يوم 6 إبريل .. يوم للغضب فى مصر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


كان يوم 6 إبريل عام 2008م يوما مشهودا فى مصر

يومها أعلن قبلها بأسابيع عمال المحلة الكبرى، أكبر المدن الصناعية فى مصر عن إضراب عن العمل احتجاجا على المؤامرة إلى تصفية الغزل والنسيج الوطنية التى تديرها الدولة عبر قطاع الأعمال الذى ورث القطاع العام .

المؤامرة تمثلت فى : عدم تجديد المصانع وتحديثها والامتناع عن ضخ استثمارات جديدة فيها، تدنى أجور العمال بصورة لا تسمح لهم بالعيش الكريم وسط ارتفاعات متتالية جنونية للأسعار فى السلع والخدمات، فرض إدارة مكروهة من العمال تنفذ سياسات ترمى إلى تصفية المصانع والصناعة كلها ... إلخ .

أعلنت مجموعات شبابية على "الفيس بوك" "Face book" الموقع الاجتماعى الشهير على شبكة الانترنت تضامنها مع العمال، ودعت إلى إعلان تضامن شعبى واسع مع مطالبهم العادلة، والتى يشترك معهم فيها الغالبية الساحقة من المصريين، وهى : تدنى الأجور، وارتفاع الأسعار، والظلم الاجتماعى، وفرض الطوارئ .. تزعمت الدعوة إلى الشبكة فتاة أصبحت شهيرة جديا هى "إسراء عبدالفتاح" جاءت شهرتها بسبب القبض عليها وعلى مجموعة أخرى فى حملة أمنية غبية أدت إلى إثارة الذعر بين المصريين . لقد صدر بيان عن وزارة الداخلية يحذر الشعب من الاستجابة للدعوة الشبابية التى تضمنت فعاليات الدعوة إلى الإضراب وسائل سلمية غالبيتها سلبية مثل :

• الامتناع عن شراء أى شئ فى هذا اليوم (6إبريل)

• الامتناع عن إجراء أى اتصالات تليفونية .

• الامتناع عن الذهاب إلى المدارس والجامعات ومعاهد العلم .

• الامتناع عن الخروج من المنزل، والبقاء بالبيوت ورفع الأعلام المصرية والشارات السوداء من شرفات المنازل .

• الخروج لمن يرغب ويقدر إلى أماكن محددة للوقوف احتجاجا أو التظاهر السلمى .

تفاعلت قوى سياسية عديدة مع دعوة الشباب والتى كانت مفاجئة لهم، وتضمنت وسائل غير تقليدية، وتردد الإخوان قليلا ثم حسموا أمرهم بتأييد الدعوة إلى الغضب دون إعلان صريح عن المشاركة أو حث أفرادها على ابتكارات إضافية جديدة، وغلبت الريبة على الأحزاب السياسية التقليدية المرخص لها قانونا، وذهب زعيم حزب التجمع اليسارى إلى اتهام الشباب السذاجة السياسية وأصدرت غالبية الأحزاب بيانات ترفض الدعوة مما عزل تلك الأحزاب عن حركة الشباب والشارع .

عصفت الرياح المثيرة للأتربة بأجواء مصر فى يوم 6 إبريل 2008م مما أدى إلى امتناع نسبة كبيرة من الشعب عن الخروج من بيوتهم إضافة إلى الذعر الذى تسببت به بيانات الداخلية التى أذاعها التليفزيون والإذاعة عدة مرات لعدة أيام مما أكسب الدعوة إلى الغذب قوة وزخم شديدين بين الشباب والناس .

نجح الإضراب والغضب بنسب متفاوتة فى أغلب المحافظات المصرية، وثار جدل شديد داخل الصف الإخوانى بسبب التردد والالتباس فى الموقف وعدم التفاعل الجاد مع الدعوة مما أدى إلى مزيد من الدعم والتأييد والتفاعل مع دعوة جديدة إلى غضب آخر يوم 4 مايو 2008م، لكن النجاح كان ضعيفا أو قل أن تلك الدعوة فى 4 مايو لم تنجح، مما أدى إلى تشكيك خصوم [الإخوان] فى قدرتهم على الحشد والتعبئة والابتكار والتفاعل مع وسائل مستحدثة فى الساحة العامة .

اليوم تتجدد الدعوة إلى إضراب عام يوم 6 إبريل 2—9م أو يوم الغضب القوى الداعية هى هى، شباب سمى نفسه "شباب 6 إبريل" اختفت هذه السنة "إسراء" عن المشهد، بل خرجت من المعتقل إنسانة أخرى، وصرحت بتصريحات التبس على الرأى العام فهمها، شابة حديثة السن غير متزوجة ولا مخطوبة، وحيدة أمها : مسكينة : صارت بطلة فى بطولة لم تسع إليها، وفرضت عليها معركة لم تسع إليها .

لكن استمر شباب آخرون فى المسيرة التى تطورت مع الزمن بمزيد من التنظيم والتشكيل والتفاعل مع القوى السياسية، ولتنظيم فاعليات محدودة طوال العام، انضم إلى دعوتهم هذا العام القوى الغاضبة الساخطة المحظورة والمحجوبة عن الشرعية القانونية : مثل : كفاية، والاشتراكيون الثوريون، وحزب العمل المجمد، والغد أيمن نور .

أصدر الإخوان المسلمون بيانا فى الأول من إبريل 2009م يؤيدون فيه حق الشعب المصرى فى الغضب والإضراب والاحتجاجات السلمية، وأن هذه حقوق دستورية وقانونية لا يجوز مصادرتها ولا تقييدها تحت أى ذريعة .

