“شهادة أمان” لعمال اليومية.. الشيطان يقبع في التفاصيل!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"شهادة أمان" لعمال اليومية.. الشيطان يقبع في التفاصيل!


شهادة أمان لعمال اليومية.jpg

كتبه: مجدي عزت

(01 مارس 2018)

انطلقت أبواق التطبيل والترويج الإعلامي من وسائل الإعلام الانقلابية لما يعرف بشهادة "أمان" للتأمين على العمالة المؤقتة.

جاء الترويج للشهادة في ظل أزمة مالية يواجهها نظام السيسي من العجز المالي الطاحن، ودعوة المصريين والمؤسسات لتمويل مشروعات البنية الأساسية التي يجري الترويج لها في سيناء، والتي تصل تكلفتها إلى نحو 257 مليار جنيه، وهو رقم مبالغ فيه، وسط تقارير تتحدث عن استثمارات عربية موجهة للمشروع، وعجز السيسي عن توفير نحو مليار جنيه.

وبحسب مراقبين اقتصاديين وخبراء، يسعى السيسي خلال الفترة المقبلة لتعظيم الإمدادات المالية من الشعب المصري لخزانة الدولة، حيث يتوقع مراقبون أن يتم إدخال مليارات الجنيهات لخزينة الدولة، عبر شراء شهادات أمان، كما جرى في شهادات قناة السويس، وكذلك تتردد في الأوساط الاقتصادية قرارات إدارية داخلية بخصم نسب من رواتب موظفي الدولة إجباريًا لصالح صندوق "تحيا مصر"

وكذلك الترويج لتحصيل مساعدات إجبارية من أصحاب الودائع البنكية أو تجميدها للاستفادة منها في مشاريع فنكوشية يجري الإعداد لها في سيناء، على الطراز الصهيوني الذي يستهدف هندسة الوجود المصري في سيناء حسب المصالح الصهيونية، وبما يتوافق مع مخططات صفقة القرن.

الشيطان في التفاصيل

وشهادة "أمان" هي شهادة بنكية تدفع لمرة واحدة تبدأ من 500 جنيه حتى مبلغ 2500 جنيه، بفائدة 16%، وهي فائدة أقل من المعمول به في البنوك، والتي تتراوح بين 20% حتى 18%، بما يعني إهدار حقوق المودعين، وبما لا يتوافق مع حجم التضخم في الأسواق المصرية.

ويستفيد من الشهادة الفئات المهمشة ومحدودو الدخل والمرأة المعيلة والفلاحون والمزارعون، وهي حقوق من المفترض ثباتها دستوريا على عاتق الدولة، وليس من جيوب المهمشين أنفسهم، بما يزيد من الأعباء الاقتصادية على الفئات الأكثر فقرا، في ظل تهديدات سابقة لوزيرة التضامن بأن معاش تكافل وكرامة استثنائي وغير دائم.

كما أن الشهادة بقيمة 500 جنيه، تعطي مبلغ تأمين الوفاة الطبيعية 5000 جنيه، وتعطي معاشا شهريا لمدة 5 سنوات 200 جنيه، ومعاشا شهريا لمدة 10 سنوات 120 جنيها، وهذا المبلغ المصروف بالمعاش يمثل فضيحة دولية بحق المصريين، إذ أن كيلو اللحم يزيد على هذا المبلغ ويقدر بـ130 جنيها، ومن المقرر أن يتسبب هذا المعاش المخزي في حرمان المواطن صاحب المعاش من معاش تكافل وكرامة، والمساعدات الاجتماعية التي تقدمها مؤسسات الدولة والجمعيات الخيرية، ومن ثم يصبح معاشا قاتلا يوقف حال المواطنين.

وهو ما ينطبق بدوره أيضا على الشهادة بقيمة 1000 جنيه، التي تعطي مبلغ تأمين الوفاة الطبيعية 10000 جنيه، وتعطي معاشا شهريا لمدة 5 سنوات 400 جنيه، ومعاشا شهريا لمدة 10 سنوات 240 جنيها. وكذلك الشهادة بقيمة 1500 جنيه، تعطي مبلغ تأمين الوفاة الطبيعية 30000 ألف جنيه، ومعاشا شهريا 600 جنيه لمدة 5 سنوات، أو معاشا شهريا 360 جنيهًا لمدة 10 سنوات.

الشهادة بقيمة 2000 جنيه، تعطي مبلغ تأمين الوفاة الطبيعية 40 ألف جنيه، و800 جنيه معاشًا شهريًا لمدة 5 سنوات، أو 480 جنيها معاشا شهريا لمدة 10 سنوات. كما تعطي الشهادة بقيمة 2500 جنيه، مبلغ تأمين الوفاة الطبيعية 50 ألف جنيه، و1000 جنيه معاشا شهريا لمدة 5 سنوات، أو 600 جنيه لمدة 10 سنوات، وفي حالة الوفاة بحادث يأخد الورثة من 50 ألفا إلى 250 ألف، ويمكن تحويل التعويض إلى معاش شهري لدة 5 سنوات أو 10 سنوات.

ولعل الظروف الاقتصادية المحيطة بالشعب المصري في ظل حكم العسكر، تقوض أية تحركات في ظاهرها الرحمة وباطنها إفقار وأعباء جديدة، حيث يلجأ أصحاب الشركات والمؤسسات التي تحوي بها عمالة مؤقتة، لتحميلهم أعباء أقساط شهادة أمان، وغيرها، حيث يستهدف نظام السيسي مواجهة القروض والديون وفوائدها التي تبلغ 500 مليار جنيه سنويا، بجانب الأعباء على الديون الخارجية، بحسب وزير المالية عمرو الجارحي في تصريحاته مؤخرا.

كما تخطط حكومة السيسي لفرض مزيد من الضرائب والرسوم على جميع الخدمات الحكومية، بجانب رفع الدعم نهائيا عن الطاقة عقب مسرحية انتخابات مارس، والتي ستؤدي في ارتفاع أسعار جميع أنواع السلع والخدمات.

المصدر