الإخوان ينعون الداعية الإسلامي أحمد ديدات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٧:٢٢، ١٢ يناير ٢٠١٢ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان ينعون الداعية الإسلامي أحمد ديدات


في أول تعليقٍ من جماعة الإخوان المسلمين على نبأ وفاة الداعية الإسلامي الكبير الشيخ أحمد ديدات الذي وافته المنية صباح اليوم الإثنين 8/8/2005م في جنوب إفريقيا أكد الدكتور محمد السيد حبيب- النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين- أنَّ الجماعةَ تحتسب عند الله هذه الشخصية العظيمة صاحبة التاريخ الحافل بالعطاء والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

وأشاد حبيب بالجهود الجليلة التي قدَّمها الشيخُ الراحل للدعوة الإسلامية؛ حيث "قضى عمره المديد في الدعوة والجهاد"، مؤكدًا أنَّ الشيخ ديدات كان سببًا في هداية الكثير من الناس إلى الإسلام".

ودعا النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين للشيخ أحمد ديدات أن يجعل هذه الأعمال كلها في ميزان حسناته، وأن يتغمده برحمته وأن يرزقه صحبة النبيين والصديقين والشهداء.

وكان العلاَّمة الشيخ أحمد ديدات قد تُوفي صباح اليوم في جنوب أفريقيا عن عمرٍ ناهزَ الـ87 عامًا بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض دام لسنوات بعد أن اعتلَّت صحته- رحمه الله- وأقعده مرض الشلل الدماغي منذ عام 1996م، بعد عودته من رحلة دعوية ناجحة في أستراليا.

وسوف تُشيع جنازة الشيخ الراحل عقب صلاة المغرب مساء اليوم 8/8/2005م في مدينة جوهتنسبرج بجنوب أفريقيا.

والداعية الراحل من مواليد بلدة تادكشينار بولاية سوارات الهندية عام 1918م، وكان والده حسين ديدات يعمل خيَّاطًا، وهاجر إلى جنوب أفريقيا ضمن مجموعات أخرى من الهنود في مطلع عقد العشرينيات من القرن الماضي؛ بسبب الظروف المعيشية السيئة التي كانت سائدةً في الهند في ذلك الوقت مع عدم توافر ظروف الدراسة الملائمة هناك.

وقد تبع الشيخُ ديدات والدَه في الهجرة إلى جنوب أفريقيا وهو في سن التاسعة؛ أي نحو عام 1927م، وتوفيت والدته بعد هجرته بشهورٍ قليلة، وقد أعاقته مصاعب الوضع هناك عن إتمام دراسته بعد السادسة عشرة، ومن ثمَّ عمل في عددٍ من المهن المختلفة لتدبير نفقات معيشته؛ ففي عام 1936م عمل بائعًا في محلٍ لبيع المواد الغذائية، ثم سائقًا في مصنع للأثاث، وتدرج في المناصب في ذلك المصنع حتى تولى إدارته.

وقد عمل في تلك الأثناء على دراسة الدين الإسلامي وحفظ القرآن الكريم، مُوليًا أهميةً خاصةً في دراساته الإسلامية لسيرة الرسول- صلى الله عليه وسلم- والردِّ على شبهات المستشرقين حول الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم.

وفي أواخر عقد الأربعينيات الماضية التحق الداعية الراحل بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديو وأُسُس الهندسة الكهربائية، ولما تمكَّن من ادخار المبلغ اللازم من المال ارتحل إلى باكستان عام 1949م، وعكف على تأسيس مصنعٍ للنسيج، ثم تزوج وأنجب ولدين وبنتًا، ثم عاد في عام 1952م مرةً أخرى إلى جنوب أفريقيا للحيلولة دون أن يفقد جنسيتها؛ لأنه ليس من مواليد هذه البلاد.

وكانت الانطلاقة الحقيقية للجهود الدعوية للشيخ ديدات- رحمه الله- عندما عَثُر على كتاب (إظهار الحق) لأحد المؤلفين الهنود ممن عاشوا في المدينة المنورة؛ حيث اتخذه منطلقًا لأفكاره للرد على كتابات المستشرقين وأباطيل الكتَّاب المسيحيين في الغرب عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- وكان لدوره الدعوي دورًا كبيرًا في إشهار عدد كبير من المسيحيين لإسلامهم مع توجه بعضهم إلى العمل الدعوي الإسلامي بدوره.

وفي مطلع عقد الخمسينيات أصدر كُتيبه الأول بعنوان "ماذا يقول الكتاب المقدَّس عن محمد صلى الله عليه وسلم؟!" ثم نشر بعد ذلك أحد أهم كتبه وكان بعنوان: "هل الكتاب المقدس كلام الله؟!".

وفي عام 1959م توقف الشيخ أحمد ديدات عن كتابة أعماله؛ حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي رسم نفسه من أجلها، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات، وفي سعيه هذا قام بزيارة الكثير من دول العالم، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي، ومن بينهم "كلارك جيمي سواجارت" و"أنيس شروش".

وقد أسس عددًا من المعاهد والمؤسسات التعليمية والدعوية، ومن أهمها "معهد السلام لتخريج الدعاة" و"المركز الدولي للدعوة الإسلامية" بمدينة ديربان الجنوب أفريقية.

وقد قام الشيخ الراحل بتأليف نحو عشرين كتابًا، وطبع الملايين منها لتوزَّع بالمجان، بخلاف المناظرات التي طبع بعضها، وقام أيضًا بإلقاء عددٍ كبير من المحاضرات في جميع أنحاء العالم، وقد مُنح الشيخ أحمد ديدات- لجهوده هذه- جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986م وأُعطي درجة "أستاذ".

المصدر