واقع اللغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٠:٥٩، ١٨ مايو ٢٠١١ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات) (←‏الحواشي والمراجع)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
واقع اللغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء

بقلم / د. عمر عبد الفتاح


مقدمة

اللغة العربية.JPG

شهدت اللغة العربية خلال تاريخها فترات من الازدهار والانتشار تخطت فيها حدود مجالها العربي إلى آفاق ومناطق واسعة وذلك في عدد غير قليل من البلدان خارج نطاق العربية وخاصة في بلدان القارة الأفريقية. وقد تمتعت اللغة العربية بوضع ومكانة متميزة على الخريطة اللغوية لأفريقيا ؛ حيث استقرت العربية في غالبية أنحاء أفريقيا منذ وقت طويل يسبق دخول أي لغة من اللغات الأوربية إلى أفريقيا ، وتحدث بها عدد كبير من الأفارقة وانتشرت بينهم انتشاراً كبيراً. وقد ترسخت هذه المكانة بشكل خاص في غالبية دول شرق أفريقيا وغربها ، بينما تتراجع هذه المكانة تدريجيا كلما اتجهنا صوب وسط القارة وجنوبها.

وقد كان للإسلام الدور الأبرز في انتشار اللغة العربية ؛ حيث سارت العربية مع الإسلام جنباً إلى جنب وحلقت معه أينما حل وحيثما ارتحل. فاستُخدمت العربية في أداء العبادات والشعائر الدينية لمن يعتنق الإسلام ، وازداد إقبال معتنقي الإسلام على تعلمها رغبة في التعمق في الدين عن طريق الرجوع لمصادره الأساسية عبر قراءة ومدارسة مصنفات الفقه والحديث والتفسير وغيرها من العلوم الشرعية. وقد أدى هذا الارتباط الوثيق بين اعتناق الاسلام وتعلم العربية إلى أنه جعل للعربية درجة من الانتشار في كل المناطق التي تضم جماعات مسلمة. كما كان للهجرات العربية لأفريقيا دوراً في نشر اللغة العربية ، كذلك كان للتجار وللطرق الصوفية وللدعاة وللمعلمون جهوداً صادقة في نشر الإسلام واللغة العربية في أفريقيا ؛ وذلك عن طريق السلوك القويم والقدوة الحسنة والدعوة الصادقة والتعليم ، حيث قاموا بإنشاء المساجد وفتح المدارس في كثير من البقاع ، كما أنهم صاهروا أهل البلاد واندمجوا فيهم.

ولم يتوقف الأمر عند إلمام مسلمي أفريقيا باللغة العربية للقيام بالشعائر الدينية أو إتقان بعضهم لقواعد العربية وعلومها ، بل انتشرت العربية في كثير من الأقطار الأفريقية حتى إنها استخدمت كلغة تواصل مشتركة lingua franca بين القوميات المختلفة القاطنة في هذه الدول ، كما استخدمت كلغة للتعليم وللثقافة وللأدب وظهرت الكتب والمصنفات التي وضعها كثير من العلماء الأفارقة المسلمين باللغة العربية في شتى مجالات العلم وخاصة العلوم اللغوية والشرعية ، كذلك دونت عشرات من اللغات الأفريقية بالحرف العربي ، بل والأكثر من ذلك أن العربية استخدمت كلغة للإدارة والحكم في كثير من الدول الأفريقية فوضعت بها المراسيم وصيغت بها القوانين وصارت لغة المراسلات والمكاتبات الحكومية.

إلا أن اللغة العربية شهدت تراجعاً ملحوظاً على الصعيد الأفريقي وخاصة في أعقاب قدوم الاستعمار الأوربي للأراضي الأفريقية وما صاحبه من فرض ونشر للغات المستعمر ، ومحاربة لنفوذ وتفوق وانتشار اللغة العربية على الساحة الأفريقية. فتوقف الامتداد الكبير الذي حققته اللغة العربية خلال عصور التفوق الحضاري الإسلامي ، وبدء انحسار وتراجع اللغة العربية أمام تقدم اللغات الأوربية. ولم يتوقف الأمر على الدول الأفريقية خارج نطاق العربية ، بل امتد الخطر إلى قلب الامتداد والنفوذ العربي في شمال أفريقيا وخاصة في دول المغرب العربي ، حيث تعرضت هذه الدول لهجمة فرنسية شرسة كادت أن تفقد فيها هويتها ولسانها العربي ، لولا حملات التعريب التي خاضتها تلك الدول عشية استقلالها عن الاستعمار الفرنسي.

وفي السطور التالية سنحاول رصد وضع اللغة العربية وواقعها في أفريقيا جنوب الصحراء ، وذلك بهدف تبيان مكانتها وتوضيح استخداماتها الحالية في الدول الأفريقية خارج نطاق العربية.


حضور اللغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء

رغم ما تعرضت له اللغة العربية من تحديات ومعوقات منذ قدوم الاستعمار الأوروبي لأفريقيا وفقدانها لكثير من الإنجازات التي حققتها فيما مضى ، إلا أن حضورها في القارة الأفريقية جنوب الصحراء لا زال مشهوداً وماثلاً في الحاضر ، وإن تفاوت هذا الحضور من منطقة لأخرى ومن بلد لآخر. فما زالت اللغة العربية والثقافة الإسلامية تتمتعان بحضور قوي في بلدان شرق أفريقيا وخاصة في الصومال وجيبوتي وجزر القمر وإريتريا وإثيوبيا وتنزانيا وأوغندا. وفي دول غرب أفريقيا وخاصة في السنغال ومالي والنيجر وجامبيا وغينيا ونيجيريا. أما في وسط أفريقيا فباستثناء تشاد وشمال الكاميرون ، لا نكاد نجد للغة القرآن الكريم أثراً كبيراً في بقية بلدان وسط أفريقيا .أما في دول جنوبي أفريقيا فيصل حضور اللغة العربية لأقل معدلاته في دول القارة الأفريقية تقريباً(1) ، وربما يعود السبب في ذلك إلى أن الإسلام يمثل دين الأقلية في هذه البلدان ، ونحن نعلم أن خريطة الإسلام تطابق في الغالب خريطة الثقافة الإسلامية واللغة العربية. وهناك بعض التقديرات لأعداد المسلمين في قارة أفريقيا تتوافق مع هذا الرأي وتعضده حيث تشير إلى أن المسلمين يتركزون في شمال القارة حيث تبلغ نسبتهم حوالي 82.3% من عدد السكان ، أما في غرب القارة فتبلغ النسبة 62.7% ، وفي شرقها تصل النسبة لحوالي 52.7% ، وتنخفض نسبة المسلمين في كل من وسط أفريقيا حيث تبلغ 15.4%، وجنوبي أفريقيا حيث تبلغ 10.2% (2).

وفيما يلي نتناول أهم أدوار واستخدامات اللغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء ؛ مع التركيز على دورها الديني وواقعها وحضورها في التعليم والإعلام مع الإشارة إلى وضعها كلغات رسمية أو وطنية وبيان أهم لهجاتها وتنوعاتها في السياق الأفريقي جنوب الصحراء.


