“اعتقالات السعودية” ظاهرها الفساد وباطنها التمكين.. والمملكة الضحية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"اعتقالات السعودية" ظاهرها الفساد وباطنها التمكين.. والمملكة الضحية


اعتقالات السعودية ظاهرها الفساد وباطنها التمكين.jpg

كتب: سيد توكل

(07 نوفمبر 2017)

نشرت وكالات الأنباء العالمية الكثير من التحليلات بشأن آخر التطورات في السعودية والنتائج التي ترتبت على القرارات الأخيرة التي أصدرها ولي العهد محمد بن سلمان، مؤكدة أن أوامر الاعتقال التي صدرت بشأن أمراء وشخصيات اقتصادية بارزة سيكون لها مردود سلبي على الاقتصاد السعودي من جانب، وتضع المملكة برمتها على حافة الهاوية.

وأضفت الحملة شكلا من أشكال الضبابية في أوساط الأعمال في وقت تسعى فيه المملكة جاهدة إلى جذب الاستثمارات التي تحتاجها بشدة وسط تراجع أسعار النفط، وحذر محللون من النتائج العكسية لتلك الحملة خصوصا مع سعي بن سلمان إلى تعزيز قبضته على الأجهزة الأمنية.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية:

طوى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان صفحة أعراف في ممارسة الحكم تعود إلى عقود خلت تبناها أسلافه عبر قيامه بحملة تطهير غير مسبوقة استهدفت أمراء ووزراء يعتبرها محللون استعراض قوة جريئا لكنه محفوف بالمخاطر.

وتم توقيف عشرات الشخصيات السياسية ورجال أعمال بارزين، بينهم الملياردير الوليد بن طلال، خلال عطلة نهاية الأسبوع في ما وصفته السلطات السعودية بالحملة على "الفساد" فيما تمت إقالة شخصيات مهمة من العائلة المالكة مثل وزير الحرس الوطني.

وأشارت إلى أن ملاحقة شخصيات بارزة في أوساط المال والأعمال أدت إلى اهتزاز ثقة المستثمرين في المملكة، ما يمكن أن يخرج خطة ابن سلمان الاقتصادية الشاملة التي تسمى "رؤية 2030" عن مسارها، ويهدد تحقيقها من الأساس. وتؤكد حملة التطهير وجود خطط غير مسبوقة لإعادة هيكلة المملكة في حين يفكك محمد بن سلمان نموذج حكم مبني على التوافق ضمن العائلة المالكة ريثما يعزز سلطته بشكل استثنائي.

ورأى جيمس دورسي من "معهد اس. راجارتنام للدراسات الدولية" في سنغافورة إن "الإقالات والاعتقالات تشير إلى أن الأمير محمد يوسع قبضته الحديدية لمواجهة أي معارضة بدلا من عقد تحالفات"، مشيرا إلى أن ذلك يثير تساؤلات بشأن عملية الإصلاح التي باتت تعتمد بشكل متزايد على خطوات أحادية الجانب بدلا من التوافق حول العقد الاجتماعي في المملكة.

وتسري شائعات بأن المكان الذي عقدت فيه القمة، فندق "ريتز كارلتون" الرياض، الذي عقد فيه ابن سلمان مؤتمره الاقتصادي الأخير قبل أسبوعين، بات حاليا مكان احتجاز العديد من أفراد النخبة الموقوفين، وتحيط سيارات الشرطة بالمجمع الفخم الذي أغلقت بواباته الخارجية.

وقالت المحللة في مركز "شاتام هاوس" بلندن جاين كنينمونت إن هناك

"إعادة تشكيل جارية لهيكلة حكم العائلة الذي تم ترسيخه خلال العقود القليلة الماضية ليتحول إلى نظام ملكي مركزي".

وأوضحت كنينمونت أن

"الحملة ضد الفساد شملت كذلك اشخاصا ينظر إليهم على أنهم مصادر مقاومة محتملة لعدة أوجه في مشاريع محمد بن سلمان المتنوعة".

وتساءل عدد من المحللين عما اذا كانت الحملة غطاء يستخدمه ابن سلمان لتعزيز سلطاته والتخلص من أي خصوم معارضين لتحركاته الإصلاحية وتنصيبه ملكا في نهاية المطاف. وبين الموقوفين وليد الإبراهيم، مالك شبكة "ام بي سي" التلفزيونية الضخمة إضافة إلى عملاق قطاع البناء بكر بن لادن والملياردير صالح كامل.

وأشار مكتب "كابيتال ايكونوميكس" للأبحاث إلى أن التوقيفات تشكل ضربة إلى الاقتصاد في وقت تزداد فيه المعارضة للأمير محمد، ما سيشكل تهديدا محتملا لخططه الإصلاحية. وحذرت مجموعة "ميراباود سيكيورتيز" من أن حملة التطهير التي أوقف خلالها الوليد بن طلال، الذي يملك استثمارات تقدر قيمتها بمليارات في أنحاء العالم، تخيف القطاع الخاص على المدى القصير وتكثف حركة هروب رؤوس الأموال من السعودية.

المصدر