وحيّ الإخوان الشباب أمل الأمة فى حاضرها ومستقبل مشرق فى الإصلاح والتغيير، وأعلنوا عن مشاركتهم وفق ضوابطهم والتزاماتهم وبطريقتهم الخاصة وطالبوا جميع المشاركين باحترام الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على المال العام وعدم السماح بتكدير اليوم بأى أعمال شغب أو السماح لمندسين بإفساد المشهد العام وإدانتهم المسبقة لأى تدخلات أمنية رامية لإفساد غضب المصريين .

مشكلة هذا اليوم أن هناك غضبا عارما فى مصر واحتقانا شديدا فى كل المدن والقرى، والشركات والمصانع، والدواوين الحكومية، لكنه غضب فئوى أو جهوى ولا يندرج تحت شعار سياسى أو تنظمه قوة سياسية، بل هو غضب اجتماعى، وتشهد مصر كلها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها مسيرات ووقفات احتجاجية غاضبة، طلابية وعمالية وإدارية : تشترك فى قواسم معروفة، وتختلف فى بعض المطالب الفئوية، هذه الاحتجاجات بعيدة عن كل القوى السياسية، وحتى عندما تكون قياداتها سياسية مثل إضراب الصيادلة أو الأطباء، يحرص الإخوان الذين يقودون النقابيين على عدم مزج المطالب الفئوية بأخرى سياسية حرصا على وحدة صف النقابيين والمهنيين، ورغبة فى الاستجابة لمطالبهم بعيدا عن الكيد السياسى والعناد الحكومى، وتحقيقا لمصالح مهنية عليا .

فى إضراب الصيادلة الأخير الناجح فى شهر فبراير 16/2/2009م) كانت تقارير الأمن الأولى تشير إلى أنه وراءه الإخوان المسلمون وبالتالى نصحت الحكومة بعدم الاستجابة للمطالب الصيادلة فى معاملة ضريبية عادلة وعدم التراجع عن قرار وزير المالية بإلغاء الاتفاقية المبرمة مع النقابة منذ سنوات طويلة وعدم تجديدها لكى لا يستفيد الإخوان المسلمون سياسيا واجتماعيا .

عندما نجح الإضراب وشارك فيه أكثر من 80% من الصيادلة الذين يمثل الأخوة المسيحيون نسبة لا تقل عن 30% منهم أصبحت الحكومة فى موقف حرج جدا وغير الأمن تقاريره، وحذر من امتداد الغضب إلى فئات الشعب الأخرى التى تضامنت مع مطالب الصيادلة العادلة، ونصح بالاستجابة إلى النقابة العامة للصيادلة وامتصاص الغضب واحتواء الموقف .

كان موقف الإعلام – حتى الحكومى – متجاوبا مع الصيادلة، ونجح الإضراب وحقق الصيادلة بعض مطالبهم، وبدأت المفاوضات من جديد لعقد اتفاقية ضريبية عادلة، هل نجح إضراب 6 إبريل 2009م كما نجح إضراب 6 إبريل 2008م ؟

هل يتطور الإضراب إلى يوم للغضب كما يريد منظموه من القوى السياسة ؟

هل يتفاعل الإخوان المسلمون بصورة أكبر ؟

لقد بدأ طلاب الإخوان التفاعل الإيجابى مبكرا مع بقية القوى الطلابية وشكلوا لجنة للتنسيق الطلابى لإعداد المبكر ليوم 6 إبريل فى الجامعات المصرية .

من السابق لأوانه الحكم على يوم 6 إبريل 2009م، ولكن إظهار غضب المصريين على أحوالهم المعيشية والوظيفية أمر جيد، ولعله يكون تمهيدا للربط بين تدهور تلك الأحوال وبين الانسداد السياسى والاستبداد والفساد الذى باتت تحميه مؤسسات الدولة وينتشر بقوة فى المحليات وقمة الهرم الحكومى : وزراء ووكلاء وزراء ومديرون، لم تعد تنفع معهم رقابة الأجهزة الحكومية ولا المستقلة، وأصبحت رقابة الرأى العام ومحاسبته هى الأمل فى إنقاذ مصر من الفساد والاستبداد والظلم .. ماذا سأفعل اليوم الإثنين 6 إبريل 2009م ؟

لقد التزمت منذ عام فى 6/4/2008م بالبقاء فى البيت، وظللت طوال اليوم أرد على استفسارات المراسلين والصحفيين وشاركت فى حديث الساعة فى الـ BBC حاول صحفى حكومى توريطى به فى القضايا المتعلقة بـ 6 إبريل .

هذا العام سأفعل نفس الشئ وسأوجل كل مواعيدى إلى أيام أخرى وسأضيف أيضا : رفع علم مصر فى شرفة بيتى، والخروج إلى الصلاة بملابس سوداء أو وضع شارة سوداء، وتحبيذ المشاركة لأسرتى وأقاربى وجيرانى، والقنوت فى الصلوات الخمس لرفع البلاء عن مصر وطلب النصرة من الله للمظلومين، وسأجتهد فى صياغة دعاء للقنوت أدعو به طوال اليوم فى سجودى أخصص بكل السجود فى ذلك اليوم لمصر وشبابها وطلابها وعمالها المظلومين ولمسجونيها الأحرار اللهم أعنا وقونا وأمدنا بمدد من عندك يا قوى يا متين .


المصدر : نافذة مصر