الدور الديني للغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء

يعد الدور الديني للغة العربية من أهم الأدوار التي تقوم بها اللغة العربية على الإطلاق في دول أفريقيا جنوب الصحراء حيث تعتبر العربية اللغة الدينية للمسلمين هناك ؛ فهي لغة القرآن الكريم ولغة الشعائر الدينية وبها تقام الصلاة وتلقى خطب الجمعة والعيدين وفي بعض الأحيان تلقى بها دروس العلم في المساجد. ولذا فإنها تتمتع بمكانة كبيرة في نفوسهم وهم ينظرون إليها نظرة احترام وتقديس ، وهي في نظر كثير منهم لغة الفكر والحضارة والتاريخ ، ولغة الرسالة التي يحملونها في الحياة ، وهي لغة علمائهم وفقائهم وأئمتهم ، وهي بالنسبة إليهم ليست لغة قبيلة معينة ، أو شعب معين ، ولكنها لغة الأمة والإسلام ، مهما اختلفت لغاتهم وألوانهم وأوطانهم وأزمانهم(3). ولذا نجد أن الكثيرين منهم يحرصون على تعلم العربية وذلك لأن معرفة اللغة العربية لا تزال ملازمة لحفظ القرآن الكريم وفهمه وضرورة لفهم واستيعاب تعاليم الإسلام من مصادره الأساسية. وأي مسلم بصرف النظر عن لغته الأم لابد له من الإلمام ببعض العبارات العربية مثل الشهادتين "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" أو عبارة التحية "السلام عليكم" أو البسملة أو غيرها ، كما يجب عليه حفظ الفاتحة وبعض الآيات القرآنية باللغة العربية حتى يستطيع أن يؤدى صلاته. ومن أراد أن يزداد تفقهاً في شئون دينه فعليه أن يزداد علماً باللغة العربية ليطلع على المؤلفات الدينية المختلفة من كتب الفقه والشروح والتفاسير وكتب الحديث …الخ.

وقد أدى هذا الارتباط الوثيق بين اعتناق الاسلام واللغة العربية إلى أنه جعل للعربية درجة من الانتشار في كل المناطق التي تضم جماعات مسلمة ، ولذا يمكن القول أن درجة حضور اللغة العربية في مكان ما غالبا ما ترتبط بعدد المسلمين لأنه يضمن ، إلى حد كبير ، إلمامهم بطرف ولو يسير منها ، وكلما زاد عدد المسلمين كانت فرصة إقامة حلقات العلم والمدارس الإسلامية أكبر ، الأمر الذي يستتبع إيجاد تعليم إسلامي ومن ثم انتشار للغة للعربية.

ولكن لا يفوتنا في هذا الإطار أن نشير إلى أن كون المرء مسلماً لا يستوجب بالضرورة إتقانه للعربية إتقاناً تاماً بل يكفيه معرفة ما يقيم به شعائر دينه فقط. ولذا نجد أن الأفراد في الدول الأفريقية جنوب الصحراء يختلفون في مدى إلمامهم وإتقانهم للغة العربية فمنهم من يفهمها ويتحدثها بشكل تام ويستطيع استخدامها في الحياة اليومية ، ومنهم من يستطيع تلاوة القرآن الكريم والحديث في الأمور الدينية ويمكنه فهم الخطب باللغة العربية لكنه لا يستطيع استخدامها في حياته اليومية. ومنهم من تقتصر معرفته بها على إقامة الشعائر الدينية فقط ويتوقف كل ذلك على مقدار ما تعلمه من اللغة العربية في المساجد أو في الخلاوي والكتاتيب أو في المدارس الإسلامية أو في غيرها من المؤسسات التي يتم فيها تعليم اللغة العربية.

وهكذا نرى أنه كما ساهم الاسلام في نشر اللغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء ساهم عدد المسلمين الكبير في الحفاظ على استقرار وثبات اللغة العربية هناك ، بصرف النظر عن مستوى اتقانهم لها ، فعدد المسلمين الكبير لا يزال من أهم عوالم استقرار وثبات اللغة العربية في البلدان الأفريقية خارج نطاق العربية.


وضع اللغة العربية في مؤسسات التعليم بأفريقيا جنوب الصحراء

يمكن تقسيم المؤسسات التعليمية في دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى قسمين : الأول هو التعليم الحكومي ويضم المؤسسات التعليمية الحكومية الرسمية ، والثاني هو التعليم الأهلي الخاص الذي يموله إما الأفراد أو الجمعيات والمنظمات الأهلية. وسنعرض فيما يلي لوضع اللغة العربية في كلا النوعين من المؤسسات التعليمية.


اللغة العربية في مؤسسات التعليم الحكومي الرسمي :

يتباين وضع اللغة العربية في المؤسسات التعليمية الحكومية في دول أفريقيا جنوب الصحراء ، فهناك دول تُدرِّس العربية في كل أو معظم مراحل التعليم ، وهناك دول تدرسها في التعليم الأوَّلي فقط ، أو في المرحلة الجامعية فقط. وهناك دول لا وجود للغة العربية في مناهجها على الإطلاق ، وهي في الغالب البلاد التي يمثل المسلمون فيها أقلية محدودة للغاية.

وللغة العربية حضور في التعليم الحكومي في دول شرق أفريقيا ، ولكنه لا يسير على نمط واحد حيث يختلف شكل هذا الحضور من دولة لأخرى. ففي إثيوبيا لم يكن للعربية حضور في التعليم الحكومي حتى صدور دستور 1994 الذي بُنيت علي أساسه السياسة التعليمية للدولة ، والتي منحت كل إقليم في الاتحاد الفيدرالي الحق في تحديد لغات التعليم الخاصة به في مرحلة التعليم الأوَّلي. فاختار إقليم بني شنقول ـ جوموز اللغة العربية كلغة تعليم في مرحلة التعليم الأوَّلي. أما على مستوى التعليم الجامعي فقد تم تأسيس شعبة للغة العربية في جامعة أديس أبابا منذ عدة سنوات ، ولكن هذه الشعبة لم تبدأ عملها بشكل كامل حتى الآن.

وفي إريتريا نجد أن اللغة العربية يتم تدريسها كمادة دراسية في المرحلة الأوَّلية وفي المرحلة الثانوية. وطبقا للسياسة التعليمية للحكومة الإرترية فإن لكل قومية الحق في استخدام لغتها كلغة تعليم في مرحلة التعليم الأوَّلي. بينما تستخدم الإنجليزية كلغة تعليم في مراحل التعليم التالية ، في حين تدرس اللغات الأخرى كمواد دراسية. وهؤلا الطلاب الذين درسوا بالتيجرينية في المرحلة الأولية سيدرسون العربية كمادة دراسية ، وفي مقابل ذلك فإن الطلاب الذين درسوا بالعربية في المرحلة الأولية سيدرسون التيجرينية كمادة دراسية(4). ونظراً لأن أي من القوميات لم تختر العربية كلغة تعليم في المرحلة الأوَّلية ، فإن العربية في الواقع الفعلي تدرس في كلا المرحلتين كمادة دراسية.

