الفرق بين المراجعتين لصفحة: «"مافيا" تجارة الأعضاء.. أسواق لبيع فقراء المصريين»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط (حمى ""مافيا" تجارة الأعضاء.. أسواق لبيع فقراء المصريين" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد)))
 
(لا فرق)

المراجعة الحالية بتاريخ ١٢:٥٧، ٢٤ أكتوبر ٢٠٢١

"مافيا" تجارة الأعضاء.. أسواق لبيع فقراء المصريين


تجارة الأعضاء.jpg

(الثلاثاء 31 يوليو 2018)

كتبت- رحمة مراد:

مقدمة

  • ترتيب مصر الثالث عالميا والأول في المنطقة
  • العصابات المنظمة تستغل ثغرات القانون
  • أين يختفي المختلون عقليا والأطفال؟

كانت جريمة سرقة أعضاء الفقراء تتم في مستشفيات وعيادات خاصة غير مرخصة ويحيطها حالة من السرية التامة، لكن يبدو أننا الآن على موعد مع عهد جديد من تطور هذه الجريمة بعد أن انتقلت عدوى سرقة الأعضاء الى المستشفيات الحكومية، حيث اعترف الدكتور فتحي خضير، عميد كلية طب قصر العيني، بأنه قام بنزع قرنية أحد المواطنين المتوفين، زاعما أن القانون يتيح للمستشفيات الحكومية أخذ الطبقة السطحية للقرنية بما لا يشوه العين، ووفقًا للقانون لا تمثل إهانة للميت.

وكان شقيق المتوفى بمستشفى قصر العيني المتوفى محمد عبد التواب، 48 عاما، تقدم ببلاغ لنيابة السيدة زينب، يتهم فيه إدارة المستشفى بسرقة قرنية شقيقه والتسبب في وفاته.

ترتيب يهين مصر

وأشار التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية عن الاتجار بالبشر لعام 2015، إلى تقدم بعض الدول العربية -مثل السعودية- في محاربة هذه الظاهرة، فيما تراجعت جهود دول أخرى، من بينها مصر، ووصف التقرير الجهود التي تبذلها مصر لمحاربة هذه الجرائم بأنها "الأسوأ" عالميا.

كما تحتل المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط، والثالث عالميا في بيع الأعضاء البشرية،، وذلك بحسب التحالف الدولي لمكافحة تجارة البشر، ووفق مانشرته تقارير ودراسات محلية ودولية، حتى بات يطلق عليها اسم "برازيل الشرق الأوسط"، بعدما أصبحت مصر أحد أهم مراكز تلك التجارة على مستوى العالم بجانب الهند والصين.

ويري محللون أن الانفلات الامني وانتشار الفقر، بالإضافة إلى ضعف القوانين المنظمة للتبرع بالأعضاء البشرية، سمح، لعصابات منظمة في استغلال ثغرات كثيرة في القوانين وإظهار تجارة الأعضاء، وكأنها تبرع دون مقابل مادي.

وتتورط شبكة من الأطباء والمعامل والمستشفيات في عمليات تجارة الأعضاء، تمارس عملها تحت سمع وبصر اجهزة الدولة .

ما خفي كان أعظم

ونقلت صحيفة "الموندو" الإسبانية عن ناشط مصري، فضّل عدم الكشف عن اسمه، قوله إن "سوق الاتجار بالأعضاء كارثة في مصر".

وأضاف أن "عدد الأطباء الذين ألقي عليهم القبض مؤخرا، بسبب انتمائهم لشبكات الاتجار بالأعضاء، ليسوا إلا نسبة ضئيلة من أولئك الذين يعملون في هذا المجال".

وتابع قائلا:

"يقف وراء هذه العمليات أطباء من ذوي النفوذ القوي، وقد تمكنوا من ضمان حماية الدولة لهم. أما الأكثر فقرا في مصر، فيقدمون على بيع أحد أعضائهم... وتحدث هذه الجريمة بعلم من السلطات".

