يحيى عياش.. عبقريٌّ أقضَّ مضاجع الصهاينة ونقل المعركة إلى داخل الكيان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


في ذكرى استشهاده الرابعة عشرة
يحيى عياش ..عبقريٌّ أقضَّ مضاجع الصهاينة ونقل المعركة إلى داخل الكيان
Yahya1.gif

يحيى عياش ذلك الاسم الذي طالما أقضَّ مضاجع الكيان الصهيوني وحكومته المتطرفة ورئيسها حينها إسحاق رابين وأركان جيشه، والذي استشهد في عام 1996؛ حيث كان "أبو البراء" أحد أبرز قادة "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

بعد سنواتٍ من استشهاده تحوَّل عياش من مدرسةٍ جهاديةٍ محليةٍ إلى مدرسةٍ عالميةٍ في مقاومة الطغيان، وليصبح نصيرًا لكل مظلومٍ في العالم.. رحل عياش بجسده لتبقى ذكراه وأفكاره تسير بعده بخطى ثابتة.

في يوم (5-1-1996)، وبعد عشرات المحاولات الفاشلة، استطاعت قوات الاحتلال الوصول إلى المهندس يحيى عياش الذي قالت "إسرائيل" نفسها إنه "دوّخ" أركان جيشها وجنوده بعد سنين من المطاردة والملاحقة المتبادلة؛ حيث كان الاحتلال يلاحق عياش وكان بدوره يلاحق جنود الاحتلال ومغتصبيه بالقتل والخطف.

يقول بعض من رافقوه في المغارات والكهوف والمنازل السرية: "إن المهندس القائد يحيى عياش كان يعرف أن الاحتلال سينال منه في النهاية، وأن طريق الشهادة ينتظره كل لحظة، وأن همّه الأكبر كان -بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي- هو تأديب الاحتلال، وكان له ذلك بعدة عملياتٍ بطوليةٍ، وكان يردِّد أن الظلم لا يدوم وأن القوي لن يبقى قويًّا، وأن طريق التحرير ليس محفوفًا بالورود والرياحين، بل بالدماء والتضحيات الجسام".

وحسب ما كانت تقول الصحافة التابعة للاحتلال فإنَّ من أكثر ما كان يُدخل الرعب والخوف في قلوبِ الصهاينة، هو العبقرية الفذَّة التي تمتع بها "المهندس"؛ حيث إنه نقل المعركة معهم من شوارع الضفة الغربية وغزة إلى داخل كيان الاحتلال وشوارع العفولة والخضيرة وديزنغوف، وحوَّلها من الحجر إلى القنبلة في زمنٍ قصيرٍ.

عملياتٌ لا تنسى

كل فلسطينيٍّ لا يمكن أن ينسى عمليات عياش؛ حيث كانت من أبرز العمليات التي قامت بها "كتائب القسام" بتخطيطٍ من القائد العام للكتائب المهندس يحيى عياش عمليات: الخضيرة، والعفولة، وشارع ديزنغوف في مدينة تل الربيع (تل أبيب)، وبيت ليد، ورامات غان" بالقرب من تل الربيع، وحي "رامات أشكول" في مدينة القدس المحتلة.

ووفق ما أكدته المصادر الصهيونية فإن مجموع ما قُتل بيد "المهندس" وتلاميذه 76 صهيونيًّا وجرح ما يزيد عن 400 آخرين، موضحة أن خطورة عياش لم تكن فقط في عدد القتلى الصهاينة فحسب، بل في عدد التلاميذ الذين درَّبهم وخلَّفهم وراءه؛ ما شكل نقلة نوعية في الصراع مع الاحتلال.

مدرسةٌ عالميةٌ

الشهيد عبد العزيز الرنتيسي قال قبل استشهاده لأهالي العراق ومن على شاشة فضائية "الجزيرة": "أدعو كل أحرار العراق إلى تفخيخ أنفسهم بأحزمةٍ ناسفةٍ وتفجيرها في جنود الاحتلال".

وقد حققت فصائل المقاومة في كلٍّ من أفغانستان والعراق نتائج كبيرة في مقاومة الاحتلال الأجنبي من خلال عمليات الاستشهاديين التي بدأها يحيى عياش.

يحيى عياش رحل، والكل سيرحل، ولكن في الرحيل فنًّا لا يتقنه إلا قلة؛ كان على رأسهم عياش؛ فهو لا يزال -وهو في قبره- يخيف ويُقضُّ مضاجع الظلم والظالمين، وتلاميذه كثر مؤتمنون على ما علَّمهم إياه، ولسان حالهم يقول: "أبشر يا يحيى عياش؛ فساعة الظلم قد أزف رحيلها، وراية الإسلام قريبًا سترفع فوق روابي الأقصى والقدس".