وفي جيبوتي تدرس اللغة العربية في المدارس الحكومية مع الإنجليزية ابتداء من الصف السابع ، هذا بالإضافة إلى إنشاء قسم عربي في جامعة بولPaul التي تأسست عام 2002(5). وقد ذكر مستشار وزارة العدل الجيبوتية القاضي عبد الرحمن بشير في حديث له مع قناة الجزيرة أن الرئيس الجيبوتي قد أصدر قراره لوزارة التعليم بأن تقرر مادة اللغة العربية والتربية الإسلامية ضمن المنهج التعليمي ابتداء من المرحلة الابتدائية. كما أدمجت المدارس التي تدرس باللغة العربية كاملة ضمن نطاق المؤسسة التعليمية الرسمية. أما في أوغندا فيتم تدريس اللغة العربية في جامعة ماكيريري الحكومية ، وقد بدأ تدريس العربية في هذه الجامعة في سبعينيات القرن الماضي ولكنها لم تكن تدرس كمادة منهجية للطلاب إنما كان يدرسها الراغبون كمادة إضافية ، ولكن تدريسها توقف عام 1979 مع تغير النظام السياسي بسقوط حكومة عيدي أمين. وفي عام 2003-2004م تمت الموافقة على عودة تدريس العربية بالجامعة رسمياً ، وذلك بعد توفر جهة تمول برنامج تعليم العربية في الجامعة وهي جمعية الدعوة الإسلامية العالمية. ومنذ ذلك التاريخ بدأ تدريس العربية بقسم اللغة العربية في كلية الآداب ، وقد توسع القسم فيما بعد ليشمل كلية التربية أيضا. وفي عام 2006 أفتتح القسم مرحلة الدبلوم العالي في التربية باللغة العربية. كذلك أُفتتح نادي ثقافي عربي في الجامعة يجمع كل الطلاب الدارسين بالقسم ، وتلقى فيه المحاضرات والدروس بالعربية ، وتناقش فيه مسائل ثقافية واجتماعية تخص الطلبة المسلمين بالجامعة خاصة والمجتمع الأوغندي بصورة عامة. وقد وصل عدد الطلبة الذين يدرسون اللغة العربية في عام 2006 إلى 71 طالباً وطالبة من منتسبي كليتي التربية والآداب بالجامعة(6).

وفي الصومال ورغم اعتماد العربية لغة رسمية إلى جانب الصومالية ، إلا أن اللغة الصومالية هي المسيطرة على التعليم الحكومي بشكل كبير. ويتم التدريس بالعربية فقط في المدارس الأهلية(7). وفي زنجبار بتنزانيا يتم تدريس اللغة العربية كمادة دراسية في التعليم الحكومي ، وذلك في المرحلة الإبتدائية بداية من الصف الرابع وفي المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية (8).

ويبدو أن واقع اللغة العربية في المؤسسات التعليمية الحكومية في غرب افريقيا أسعد حالاً منها في شرق أفريقيا ؛ فقد قررت كل من مالي والسنغال والنيجر وغينيا وجامبيا ونيجيريا إدراج تعليم اللغة العربية ضمن برامج المدارس الحكومية بها .

ففي مالي تتم دراسة اللغة العربية في التعليم الحكومي بشكل بارز ؛ ففي التعليم الإبتدائي تدرس العربية من الصف الأول حتى السادس بالمدارس ثنائية اللغة (الفرنسية-العربية) ، وهي تدرس مع اللغة الفرنسية على حد سواء باعتبارهما لغة تعليم. ويجب أن نشير هنا إلى أنه يتم تدريس العربية في هذه المدارس باعتبارها لغة فقط دون ربطها بالدين الإسلامي , وذلك استناداً إلى المادة التي تنص على علمانية الدولة وعلمانية التعليم في دستور دولة مالي. ومن ناحية أخرى يرسل أولياء الأمور أطفالهم إلى هذه المدارس لغرض ديني , إذ يعتقدون أن تعليمهم مبادئ اللغة يساعدهم على فهم الإسلام , ويسهل عليهم قراءة القرآن. وفي المرحلة الإعدادية (الصف السابع والثامن والتاسع) تتحول العربية لمادة اختيارية من بين اللغات الأجنبية , حيث يترك للتلميذ حرية اختيار اللغة التي يرغب في تعلمها , وهذا على المستوى النظري العام فقط , وأما في الواقع العملي فلا يوجد في هذه المرحلة عدا الإنجليزية والعربية ، ويخصص لهذه المادة الاختيارية ثلاث ساعات أسبوعياً. وفي المرحلة الثانوية تستمر العربية كلغة اختيارية مع لغة أجنبية أخرى ؛ ويتم اختيار اللغة الأولى وفقا للغة التي درسها التلميذ في المرحلة الإعدادية ، الإنجليزية أو العربية ، وغالبا ما تبقى اللغات الأخرى دائما في الاختيار الثاني.

كذلك للعربية حضور في المعاهد التربوية وفي التعليم الجامعي بمالي. فقد أُفتتح في عام 1997 معهد الهجرة التربوي في مدينة تنبكت ، وهو معهد حكومي لتلبية حاجة المدارس العربية من مدرسي العربية سواء في مواد اللغة العربية أو المواد العلمية كالرياضيات والكيمياء والفيزياء. وتعتبر اللغة العربية هي لغة التدريس في هذا المعهد , وتدرس اللغة الفرنسية كمادة دراسية , كما تستخدم الفرنسية أيضا كوسيط في تدريس بعض المواد كالفلسفة , والتربية المدنية , والرسم. وفي التعليم الجامعي نجد العربية تدرس في المدرسة العليا لإعداد المعلمين. كما تدرس أيضا في شعبة اللغة العربية بكلية الآداب والتي تضم تخصصين ، الأول في اللغة العربية فقط ، والثاني في اللغتين العربية والإنجليزية. وتدرس اللغة العربية في الجامعة بأشكال أخرى فتدرس كمادة اختيارية في الأقسام والشعب الأخرى , وكذلك تدرس في كلية الإدارة والحقوق والعلوم السياسية في السنتين : الثالثة , والرابعة(9).

وفي السنغال تدرس لغة القرآن الكريم حالياً في كل المؤسسات التعليمية العمومية من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية. وقد بلغ عدد مدرسي اللغة العربية الحكوميين في سنة 1999م (1223) مدرساً. وهناك عدد كبير من المدارس العربية الفرنسية والمؤسسات التعليمية العامة التي تدرس فيها العربية في السنغال وهي تتوزع حسب تقرير أولي للأيسيسكو على النحو التالي:

1. المرحلة الابتدائية : 3051 مدرسة عدد التلاميذ بها 954758 تلميذاً.

2. المرحلة الإعدادية : 308 مدرسة عدد التلاميذ بها 149439 تلميذاً.

3. المرحلة الثانوية : 56 مدرسة عدد التلاميذ بها 46358 تلميذاً.

ويشير استطلاع نشر سنة 1999 في داكار ، إلى أن 81% من التلاميذ يفضلون العربية كلغة اختيارية ويصنفونها غالباً في المرتبة الأولى بعد الفرنسية. وتضم جامعات داكار أقساماً للتعليم والأبحاث بالعربية (10).

