور المرأة كأم وزوجة موازٍ إنْ لم يكن أكثر أهمية من دورها كباحثة أو أستاذة جامعية أو طبيبة تعالج مرضاها؛
لأنه قد يقوم البعض بدورها كباحثة أو طبيبة أو أستاذة جامعية إنما لا يمكن أن يحل أبدًا أي إنسان محلها كأم وكزوجة والحرص الشديد على منزلها وعلى تربية أولادها.. هكذا علمتني أمي، وهي الأستاذة الجامعية الناجحة والأم والزوجة الحريصة على بيتها وتربية أولادها ورعاية زوجها، وكان لي كلمة مع زميلاتي وزملائي؛ حيث قال لي أحدهم: احرصي على أن تحصلي على الدكتوراة في الوقت المناسب فكنت أقول: سيحاسبني الله على تربية أبنائي، ولن يسألني لماذا تأخرت في الحصول على الدكتوراة المهم أنَّ أحصل عليها بطريقة مناسبة دون تضحية بتربية أبنائي، فالحرص على الأبناء ومشاركتهم في أنشتطهم وإيجاد الأصدقاء المناسبين لهم كل ذلك يعد حماية للأم وللزوج وللأسرة؛ لأننا نشعر بمدى التغييرات التي تحدث في المجتمع ومدى المغريات التي تُحيط بالشباب والمخططات التي توضع لإضلالهم.. فإذا فهمناهم وحاولنا أنْ نتعامل معهم من نقطة (نحن نفهمكم.. نحن لا نضع رقابة عليكم.. نحن نحاول أن نساعد أنفسنا ونساعدكم من خلال نقل تجاربنا)..
أظن أنَّ هذا مهم جدًا، وهذا يحتم على الأم أن تكون أكثر قربًا من أبنائها في كبرهم مثلما كانت في صغرهم؛ لأنَّ هذا هو طريق الحماية الحقيقية أن تحاول أن تفهمهم لكي تستطيع أن تحل مشاكلهم، والحوار هو الأجدى وضرب الأمثلة؛
لأنَّ أبناءنا لم يرونا عندما كنا صغارًا في مثل سنهم، إنما رأونا ونحن كبار وزادت علينا ضغوط الحياة، وأصبحنا مختلفين عمَّا كنا في مثل أعمارهم فيجب علينا أن ننقل لهم تجاربنا دون إجبار، نحن متفهمين أنَّ الظروف تغيرت وأنَّ المجتمع قد تغير، إنما التجارب الثابتة والمبادىء لم تتغير فإذا استطعنا أن ننقل تجاربنا هذه ومبادئنا في صورة مقنعة وحضارية استطعنا أن نصنع منهم شخصية متوازنة متكاملة ولا نريد أن نصنع من أولادنا صور منسوخة منا لأننا تربينا في زمن غير زمانهم فضلاً عن أننا نصادم الواقع فلا أقل من أن يكون لكل واحد من أبنائنا شخصية مستقلة تسير على مبادىء الأسرة السمحة وتتمثلها سلوكًا حسنًا حتى يقتدى بها الآخرون..
نعرفهم ماضينا سواء ماضينا كأفراد أو ماضينا كأمة، ونخلق فيهم الحماسة للحياة، هذا هو الذي يساعدنا على الوصول بهم لبر الأمان وإن لم نصل فهي محاولة منَّا والله الهادي إلى سواء السبيل.


