جريدة (الإخوان) الأسبوعية تقاوم التبشير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٦:٣٠، ٢٩ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


جريدة (الإخوان) الأسبوعية تقاوم التبشير


جريدة الإخوان الأسبوعية

اهتمت جريدة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية منذ إنشائها في 15 يونيو 1933م بمقاومة التبشير، وكشف وسائل المبشرين في استغلال الفقراء واليتامى، والتحذير من خطر الاتصال بأنديتهم ومدارسهم، واستثارة حمية المسلمين بالأخبار والمقالات والشعر ضد عدوان المبشرين.


كما كانت مقاومة شُعَبِ (الإخوان) تتابع ضد نشاط المبشرين، إضافةً إلى تأييد أي هيئة أو جماعة أو أفراد يرفضون التبشير، وقد احتلت قضية التبشير مكانةً كبيرةً على صفحات المجلة، حتى إنها خصصت العدد الثالث كله عن التنصير وقدمته بقولها: "بمناسبة حركة التبشير الحالية رأت إدارة التحرير أن تجعل القسم الديني في هذا العدد حول هذا الموضوع"، وقد كتب الإمام "البنا" فيه تحت عنوان (حوادث التكفير وخطر المبشرين)، وتحدث فيه عن خطورة التبشير، ورصد أحاديث المبشرين والقساوسة في الحثِّ على التبشير وأساليبهم، كما أوضح لبعض مَن قاوموا التبشير من الغيورين على الإسلام، ثم ختم المقالة بحثِّ الحكومة على التحرك السريع لحماية الوطن ودستوره وكرامته وعقائد أبنائه.


كما كتب الإمام "البنا" في نفس العدد مقالاً تحت عنوان: (المسيح بريء من المبشرين) ردَّ فيه على الافتراءات النصرانية والكذب والتضليل للمبشرين بأنهم يبشرون بالسيد المسيح عليه السلام، وأن المسيح بريء من أعمالهم الاستعمارية، كما كتب في نفس العدد في باب (عظة المنبر) مقالةً يُحذِّر فيها المسلمين من خطر المبشرين وحيلهم لتكون مادة يستعين بها الخطباء في خطبهم ووعظهم للناس.


واستمرت مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية على هذا المنهاج في محاربة التبشير حتى وقفت عن الصدور في عام 1938م، وقد احتلت هذه القضية المرتبة الثانية من مجموع قضايا المذاهب المعاصرة، وقد تبعتها مجلة (النذير) الأسبوعية- التي صدرت عام 1938م- واتخذت نفس المنهاج في محاربة التبشير، حتى إنها في عام 1939م أخذت تصف حملات التبشير في تلك الفترة بأنها حرب صليبية، فقالت: "تقوم اليوم في ربوع الشرق حرب صليبية جائرة لم يُسمع بنظيرها في الحروب أحد من قبل، فهذه الحرب التي شنَّها زبانية المبشرين على معاقل المسلمين في كل مكان ليست حربًا عدتها السيف وقوامها الشجاعة، وإنما هي حرب تقوم من ورائها رؤوس الساسة وأدمغة المستعمرين من دهاة أوروبا وأمريكا".


كما اتبعت جريدة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية- التي صدرت في 29 أغسطس 1942م- نفس الأسلوب، وذلك حتى هدأت موجة التبشير مع بداية الحرب العالمية الثانية؛ بسبب صعوبة المواصلات وصعوبة قدوم الإرساليات من بلادهم إلى مصر والشرق، كما اشتدت الحملات المناوئة للتبشير في مصر والعالم الإسلامي.


وسائل صحافة (الإخوان) في مقاومة التبشير

على الرغم من كثرة حوادث التنصير التي كانت تحدث في المجتمع؛ مما يعد مادة جيدة للصحف، إلا أن صحافة (الإخوان) لم تقف عن ذكر هذه الحوادث، بل تناولت القضية من جميع جوانبها بكافة الوسائل، وكتبت عن أهداف هذه الحملات التكفيرية، كما تناولت الافتراءات التي يرددونها، ويطعنون بها في الإسلام وفندتها، وغيرها كثير نذكر منها..


فضح مخططاتهم الاستعمارية:

وقد تناولت صحف (الإخوان) بشكل مباشر الأهداف السياسية والاستعمارية لمساعي التبشير، وتوضيحها للشعب؛ حتى لا ينخدع خلف أعمال براقة هي في الأصل لإخراج المسلمين من عقيدتهم ثم احتلال أرضهم واستغلال خيراتهم، كما أشارت الصحف إلى ما كان يكتبه المبشرون ليحثوا حكوماتهم على مساعدتهم؛ ليثبتوا أن التبشير أفضل أساليب الاستعمار.