وفي جامبيا نجد أنه منذ عام 1977م تم إقرار مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية ضمن مقررات المدارس الحكومية كلها بما فيها المدارس الكنسية(11). وفي نيجيريا يتم تدريس اللغة العربية في التعليم الحكومي كمادة اختيارية من الصف الأول حتى الصف السادس(12). وفي النيجر تدرس اللغة العربية من خلال المدارس ثنائية اللغة ، كما تدرس أيضا في التعليم الجامعي الحكومي وذلك في قسم العلوم الإسلامية بجامعة نيامي.

وقد أنشأت غالبية حكومات غرب أفريقيا مؤسسات تعليمية ثنائية اللغة (فرنسية – عربية) Franco-Arabic education. ومضت مالي والنيجر أبعد من البلدان الأخرى في هذا المجال ، ففي مالي توجد مؤسسات ثانوية فرنسية عربية في مدن باماكو وتمبكتو وبنامبا. أما في النيجر فقد بلغ عدد المؤسسات الفرنسية العربية حسب دراسة أولية للأيسيسكو(190) مؤسسة منها ثلاث مؤسسات للتعليم الثانوي ، بينما يقدر العدد الإجمالي للتلاميذ المنتسبين إلى هذه المؤسسات بـ 27.614 تلميذاً موزعين على مختلف المستويات التعليمية(13). وقد اتخذت فكرة المدارس ثنائية اللغة "الفرنسية – العربية" هذه صوراً شتي في التطبيق من دولة لأخرى ؛ ففي غينيا كوناكري نجد أن الساعات الدراسية المقررة في الأسبوع تصل لـ (30) ساعة توزع مناصفة بين مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية ومواد التعليم الفرنسي بواقع خمسة عشر ساعة لكل مجموعة. بينما في بوركينا فاسو تصل الساعات المقررة للتدريس في الأسبوع لست وثلاثين ساعة نصيب اللغة العربية والتربية الإسلامية منها خمس ساعات فقط (14).

ولا شك فإن هذا الحضور الواضح للغة العربية في التعليم الحكومي لغالبية دول غرب أفريقيا يعكس الاهتمام الكبير باللغة العربية في هذه الدول سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي ، كما يشير كذلك للتقدم الواضح الذي أحرزته اللغة العربية في مؤسسات التعليم الحكومي في غرب أفريقيا ، وخاصة في ضوء التجربة الاستعمارية القاسية التي عاشتها تلك المنطقة ، وما صاحبها من حجر واقصاء على تعليم العربية وخاصة في مؤسسات التعليم الحكومي.

أما عن واقع اللغة العربية في التعليم الحكومي في جنوبي أفريقيا فنلاحظ تراجعه إلى حد كبير في غالبية دول الإقليم مع حضور ضعيف في البعض الآخر. ففي دولة جنوب أفريقيا نجد أن هناك حركة وتجاوب لتعليم اللغة العربية في مدارس جنوب إفريقيا من قبل الحكومة ، وإذا ما وجدت عدداً مناسباً أي حوالي 20 طالبا ًفي المدارس الثانوية ، فإن الحكومة تهتم بتدريس اللغة العربية لهم علي حسابها ، كما أن الدراسات الإسلامية تقدم حاليا كمادة اختيارية غير ممتحنة في مدارس الدولة. أما في التعليم الجامعي فقد تم افتتاح قسم للغة العربية في جامعة ديربن ، وهذا القسم يقوم بتدريب المعلمين(15) .وفي زيمبابوي تم تأسيس كرسي للدراسات الإسلامية والعربية في جامعة زيمبابوي(16). وفيما عدا ذلك تكاد اللغة العربية تختفي من على خريطة التعليم الحكومي في هذا الإقليم.


اللغة العربية في مؤسسات التعليم الأهلي

للغة العربية حضور مكثف في التعليم الأهلي في دول أفريقيا جنوب الصحراء ، فلا تكاد تخلو دولة من دول أفريقيا جنوب الصحراء من نظام تعليمي إسلامي أهلي مواز للتعليم الحكومي الرسمي. ويمكن تقسيم المؤسسات التابعة للتعليم الأهلي لنوعين :


النوع الأول: المؤسسات التعليمية الإسلامية التقليدية

يعد هذا النوع من المدارس من أقدم المؤسسات التعليمية الإسلامية وأعرقها , وقد كان لها دور هام في نشر الإسلام واللغة العربية في أفريقيا ، وهي عادة ما تكون ملحقة بالمساجد ، أو تكون تابعة لبعض المشايخ. وغالبا ما تنتشر في المناطق الريفية أو البدوية ، وتقل إلى حد كبير في المدن والمناطق الحضرية. ولهذه المؤسسات تسميات عديدة في دول أفريقيا فهي الكُتَّاب في مصر ، والخلوة في السودان ، والدكسي في الصومال ، والمحضرة في موريتانيا ، والدارة في السنغال وبعض دول غرب أفريقيا. وتلتزم هذه المؤسسات بالشكل التقليدي ، فلم تسر على النظام الحديث من تحديد مراحل تعليمية ، ووضع مناهج متطورة ونظم امتحانات حديثة ونحو ذلك. كما أن هذه المؤسسات الأهلية لا تخضع في الغالب لإشراف الحكومة ولا تحظى باعترافها.

ويتم تعليم اللغة العربية في هذا النوع من المؤسسات بشكل بدائي. والهدف الأساسي لتعليم العربية فيها هدف ديني في المقام الأول حيث يتم التعليم من أجل تمكين الطلاب من قراءة وتلاوة القرآن الكريم والنصوص الدينية الأخرى المكتوبة بالعربية. وغالباً ما تنتهي هذه المرحلة بختم الطالب للقرآن الكريم.

ونظراً لأن هذه المدارس القرآنية لا تفي بمتطلبات العصر الحديث حيث أنها لا تدرس المواد الحديثة المختلفة (تاريخ ـ جغرافيا ـ كيمياء ـ لغة إنجليزية …الخ) ، كما أنها لا تحظى بالإعتراف الرسمي لذلك أخذت هذه المدارس في فقد الكثير من أهميتها ولم يعد لها مكان في نظام التعليم الحديث. ورغم ذلك فما زالت هذه المؤسسات التقليدية تحظى بحضور شعبي واسع في الدول الأفريقية جنوب الصحراء.


النوع الثاني: المؤسسات التعليمية الإسلامية النظامية

نظراً للمآخذ التي وجهت للتعليم التقليدي الإسلامي ، أصبح من الواجب إيجاد موائمة بين المدارس القرآنية التقليدية والمدارس الحديثة وخاصة في المناطق ذات الكثافة المسلمة ، ومن أجل هذا ظهرت المدارس الإسلامية النظامية الحديثة. وهذه المدارس عادة ما تقوم بتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم بالإضافة إلى تدريس المواد الحديثة ، والبعض منها تتبع منهج ومقررات وزارة التعليم. وقد تتبع هذه المدارس منظمات وجمعيات تشرف عليها أو تتبع أفراداً. وهذا النوع من المدارس منتشر في أكثر بلاد القارة جنوب الصحراء ، وتجد هذه المدارس قبولاً كبيراً من مسلمي أفريقيا نظراً لما تتمتع به من إمكانيات تعليمية أكثر تقدماً ولأنها ذات مستوى تعليمي أفضل ، بالإضافة إلى أن عدد من الحكومات الأفريقية اعترفت بها وبالشهادات التي تمنحها.

