زوجات الاخوان دروس فى التضحية والثبات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢١:١٤، ١٨ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
زوجات الاخوان دروس فى التضحية والثبات
  • بقلم : أمل البيطار

لم أكتب فى هذه المقالة سوى كلمات معدودات، ولكن قصدت من تجميع السير والمواقف فيها ليرى الجميع صمود الأخت المسلمة وقت المحن والابتلاءات وأن لهن تاريخا مشرفا سطره التاريخ ، ولتكون تلك النماذج قدوة تحتذى بها كل زوجة من زوجات الاخوان فى الصبر والعمل.

نعم قصدت العمل - خاصة - فى هذه الفترة العصيبة التى تمر بها الجماعة ،وليعلم الظالمين أن خلف كل رجل عظيم من رجال الاخوان أرادوا تكبيل خطواته امرأة قد تساوى فى عداد الآخرين ألف رجل وما يسعنى هنا الا أن أردد قول احدى المجاهدات :

لا أريد الحياة الا نضالا لا ولا أرتضى الدنايا نصالا

لا ولن تلهب الخطوب قناتى ولكم ألهبت قناة الرجالا

صارمى عزتى وصبرى شراعى وبه لا أعير الخصم اختيالا

أبدا تضحك الأمانى بنفسي وهى تجرى بها سحابا ثقالا

ومن النماذج التى ذكرها التاريخ والتى قمت باختيارها لكم ثلاثة من زوجات الإخوان من الرعيل الأول :


السيدة نعيمة خطاب (زوجة المستشار حسن الهضيبي رفيقة درب على طريق الدعوة)

المستشار حسن الهضيبي

التحق المستشار الهضيبى بركب دعوة الإخوان أوائل أربعينيات القرن العشرين عن طريق مجموعة من شباب الإخوان في بلدة عرب الصوالحة (بمحافظة القليوبية في دلتا النيل).

و في هذا الصدد يقول عن الشيخ حسن البنا: " عرفته أوّل ما عرفته من غرس يده، كان كالجدول الرقراق الهادئ ينساب فيه الماء لا علو و لا انخفاض، يخاطب الشعور فيلهبه، و القلب فيملؤه إيماناً، و العقل فيسكب فيه من المعلومات ألواناً ".

و قد سارت السيدة الفاضلة على خطى زوجها، فعملت على شدّ أزره، و حفظ سرّه الذي ظلّ لا يعرفه إلاّ القليل من كونه عضوًا في الإخوان المسلمين حتى صار مرشداً عاماً للجماعة، بعد اغتيال الإمام البنا، و هي متحفّظة لا تبوح بذلك السّر أبداً. - ساهمت مع زوجها في شراء دار المركز العامللإخوان المسلمين في الحلمية الجديدة عام 1944م، كما أنها آزرت المجاهدين في نجدة فلسطين، ووضعت البيت تحت تصرف الدعوة.

كما شاركت في العناية بأُسَر المعتقلين من الإخوان المسلمين، و تدعيم الثّقة بالله في نفوسهم، و قد أدركت أنّ الواجب يحتّم عليها أنْ تجاهد بما في وِسعها و طاقتها من أجل نصرة الحق، و كانت مثالاً في التّضحية و الصبر.

كما كانت الصَّابرة المحتسبة وقت اعتقال أبنائها، و بعد الحكم على زوجها بالإعدام، و بعد أن خفّف الحكم للمؤبد، فما كانت إلاّ شاكرة حامدة، و استمر سيل البلاء و أصيب بالذبحة الصّدرية، كلّ ذلك و هي تواسيه و تدعو له مخلصة.

من أجمل ما ذكر عنها : " يقول عبد الحكيم عابدين السكرتير العام لجماعة الإخوان المسلمين "سابقاً" عنها: ذهبت للإسكندرية لرؤية المرشد العام وصحبت معي أختي لعرضها على الأطباء وكانت ريفية وأثناء عودتنا قالت: يا أخي من أي طينة امرأة الهضيبي هذه؟ أهي من طينة الملائكة؟ ليس فيها من طبائع البشر شيء، فقد كانت تبالغ في التحبب إلى زوجها فلا تتلقاه في الضحى بثياب الصبح، ولا في العصر بثياب الظهر، وكانت تنشط لتوديعه حين يخرج وتتأهب لاستقباله حين يرجع بأعذب ما يصنع عروسان متوافقان.