ومن أمثلة ذلك ما نشرته جريدة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية تحت عنوان (استغلال الدين في خدمة السياسة) عرضت فيه الجريدة مقدمة المسيو "ديفوردي تويليري" القومسير العالي بالبحرية الفرنسية في كتابه (الإسلام والفئات الكاثوليكية)، والذي جعل محور المقدمة يدور حول التنديد بالإسلام الذي يقف في سبيل انتشار المسيحية، وأهاب- في حماسة وشدة- بالحكومات والأمم الغربية أن تعتمد في وسط نفوذها على نشر المسيحية وهدم الإسلام.


وعلقت على ذلك الجريدة ليطمئن حضرة "القومسير" على خطة الحكومات الاستعمارية فقد استجابت لنصائحه، وجعلت محور سياستها ما أراد من محو الإسلام، وما قضية الاستئصال الطرابلسي والتجنيس التونسي والتهويد الفلسطيني والاستبداد الهولندي بإندونسيا ببعيد عنَّا أو لعله يطلب المزيد من ذلك.


كشف الافتراءات والرد عليها

لأن التبشير يهدف القضاء على الإسلام؛ فقد ركز المبشرون على إثارة الشبهات عن الإسلام مستغلة الجهل بالدين، وغيبة الوعي عند عموم المسلمين، إلا أن (الإخوان) وقفوا لهذه الحملات بالمرصاد على صفحات جرائدهم ومجلاتهم؛ فعندما كتب القس "سرجيوس" مقالاً ينكر فيه تنبؤات التوراة والإنجيل عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ردَّ عليه فضيلة المرشد العام بكلمة هادئة توجَّه فيها بالنصح له وإنذاره بما في عمله من خطر يُثير الفتنة، وكان في ذلك الكفاية لو أراد القُمص الإصلاح، ولكنه عاد ينفث سُمَّه في جريدته فرد عليه (الإخوان) بعدة مقالات ذكروا فيها صراحةً مبشرات التوراة والإنجيل للنبي- صلى الله عليه وسلم- وأوردوا نصوصًا من كتبهم المقدسة تثبت ذلك، كما أوردت صحف (الإخوان) ردودًا شافية للأكاذيب التي أطلقها المبشرون حول تعدد الزيجات للنبي- صلى الله عليه وسلم- وما في ذلك من طعن في الإسلام.


التحذير من تقليدهم وانتشار مؤسساتهم

انتشرت في مصر النصف الأول من القرن العشرين صور أشاعها المبشرون، وادعوا أنها لـ"علي بن أبي طالب" وابنيه "الحسن" و"الحسين"، وأخرى لخليل الرحمن إبراهيم- عليه السلام- في حالة مخزية وكبشه وابنه الذبيح، وتماثيل القديسين والرهبان، والتي راجت في الأسواق، كما استُخدمت النواقيس في المدارس والأزهر ومعاهده عند افتتاح الدروس، فأخذت صحف (الإخوان) تُحذِّر من تقليد المبشرين في ذلك أو أن يعتقدوا فيما يعتقدون، واقترحت أن يستبدل النواقيس بنداء اسم الله عند افتتاح الدروس وختمها، كما يعمل (الإخوان) في مدارسهم ومعاهدهم، كما نبهت الصحف على خطورة انتشار مدارس ومعاهد التبشير ومؤسساتهم في مصر؛ حيث إن الغرضَ منها إخراج النشء الجديد من الإسلام.


نشر أخبار من أسلم من المبشرين

لمَّا كان في نشر هذه الأخبار من أثر عكسي على أعمال المبشرين، فقد تابعت صحف (الإخوان) باهتمام أخبار المبشرين، ومَن أسلم منهم فقد نشرت جريدة (الإخوان) مقالاً تحت عنوان: (إسلام ابنة مبشر)، ذكرت فيه أن الآنسة "عزيزة أمين"- ابنة أحد المبشرين في الإرسالية الأمريكية المقيمة مع والدها في الأقصر- اعتنقت الإسلام بعد تفكير طويل ودراسة وافية، وهي فتاة مثقفة تخرجت في مدرسة الأمريكان بالأقصر، وحصلت على دبلوم الطب بتفوق، وكان إعلان إسلامها بعد جهود خائبة من والدها وأهلها لصدها عن الإسلام في محكمة قنا الشرعية بحضور لفيف من أعيان المسلمين بالأقصر، فهنأتها جريدة (الإخوان) بهدايتها لنور الإسلام.