وينتشر هذا النوع من المدارس الإسلامية النظامية في مختلف أنحاء الدول الأفريقية جنوب الصحراء وهي تستوعب عدداً كبيراً من الطلاب. ففي شرق أفريقيا تلقى هذه المدارس انتشاراً واضحاً ، ففي الصومال ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها إلا أن المدارس والمعاهد الأهلية المتخصصة في تعليم اللغة العربية تنتشر بها. ومنذ عام 1999 تم تأسيس رابطة التعليم النظامي الأهلي في الصومال بهدف توحيد الجهود وتنسيقها لإيجاد نظام تعليمي موحد وامتحانات مركزية وشهادات معترف بها. والأمر الهام أن الرابطة اتخذت من اللغة العربية لغة رسمية لها على قدم المساواة مع اللغة الصومالية ، ويتم تدريس جميع المواد الدراسية في معظم المدارس التي تنضوي تحت الرابطة باللغة العربية ، إضافة إلى أن مواد اللغة العربية تعد أساسية في مختلف المراحل والصفوف حسب منهج هذه المدارس(17).

وفي إثيوبيا أقام المسلمون الكثير من المدارس العربية الإسلامية النظامية بمجهود شعبي ، وهي تعرف باسم "مدرسة" Madrasa. وهذه المدارس عادة ما تقوم بتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم بالإضافة إلى أنها تتبع منهج ومقررات وزارة التعليم. وهذا النوع من المدارس ينتشر إلى حد ما سواء في القرى الصغيرة أو في المدن الكبرى حيث توجد ست مدارس منها في مدينة هرر وعشرين مدرسة في ديرداو وعشرة مدارس في أديس أبابا وأعداد صغيرة أخرى في غيرها من المدن. كذلك هناك نوع ثان من هذه المدارس وهو المدارس العربية الإسلامية التابعة للجاليات العربية والإسلامية في إثيوبيا ، مثل الجالية اليمنية والليبية. وهذه المدارس تقوم بتعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية ، كما أنها تدرس المنهج الحكومي(18). كذلك توجد بعض المعاهد الإسلامية مثل معهد أوبدال الفني الإسلامي في إقليم هروجي ، كما تكثر الخلاوى والكتاتيب في كل مناطق المسلمين(19).

وفي جيبوتي تم التوسع مؤخراً في المدارس الثانوية الأهلية التي تعتمد العربية لغة للتدريس فيها(20). ولا يختلف الوضع كثيراً في إرتريا عن بقية دول المنطقة حيث تنتشر المدارس والمعاهد الإسلامية النظامية المحلية أو التي تدعمها جمعيات أو منظمات عربية كالأزهر الشريف أو الجماعة السلفية أو غيرها من المؤسسات. ومن أهم المعاهد والمدارس الإسلامية التي تدرس اللغة العربية في إريتريا المعهد الديني الإسلامي بأسمرا ، ومدرسة النهضة الإسلامية بأسمرا ، والمعهد الديني الإسلامي في مصوع ، والمعهد الديني الإسلامي بكرن ، والمعهد السلفي بحقات ، والمعهد الديني الإسلامي باغردات ، والمعهد الإسلامي بمنصورة ، والمعهد الإسلامي بوادي شلاب ، والمعهد الإسلامي بأفعبت ، وغيرها من المعاهد والمدارس الإسلامية(21).

وفي زنجبار بتنزانيا تقوم المنظمات الإسلامية المحلية الحكومية والأهلية والمنظمات الأهلية العربية والإسلامية بدور بارز في دعم التعليم الإسلامي النظامي ومدارسه. فبالإضافة للمدارس الإسلامية الأهلية النظامية المحلية ، قامت منظمة الدعوة الإسلامية ببناء عشر مدارس قرآنية نموذجية في كل من جزيرة أنغوجا وبيمبا. وتقوم هذه المدارس حاليا بتعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم للأولاد والبنات صباحاً ، كما تقوم بفتح أبوابها مساء للطلاب الكبار(22).

كذلك تقوم جمعية العون المباشر"لجنة مسلمي افريقيا" بإدارة 8 مدارس قرآنية بمنهج موحد وتضم هذه المدارس 1977 طفل. كما استطاعت اللجنة إنشاء وإدارة مدرسة ثانوية الإحسان للبنات والتي بدأت الدراسة فيها عام 2002 وتضم 240 طالبة. بالإضافة إلى مدرسة البر القرآنية ومركز هريرة الثقافي ومدرسة الصديق الإبتدائية. كما تعد كلية التربية الجامعية بزنجبار من أهم إنجازات اللجنة والتي بدأت تستقبل الطلاب منذ عام 1998 ، وتوجد بها تخصصات مختلفة في الدراسات الإسلامية واللغة العربية ، إضافة إلى تخصصات في التاريخ والجغرافيا، والرياضيات، والفيزياء، والكيمياء وعلم الأحياء(23). وفي وسط أفريقيا تنتشر المدارس العربية الإسلامية وخاصة في دولة تشاد ، والتي بلغ عدد المدارس العربية الأهلية النظامية فيها 317 مدرسة وذلك في سنة 2000م ، ستة منها ثانوية وتضم هذه المدارس حوالي29.637 طالب وطالبة. وغالبا ما تطبق هذه المدارس الثانوية المنهج الدراسي الأزهري مثل الثانوية التابعة لمركز الملك فيصل الإسلامي بانجمينا. أما المدارس العربية الابتدائية والمتوسطة والإعدادية ، فبعضها يطبق المنهج الدراسي السوداني ، وبعضها يطبق المنهج السعودي أو المنهج الجزائري أو المنهج الليبي أو المنهج المصري الوزاري وبعضها الآخر يسير بلا منهج محدد المعالم. وتشرف وزارة التربية الوطنية على التعليم عموما في تشاد(24). كذلك يوجد في تشاد عدد من المعاهد العربية الإسلامية التي تأسست بالتعاون مع بعض المؤسسات في الدول العربية ، حيث قامت رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة بإنشاء معهد إسلامي في مدينة "ابتشه" وآخر في العاصمة "نجامينا" (25).

وفي دول غرب أفريقيا لقى إنشاء المدارس العربية والإسلامية الخاصة التشجيع من قبل كثير من أصحاب القرار ، فانتشرت بشكل ملحوظ. ففي دولة مالي ، على سبيل المثال ، بلغ عددها 1078 مدرسة وذلك في عام 2005 ، وبلغ إجمالي عدد التلاميذ بهذه المدارس حوالي 182744 تلميذاً ، أي ما يمثل 20% من الطلاب الدارسين في جمهورية مالي(26). أما بوركينا فاسو فلديها 219 مدرسة عربية ، منها 31 من المرحلة الثانوية ، ويبلغ إجمالي التلاميذ المنتسبين إليها 35000 تلميذ(27).

