كيف نحقق نصرة الأمة ؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢١:٣٨، ١٤ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


كيف نحقق نصرة الأمة ؟

ألا يستحق المسجد الأقصى النصرة

من يرد البلاء إذا وقع بالأفراد والجماعات ؟ ومن يدفع الضرر عن المجتمع ؟ ومن يبطل الأذي عن كل فرد ؟ ومن يردع الظلم أن يقع على أي فرد من أفراد المجتمع ؟ ومن يقف بجوار كل فرد في المجتمع وهو يكافح في الحياة ؟ من يؤازره ؟ من يواسيه ؟ من يؤيده ؟ من ينصره ؟ لا شئ سوي التناصر بين أبناء المجتمع ليواصلوا رحلة الحياة , ويتجاوزوا عقباتها , ويتخطوا عراقيلها .

ومعنا ضوء ساري من كلمات النبي صلي الله عليه وسلم وهو يقول : ( من مشي مع مظلوم حتي يثبت له حقه ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام ) .

أين هذا التناصرالنبوي من المرابطين حول الأقصي ؟ أين هذا التناصر النبوي من الأطفال المحاصرين في غزة ؟ أين هذا التناصر النبوي من البؤساء المظلومين في بلداننا المحتلة ؟ .

لقد كان الرجل يمرض لمرض أخيه , ويشفي لشفاء أخيه , فقد عاد قوم مريضا فوجدوه فرحا فسألهم : من أين جئتم ؟ قالوا : من زيارة فلان وقد عافاه الله , فقال : ما بي من انشراح إلا أني توقعت شفاءه , فكان شفائي حين شفاه الله ثم أنشد :

وخصلة كنت فيها غير متهم

عافاني الله منها حين عافاك


كيف يكون التناصر ؟

إذا اقتنعنا بضرورة التناصر فيما بيننا , وحاجة مجتمعاتنا إلى التناصر , فهذا الحبيب صلي الله عليه وسلم يبين لنا : كيف يكون التناصر بين ابناء المجتمع الواحد ؟ ونختار مما أوضحه لنا الحبيب خمسة مشاهد من مشاهد النصرة في المجتمعات :

الأول : نصرة العرض

يقول صلي الله عليه وسلم : ( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة )


الثاني : نصرة الحماية

يقول صلى الله عليه وسلم : ( من حمى مؤمنا من منافق بعث الله ملكاً يحمي لحمه يوم القيامة ) .


الثالث : نصرة المساعدة

يقول صلي الله عليه وسلم : ( المسلمون تتكافؤ دماؤهم يرد مشدهم على مضعفهم ومتسرعهم على قاعدهم ) .


الرابع : نصرة الظالم والمظلوم

قال صلي الله عليه وسلم : ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً فقال رجل : يا رسول الله أنصره إن كان مظلوماً أرأيت إن كان ظالماً كيف أنصره ؟ قال : تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره ) .


الخامس : نصرة الحرمة

يقول صلي الله عليه وسلم : ( ما من امرئ يخذل امرءا مسلماً في موطن ينتقص فيه عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالي في موطن يحب فيه نصرته , وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته ) .


التناصر في كتاب الله

أولا : طلب النصرة

فى قوله تعالى : ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) , فمن أخلاقيات الإسلام كما وردت في هذه الآية الكريمة إذا تعرض أحد للظلم لا يستسلم , بل عليه أن يطلب النصر من الآخرين ولا يتهاون في هذا الأمر لحظة , ويبذل أقصى ما يملك من جهد , وعلى من يطلب نصرته معاونته والوقوف معه حتي يرفع عنه الظلم الواقع عليه , فطلب النصر من أحد دون أن يقدم النصرة يعتبر لغو ولا فائدة منه , و المشترك بين الاثنين الجهد المبذول والفاعلية والايجابية .


ثانيا : فعليكم النصر

يقول تعالى : ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ) الأنفال , فكما أن المظلوم مكلف بمقاومة الظالم وطلب النصرة , فالمؤمنون مكلفون بإجابته كما وردت في الآية الكريمة , وحتي لا يكون نصر المظلوم على هوي الأفراد , ومدي علاقتهم , اشترط القرآن لذلك عدة شروط استنتجها العلماء والمتخصصون من الآية الكريمة فقالوا : أن شروط التناصر بين الناس في مجتمعاتهم أربعة وهي :

1 - ألا يخرج عن حد العدل

2 - ألا ينتهي إلى الانتقام

3 - ألا يؤدي إلى الحقد

4 - ألا يتجاوز حد العرف

وبذلك تختفي هذه الصور الغير مقبولة في مجتمعاتنا من التناصر المغشوش مثل تجاوز الحد بسبب أن الأصدقاء هم الذين ظلموا أو الأقارب أو الأنصار أو الأبناء أو الذين تربطنا بهم مصلحة أو التناصر المباع برشوة أو مصلحة أو رد اعتبار أو خدمات متبادلة , ويزداد الأمر شناعة حين يكون الإفراط في النصرة , بمعني ألا يحقق الشروط السابقة , فهناك فرق كبير جداً بين نصرة المظلوم والانتقام , وبين نصرة المظلوم والحقد , وبين نصرة المظلوم بالظلم وتجاوز العدل .


ثالثاً : أدب النصرة

يقول تعالى : ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) ومع أن معاقبة الظالم من حق المظلوم , فإن استقرار المجتمع وأمنه والتعايش الطيب بين أبنائه مقدم على الحق الفردي , ففي نفس الوقت الذي ينتصر فيه المظلوم من الظالم , وينال حقه كاملاً , فمن الأدب ألا يتمادي فيتحول إلى ظالم دون أن يدري , فإن سيطر على نفسه وصبر ولم ينتقم , فإن ذلك فضيلة كبيرة , وهذا هو معني ( ولمن انتصر ) .


