4 رسائل جديدة يمررها المنقلب للمصريين من “تحت القبة”

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
4 رسائل جديدة يمررها المنقلب للمصريين من "تحت القبة"


رسائل جديدة يمررها المنقلب للمصريين من “تحت القبة.jpg

كتبه رانيا قناوي

(30 يوليو 2018)

مقدمة

يذهب في موكبه العريض وينزل من سيارته التي يتجاوز سعرها 5 ملايين جنيه، ويحيطه عشرات الآلاف من الحرس من الداخلية والقوات المسلحة والحرس الجمهوري، التي تتجاوز ميزانياتها ملايين الجنيهات، ويأتي وسط زفة من السيارات والموتوسيكلات الفاخرة

ويغلق الطرق والمنافذ التي تؤدي من وإلى وسط البلد، ليعطي رسائل جديدة عن الفقر والسخرية من المصريين، ويتحدى متاعبهم التي لا تتوقف منذ أن أطل بوجهه على ذلك الشعب الصابر .. ويكون ختام المشهد: " زود البنزين ما تقلقش يا طارق".

كانت تلك رسائل قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي خلال يومين مما يسمى بـ "المؤتمر الوطني للشباب" والذي عقد بجامعة القاهرة، مع نخبة من رجال مبارك والمخابرات والداخلية، ليحتلوا مقاعد الشباب ويتحدثون باسم آلاف المعتقلين في السجون، وملايين العاطلين على المقاهي، من الذين أعلن السيسي عن غضبه عليهم بعد انتشار هاشتاج "#ارحل_ يا_ سيسي.

لازم نجوع

لا يمر مؤتمر من مؤتمرات السيسي إلا ويحاول استغلال بعض الحوادث العارضة، من دموع أحدى أمهات ضحايا سيناء من الجنود الغلابة، أو شكوى مريض، أو انهيار مرفق، أو رقصة زوجة فنان شهير على أنغام الكيكي، أو تزاحم بعض الميسورين ماديا على ياميش رمضان في أحد المولات الفاخرة، إلا ويمرر من خلالها جميعا رسالة واحدة مفادها: " احنا نجوع ولا بلدنا تبقى كدة".

هكذا علَّق قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، على رقصة "كيكي"، التي تنتشر في أرجاء واسعة بالعالم، بما فيها مصر، رغم أن الرقصة لم يمارسها في مصر سوى المرفهين من الفنانين ولاعبي كرة القدم وأبناء لواءات الشرطة والجيش والقضاة، إلا أن قائد الانقلاب اعتبرها ظاهرة مصرية، يجب محاسبة الفقراء عليها

ليرد على أحد الحاضرين الهتافين حينما قال: "كلنا معاك يا ريس" فيرد السيسي ساخراً من رقصة "كيكي": "قاعدين انتو تركبوا العربيات وتعملوا كيكي"، ثم ضحك بصوت عال، ثم توجه إلى وزير بتروله قائلا: "يا مهندس طارق زوّد البنزين متقلقش"، ثم أضاف: "يقول لك احنا بنعمل كيكي، طيب اعمل كيكي".

دموع التماسيح

وفي مشهد آخر، يبكي السيسي متأثرا، كعادته، حيث لا يفوّت فرصة إلا ويذرف الدموع بسبب أو بدون سبب، في تمثيل واضح للاهتمام بشئون المصريين والتفاعل مع آلامهم، رغم أنه السبب الأول فيها. وكانت أحدث مشاهده التمثيلية، البكاء تأثرا خلال مشاهدته فيلمًا تسجيليًّا عن جهود وزارة الصحة بحكومة الانقلاب في القضاء على قوائم انتظار المرضى.

السيسي لم يكتف باصطناع البكاء؛ بل واصل الإصرار على الكلام، خلال فعاليات اليوم الثاني في "مؤتمر الشباب السادس" بجامعة القاهرة، زاعما أن القضاء على قوائم الانتظار يحتاج إلى تكلفة قدرها مليار جنيه، وأن هناك 12 ألفًا على قوائم الانتظار، تم فحص وعلاج 3 آلاف منهم.

