الأقصى ينادينا فهل من مجيب؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٥:٣٠، ١١ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأقصى ينادينا فهل من مجيب؟


بقلم:أ.د. صلاح سلطان

الدكتور:صلاح سلطان

هل يمكن أن تبقى أمة المليار والنصف صامتة هامدة راكدة عن تلبية نداء الأقصى الذي يصرخ صباح مساء، لعل صدى صرخاته تلقى قلوبا حية بالإيمان، قوية بالتوكل على الرحمن، عزيزة بحمل رسالة القرآن، أبية باتباع هدي سيد الأنام، حثيثة في طلب أعلى الجنان، كي تلبي نداء الأقصى: حرِّروني من هؤلاء الأوغاد من بني صهيون وعملائهم من المنافقين، حرِّروني من الصهاينة الذين حفروا الأنفاق من تحتي فصرت شبه معلق بين أرض خاوية وسماء ملبدة بالغيوم، حرِّروني من أقدام الصهاينة التي دنستني باقتحام ساحاتي وباحاتي، وبنوا كنيس الخراب على مقربة من قبتي وصخرتي، ولم أعد أرى حولي هؤلاء الأبرار الأحرار الذين يسكنون من حولي، ففي كل يوم يُطردون وأسمع صرخاتهم فلا يُجابون ويأتي من بعدهم الصهاينة المستوطنون يرقصون ويسكرون، ويلهون ويلعبون، ويسبون ويلعنون، ويطاردون المصلين ويعبثون، وأنا هاهنا أستغيث وأستحث نساء ورجال أمتي؛ لعلي أجد يوما من أرحام النساء ومن أصلاب الرجال من قال الله فيهم: "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا" (الإسراء:5).

ومع صرخاتي وأنَّاتي لم أفقد الأمل بعد في أمتي فهاهم أبناء القسام والشيخ أحمد ياسين والرنتيسي وعماد عقل ويحيى عياش وصلاح شحادة ونزار ريان وسعيد صيام يقفون على خطو قريب، وقد بذلوا المهج والأرواح "وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ" (آل عمران: 170-171).

لكن الله جعل لي في كل بلد أنصارا وحواريين، وإن كان بعضهم قد ألقي من أجلي في غيابات السجون، وبقيت ثلة من المؤمنين والمؤمنين الربانيين والربانيات يحملون الراية، ويبذلون كل وسيلة لتحقيق هذه الغاية وهي تحريري من الصهاينة رمز الضلال والظلم والغواية، وهاهم أبنائي وبناتي في كل بلد عربي وإسلامي بل في كل بلد غير إسلامي من أنصاري وحواري، يواصلون الليل بالنهار، دعاء للواحد القهار، وعملا دائبا لا يعرف الذلة والانكسار، وكأني أطل عليهم من بعيد فأقول لهم: "فلنِعم الأنصار ولنِعم الحواريون، ولنعم الإخوة والأخوات حاملي وحاملات الرايات، أنتم مني وأنا منكم، ولكم مني كل حب وولاء، وأنا من دعاة السلام والمفاوضات براء، وقبل أن أودعكم بالسلام من أرض القدس والعزة والكرامة، هذه واجبات عملية لنصرتي ونجدتي، فانثروها وانشروها عسى أن تتحول القلة إلى كثرة، والأمة الراكدة إلى رائدة وسحب الألم إلى أمطار الأمل، وإني لواثق أن النصر قريب، وأنا في انتظاركم رجال ونساء أمتي:

1.المتابعة الدقيقة لمعرفة جوانب الألم في قضية الأقصى وفلسطين كأن المصيبة في قعر بيتنا وبين أهلنا.

2.بعث عقيدة الأمل من خلال بيان قوة الملك التي لا تقهر، وقوة المنهج الذي لا يتغير، وتاريخنا الحافل في مواجهة المغول والصليبيين.

3. إحياء وإعلان عقيدة الجهاد والمقاومة، ورفض المفاوضات والسلام مع الصهاينة، مع ضرورة أن يكون إحياء الجهاد من الطفولة المبكرة.