معايير النجاح للمرأة

حوارات299.jpg
  • بصفة عامة ما المعايير الأساسية التي توصل المرأة للنجاح؟
المعيار الأول هو الالتزام؛ يعني التزام المرأة وسط أسرتها سواء كانت أسرتها قبل الزواج أو بعد الزواج، تلتزم بدينها، بأخلاقها، بواجباتها، بدراستها، بأسرتها حتى قبل زواجها لابد يكون إحساس الأسرة بداخلها لكي تحرص على الوالد والوالدة والإخوة والأخوات، وبعد ذلك في خلال دراستها الجامعية يكون الالتزام جزءًا أساسيًّا من حياتها، وبالتالي عندما تكون زوجة تستطيع تحقيق هذا التوازن، والمعيار الثاني هو تعاون الزوج، وأحمد الله أنَّ زوجي شخص متفهم جدًا لما يحدث حولنا في المجتمع، متفهم لطبيعة عملي، متفهم لطبيعة أبنائه، وهو شخص ملتزم أيضًا مما يعطي للحياة طابعًا جميلاً.
  • ما الوسائل التي يجب أن يتبعها أستاذ الجامعة لمواكبة التطور الحالي؟
التطور كبير جدًا وسريع جدًا، فلابد من متابعته ويوجد أيضًا التطور الإنساني أو تطور المجتمعات سلبًا أو إيجابًا فلابد من دراسة التغيرات التي حدثت في المجتمع وأسبابها وكيفية احتوائها حتى تعود بما ينفع المجتمع لا بما يضره، كل ذلك يُساعدنا على الدراية بالتطور العلمي والاستفادة منه قدر المستطاع، وطبعًا وسائل التطور العلمي متاحة جدًا، والعولمة وثورة الاتصالات يصبح كل شيء سهلاً ومتاحًا، في الرابعة صباحًا تستطيع أن تصل لأحدث ما كُتب وأحدث ما نُشر عن طريق شبكة الإنترنت، وهذا لا يلغي دور الكتاب ولا يلغي دور العلاقات مع البشر والعلاقات مع الأساتذة وأهل العلم والخبرة، ولا يلغي التواصل مع البشر.
إنَّ التطور الإنساني في العلاقات بين البشر جزء مكمل للتطور العلمي حتى لا يطغى بشر على بشر بما أوتي من علمٍ وقوة.