وفي سيراليون أنشأت الجمعيات الدينية الإسلامية المحلية والعربية عدداً من المدارس الإسلامية ، كذك تأسس عدد من المعاهد الإسلامية تدرس فيها اللغة العربية ولها نوعان : معاهد عربية بحتة ، وهي تتخذ اللغة العربية لغة تدريس لجميع المواد فيها , وهي تمد المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية بمدرسي العلوم الدينية والعربية. والنوع الثاني هو المعاهد الأنجلو عربية ، وهي المعاهد التي أنشئت خصيصاً لتدريس العلوم الغربية بجانب العلوم الإسلامية باللغة الإنجليزية كلغة تدريس , وتدرس اللغة العربية فيها كمادة دراسية. وغالبية هذه المعاهد تعتمد على منهج وزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى منهج خاص بالعلوم الإسلامية واللغة العربية ومبادئها ، وقد وجدت هذه المعاهد تشجيعاً من قبل الحكومة والشعب وهي منتشرة في ربوع البلد وشهاداتها معترف بها في سيراليون.

وقد بلغ عدد المدارس والمعاهد الإسلامية في سيراليون في عام 2005 حوالي 27 مدرسة ومعهد يضم معظمها المراحل التعليمية المختلفة من الإبتدئية حتى الثانوية. ومن أهم هذه المؤسسات المعهد الإسلامي العربي بمدينة ماجبوراكا وبمدينة بو ، ومعهد الأنصار الإسلامي بفريتاون ، ومعهد بدر الدين الإسلامي في مدينة كنيما ، ومدرسة النورية بمدينة صيفادو ، ومعهد الحركة الإسلامية لأهل السنة والجماعة بفريتاون ، ومعهد جبريل الإسلامي بمدينة كنيما ، ومعهد التربية والعلوم العربية والإسلامية بفريتاون(28).

وفي جامبيا تنتشر المدارس العربية الإسلامية في جميع أنحاء غامبيا ، ورغم حداثة عهد المدارس العربية والإسلامية هناك. فإن عدد هذه المدارس بلغ حوالي 39.30 % من من مجموع 496 مدرسة بجامبيا. في حين وصل عدد التلاميذ إلى 7.90 % من مجموع 134.705 تلميذا بجامبيا. أما المعلمين والمعلمات فنجد أنه من مجموع 4997 معلما ومعلمة يعمل حوالي 12.60 في المدارس العربية(29).

ومن أهم المدارس العربية الإسلامية في غامبيا مدارس الاتحاد الإسلامي الغامبي ، ومدرسة عمر بن الخطاب ، والمعهد الإسلامي ببركاما ، ومركز الدراسات الإسلامية بسركندا ، ومدرسة مسلم هاي اسكول ، ومدرسة كوتو المتوسطة. وتتبع هذه المدارس مناهج متعددة فمدارس الاتحاد الإسلامي يغلب عليها المنهج السعودي ، ومدرسة عمر بن الخطاب يغلب عليها المنهج المصري ، ومعهد بركاما يغلب عليها المنهج الليبي ، وقليل منها تطبق المنهج الحكومي كاملاً. ويتم تدريس اللغة العربية في كافة هذه المدارس وذلك بعد إقرار مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية ضمن مقررات جميع المؤسسات التعليمية في جمهورية غامبيا (30).

وبالإضافة إلى المدارس العربية الإسلامية السابقة الذكر ، أنشأت ليبيا والإمارات العربية معا أربعة مراكز إسلامية في أفريقيا جنوب الصحراء في وسط وغرب أفريقيا (مالي ، توغو ، بوروندي ، ورواندا). وتمتاز هذه المراكز بأنها تطبق البرنامج التعليمي لبلدان المقر مستعملة اللغة الفرنسية. والفرق الوحيد بينها وبين المؤسسات التعليمية الحكومية هي أن طلبتها ملزمون بتعلم العربية وبمتابعة دروس التربية الإسلامية بالنسبة للمسلمين منهم(31).

وفي دول جنوبي أفريقيا تنتشر المدارس الإسلامية بشكل أقل من بقية أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء ، ففي دولة جنوب أفريقيا بنيت كثير من المدارس الإسلامية الخاصة والتي تدرس اللغة العربية كمادة دراسية ، كما يوجد عدد كبير من مدارس تحفيظ القرآن الكريم ويلتحق الطلاب المسلمين بها في المساء ، ويوجد معهد للشريعة الإسلامية في منطقة الكيب بدولة جنوب أفريقيا. كذلك شهدت دولة جنوب أفريقيا ما بعد التفرقة العنصرية تأسيس مدارس أجنبية تركية ومصرية ، وتتمثل المدارس المصرية في مدارس الأزهر وتدرس الدراسات الإسلامية والعربية فيها بالعربية بواسطة شيوخ مصريين ، بينما تدرس المواد الحديثة بالإنجليزية بواسطة مدرسين من جنوب أفريقيا(32).

وفي زيمبابوي يوجد مركز إسلامي في تشانيكاChanyika يضم مدرسة إسلامية تقليدية وأخرى حديثة. وقد نجح مسلمو زيمبابوي في الحصول علي أذن من الحكومة ينص على أن كل مجموعة تتكون من 50 أسرة يسمح لها بإنشاء مدرسة قرآنية خاصة بها ، وهم أيضا يمتلكون حق بناء مساجد في مناطقهم ، كما أن هناك 100 مسجد رئيس في القطر ، بالإضافة إلى مئات أخرى من المساجد الصغيرة ، ملحقة بكل واحد منها مدرسة لتدريس القرآن الكريم (33). وفي مالاوي تم السماح بدراسة الديانات في المدارس مما مكن المسلمين أن تكون لهم حصص في التربية الإسلامية كما للمسيحيين ، كما تم السماح للمنظمات الإسلامية بالعمل فـي ملاوي مما ساهم في بناء المدارس(34).


التعليم الجامعي الأهلي

لم تقتصر المؤسسات العربية الإسلامية في دول أفريقيا جنوب الصحراء على المدارس بمراحلها المختلفة فقط ، بل أمكن في بعض البلاد إنشاء جامعات إسلامية أهلية ، ففي غرب أفريقيا أنشئت الجامعة الإسلامية في النيجر عام 1406هـ بقرار من منظمة المؤتمر الإسلامي لخدمة المجتمعات الإسلامية في غرب أفريقيا الناطقة بالفرنسية. كما أنشئت جامعة الملك فيصل في وسط أفريقيا في دولة تشاد , وهي جامعة إسلامية أهلية. وفي شرق أفريقيا أنشئت جامعتان: الجامعة الإسلامية في أوغندة التي أنشأتها منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1404هـ ، وجامعة مقديشو الأهلية في الصومال(35).

وقد تأسست الجامعة الإسلامية بساي في النيجرعام 1406هـ ، وتضم كليتا اللغة العربية والدراسات الإسلامية ، وهما تستقبلان حوالي 500 طالباً أغلبهم من البلدان الفرانكفونية بالمنطقة. وتلقى الدروس باللغة العربية وتدرس الفرنسية كلغة ثانية(36).