وأوردت الصحيفة قول سيان كولومب، الباحث في جامعة ليفربول البريطانية، والذي أعد دراسة حديثة حول تداعيات الشبكات المصرية للاتجار بالأعضاء، إن "هناك غطاء قانونيا لشبكة الاتجار بالأعضاء في مصر. كما أن هذه الجرائم لم تثر قلق الهيئات العامة المسؤولة عن المراقبة في مصر".

وقالت الصحيفة إن الشبكة المصرية للاتجار بالأعضاء تعمل ضمن شبكة دولية، وبحسب الباحث كولومب، فإن "دول الخليج هي المستفيد الرئيسي من تجارة الأعضاء في مصر".

تورط مسئولين

في حين اتهم الباحث السياسي جمال مرعي مسئولين كبار ومستشفيات خاصة بالتورط في مافيا تجارة الأعضاء في مصر، مؤكدا أن "هذه التجارة لن تنتهي بالقبض على بعض المتهمين كل فترة دون إيجاد رادع حقيقي للمجرمين وتوعية داخل للمجتمع والقضاء على المشاكل الاجتماعية التي تجبر الفقراء على بيع أعضائهم مقابل المال".

وأضاف مرعي في تصريحات له أن :

"النظام يتعامل مع هذه الظاهرة بطريقة كارثية، حيث يرفض الاعتراف بها"، لافتا إلى أن وزارة الصحة نفت صحة التقرير الألماني الخطير عن تجارة الأعضاء في مصر الذي شاهده العالم كله، "بدلا من مواجهة الأمر بشجاعة وبحث كيفية القضاء عليه"، على حد قوله.

وبحسب مراقبين هناك تقديرات تقول إن هناك سنويا ما بين 2000 و2500 حالة زرع كلى، وبين 150 و 350 حالة زرع كبد. كما أنه من الصعب جدا القضاء على هذه الشبكة، فبعض الأطباء يعتبرونها جزءا من عملهم".

إغراء وإكراه وسرقة

وكان تقرير مثير لصحيفة التايمز الأمريكية إن تجار الأعضاء في مصر يستخدمون بائعات الهوى لإغراء المهاجرين ببيع كلاهم، وسط غض نظر المستشفيات عن هذه التجارة غير القانونية.

وتابعت "التايمز" إن نظام نقل الأعضاء المتطور في مصر، وموقعها في منتصف طرق التهريب إلى أوروبا، يجعلها ملائمة لتجارة الأعضاء.

وفي تحقيق استقصائي أعده الصحفي الألماني تيلو ميشكي، ونشره موقع "بريس بورتال بعنوان "تجارة الدم"، كشف حقائق صادمة حول مافيا الاتجار بالأعضاء البشرية في مصر ومدى انتشار هذه الظاهرة في البلاد، حيث أوضح التقرير ازدهار تلك التجارة بشكل كبير في مصر خلال الأعوام القليلة الماضية.

وتمكن ميشكي من اختراق مافيا الاتجار بالأعضاء البشرية، مؤكدا أن شبكات الاتجار في الأعضاء أصبحت أكثر تنظيما واحترافية في السنوات العشر الأخيرة، وأصبحت تضم سماسرة مصريين وأفارقة، كما أصبحت تستهدف آلاف الضحايا من الفقراء سواء من المناطق الريفية والشعبية المصرية أو اللاجئين الأفارقة.

وأوضح أن بعض العمليات تتم برضا الضحية للحصول على المال، فيما تتم عملية أخرى بصورة إجبارية عن طريق عصابات مسلحة تحتجز بعض الأشخاص بالقوة لتستولي على أعضائهم دون مقابل.

وفي حالات أخرى، يتم انتزاع الأعضاء من الفقراء بالإكراه أو عن طريق الخطف والقتل، خاصة الضحايا الذين لا يجدون من يسأل عنهم، من المتسولين والمرضى النفسيين والأطفال.

المصدر