وقاية من الأمراض الفيروسية

  • كيف نقي أنفسنا من الأمراض الفيروسية؟
الأمراض الفيروسية كثيرة جدًا، وتنتقل بطرق مختلفة فعلى سبيل المثال نزلات البرد أو الأنفلونزا تنتقل عن طريق الرذاذ والأماكن المغلقة، والوقاية منها مفهومه غير جزء ثاني ينتقل عن طريق الطعام كالفيروس الكبدى A، e وجزء ينتقل عن طريق الدم كالفيروسات الكبدية B، C، وهي التي تمثل هلع في المجتمع، وعلى هذا فهناك طرق مختلفة لانتقال الفيروسات وطرق مختلفة للوقاية منها، إنَّما الطريق السهل والواضح والممكن هو الوقاية الصحية، الالتزام بالتعليمات الصحية التي تعلمناها من ديننا الذي يحث على النظافة الشديدة، وأدناها غسل الأيدي قبل الطعام، وبعده ثمَّ مراعاة تجنب الأماكن المزدحمة وتجنب استعمال المنديل أكثر من مرة، وتجنب استعمال أدوات الغير نستطيع تجنب أمراض الفيروسات.
أم إذا كنت تقصد الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم فليس المقصود نقل الدم ومشرط الجراح فقط بل نعني كذلك أدوات عيادة الأسنان وأدوات الحلاقة في محلات الحلاقة والأدوات الشخصية كفرش الأسنان ومقصات الأظافر قد ينقل الفيرس عن طريق هذه الأشياء من الشخص المصاب إلى الشخص السليم فيعديه.
  • بماذا تنصحين المرضى المصابين بالمرض الفيروسي؟
إذا كنت تقصد مرضى الكبد الفيروسي، فلابد أن نقسمه إلى مرضين- مرض A، E يأتي دائمًا في صورة حادة، ويختفي ولا يكون له مضاعفات ولا مشاكل على المدى الطويل، وهنا ننصح المريض بالتزام الراحة، وتعليمات الطبيب وألا ينزعج وألا يقلق.
بالنسبة للأمراض الفيروسية المزمنة للكبد مثل B، C أنصح المريض ألا يُصاب بالاكتئاب الشديد والهلع الشديد، في الحقيقة رأينا عددًا كبيرًا من المرضى لمجرد اكتشافه للفيروس عن طريق التحليل قلب حياته، وتحول من شخصٍ عادي إلى مريض نفسي مكتئب، لابد أن ننظر إلى كل شيء بحجمه الطبيعي، إذا كان المرض في مراحله الأولية، ولا يوجد خلل كبير في وظائف الكبد فالأمل في العلاج كبير، ودائمًا ننصح المريض ألا يتصور أنه سيذهب إلى الطبيب فيقوم الطبيب باستئصال المرض ويشفى ويعود كما كان!!
إنما الطبيب يعمل على تقليل الضرر قدر الإمكان، وهناك علاجات حديثة تؤدي إلى نتائج- وطبعًا نتائجها ليست 100%- إنما نتائج في حدود 40-50%، وإذا أراد الله الشفاء للمريض جعل شفاءه في هذه النسبة وليحمد الله، أما كل ما يفعله الطبيب فهو محاصرة المرض وتحجيمه قدر الإمكان.
أنصح المريض ألا يكون شديد القلق والتوتر، وألا يكون كذلك مستهترًا بالمرض، بل يُعطيه حجمه بالضبط، ويلتزم بتعليمات الطبيب، ويبتعد تمامًا عن محاولة العلاج على أسس غير سليمة وغير علمية، بل يكون متوازنًا في تعامله مع أسرته يعرف ما هي وسائل العدوى ويجنب أسرته العدوى، ولا يكون في قلق شديد، ويعيش في حالة توتر نفسي طول الوقت كما لا يكون في حالة استهتار ينقل لأفراد أسرته العدوى طول الوقت دون وعي.
كما أنصحه بالتوازن سواء في البحث عن العلاج، سواء في علاقته بأسرته، سواء في علاقته بنفسه، بحيث لا يحس أنَّ هذا هو نهاية المطاف، آلاف من المرضى أُصيبوا بالفيروسات الكبدية ولم يعرفوا بإصابتهم وعاشوا وتوفوا لسبب آخر، وأهم نصيحة أن يكون شديد التمسك والثقة بالله تعالى يعلم أنَّ ما قُدر سيكون، وليكن عبدًا شاكرًا يُثاب على المرض، أما إحساس النقمة والسخط ولماذا أنا؟ كما رأينا في كثير من المرضى للأسف يفقدون ثقتهم وحسن ظنهم بالله وطمأنينتهم إليه، وبالتالي يفقدون قدراتهم الإبداعية فلا يستطيعون مقاومة المرض، أما الثقة بالله فإنها تؤثر جدًا وترفع من مناعة الجسم وتجعله أكثر قدرةً على مواجهة الفيروسات وهذا ثابت علميًا كذلك، وكم لاحظنا أنَّ المريض المؤمن الواثق في الله المبتسم المقبل على الحياة الذي يتعامل مع الدواء ومضاعفاته الجانبية بصدر رحب دائمًا يمنُّ الله عليه بالشفاء.
  • وبماذا تفسرين انتشار المرض؟؟
لا أملك تفسيرًا، فما أنا إلا نقطة في بحر البحث العلمي سواء في مصر أو في العالم وأساتذتي الأفاضل الأكبر مني بحثوا هذا الموضوع كثيرًا، وفيه نظريات كثيرة منها أنَّ المرض قد انتشر عن طريق استخدام السرنجات الزجاجية ذات الاستخدام المتعدد والمتكرر والتي استخدمت لفترة طويلة في الماضي، خاصةً في حملات علاج البلهاريسيا ومنها في وقتنا الحديث التعامل مع أدوات الغير الشخصية ببساطة واستهتار، وقيل بسبب وسائل التشخيص الحديثة، والتي لم تكن متوفرة من قبل استطعنا اكتشاف المرض بنسبته الموجودة الآن، فهو لم يزداد انتشاره، إنما زاد اكتشافنا لوجوده!! هذه هي معظم التفسيرات التي قيلت والحقيقة أننا عندنا عدد كبير من المرضى ولا نتعامل مع الموضوع بالجدية المطلوبة.
  • وهل يُعاني الطب في مصر من مشكلة؟
من جهة إهمال بعض الأطباء، فالإهمال الآن أصاب فئات كثيرة في المجتمع، ولكن إهمال الطبيب أو من يعاونه كالتمريض والفنيين يظهر بوضوح؛ لأن العلاقة هنا شخصية بين الطبيب ومريضه؛ أي يظهر أثر الإهمال الواقع على الطرف الآخر بوضوح، وأنا لا أبرر أي إهمال، ولكن أقول هو آفة بدأت تنتشر في المجتمع الآن، وإذا أردنا العلاج نبدأ من الأساس في محاضن التربية المختلفة لأولادنا وبناتنا نعلمهم الاهتمام بكل شىء في حياتهم وعدم الاستهتار، نعلمهم أن إجادتهم للعمل دين يثابون عليه ويعاقبون بالتخلي عنه، ونكون قدوةً أمامهم بجديتنا وعدم إهمالنا، نريد أن نتخلص من الإهمال والتسيب تخلصًا جماعيًّا وليس فرديًّا، فإذا استطعنا تحقيق ذلك حُلت جميع مشكلاتنا وليس الطبية فقط.

المصدر