الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشيخ المناسب للزمن المناسب !!»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب'''' الشيخ المناسب للزمن المناسب !! .. بقلم/ فهمى هويدى''' * فهمي هويدي خذلنا شيخ الأزهر وأغرقنا فى …')
 
لا ملخص تعديل
 
(٣ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
''' الشيخ المناسب للزمن المناسب !! .. بقلم/ فهمى هويدى'''
'''<center>الشيخ المناسب للزمن المناسب !!</center>'''
 
 
 
 
'''بقلم/ [[فهمى هويدي]] .... مفكر وكاتب صحفي [[مصر]]ي'''
   
   
[[ملف:فهمى-هويدى.png|إطار|أ. [[فهمى هويدي]]]]
خذلنا شيخ الأزهر وأغرقنا فى بحر الخزى والحزن، حين رأيناه جالسا على منصة واحدة مع الرئيس ال[[إسرائيل]]ى [[شمعون بيريز]]،


* فهمي هويدي
ورغم أن الصورة التى نشرتها صحيفة «[[الدستور]]» لهما أمس ناجحة صحفيا، إلا أنها مهينة سياسيا وشرعيا لشخص شيخ الأزهر، ولمقام المشيخة، وللرأى العام العربى والإسلامى. لا أظن أن أحدا يمكن أن يصدق لافتة «حوار الأديان»، التى كانت عنوانا لذلك المؤتمر المشبوه، الذى دعت إليه «[[كازاخستان]]»، فلم يعرف عن السيد بيريز أنه من علماء الأديان، كما لم يعرف أنه متدين أصلا، وكل ما نعرفه أن الرجل من أبالسة [[السياسة]]، وأنه دخل التاريخ من باب التنكيل بال[[فلسطين]]يين والعداء للعرب، وحين يجلس بصفته رئيسا لدولة [[إسرائيل]] على منصة واحدة مع الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، وبينهما رئيس الدولة المضيفة، فإن الصورة تثبت بحق شيخ الأزهر حالة التلبس بارتكاب فعل سياسى فاضح بكل المعايير.


خذلنا شيخ الأزهر وأغرقنا فى بحر الخزى والحزن، حين رأيناه جالسا على منصة واحدة مع الرئيس الإسرائيلى شمعون بيريز،
أفهم لماذا يحرص بيريز على حضور مثل هذه المناسبات، التى تتخفى وراء حوار الأديان، كما حدث فى مؤتمر العام الماضى، الذى رعته المملكة العربية السعودية، وعقد فى واشنطن. فتلك كلها خطوات للتطبيع تتعجلها [[إسرائيل]] وتلح عليها، خصوصا مع العالم العربى و[[الإسلام]]ى، لا فرق فى ذلك أن تكون المناسبة حوارا بين الأديان أو مؤتمرا للشاذين جنسيا، والصورة مهمة للغاية، أن يصافح الرئيس ال[إسرائيل]ى ملك [[السعودية]] أو الإمام الأكبر، لأن المصافحة التى تسقط من الذاكرة سجل العداء المجلل بالدم، هى الهدف فى نهاية المطاف.


ورغم أن الصورة التى نشرتها صحيفة «الدستور» لهما أمس ناجحة صحفيا، إلا أنها مهينة سياسيا وشرعيا لشخص شيخ الأزهر، ولمقام المشيخة، وللرأى العام العربى والإسلامى. لا أظن أن أحدا يمكن أن يصدق لافتة «حوار الأديان»، التى كانت عنوانا لذلك المؤتمر المشبوه، الذى دعت إليه «كازاخستان»، فلم يعرف عن السيد بيريز أنه من علماء الأديان، كما لم يعرف أنه متدين أصلا، وكل ما نعرفه أن الرجل من أبالسة السياسة، وأنه دخل التاريخ من باب التنكيل بالفلسطينيين والعداء للعرب، وحين يجلس بصفته رئيسا لدولة إسرائيل على منصة واحدة مع الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، وبينهما رئيس الدولة المضيفة، فإن الصورة تثبت بحق شيخ الأزهر حالة التلبس بارتكاب فعل سياسى فاضح بكل المعايير.
ذلك أنها تقصى ضمنا، وبعيدا، كل ملف القضية ال[[فلسطين]]ية، وتسدل ستارا على مشهد الجرائم ال[[إسرائيل]]ية المتلاحقة، منذ عام 48 وحتى هذه اللحظة.