4.دراسة كتاب "معركة الوجود بين القرآن والتلمود" للدكتور عبدالستار فتح الله سعيد، وعمل ختمة تدبر بحثا عن موضوع واحد هو: "خصائص بني إسرائيل في القرآن الكريم"، ثم دراسة السيرة النبوية وكيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع تجمعات اليهود في بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة وخيبر وإحياء فقه التأسي في مواجهتهم.

5.دراسة تاريخ اليهود ومواقفهم مع الأنبياء والرسل والشعوب والأنظمة، مع أهمية دراسة موسوعة د.المسيري عن الصهيونية.

6.عمل مهرجانات جماهيرية وشعبية لإحياء الجهاد ونصرة [الأقصى]، تجمع بين الأنشودة والقصة والشعر والمقالات والمشغولات واللوحات والمسرحيات.

7.تبني منهجية الاقتصاد في الكماليات والتوسع في الصدقات، لمساندة المقدسيين والمسجد الأقصى والمحاصرين في غزة.

8.أن يقوم النخبة من خلال المقالات والفضائيات برد الشبهات التي يثيرها الصهاينة وعملاؤهم حول أحقيتهم في أرض فلسطين وخرافاتهم في موضوع الهيكل.

9.العمل على إزالة الشبهات والافتراءات والأكاذيب التي يختلقها العملاء والخونة ضد المقاومة المشروعة في فلسطين،وسرعة الرد عليها قبل أن تتحول إلى رأي عام كاذب.

10.تكوين لجان شعبية ونقابية تتواصل مع النخب الحاكمة، وأصحاب الأقلام المؤثرة والقنوات الفضائية سعيا إلى تبني القضية الفلسطينية وفق منهجية السياسة الشرعية وليس الخساسة الواقعية، وتشكيل جماعات ضغط سلمية ومجموعات شبابية للتصحيح لا التجريح، والنصيحة لا الفضيحة.

11.إحياء وتفعيل ثقافة المقاومة الإلكترونية لبيان الوجه القبيح للكيان الصهيوني، والحق الأصيل لعودة الشعب الفلسطيني، وحق الأمة في مقدساتها الإسلامية خاصة الأقصى.

12.دعم وتبني معارض ومناشط في دول الغرب بشكل دوري تبين حقيقة الاعتداءات الصهيونية على الأطفال والنساء والمقدسات وتشويه الحقائق التاريخية. وفضح سياسة الحصار في غزة.

13.عدم الانشغال بالتفاهات إذا اشتدت الأزمات أو تقديم النوافل على حساب الفرائض؛ فإن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة.

14. السعي الحثيث إلى التقريب بين الجماعات وإزالة الخلافات ودعم المصالحة الفلسطينية.

15. أن يجمع كل منا بين الحلم والأمل والجد والعمل لنيل الشهادة في سبيل الله، مع الأخذ بكل أسباب القوة البدنية والخلقية والفكرية والروحية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية.

16.تفعيل دور المرأة والفتيات لنصرة الأقصى، وتقدير دورهن سواء داخل الأراضي المقدسة أو على مستوى الأمة كلها.

17.تقدير دور المقدسيين شيبا وشبابا، رجالا ونساء في حماية المسجد الأقصى وتأكيد أهمية استمرار الانتفاضة ضد الهيكل وكنيس الخراب وتهويد الأرض وتشويه التاريخ.

18.أن يطلع العلماء بدورهم ببيان الحكم الشرعي في وجوب نصرة الأقصى، ومقاومة المعتدين ومقاطعة المتعاونين معهم والبضائع المدعمة لهم، وأن ينشروا فقه الجهاد وآدابه وأحكامه وضرورة الاستعداد له، وأن يتحدوا في رؤية واحدة ضد مشاريع الاستسلام والمفاوضات.

19.أخيرا دوام التضرع والابتهال إلى الواحد القهار، والصيام والقيام والبذل والإنفاق، والدعاء والقنوت أن يعز الله الإسلام والمسلمين، وأن يحمي الأقصى من عدوان الظالمين، وأن يحفظ الأمة من كيد الخائنين، وأن يشفي فيهم صدور قوم مؤمنين.