أما جامعة الملك فيصل الإسلامية فقد تأسست عام 1991 ، وهي مؤسسة إسلامية علمية غير حكومية تخضع لإشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتشاد. وتهدف الجامعة لنشر اللغة العربية والثقافة والحضارة الإسلامية في تشاد وغرب أفريقيا ، وإحداث توازن بين اللغة العربية واللغة الفرنسية في المجال الإداري والتعليمي، وإعداد معلمين مؤهلين في مجال اللغة العربية والتربية الإسلامية وتضم الجامعة عدداً من الكليات هي كلية اللغة العربية وكلية التربية ومركز المدينة المنورة للتدريب ، وتلقى الدروس باللغة العربية وتدرس الفرنسية كلغة ثانية. ويوجد في الجامعة طلاب من مختلف أنحاء القارة الأفريقية ويبلغ عددهم حوالي676 طالباً (37).

أما الجامعة الإسلامية بأوغندا فقد بدأت الدراسة بشكل رسمي في عام 1988 ، بعدد 80 طالباً بكليتين فقط للدراسات الإسلامية واللغة العربية. وقد توسعت الجامعة مؤخراً وأنشأت كليات جديدة هي كليات «الآداب والعلوم الاجتماعية» ، «العلوم الإدارية» ، «العلوم الطبيعية» ، إضافة إلى تأسيس مركز خاص للدراسات العليا ، وآخر للتدريب المهني. كما أدخلت الجامعة تخصصات متنوعة ؛ بدءا من إدارة تنمية الموارد البشرية ، وتخطيط المشروعات ، وصولا إلى علوم الحاسب الآلي. وقد بلغ إجمالي عدد الخريجين 2682 طالبا وذلك في عام 2005 ، وينتمي هؤلاء الخريجون إلى 15 دولة أفريقية.

وفي عام 1996م تأسست جامعة مقديشو كأول جامعة أهلية في تاريخ الصومال الحديث. ولغات التدريس بها هي اللغة العربية واللغة الإنجليزية. واللغة الإنجليزية هي لغة الدراسة في كليات الاقتصاد والعلوم الإدارية ، والحاسوب وتكنولوجيا المعلومات والتمريض وقسمي الرياضيات والفيزياء والأحياء والكيمياء في كلية التربية وقسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، بينما اللغة العربية هي لغة الدراسة في بقية الكليات التي تضم كلية الشريعة والقانون ، وكلية العلوم السياسية والإعلام ، وكلية التربية أقسام الدراسات الإسلامية ، واللغة العربية ، والعلوم الاجتماعية ، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية أقسام اللغة العربية وآدابها ، والتاريخ والحضارة (38).


حضور اللغة العربية في وسائل الإعلام

تستخدم اللغة العربية في وسائل الإعلام في دول أفريقيا جنوب الصحراء بنسب متفاوتة من دولة لأخرى ، كما تتباين نسبة حضورها في وسائل الإعلام الحكومية عن نظيرتها الخاصة. ورغم صعوبة تتبع هذا الحضور بشكل تفصيلي لكل دولة من الدول في هذه الورقة ؛ إلا أننا سنحاول رصد بعض الأمثلة فقط كمؤشر لحضور العربية في وسائل الإعلام في أفريقيا جنوب الصحراء.

ففي دول شرق أفريقيا نجد أن اللغة العربية تحظى بحضور ملحوظ على الساحة الإعلامية بشكل عام. ففي جيبوتي وبعد السياسات الداعمة التي نالتها اللغة العربية في العقد الأخير ، ازدادت المساحة الإعلامية للغة العربية وتم التوسع في البث باللغة العربية ، فالتلفزيون الرسمي يبث ساعة للأخبار باللغة العربية يومياً ، كما يفرد للبرامج الثقافية ساعات معتمدة بالعربية ليومين في الأسبوع ، وللبرامج الدينية ساعات معتمدة بالعربية لثلاثة أيام أسبوعياً ، أما الإذاعة فتبث ثلاث ساعات بالعربية في اليوم للبرامج المختلفة ، بالإضافة إلى ساعة للأخبار بالعربية ، هذا بالإضافة إلى إصدار جريدة "القرن" الحكومية الناطقة بالعربية وهي تصدر مرتين أسبوعيا (39). وفي إثيوبيا تخصص الإذاعة الإثيوبية ساعة يومياً من إرسالها تقدم باللغة العربية ، وتتناول هذه الفترة الأخبار المحلية والعالمية كما تتضمن بعض البرامج والأغاني العربية ، كما تصدر عدة صحف إثيوبية باللغة العربية ومن هذه الصحف صحيفة "العلم" وهي صحيفة حكومية تصدر عن وزارة الإعلام الإثيوبية ، ويزيد عمرها عن نصف قرن ولم تتوقف عن الصدور منذ نشأتها في عام 1942 وحتى الآن. وهناك أيضا بعض الصحف والمجلات العربية والإسلامية المستقلة التي تصدر في إثيوبيا مثل مجلة "بلال" وهي مجلة إسلامية شهرية تعكس وجهة النظر الإسلامية والمجتمع المسلم في إثيوبيا ، وكذلك تصدر مجلة "الرسالة" وهي مجلة إسلامية تصدرها جمعية إسلامية باللغة العربية واللغة الأمهرية(40). أما التلفزيون فلا يقدم أي برامج دينية إسلامية أو عربية(41). وبالنسبة لإرتريا فوضع اللغة العربية في الإعلام يكاد ينعدم باستثناء صحيفة حكومية وحيدة هي "إريتريا الحديثة" ، بالإضافة إلى وجود رمزي ومحدود للغة العربية في الإذاعة في إريتريا(42). والأمر اللافت للنظر هو غياب حضور العربية إعلامياً في دولة الصومال العربية فالإعلام بكافة أجهزته يبث بالصومالية ، وهناك فقـط ثلاث ساعات تبث بالعربية عبر هيئة الاذاعة البريطانية BBC ، وحتى إذاعة القرآن الكريم التي تبث القرآن الكريم بالعربية ولكن تدخل الصومالية كواسطة في التقديم ، كما لا توجد صحف بالعربية (43).

وفي دول غرب أفريقيا نجد كذلك حضوراً للغة العربية في وسائل الإعلام المختلفة. ففي مالي تستخدم العربية في الإذاعة والتليفزيون والصحافة ، فتستخدم في بث الأخبار في الإذاعة الوطنية مرّة في الأسبوع كغيرها من اللغات الأجنبية ، إضافة إلى برامج تعليم اللغة العربية عبر الإذاعة , وتستخدم أيضا في الإذاعات الحرة للغرض نفسه , كذلك ظهرت بعض الصحف العربية كالمستقبل, والصداقة والنجم ...الخ. كذلك تستخدم للتوعية أحيانا عبر إصدار بعض المنشورات(44). وفي نيجيريا تبث إذاعة صوت نيجيريا بالعربية(45). وفي سيراليون يوجد حضور محدود للعربية يتمثل في منشورة شهرية تصدر في فريتاون بهدف تنمية عادة القراءة بين التلاميذ والمعنين بالعربية وذلك في إطار دعم مشروع التعليم العربي (46).