أفهم لماذا يحرص بيريز على حضور مثل هذه المناسبات، التى تتخفى وراء حوار الأديان، كما حدث فى مؤتمر العام الماضى، الذى رعته المملكة العربية السعودية، وعقد فى واشنطن. فتلك كلها خطوات للتطبيع تتعجلها إسرائىل وتلح عليها، خصوصا مع العالم العربى والإسلامى، لا فرق فى ذلك أن تكون المناسبة حوارا بين الأديان أو مؤتمرا للشاذين جنسيا، والصورة مهمة للغاية، أن يصافح الرئيس الإسرائيلى ملك السعودية أو الإمام الأكبر، لأن المصافحة التى تسقط من الذاكرة سجل العداء المجلل بالدم، هى الهدف فى نهاية المطاف.
[[ملف:شيخ-الأزهر-مع-بيريز.png|إطار]]
أما الذى يتعذر فهمه فهو لماذا يقبل شيخ الأزهر بأن يوضع فى هذا الموقف؟ لماذا يرضى بأن يستخدم كمحلل يمكن [[إسرائيل]] من القفز فوق تلال الجثث، التى سحقتها وعبور بحار الدماء التى أراقتها، وإدعاء البراءة التى ترنو إلى صفحة جديدة مع العالم ال[[إسلام]]ى تتطلع إلى المستقبل وتتحرر من إسار الماضى، وهو ما يعد سقطة سياسية لا تغتفر للشيخ، وإهانة وابتذالا للمشيخة، حين صافح شيخ الأزهر بيريز فى مؤتمر واشنطن، ادعى أن المصافحة كانت مصادفة، وأنه لم يكن يعرفه، ولا أظن أن الذين صدقوا ذلك الادعاء فى العام الماضى يمكن أن تنطلى عليهم القصة هذه المرة.


ذلك أنها تقصى ضمنا، وبعيدا، كل ملف القضية الفلسطينية، وتسدل ستارا على مشهد الجرائم الإسرائيلية المتلاحقة، منذ عام 48 وحتى هذه اللحظة.
تفسيرى أن شيخ الأزهر تصرف كموظف فى الحكومة ال[[مصر]]ية، وليس كإمام أكبر وشيخ لأقدم منارة علمية فى العالم [[الإسلام]]ى، وقد احتلت تلك المنارة مكانتها لأنها ظلت دائما رمزا للأمة وراية خفاقة على ربوعها. نسى شيخ الأزهر مكانته فى المؤسسة العريقة، التى يمثلها، وتجاهل مشاعر ملايين المسلمين الذين لا يزالون يعتبرون [[إسرائيل]] عدوا أجرم بحق الأمة، فاحتل جزءا من أرضها وشرد شعبها، كل ما تذكره وكان حاضرا فى ذهنه أن هناك معاهدة سلام بين [[مصر]] و[[إسرائيل]]، بل غاب عنه أنه حتى فى ظل المعاهدة فإن هناك موظفين فى الدولة يجدون أنفسهم مضطرين للتعامل مع العدو، فى حين أن هناك رموزا ثقافية ودينية ليست مضطرة إلى ذلك، ولها خياراتها التى تمكنها من رفض التعامل مع الإسرائىليين طالما ظلت الأرض العربية محتلة، واستمر التعنت ال[[إسرائيل]]ى الذى يرفض أى حل عادل للقضية ال[[فلسطين]]ية.


أما الذى يتعذر فهمه فهو لماذا يقبل شيخ الأزهر بأن يوضع فى هذا الموقف؟ لماذا يرضى بأن يستخدم كمحلل يمكن إسرائيل من القفز فوق تلال الجثث، التى سحقتها وعبور بحار الدماء التى أراقتها، وإدعاء البراءة التى ترنو إلى صفحة جديدة مع العالم الإسلامى تتطلع إلى المستقبل وتتحرر من إسار الماضى، وهو ما يعد سقطة سياسية لا تغتفر للشيخ، وإهانة وابتذالا للمشيخة، حين صافح شيخ الأزهر بيريز فى مؤتمر واشنطن، ادعى أن المصافحة كانت مصادفة، وأنه لم يكن يعرفه، ولا أظن أن الذين صدقوا ذلك الادعاء فى العام الماضى يمكن أن تنطلى عليهم القصة هذه المرة.
لقد أمضى شيخ الأزهر فى منصبه خمسة عشر عاما، يفترض أن يكون قد تجاوز خلالها مرحلة الغيبوبة السياسية، وأصبح أكثر نضجا ورشدا، وحين يتصرف بهذا الشكل فى الوقت الراهن فإن ذلك يحرج مروءته، وينتقص من شرعيته كإمام أكبر، ولو كنا فى زمان آخر يعرف معنى العزة والاستقامة السياسية والفكرية، لكان تصرفه مسوغا لمساءلته وإعادة النظر فى أهليته للاستمرار فى شغل منصبه لإهداره قيمة المروءة فى موقفه، وهو ما قد لا يقف عند عزله من منصبه، ولكنه ربما ذهب إلى حد عدم جواز سماع شهادته أيضا، لكنه تصرف مطمئنا إلى أن شيئا من ذلك لن يحدث. إنه حقا الشيخ المناسب للزمن المناسب.


