وسائط الإنترنت تحجز جبهة على خط النار السياسي في مصر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وسائط الإنترنت تحجز جبهة على خط النار السياسي في مصر

القاهرةمصر (21 سبتمبر)

توطئة

على أعتاب الانتخابات البرلمانية التي ستجرى الأشهر القادمة، قامت المعارضة المصرية المائجة بفتح جبهة جديدة على الإنترنت ضد نظام الرئيس حسني مبارك المتحصن.

فمع تزايد عدد المصريين المفزع على الشبكة الدولية أكثر من أي وقت مضى – ما يقارب 21.5 مليون شخص أو ما يعادل ربع السكان حسب أحدث التقارير الحكومية – فإن المواقع الرسمية وتلقيمات تويتر وصفحات فيس بوك تتزايد عضويات مجموعاتها دعمًا لحملات التنافس الساخنة قبيل الاقتراع المتوقع إجراءه نهاية نوفمبر.

مساحة من الحرية عبر الإنترنت

يسود ساحة الإنترنت في مصر مقدار عالي من الحرية ، في وقت تتكلف فيه آليات التعبير السياسي في الشوارع تكاليف وتبعات قاسية جدًا.

ليوم، قامت قوات الأمن المركزي بتفتيت مظاهرة في وسط البلد بالقاهرة تجمع فيها حوالي 300 متظاهر بترديد الهتافات وحرق الصور كرد فعل على الظهور الملحوظ لجمال مبارك في خارطة انتخابات الرئاسة المصرية العام المقبل.

من جانبها، قالت وكالة الأنباء الفرنسية أن خمسة متظاهرين على الأقل تم اعتقالهم في القاهرة إلى جانب سبعة في الأسكندرية.

في المقابل، لم تقم الدولة المصرية باتخاذ إجراءات صارمة وفعّالة ضد مجموعة فيس بوك "حسني مبارك---البقرة الضاحكة" أو اعتقال صاحب تدوينة تويتر "القاهرة تقول: كرهنا مبارك."

صفحة الإخوان المسلمين

تعتبر جماعة الإخوان المسلمين – التي تظهر صفحتها الإنجليزية أعلاه – أكبر جماعة معارضة في مصر وصاحبة أقوى حضور على الأفق الإفتراضي المصري

لقد وفرت الإنترنت فضاءًا نادرًا ما يحدث للبيانات السياسية المفرط في عددها وسط جموع الشعب المشغول بأمور حياته.

في أحد تدوينات تويتر جاء التالي: "أكره حسني مبارك! أكره جمال مبارك! أكره بوليس مبارك! أكره جيش مبارك! أكره أوباما الذي يرعى مبارك!"

تسير المناقشات الإلكترونية في اتجاهين: هزلي أو جدّي، لكن تبقى المشكلة الأكثر خطورة وتهديدًا بالنسبة للإنترنت هو استخدامها في توحيد وتنظيم المؤيدين تحت راية سياسية واحدة.

فأحزاب المعارضة تستخدم الشبكة العنكبوتية من أجل حشد المؤيدين والتجادل وطرح الرؤى حيال مقاطعة الانتخابات القادمة من عدمها.

يقول عمرو حمزاوي – كبير الباحثين بمركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت، لبنان – أن "معظم اللاعبين يستخدمون الإنترنت كبالون اختبار لحجز مقاعد لهم وعرض رؤاهم" ويمضي قائلاً: "إننا نشهد اليوم تحول الإنترنت إلى ساحة معركة جديدة قبيل الانتخابات."

يشكل موقع الإخوان المسلمين العربي - الذي يتخذ من وسط البلد بالقاهرة مقرًا - جبهة بمفرده في حرب الإنترنت الجديدة.

فالحجرات المخصصة لكل جنس على حدة مليئة بالمتحادثين عبر الإنترنت وسط ضوضاء خبطات لوحات المفاتيح وبقايا طعام الغداء في وقت يجلس فيه شباب الإنترنت صغير السن أمام شاشات الكومبيوتر لبث رسالة الإخوان على الفضاء الإلكتروني.

تعتبر جماعة الإخوان المسلمين المحظورة رسميًا والمعترف بها واقعيًا أكبر جماعات المعارضة المصرية. فبعد إدراج مرشحيها كمستقلين في انتخابات 2005 الماضية، أصبح بمقدور الجماعة التحكم في ما يقرب من ربع مقاعد المجلس المنصرم.

تدير جماعة الإخوان المسلمين مجموعة من حسابات تويتر والمواقع الإلكترونية بما في ذلك موقعيها الإخباريين بالعربية والإنجليزية. لقد قامت الجماعة المتقدمة تكنولوجيًا في السنوات الخمس الأخيرة - بعد إدراكها المبكر بأهمية الإنترنت - على تطوير تواجدها على الفضاء الإلكتروني لتشكل أقوى حضور إلكتروني على الإنترنت في مصر.