فاطمة سليمان.. مدرسة الصبر

كانت السيدة فاطمة كمثيلاتها من زوجات الإخوان اللاتي ابتلين بفقدان الزوج خلف السجون، حتى وصل الحال إلى فقدانهم أغلى فترة في حياة الإنسان وهي فترة الشباب، بل زاد العبء عليها أكثر من غيرها؛ لأنها لديها خمسة من الأبناء في أعمار صغيرة.

لقد عاشت الزوجة مع زوجها( الضابط محمد على سليمان) تؤدي دورها كزوجة وكأم وكأخت داخل الجماعة، حتى استيقظت على أصوات ضرب الرصاص، فاستعلمت الخبر فعلمت أن بعض الرصاصات ضربت على جمال عبدالناصر أثناء خطابه في المنشية فأدركت المحنة، ولم تفق مما حدث حتى وجدت الضربات على باب بيتها، من الطارق؟ إنهم زوَّار الفجر، جاؤوا لأخذ الزوج إلى مكان لا يعرفه أحد، وسارعت باحتضان أبنائها لتحميهم بحنين الأمومة مما هو قادم .

رحل الزوج إلى السجن ليقضي زهرة شبابه، في تهمة هو منها بريء، كما أنها حكمت على زوجته وأبنائه حكماً قاسياً، عندما خطفت راعي البيت لمدة عشرين عاماً، إنها قسوة.. غير أن ذلك لم يحرك شيئاً في أناس جبلت قلوبهم على حب الله والتضحية من أجله، وإدراك أن الله لا يضيع عباده.

ظلت الزوجة طوال عشرين عاماً تعمل بكل طاقتها، لتجبر خاطر زوجها وقت الزيارات، فلم تتخلف عن زيارته في أي مكان يذهب إليه .


أمينة قطب

الأستاذ كمال السنانيري زوج السيدة أمينة قطب

أديبة وشاعرة مصرية معاصرة.. ولدت ونشأت في ظل أسرة علم وأدب وجهاد، وعاشت تجارب الجهاد والصبر والفقدان، وتجرَّعت الألم، وذاقت فجائع متتالية.. اعتقلت عندما اعتقل جميع آل قطب، وصبرت على السجن والأذى .. استشهد أخوها العالم الربَّاني سيد قطب، ونال الشهادة بعض أقاربها، واستشهد زوجها المجاهد كمال السنانيري، فصبرت واحتسبت، ووظَّفت الأدب "قصة وشعراً" في خدمة الدين والجهاد والمعاني النبيلة في الحياة.

إنَّ قصة زواج "أمينة" من المجاهد "السنانيري" لتبعث على الإجلال والعجب معاً، فقد تمَّ الرباط بينهما حين كان "السنانيري" داخل السجن. تقول السيدة أمينة: كان هذا الرباط قمة التحدي للحاكم الفرد الطاغية الذي قرر أن يقضي على دعاة الإسلام بالقتل أو الإهلاك بقضاء الأعمار داخل السجون.. لقد سجن المجاهد الشهيد "كمال السنانيري" في عام 1954م، وقُدِّم إلى محاكمة صورية مع إخوانه لأنهم يقولون ربنا الله.. وحكم عليه بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة (25 عاماً) ثم يعاد بعدها إلى المعتقل.

قصة زواج تنحنى لها الرؤوس اجلالا واكبارا إنَّ قصة زواج "أمينة" من المجاهد "السنانيري" لتبعث على الإجلال والعجب معاً، فقد تمَّ الرباط بينهما حين كان "السنانيري" داخل السجن. تقول السيدة أمينة: كان هذا الرباط قمة التحدي للحاكم الفرد الطاغية الذي قرر أن يقضي على دعاة الإسلام بالقتل أو الإهلاك بقضاء الأعمار داخل السجون.