تفسيرى أن شيخ الأزهر تصرف كموظف فى الحكومة المصرية، وليس كإمام أكبر وشيخ لأقدم منارة علمية فى العالم الإسلامى، وقد احتلت تلك المنارة مكانتها لأنها ظلت دائما رمزا للأمة وراية خفاقة على ربوعها. نسى شيخ الأزهر مكانته فى المؤسسة العريقة، التى يمثلها، وتجاهل مشاعر ملايين المسلمين الذين لا يزالون يعتبرون إسرائىل عدوا أجرم بحق الأمة، فاحتل جزءا من أرضها وشرد شعبها، كل ما تذكره وكان حاضرا فى ذهنه أن هناك معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، بل غاب عنه أنه حتى فى ظل المعاهدة فإن هناك موظفين فى الدولة يجدون أنفسهم مضطرين للتعامل مع العدو، فى حين أن هناك رموزا ثقافية ودينية ليست مضطرة إلى ذلك، ولها خياراتها التى تمكنها من رفض التعامل مع الإسرائىليين طالما ظلت الأرض العربية محتلة، واستمر التعنت الإسرائيلى الذى يرفض أى حل عادل للقضية الفلسطينية.


لقد أمضى شيخ الأزهر فى منصبه خمسة عشر عاما، يفترض أن يكون قد تجاوز خلالها مرحلة الغيبوبة السياسية، وأصبح أكثر نضجا ورشدا، وحين يتصرف بهذا الشكل فى الوقت الراهن فإن ذلك يحرج مروءته، وينتقص من شرعيته كإمام أكبر، ولو كنا فى زمان آخر يعرف معنى العزة والاستقامة السياسية والفكرية، لكان تصرفه مسوغا لمساءلته وإعادة النظر فى أهليته للاستمرار فى شغل منصبه لإهداره قيمة المروءة فى موقفه، وهو ما قد لا يقف عند عزله من منصبه، ولكنه ربما ذهب إلى حد عدم جواز سماع شهادته أيضا، لكنه تصرف مطمئنا إلى أن شيئا من ذلك لن يحدث. إنه حقا الشيخ المناسب للزمن المناسب.


ــــــــــــ


* مفكر وكاتب صحفي مصري
'''المصدر : نافذة [[مصر]]'''


[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]


'''المصدر : نافذة مصر'''
[[تصنيف:أراء وأفكار سياسية]]
[[تصنيف:أراء وأفكار]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٤:٢٦، ٢٠ ديسمبر ٢٠١٠

الشيخ المناسب للزمن المناسب !!



بقلم/ فهمى هويدي .... مفكر وكاتب صحفي مصري

خذلنا شيخ الأزهر وأغرقنا فى بحر الخزى والحزن، حين رأيناه جالسا على منصة واحدة مع الرئيس الإسرائيلى شمعون بيريز،

ورغم أن الصورة التى نشرتها صحيفة «الدستور» لهما أمس ناجحة صحفيا، إلا أنها مهينة سياسيا وشرعيا لشخص شيخ الأزهر، ولمقام المشيخة، وللرأى العام العربى والإسلامى. لا أظن أن أحدا يمكن أن يصدق لافتة «حوار الأديان»، التى كانت عنوانا لذلك المؤتمر المشبوه، الذى دعت إليه «كازاخستان»، فلم يعرف عن السيد بيريز أنه من علماء الأديان، كما لم يعرف أنه متدين أصلا، وكل ما نعرفه أن الرجل من أبالسة السياسة، وأنه دخل التاريخ من باب التنكيل بالفلسطينيين والعداء للعرب، وحين يجلس بصفته رئيسا لدولة إسرائيل على منصة واحدة مع الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، وبينهما رئيس الدولة المضيفة، فإن الصورة تثبت بحق شيخ الأزهر حالة التلبس بارتكاب فعل سياسى فاضح بكل المعايير.

