عرض مصدر ماذا يريد شارون ؟

'''<center><font color="blue"><font size=5>ماذا يريد شارون ؟</font></font></center>'''

'''بقلم : الدكتور [[عبد العزيز الرنتيسي]]'''

[[ملف:د.عبد العزيز الرنتيسى.jpg|تصغير|250px|يسار|'''<center>د.[[عبد العزيز الرنتيسي]]</center>''']]

قبل الخوض في الإجابة على هذا التساؤل أحب أن أنوه لبعض الأمور التي أظنها غاية في الأهمية :

'''أولا : '''

أن أحدا في العالم لا يشك ولو للحظة بأن شارون لا يؤمن بما يسمى بعملية السلام، والسبب في ذلك أن الجميع يعلم أن شارون قد أعلن رفضه لكل الاتفاقيات التي أبرمت من قبل، فلم يوافق على اتفاقية كامب ديفد مع [[مصر]]، ولا اتفاقية وادي عربة مع الأردن، ولا على أي من الاتفاقيات المبرمة مع ال[[فلسطين]]يين منذ انطلاقة مدريد حتى يومنا هذا، بما في ذلك اتفاقية أوسلو الكارثية التي جردت ال[[فلسطين]]يين من حقهم في وطنهم.

'''ثانيا: '''

أن الجميع يدرك أن حديث شارون عن السلام لا يخرج عن الإطار التكتيكي، لأن استراتيجية شارون المعتمدة تقوم على الحرب والتوسع وسفك الدماء، وهو صاحب أشهر وأبشع المذابح بحق شعبنا ال[[فلسطين]]ي قبية وكفر قاسم وصبرا وشاتلا.

'''ثالثا:''' 

أن شارون وبيرز وجهان لعملة نازية واحدة، وخير دليل على ذلك الشراكة المطلقة في كل ما ارتكب من مجازر منذ تشكيل حكومة الوحدة بزعامة شارون حتى يومنا هذا.

'''رابعا:''' 

أن التكتيكات ال[[فلسطين]]ية لا تجدي نفعا مع رجل له رؤية واضحة للدور الذي ينبغي أن تقوم به السلطة ال[[فلسطين]]ية على الأرض وليس على الورق، مما يفقد السلطة أي هامش للمناورة.

بعد هذه المقدمة نحب أن نذكر فقط بأن شارون لم يخف حقيقة ما يسعى لتحقيقه، ومن ثم أعلن بصراحة في دعايته الانتخابية ولا يزال أن هدفه الرئيس تحقيق الأمن لليهود وكفى، وحتى يحقق هذا الهدف أوقف جهده على العمل من أجل إجهاض الانتفاضة والقضاء على المقاومة ال[[فلسطين]]ية، واعتقد شارون أن أقصر الطرق لتحقيق ذلك يتمثل في ممارسة الضغط المتواصل على السلطة ال[[فلسطين]]ية، فبادر إلى توجيه ضربات محسوبة إلى عدة مواقع تابعة للسلطة ال[[فلسطين]]ية، وقام بحجز الأموال، وهدد بسحب بطاقات (VIP)، وتوعد مرارا وتكرارا بتصفية السلطة والقضاء عليها، وحث أمريكا والغرب وبعض الأنظمة العربية لممارسة الضغوط على الجانب ال[[فلسطين]]ي.

فهل كان شارون من كل هذه الممارسات وغيرها يريد إسقاط السلطة ؟ لا أعتقد ذلك، لا لشيء إلا لأن البديل في حال سقوط السلطة، انتفاضة شعبية بلا كوابح، ومقاومة مسلحة بلا عوائق، وعودة إلى احتلال مباشر لأكثر من مليوني [[فلسطين]]ي في الضفة والقطاع، مما يفقد الصهاينة أهم إنجاز حققوه في اتفاقية أوسلو وهو التخلص من تبعة إدارة شؤون التجمعات ال[[فلسطين]]ية الكبيرة، كما أن عودة الاحتلال المباشر سيخلق أهدافا سهلة للمقاومين ال[[فلسطين]]يين مما سيزيد في تعقيدات الوضع الأمني، وسيكلفهم باهظا، .

كما أن هناك اعتقاد سائد لدى الصهاينة أنه في حال سقوط السلطة ستزداد الحركات الإسلامية المقاومة قوة وانتشارا، مما يشكل خطرا على مستقبل الكيان [[الصهيوني]] بما لهذه الحركات الإسلامية من موقف عقائدي ثابت اتجاه هذا الكيان الغاصب، وبما لها من تأثير على الشارع العربي والإسلامي الذي سيحسم المعركة في المستقبل.

إذن فما هي أهداف شارون وبيرز من وراء تلك الممارسات التي تبدو في ظاهرها تستهدف تقويض السلطة ال[[فلسطين]]ية والقضاء عليها ؟ 

وهل تمكن الصهاينة من تحقيقها ؟

مما لا شك فيه أن أهداف شارون الخبيثة من وراء ممارساته تتمثل في توظيف السلطة للقيام بالدور الذي فشلت في تحقيقه أجهزة العدو الأمنية والمتمثل بالقضاء على الانتفاضة الشعبية والمقاومة العسكرية، وبالتالي انتزاع أهم أوراق الشعب ال[[فلسطين]]ي الضاغطة على الكيان [[الصهيونية|الصهيوني]]، كما أن حكومة شارون لم تخف تطلعاتها الماكرة لجر الشعب ال[[فلسطين]]ي إلى هاوية الاقتتال الداخلي، ولذا نراها في الوقت الذي تواصل فيه الضغط باتجاه وقف إطلاق النار من جانب واحد فقط وهو الجانب ال[[فلسطين]]ي، تنتهز فرص الإعلان المتكرر لوقف إطلاق النار من قبل السلطة لارتكاب أبشع المجازر بحق شعبنا ال[[فلسطين]]ي وكوادره العاملة، .

ورغم أن الصهاينة فشلوا في تحقيق الاقتتال ال[[فلسطين]]ي ـ ال[[فلسطين]]ي، إلا أنهم ما زالوا يأملون في تحقيقه، وهذا يفسر عمليات الاغتيال المستمرة بأبشع صورها، وكذلك الضغوط المستمرة لإجبار السلطة على اعتقال وملاحقة الشرفاء.

إن المتتبع لوقائع الأحداث الأخيرة يرى اللقاءات الأمنية المكثفة بين الجانبين ال[[فلسطين]]ي و [[الصهيونية|الصهيوني]] ، والاعتقالات ال[[فلسطين]]ية المتزامنة مع الاغتيالات [[الصهيونية]] للمجاهدين والمناضلين، واستمرار هذه السياسة قد تقرب شارون من تحقيق أهدافه، وإذا تمكن من ذلك فسيطمع عندها في التخطيط لتصفية الوجود ال[[فلسطين]]ي، وتصفية القضية ال[[فلسطين]]ية، ولن يتم له ذلك إلا بتصفية السلطة ال[[فلسطين]]ية، ليتجسد المثل القائل " أكلت يوم أكل الثور الأبيض " واقعا على أرض [[فلسطين]].

== المصدر ==
*'''مقال:'''[http://www.palestine-info.info/arabic/palestoday/readers/articles/rantese/5-11-01.htm ماذا يريد شارون ؟]'''المركز الفلسطينى للإعلام'''

{{روابط عبد العزيز الرنتيسي}}
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:روابط عبد العزيز الرنتيسي]]