لقد سجن المجاهد الشهيد "كمال السنانيري" في عام 1954م، وقُدِّم إلى محاكمة صورية مع إخوانه لأنهم يقولون ربنا الله.. وحكم عليه بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة (25 عاماً) ثم يعاد بعدها إلى المعتقل. بعد أن قضى خمس سنوات من المدة، وفي أثناء ذهابه إلى مستشفى سجن "ليمان طرة" للعلاج، التقى هناك أخاها الشهيد سيد قطب، وطلب منه يد أخته "أمينة"، وعرض الشهيد الأمر على أخته؛ أمر ذلك العريس الذي يقضي عقوبة المؤبد، وباق منها عشرون سنة، فما كانت من الأخت إلا أن وافقت بلا تردد، وأخذت عنوان الأخ وزارته في السجن وتمت الرؤية ثم عقد الزواج.

وقويت الرابطة بينها وبين من خطبها من وراء الأسوار، وكانت زيارتها ورسائلها له تقوي من أزره وأزر إخوانه.

وعندما زارته ذات مرة في سجن "قنا"، وكانت ترافقها شقيقته، حكت الشقيقة لأخيها ما تكبدتاه من عناء حتى وصلتا إليه منذ أن ركبتا القطار من القاهرة إلى "قنا" ثم إلى السجن، فقال لها: "لقد طال الأمد وأنا مشفق عليكم من هذا العناء، ومثل ما قلت لك في بدء ارتباطنا قد أخرج غداً وقد أمضي العشرين سنة الباقية، وقد ينقضي الأجل وأنا هنا، فلك الآن مطلق الحرية في أن تتخذي ما ترينه صالحاً في أمر مستقبلك.. ولا أريد ولا أرتضي لنفسي أن أكون عقبة في طريق سعادتك، إنهم يفاوضوننا في تأييد الطاغية ثمناً للإفراج عنا، ولن ينالوا مني بإذن الله ما يريدون حتى ولو مزقوني إرباً.

فلكِ الخيار من الآن، واكتبي لي ما يستقر رأيك عليه، والله يوفقك لما فيه الخير". وأرادت أمينة أن تُجيب خطيبها المجاهد، إلا أنَّ السجَّان أمرها بالانصراف، فقد انتهى وقت الزيارة، وعادت إلى البيت لتكتب له رسالة كانت قصيدة نظمتها له لتعلن فيها أنها اختارت طريق الجهاد.. طريق الجنَّة.

وقالت له: "دعني أشاركك هذا الطريق" وكان لهذه القصيدة أثر كبير في نفس المجاهد، وخرج السنانيري من السجن بعد أن أفرج عنه عام 1973م، وتمَّ الزواج، وعاشت أمينة معه أحلى سنوات العمر.

وفي الرابع من سبتمبر سنة 1981م اختُطف منها مرة أخرى ليودع في السجن، ويبقى فيه إلى أن يلقى الله شهيداً في السادس من (نوفمبر) من العام نفسه، وسُلِّمت جثته إلى ذويه شريطة أن يوارى التراب دون إقامة عزاء.

وفي قصيدة "من المنفى" كتبت السيدة أمينة عن الزوج الحبيب وتغنَّت بفرحة اللقاء قائلة: شاقني صوتك الحبيبُ على الها تف يدعو ألاّ يطول غـــــيابي شاقني أن تقول لي: طال شوقي قد غدا البيتُ موحشاً كاليباب شاقــني ذلك النـــــداء حـــــنوناً فلتعـــــــودي لعالم الأحــــباب شاقــــني أن تقــــول: حُبك بعداً لا تعــيـــدي بواعث الأســباب.

الكاتبة:لا أجد تعليقا أعلق به بعد هذه الكلمات لأستخلص منها الدروس والعبر فالدروس واضحة فيها وضوح الشمس لمن أرادت أن تقف خلف زوجها فى فترة المحن مرددة قول السيدة أمينة قطب "دعنى أشاركك هذا الطريق" .


المصدر : الشرقية أون لاين