هل المصالحة مصلحة فلسطينية ؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٣٤، ١٠ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

هل المصالحة مصلحة فلسطينية ؟

يتباكى البعض على ما يسمى الإنقسام ويتهمون حماس بالمسؤولية وينسوا أو يتناسوا أن من وقع إتفاق أوسلو هو من قسم الأرض إلى إسرائيل (فلسطين التاريخية) و قطاع غزة والضفة الغربية أما الشعب الفلسطينى فعرب 48 و أهل الضفة و أهل القطاع والشتات. يتكلمون عن الإنقسام بين الضفة والقطاع وينسوا أنهم مسؤولين عن أكبر من ذلك

لو أن الحوار الفلسطينى بين أطراف تملك قرارها وتعمل للمصلحة الفلسطينية العليا لما طرح هذا السؤال. لو أن هذا السؤال طرح قبل الجولة الأولى لدخل تحت باب التشاؤوم لكن المتابع للحوار والإجراءات المتخذة على الأرض يدرك أنه لن يكون هناك إتفاق فلسطينى ولا إعادة لشمل الضفة وغزة. ولكن هل ماحدث والوضع الحالى شر مطلق كما هو شائع ويروج له خصوصا من جانب فريق رام الله؟

أما عن خلفية الوضع الحالى فيسأل عنه من أرادوا تطبيق مخطط دايتون فى غزة قبل الضفة . فمخطط دايتون المطبق فى الضفة هو نموذج لما كان مخططا للوضع فى القطاع . إن النظرة الفوقية لما حققته حماس و الحرب النفسية الضروس لتحميل الحسم العسكرى مسؤولية إستحالة إعادة الإعمار أو فك الحصار أو التهدئة أو تحريك عملية السلام في المنطقة دون التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام في الساحة الفلسطينية (عمر سليمان للأهرام الاثنين 18/5 ).

فهل حقا مايسمى بالإنقسام الفلسطينى هو المسؤول عن الوضع المأسوى ؟ قبل هذا السؤال هناك سؤال أهم هل هناك إنقسام فلسطينى أم تقسيم


هل الوضع الحالى حالة إنقسام ؟

إن المتباكين على الوضع الحالى هم من وقعوا إتفاق أوسلو الذى يتحدث عن منطقتين قطاع غزة والضفة الغربية. ولم تكن هناك يوما حرية إنتقال بين المنطقتين. ولم تسيطر يوما سلطة رام الله على القطاع حتى فى وجود عرفات. فغزة كانت مسرحا دوما للصراع على النفوذ والمال بين الأجهزة الأمنية. والجميع يذكر حوادث إطلاق النار على تجمعات ومواكب عباس نفسه. فالتقسيم بدأ منذ أوسلو وتكرس فى ظل السلطة المتسلطة الفاسدة.


غزة الحرة نموذجا للدولة الفلسطينية:

فغزة منطقة حرة محررة بها حكومة منتخبة تملك قرارها يتنسم أهلها الحرية ويضحون بالغالى والنفيس يصبرون على الجوع وفراق الأحبة ولم يتذمروا يوما على تدنى الأجور أو غياب رغيف الخبزولم يهربوا لمصرأثناء القصف الإسرائيلى. حكومتها تعانى مما يعانى منه شعبها يتعرضون للقصف وبالتبعية الشهادة ولم يرسلوا أبنائهم أوزوجاتهم للخارج . لم يستغل أحد قادة حماس علاقته بعمر سليمان للسماح لأسرته بالهرب. قالوا إن حماس أضاعت القضية الفلسطينية وحولتها إلى قضية مرتبات. أنظروا من يتسول المرتبات الأن. ولولا الحصار المصرى ولا أقول ألإسرائيلى لكان لغزة شأن أخر. حتى عندما يستعمل وفد حماس أو أى فصيل أخر بما فيهم فتح معبر رفح لايتوسلون لمجندة إسرائيلية ذات 17 عاما. صحيح أن هناك معاناة من نوع أخر تتمثل فى فساد الإداريين المصريين أو الإبتزاز الأمنى المصرى لكنه لايقارن بما يحدث لعباس على المعابر الإسرائيلية (خطاب عباس 21 -5-2009). ولا يقارن بالمعاناة على أكثر من 500 حاجز فى الضفة الغربية.


