“الإخوان” والمهاجرون وصفقات مليارية.. ثمن غطاء الغرب السياسي للانقلاب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"الإخوان" والمهاجرون وصفقات مليارية.. ثمن غطاء الغرب السياسي للانقلاب


ثمن غطاء الغرب السياسي للانقلاب.jpg

أحمدي البنهاوي

(26 أكتوبر 2017)

مقدمة

لم تبتعد كاترين آشتون أو برناردينو ليون أو حتى السفيرة الأمريكية "آن باترسون" بمواقف بلادهم الغربية الداعمة للخطوات الأولى للانقلاب العسكري الدموي كثيرا، عن انتهازية الشاب الفرنسي الصغير إيمانويل ماكرون، التي ظهرت بمنعه للتظاهرات المناهضة للسيسي بعد تصريح الداخلية الفرنسية بإقامتها.

وغلّب "ماكرون"، بجينات الفرنجة الديكتاتورية، حقيبة المصالح التي يحملها المنقلب في زيارته، وأعظمها عملية استئصال الإخوان المسلمين، وبعض الصفقات وعلى رأسها طائرات الرافال وحاملات الميسترال البحرية، وترخيص تصدير أسلحة لمصر بقيمة تجاوزت 100 مليون يورو، لتصل في النهاية جملة قيمة الصفقات نحو 5 مليارات دولار منذ 2014.

تقوس الحرية

ومنحت الصفقات الحق لقاتل وديكتاتور مصر، حق المرور تحت قوس النصر، المرتبط بنجاح الثورة الفرنسية، غير أن أجندة الفرنسيين لا تخلو كالعادة من نشر جوانب الثقافة الفرنسية الانسيابية، حيث تم توقيع إعلان تعزيز التعاون العلمي والثقافي والفرنكوفوني بين البلدين، لا سيما بعد الدعم الانقلابي للمرشحة الفرنسية في اليونسكو.

فضلا عن المحادثات التي تناولت الأوضاع في ليبيا، والدعم الفرنسي المعلن لخليفة حفتر بنحو 2000 جندي فرنسي وطائرات فرنسية لقصف أهداف محددة.

ميركل العجوز

كما تجاهلت ألمانيا منذ انقلاب 3 يوليو، القمع وسجل حقوق الإنسان في مصر، فأمدّت السيسي بالدعم المعنوي بالزيارات، والمادي بالعقود والاتفاقيات الاقتصادية، وأبرزها مع شركة "سيمنز" للغاز وتوليد الطاقة من الرياح، ما سيرفع قدرات مجال الطاقة الكهربائية إلى 16.4 جيجاوات، كما ستبني ثلاثة مصانع للغاز الطبيعي، كما ستشيد 12 مزرعة في خليج السويس ومناطق غرب النيل لنصب 600 مروحة عملاقة، وقدرت قيمة الصفقة بعقد ضخم بقيمة تسعة مليارات دولار.

وفي عام 2014، رخصت ألمانيا تصدير معدات عسكرية لمصر بلغت قيمتها 22,7 مليون يورو، ومن بين أبرز تلك المعدات الغواصات عالية التكنولوجيا، في صفقة وافق عليها الكيان الصهيوني. وبحسب منظمة العفو الدولية، فإن ألمانيا صدّرت إلى مصر خلال السنوات الماضية عدة دبابات استخدمت بشكل أساسي في مظاهرات للتصدي للمتظاهرين.

ويبرر الخبير الألماني في شئون الشرق الأوسط، شتيفان بوخن، ذلك قائلا:

إن انتهاكات حقوق الإنسان لم تعد أولوية بالنسبة لألمانيا. ويقول إن الاهتمام بحقوق الإنسان تراجع كثيرا في العلاقات الخارجية الأوروبية عموما مع الشرق الأوسط.

وأضاف

"ما يهم الحكومات الأوروبية بما فيها الألمانية حاليا، هو الحفاظ على الاستقرار في منطقة انهارت فيها دول وتوشك أخرى على الانهيار.

أما فيما يتعلق بملف المهاجرين، فيرى بوخن أن ألمانيا تطلب من مصر مراقبة السواحل، لكن ملف الهجرة مطروح بشكل أكبر في مناطق أخرى مثل ليبيا وتركيا، حيث إن أعداد المهاجرين ضخم.

بريطانيا والمصالح

وعوضًا عن السلاح البريطاني الذي تُصدره لندن إلى الانقلاب في مصر، لقتل الثوار والاستمرار في منهج العنف والعنف المضاد، وقعت شركة "بي بي" البريطانية للبترول، "بريتش بيتروليوم"، عقدا لإدارة حقلي غاز جديدين في مصر. وتستثمر شركة "بي بي" 13 مليار دولار في خمس سنوات، وهذا الاستثمار من الشركة البريطانية يعتبر أكثر من قرض صندوق النقد الدولي بأكمله".

وأشارت السفارة إلى الاستثمارات البريطانية في مصر بمجالات مختلفة، بينها مجال الاتصالات، حيث حصلت شركة فودافون مؤخرًا على رخصة الشبكة الرابعة بقيمة 3.5 مليارات جنيه، بالإضافة إلى استثماراتها في مصر التي تبلغ 35 مليار دولار إلى يومنا هذا، وفي مجال المنتجات الاستهلاكية، افتتحت يونيليفر مصنعًا جديدًا في مصر في أكتوبر- ويعتبر المصنع الأكبر في الشرق الأوسط من ناحية سعة الإنتاج- عقب استثمار بلغت قيمته 220 مليون جنيه.

أما في مجال صناعات الدواء، فاستثمرت جلاكسو سميثكلاين ما يزيد عن 800 مليون دولار في مصر، وتعتبر الاستثمار البريطاني الأكبر في قطاع الصحة ومجال صناعة الدواء في مصر بقوة عاملة تبلغ 1700 موظف، فيما أكدت السفارة ترحيب المملكة المتحدة بالخطوات التي تتخذها مصر نحو الإصلاح، مع ضمان دين بقيمة 150 مليون دولار لتأمين اقترض مصر من صندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى المشورة الفنية فيما يتعلق بمبادرات الإصلاح.

عاوزين الأباتشي

ورغم قدح السيسي في شخصِه وفترة رئاستِه، وافق الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما على إلغاء تجميد تسليم طائرات إف-16 لمصر، وأمد السيسي بطائرات الأباتشي بعد طلبه في عدة حوارات مع محطات أمريكية.

وقال السيسي:

"عاوزين تفرجوا عن صفقة الأباتشي"، وفي 1 أبريل 2015، أبلغ أوباما، السيسي، في محادثة هاتفية، أنه قرر إلغاء قرار تجميد تسليم مصر مقاتلات من نوع إف-16، وصواريخ من نوع هاربون، ومعدات خاصة بالدبابات، وفق ما أعلن البيت الأبيض.

أما الغطاء الأمريكي لعصابة الانقلاب فاشتراه الانقلابيون بالرضا الصهيوني على الخائن السيسي، ومقابلاته السرية والعلنية مع رئيس وزراء الكيان نتنياهو.

المصدر