أفهم لماذا يحرص بيريز على حضور مثل هذه المناسبات، التى تتخفى وراء حوار الأديان، كما حدث فى مؤتمر العام الماضى، الذى رعته المملكة العربية السعودية، وعقد فى واشنطن. فتلك كلها خطوات للتطبيع تتعجلها إسرائيل وتلح عليها، خصوصا مع العالم العربى والإسلامى، لا فرق فى ذلك أن تكون المناسبة حوارا بين الأديان أو مؤتمرا للشاذين جنسيا، والصورة مهمة للغاية، أن يصافح الرئيس ال[إسرائيل]ى ملك السعودية أو الإمام الأكبر، لأن المصافحة التى تسقط من الذاكرة سجل العداء المجلل بالدم، هى الهدف فى نهاية المطاف.

ذلك أنها تقصى ضمنا، وبعيدا، كل ملف القضية الفلسطينية، وتسدل ستارا على مشهد الجرائم الإسرائيلية المتلاحقة، منذ عام 48 وحتى هذه اللحظة.

شيخ-الأزهر-مع-بيريز.png

أما الذى يتعذر فهمه فهو لماذا يقبل شيخ الأزهر بأن يوضع فى هذا الموقف؟ لماذا يرضى بأن يستخدم كمحلل يمكن إسرائيل من القفز فوق تلال الجثث، التى سحقتها وعبور بحار الدماء التى أراقتها، وإدعاء البراءة التى ترنو إلى صفحة جديدة مع العالم الإسلامى تتطلع إلى المستقبل وتتحرر من إسار الماضى، وهو ما يعد سقطة سياسية لا تغتفر للشيخ، وإهانة وابتذالا للمشيخة، حين صافح شيخ الأزهر بيريز فى مؤتمر واشنطن، ادعى أن المصافحة كانت مصادفة، وأنه لم يكن يعرفه، ولا أظن أن الذين صدقوا ذلك الادعاء فى العام الماضى يمكن أن تنطلى عليهم القصة هذه المرة.

تفسيرى أن شيخ الأزهر تصرف كموظف فى الحكومة المصرية، وليس كإمام أكبر وشيخ لأقدم منارة علمية فى العالم الإسلامى، وقد احتلت تلك المنارة مكانتها لأنها ظلت دائما رمزا للأمة وراية خفاقة على ربوعها. نسى شيخ الأزهر مكانته فى المؤسسة العريقة، التى يمثلها، وتجاهل مشاعر ملايين المسلمين الذين لا يزالون يعتبرون إسرائيل عدوا أجرم بحق الأمة، فاحتل جزءا من أرضها وشرد شعبها، كل ما تذكره وكان حاضرا فى ذهنه أن هناك معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، بل غاب عنه أنه حتى فى ظل المعاهدة فإن هناك موظفين فى الدولة يجدون أنفسهم مضطرين للتعامل مع العدو، فى حين أن هناك رموزا ثقافية ودينية ليست مضطرة إلى ذلك، ولها خياراتها التى تمكنها من رفض التعامل مع الإسرائىليين طالما ظلت الأرض العربية محتلة، واستمر التعنت الإسرائيلى الذى يرفض أى حل عادل للقضية الفلسطينية.

لقد أمضى شيخ الأزهر فى منصبه خمسة عشر عاما، يفترض أن يكون قد تجاوز خلالها مرحلة الغيبوبة السياسية، وأصبح أكثر نضجا ورشدا، وحين يتصرف بهذا الشكل فى الوقت الراهن فإن ذلك يحرج مروءته، وينتقص من شرعيته كإمام أكبر، ولو كنا فى زمان آخر يعرف معنى العزة والاستقامة السياسية والفكرية، لكان تصرفه مسوغا لمساءلته وإعادة النظر فى أهليته للاستمرار فى شغل منصبه لإهداره قيمة المروءة فى موقفه، وهو ما قد لا يقف عند عزله من منصبه، ولكنه ربما ذهب إلى حد عدم جواز سماع شهادته أيضا، لكنه تصرف مطمئنا إلى أن شيئا من ذلك لن يحدث. إنه حقا الشيخ المناسب للزمن المناسب.



المصدر : نافذة مصر