رابعاً : الموقف من الظالمين

يقول تعالى : ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق) فقد أجمع المفسرون أن المسئولية تقع على صنفين يجب أن نتصدي لهما ونطهر مجتمعاتنا منهما  :

أولاً : ( الذين يظلمون ( بمعني أن نتصدي للظلم بكل أشكاله وأحجامه بغض النظر ممن يكون , يستوي في ذلك ( الشريف والصغير , الحاكم والمحكوم , الدول المتقدمة والمتأخرة , الغني والفقير , القوي والضعيف , الرئيس والمرءوس( .

ثانيا : ( يبغون ( بمعني الاستكبار والكبر والغطرسة والتعالي على الآخرين وأكل الحقوق , وكل ذلك بالباطل والسيطرة والنهب والاحتلال والتحكم في إرادة الإنسان وكرامته وحريته وممارسة حقوقه الطبيعية في الحياة , أو حرمان البشر من الحياة الكريمة بإفقارهم وإهانتهم والعمل على تخلفهم ليكونوا دائما في حاجة للأقوي .


خامساً : نصرة يوم القيامة

يقول تعالى : ( ألا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل ) , فهؤلاء الذين كانوا يظلمون ويبطشون ويعذبون وينهبون ويسيطرون في الدنيا هم يوم القيامة في ميزان الله الحق : ( الخاسرون ) ... أين نجاحاتهم في الدنيا ؟ أين تقدمهم على الناس ؟ أين تفوقهم المادي ؟ فهم اليوم ( الراسبون ) ( الساقطون ) ( الخاسرون ) , كسبوا من كل شئ وخسروا أنفسهم , فخسروا كل شئ فاستحقوا أن يكون الجزاء من نفس عملهم , اليوم لا نصرة لهم , ممن كانوا يتوهمون بهم نصيرا لهم في الدنيا من أعوان وأنصار وأموال وحكومات واصدقاء , حيث لا معين لهم ولا ناصر لهم في ذلك اليوم كما كانوا في الدنيا , وصدق الله ( ومن يضلل الله فما له من سبيل ) كل الطرق مسدودة إلا طريق الله , وقد رفضه بالأمس فاليوم يجازي عدلا من الله , ألا ينتصر له أحد من دون الله .


كيف نحقق التناصر في مجتمعاتنا ؟

لا فوز ولا نجاح ولا فلاح في مجتمعاتنا إلا بالتناصر فيما بيننا , ولذلك كان سؤالنا : كيف نحقق التناصر فيما بيننا لننعم بمجتمع آمن مستقر ؟ .

وملخص الإجابة في أمرين :

الأول : التزام المجتمع بنصرة الله تعالى , ويتمثل ذلك عمليا في التزامه بثلاثة أمور : العمل بطاعة الله تعالى فهذا هو الأساس الايماني القوي , ثم حفظ حدود الله تعالي وهذا هو برنامج حماية المجتمعات ثم البعد عن المعصية التي تأكل كل ماسبق فينهار البناء وتسقط الأمجاد .

الثاني :التزام أبناء المجتمع بنصرة بعضهم بعضا , ويتمثل ذلك عمليا في الالتزام بثلاثة أمور : تقديم العون والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه وإلا تخلى الله عن مجتمعاتنا , ثم دفع الظلم بكافة أشكاله وأنواعه ومنفذيه مهما كانوا وأينما وجدوا , ثم ردع الظالم والتصدي له والعمل على وقفه مهما كانت التضحيات المقدمة في سبيل ذلك .

وبذلك يتحقق لنا نصر الله تعالى : ( ولينصرن الله من ينصره ) الحج 40, ومن هنا فقد جاء الإسلام بمعني جديد تماماًعلى البشرية في نصرة الظالم ! كما تبين لنا من قبل من قول النبي صلي الله عليه وسلم : بحجزه ومنعه عن ظلمه , وهذا هو النصر الحقيقي للظالم لا معونته على الظلم .


واجبات التناصر

إن واجبات التناصر باتت اليوم في حياتنا كالماء والهواء , والتي هي ضرورة اجتماعية لأنها روح المجتمع وحياته , وهذه الواجبات لا يختص بها فرد عن فرد في المجتمع , ولا تقدم لفرد دون فرد , بل هي حق لكل فرد , مهما كان دينه أو ثقافته أوجنسه أو لونه أو فكره أو حزبه أو رأيه , وتدور حول خمس واجبات لكل فرد :

1 - إرشاده إن ضل عن الحق والتعقل

2 - حجزه إن تطاول على حقوق الآخرين

3 - الدفاع عنه إن هوجم من خصومه

4 - القتال معه إذا استبيح بعد تثبت

5 - عدم تركه في معارك الحياة وحده

ومن أوجب واجبات اليوم على أبناء المجتمع الايماني على مستوي الأمة الاسلامية , فك أسرانا المسلمين في كل مكان , في فلسطين والعراق وأفغانستان وفي جميع بلداننا , لننعم بالمجتمع الدولي المستقر الآمن , يقول عمر : ( لفك أسير مسلم أحب إلى من أن أتصدق بجزيرة العرب ) , فمن لعدد غير محصور من كثرته اليوم ؟ وليس لأسير واحد !؟ .

ويقول ابن عابدين : ( إذا سيبت مسلمة بالمشرق وجب على أهل المغرب تخليصها من الأسر ) فمن للأسيرات في سجون إسرائيل اليوم ؟ .

ويقول الإمام مالك : ( يجب على المسلمين فك أسراهم وإن استغرق ذلك أموالهم ) فأين تذهب اليوم أموال المسلمين ؟ ولا تعليق ............... ! .