الضفة الغربية المحتلة نموذجا للفشل

الضفة الغربية تعانى الأمرين مرارة الإحتلال و مرارة مجموعة تعمل لمصلحة الإحتلال عبر مطاردات المقاومة .مجموعة رام الله هى التى تبحث عن المرتبات مع نهاية كل شهروقد أعلنوا عن عجز بحوالى 400 مليون دولار. وأنتهى بهم الأمر لقتل المجاهدين عبدالمجيد دودين وأخيرا وليس أخرا القائد القسامى محمد السمان ومساعده محمد ياسين


ماذا عن فلسطينى الشتات

يتحدث الجميع عن فلسطينى غزة والضفة فقط .أين فلسطينى الشتات من مباحثات المصالحة

الإلغاء الفعلى لحق العودة من قبل مجموعة رام الله: هناك شواهد بارزة للعيان عن إلغاء الرئيس المنتهية ولايته وفريقه لحق العودة ولا أدرى لما لانسمع أصواتا تندد بذلك:

• لا يوجد ممثل واحد من فتح الخارج فى حوار القاهرة: أليس هذا أبلغ دليل على منهج عباس فى إلغاء حق العودة. أين فتح الخارج من هذه المباحثات؟

• عقد مؤتمر فتح السادس فى الداخل: قد يظن الكثير أنها مسألة تنظيمية فتحاوية ولكن لايمكن أن تمر هذه الحادثة بدون ربطها بإلغاء حق العودة. ولايمكن فهمها بمعزل عن رفض كلا من مصر والأردن عقد المؤتمر فى أراضيهما. فمصر والأردن حريصتان دائما على فتح ومحاربتان لحماس لايمكن فهم رفضهم لعقد المؤتمر على أراضيهما بالتوافق مع الرئيس المنتهيه ولايته إلا إذا كان فى إطار الإتفاقات السرية. إن غزة الحرة هى النواة للدولة الفلسطينية. على الجميع العمل على خلق وضعفى الضفة مماثل للوضع فى غزة . العيون مسلطة على جماعة الجهاد فهم الأقدر على القيام بذلك فى الضفة و أقولها بصراحة لاعذر لكم. ماذا تنتظرون و الأجهزه تعتقل مقاتليكم أو تتعاون مع الإحتلال. لقد وقفتم موقف حياد فى غزة على أمل أن يتغاضى عنكم عباس فى الضفة . ولكن عباس ليس حر الإرادة . هذا هو الوقت للعمل على تحرير الضفة.

أقولها عكس مايردد الجميع الخاسر الأكبر من هذا الإنقسام هو إسرائيل والمنهج التفاوضى التنازلى: • لولا دخول حماس الإنتخابات وفوزها بالأغلبية المطلقة وإبراز الحجم الحقيقى لفتح والفصائل العلمانية لكنا مازلنا نسمع ذات الكلمات عن ريادة وقيادة فتح وتمثيل المنظمة للشعب الفلسطينى

• لولا تحرير غزة من الإسرائيلى ثم من ميلشيات دايتون المسماة أجهزة أمنيه لكانت غزة مازات ترزح تحت براثن الفاسدين وأجهزة الفساد والإبتزاز.

• لولا تطهير غزة من أجهزة دايتون لكانت حرب غزة الأخيرة إنتصار سهل للعدو الإسرائيلى وهزيمة مريرة للمشروع الوطنى الفلسطينى.

• لولا تقاسم السلطة لمضى عباس وفريقه لأبعد مدى من التنازلات ولشهدنا توقيعة على الإتفاقات المخبأة فى الأدراج بما فيها من تنازلات عن حق العودة والقدس.

إن تدافع مصر وعباس وراء الحوار ليس له هدف إلا محاولة ساذجة لتسليم غزة لعباس تحت تفويض وهمى ليوقع الإتفاقات السرية المعلقة بصفته ممثل الشعب الفلسطينى.

لقد أصبح واضحا أن الحوار لن يقود إلى عودة دحلان وعصابته إلى الأجهزة الأمنية فى غزة ولا إطلاق سراح معتقلى حماس فى الضفة ولا إطلاق العمل للجمعيات الخيرية المخربة فى الضفة ولا كف أيدى أجهزة دايتون عن مجاهدى الضفة .

وليس أدل على ذلك من تصريح جابى أشكنازى عن إشتراك عباس والمؤيدين له فى الحرب مباشرة و تصريح ليبرمان عن الضغوط التى مارسها عباس على الحكومة الإسرائلية للقضاء على حماس بالكامل.


المصدر : نافذة مصر