عبد الجليل الشرنوبي

من جانبه، يقول عبد الجليل الشرنوبي – رئيس تحرير الموقع العربي والذي يقع تحت رئاسته طاقم عمل يقارب ستين فردًا في أنحاد البلاد "من الأهمية أن يعرف الناس عن الإخوان المسلمون منا نحن لا من الجماعات السياسية الأخرى. كما أن الإنترنت ليس فقط لنشر الأخبار؛ لكنه أيضًا أداة لإدارة وتنظيم المؤيدين."

لقد خاضت بعض جماعات المعارضة المصرية ذات المضمار الذي انتهجته الإخوان المسلمين من حيث حشد المؤيدين على الفضاء الإلكتروني.

فالمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قام بإنشاء حساب على تويتر للتواصل مع شبكة اجتماعية تتعدى 12.000 شخص، حيث يقوم أحيانًا بتفخيخ الآراء الداعية للمشاركة في الانتخابات القادمة.

لقد قام تحالف البرادعي والجمعية الوطنية للتغيير بشن حملة توقيعات على الفضاء الافتراضي وعلى أرض الواقع لتغيير الدستور للسماح لمستقلين بخوض انتخابات الرئاسة المزمع إجراءها في سبتمبر العام المقبل.

صرح الدكتور حسن نافعة، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، قائلاً: "لدينا فريق من الشباب أصحاب المهارة في استخدام التقنيات الحديثة يقومون على توسيع دائرة المشاركة وجذب الجمهور المثقف."

تقوم بعض المواقع الإلكتروني المحمية بتوفير ساحة توقيعات إلكترونية حيث يقوم الجمهور بالتسجيل وإضافة أسماءهم لحملة التوقيعات التي يقول المنظمون أنها اقتربت من جمع مليون توقيع جاء معظمها عبر الشبكة العنكبوتية.

يدعي شادي حميد – الباحث بمركز سابان لسياسات الشرق الأوسط والتابع لمؤسسة بروكينجز في واشنطون– أن مثل هذه الأنشطة "لم تكن ممكنة منذ ست أو سبع سنوات. فالإنترنت أصبحت مهمة فيما يتعلق بحشد مثل هذه الأعداد من الناس."

لكن ساحة الإنترنت الافتراضية أصبحت تمامًا مثل شوارع مصر الواقعية من حيث المخاطر المحدقة بالناشطين.

يدعي عبد الجليل الشرنوبي – رئيس تحرير موقع الإخوان – أن كل مواقع الجماعة يتم استهدافها على مدار الساعة من قبل قراصنة الإنترنت في كل أنحاء العالم حيث يتم رصدها جميعًا من قبل فرق العمل.

لكن الشق الأهم في هذا الموضوع أن الحكومة المصرية تركت ساحة الإنترنت غير خاضعة للرقابة، وذلك على عكس كثير من بلدان الشرق الأوسط التي تبقي الفضاء الإفتراضي تحت قبضتها كذلك.

في هذا المضمار، يقول عمرو حمزاوي أن "زيادة العوائق وأعمال القمع الإلكتروني لم تأتي لهم بالنتيجة المأمولة.

فأنا أعتقد أنه منذ عامين قاموا على تغيير سياستهم لاتجاه مختلف مفاده (دعونا نتنافس... دعونا نحاول احتلال مساحات إلكترونية على الشبكة الدولية)."

من ناحيته، قام الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم بتوسيع دائرة تواجده على الفضاء الإلكتروني عن طريق موقعه الرسمي وقائمته البريدية وحساب تويتر الخاص به وذلك من أجل البوح برسالته.

وسط حروب الإنترنت الإفتراضية التي لا تستطيع الدولة استساغتها، تبرز الدعوات من أجل استخدام العنف. يأتي هذا متمثلاً في مجموعة على فيس بوك تدعوة لقتل مبارك مقابل مليون وخمسمائة ألف دولار؛ مظهرة رأس مبارك وقد اخترقتها رصاصة. كما أن هناك حملات تشويهية تطول المعارضة السياسية في البلاد منتشرة في أنحاء عالم الإنترنت الافتراضي.

ففي مقتبل هذا الشهر، ظهرت صور لكريمة البرادعي في زي بيكيني انتشرت في الإنترنت كالنار في الهشيم.

لم يعلم أحد الجهة التي نشرت تلك الصور، لكن جمعية التغيير تتهم النظام بهذه الفعلة. اختفت الصور بعد الحملة بأيام لتفسح الطريق لحملات أخرى قد ضربت موعدًا مع موسم الانتخابات.

وفي ظل مساعي بعض الجماعات الحثيثة لتوسيع مشاركاتها على الإنترنت، يبقى التحدي الحقيقي في تلك الحرب الاقتراضية هو تحويلها إلى حرب واقعية عن طريق تحويل جنود الإنترنت إلى جنود ميدانيين.

للمزيد

وصلات داخلية

وصلات خارجية

مواقع متعلقة

مواقع جماعة الإخوان المسلمين

مواقع الجماعة

مواقع الإخوان حول العالم

مواقع الإخوان بالمحافظات

مواقع متنوعة

مواقع الطلاب

مواقع أخرى