ليكون جزاء المصريين الذين انتحب السيسي من أجلهم ليس الإعلان عن وقف حالة السعار في الأسعار لكي يعيش هؤلاء الفقراء، ولكن ليعلن مجددا عن الجوع قائلا: "لو تخيروني ما بين إني أعالج دول ولا ناكل، لا نعاجل دول، ولو عليا أنا أعالج المرضى، بدلا من أن آكل".

عسكر فوق

وكانت الرسالة الثالثة في تكريم شباب لوزير الدافع بحكومة الانقلاب وأحد الأركان الرئيسة للانقلاب على الشرعية، ليعلن بشكل نهائي عن أن مصر كلها في خدمة العسكر وترقيتهم واستيلائهم على السلطة.

هكذا ظهر المشهد في مؤتمر الشباب حينما أعلن السيسي عن ترقية الفريق محمد زكي في الوقت الذي أحال فيه السفيه عبد الفتاح السيسي أوراق 75 من المتهمين في هزلية فض اعتصام رابعة إلى مفتي الانقلاب، أغلبهم قيادات وأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين.

وأمام كاميرات فضائيات الانقلاب أمسك السفيه السيسي بالميكروفون، وزعم أن هناك علاقة خاصة بين الشعب والجيش، "فهي دائما موجودة في الموقع الذي يطلبه منها الشعب، ومن المهم تأكيد هذا المعنى القوي في أعرق معهد علمي وتعليمي في مصر، ومن هنا أعلن ترقية الفريق محمد زكي، إلى رتبة فريق أول".

رسالة تطمين

رسالة تطمين أراد السفيه السيسي إرسالها للقتلة في عصابته بترقية الخائن محمد زكي، في عقر جامعة مدنية عريقة وفي وجود حفنة من الشباب، وهى رسالة ثانية للشعب بأن دولة العواجيز القتلة مستمرة بالمجازر والقمع والانتهاكات والغلاء والفقر

وتحاول عصابة الانقلاب وعلى رأسها عباس كامل، طمس الطابع المدني لمصر، وترى مصادر مطلعة أن المقربين من السفيه السيسي يتقدمون حثيثاً لتحقيق مقصدهم، بالسيطرة على مفاصل الدولة، لتعود كما كانت في ستينيات القرن الماضي، محكومة تماما بأيدي العسكريين الحاليين أو السابقين.

لتكون اللقطة التي تلتقطها عدسات المصورين، بقيام الشباب المصري الذي يمثلون المدنيين من هذا الشعب، بانهم خدم العسكر من أجل إدخال السعادة على قلوبهم، واستيلائهم على السلطة.

ارحل يا سيسي

لم يخجل السيسي من التعليق، على هاشتاج "ارحل يا سيسي" المتصدر على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا إنه يحزنه كثيرا وتم تدشينه حينما بدأت مصر تسعى للخروج من حالة "العوز".

وزعم أن "عملية بناء الإنسان المصري هي عملية مجتمعية وليست حكومية"، وأضاف: "نحن ليس معنا عصا سحرية لإصلاح الإنسان المصري، نحن بحاجة إلى إنسان مستعد للإصلاح. إحنا دخلونا في أمة ذات عوز. عارفين أمة العوز؟ أمة الفقر، دخلونا فيها، ولما آجي أخرج بيكو منها يقول هاشتاج ارحل يا سيسي… أزعل ولا مزعلش، في دي أزعل، في دي أزعل!".

وينتهز السيسي الفرصة ويعلن عن انتقامه من هذا الشعب، الذي يضع له المعادلة فيقايضه على قوت يومه، معلنا: "أما وأنكم تطالبون ارحل يا سيسي فلن يكون مصيركم إلا انتشار الفقر مجددا".

وتابع المنقلب:

"لازم نخرج من العوز اللي إحنا فيه، العوز الأخلاقي والعلمي والاقتصادي، والعوز المعنوي والاجتماعي. إحنا لازم نحط إيدينا في إيدين بعض".

المصدر