وفي دول جنوب أفريقيا يقل حضور العربية بشكل كبير في وسائل الإعلام المختلفة ، ففي دولة مثل جنوب أفريقيا والتي شهدت فترة ما بعد التفرقة العنصرية نشاطاً إعلامياً موسعاً من قبل المسلمين في مجال الدعوة للإسلام ، فنشرت الملصقات وطبعت المجلات وأصدرت الصحف وافتتحت بعض المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية ودشنت المواقع الإلكترونية(47). ورغم هذا كله فلم يستخدم في هذا النشاط اللغة العربية بل تم استخدام اللغة الإنجليزية في غالبية الأحيان ، وهو ما يدل على تراجع وضعف حضور العربية إعلامياً في ذلك الإقليم بشكل عام.


استخدام اللغة العربية كلغة رسمية

يقصد باللغة الرسمية official language اللغة المستخدمة في إدارة وتسيير الأعمال الحكومية والتي تتم بها المكاتبات والمراسلات وكافة أعمال الدولة ، وغالباً ما ينص دستور الدولة ويحدد لغتها أو لغاتها الرسمية ، وفي أحيان قليلة أخرى يمسك عن ذكرها(48).

واللافت للنظر في هذا الشأن أن غالبية الدول الأفريقية ، وخاصة الدول الأفريقية جنوب الصحراء ، تبنت اللغات الأوربية كلغات رسمية لها حيث نجد أن هناك ثلاث وأربعون دولة ، من بين ثلاث وخمسين دولة أفريقية ، تستخدم اللغات الأوربية كلغات رسمية ؛ حيث اختارت اثنتان وعشرون دولة أفريقية اللغة الفرنسية لغة رسمية لها ، بينما توجد تسع عشرة دولة أفريقية تستخدم اللغة الإنجليزية لغة رسمية لها ، في حين اعتمدت خمس دول أفريقية اللغة البرتغالية لغة رسمية لها ، أما اللغة الأسبانية فقد أقرتها دولة واحدة لغة رسمية لها (49). وهناك بعض الدول التي اختارت لغة أفريقية كلغة رسمية أولى أو ثانية إلى جانب إحدي هذه اللغات العالمية.

أما عن الدول التي اختارت اللغة العربية كلغة رسمية لها في أفريقيا فنجد أنها لم تقتصر فقط على دول شمال أفريقيا الناطقة بالعربية والتي تضم مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب بالإضافة إلى السودان وموريتانيا ؛ بل تعدتها لتضم أربع دول أفريقية أخرى اختارت اللغة العربية لغة رسمية لها إلى جانب لغات أخرى وهذه الدول هي تشاد ، وجزر القمر ، وجيبوتي والتي تبنت العربية كلغة رسمية إلى جانب الفرنسية ، والصومال التي اختارت العربية كلغة رسمية إلى جانب اللغة الصومالية.

ليصير بذلك عدد الدول الأفريقية التي اختارت العربية لغة رسمية لها إحدى عشر دولة أفريقية. وتجدر الإشارة إلى أن تبني اللغة العربية كلغة رسمية إلى جانب اللغة الصومالية في الصومال ، وإلى جانب اللغة الفرنسية في كل من تشاد وجزر القمر وجيبوتي ، يشير إلى تحسن وضع العربية واستعادتها بعض ما فقدته خلال فترة استعمار تلك الدول ، والتي تم فيها تحريم استخدام اللغة العربية سواء في شئون الإدارة أو التعليم أو الإعلام أو غيرها. وخاصة في ظل الاستعمار الفرنسي وسياسة الاستيعاب التي اتبعها في مستعمراته ، والتي منع بموجبها استخدام أي لغة غير الفرنسية ، محلية كانت أو غير محلية ، في أي مجال كان سواء في الإدارة أو التعليم أو الإعلام أو التجارة أو القضاء أو المحاكم ...الخ.

ولذلك لم يكن اختيار العربية كلغة رسمية لهذه الدول الأربع بالقرار اليسير في كافة الحالات ، بل احتاج أحيانا لجهد وكفاح بل وصراع ثقافي وسياسي حتى بعد الاستقلال. وذلك لأن قرار اتخاذ لغة ما لغة رسمية للدولة يترتب عليه قرارت سياسية وسياسات لغوية وتعليمية وثقافية وإعلامية ، كما ينبني عليه تشكيل الهويات وتحديد الانتماءات الثقافية والسياسية. وتكفي الإشارة إلى أنه عندما نالت جمهورية جيبوتي استقلالها في يوم 27/6/1977م ، استمر العمل باللغة الفرنسية كلغة رسمية للدولة.

واستمر الحال على ماهو عليه طوال سبعينات وثمانينات القرن الماضي فظلت اللغة الفرنسية في جيبوتي هي لغة السياسة والتعليم والإدارة ، وندر أن تجد مسـئولاً أو وزيراً جيبوتياً يتحدث اللغة العربية ، على الرغم من صدور توجيه سياسي في 28/6/1977م ، أي اليوم التالي ليوم الاستقلال ، بأن اللغة العربية ستصبح اللغة الرسمية في جيبوتي ، ولكن لم يتم اتخاذ خطوات فعلية في هذا المضمار ، وذلك لتردد السلطة التنفيذية المشبعة بالثقافة الفرنسية في تنفيذ القرار حيث أنه لم يكن يتماشي مع توجهاتها.

ولم يتغير الحال إلا في عام 1999 مع تولي الرئيس إسماعيل عمر جيلي مقاليد السلطة في جيبوتي ، حيث شهدت جيبوتي اهتماماً كبيراً بالثقافة العربية والإسلام على نحو عملي فأصبحت اللغة العربية مع اللغة الفرنسية لغتين رسميتين للدولة ، كما أرست الدولة سياسات داعمة للعربية وثقافتها وخاصة على مستوى التعليم والإعلام(50). ويكفي أن نشير إل أن الرئيس جيلي هو أول شخصية رسمية منذ استقلال البلاد عام 1977 يخطب في الناس في احتفالات رسمية كيوم الاستقلال وعيدي الأضحى والفطر ويخطب باللغة العربية ولم يسبقه إلى ذلك أحد.

وفي موريتانيا ورغم عروبتها فقد خاض مناصري اللغة العربية طريقاً شاقاً للاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية للبلاد بدلاً من الفرنسية ، وقد وصل الأمر إلى درجة حدوث الإضطرابات والصدامات بينهم وبين مؤيدي اللغة الفرنسية داخل المدارس كما حدث عام 1966 ، ولم ينته الأمر إلا في عام 1978 مع إعلان العربية لغة رسمية للدولة(51).

ولا يعني اقتصار إقرار اللغة العربية كلغة رسمية في هذه الأقطار الإحدى عشر فقط ، عدم وجودها القوي في دول أفريقية أخرى ؛ بل للعربية وجود قوي في عدد آخر من البلدان الأفريقية جنوب الصحراء إلا أن هذا الوجود يتخذ أشكالاً أخرى كما سنرى لاحقا.


استخدام اللغة العربية كلغة وطنية وكلغة تعامل مشتركة

لا يعد وجود اللغة العربية كلغة رسمية في بعض دول أفريقيا جنوب الصحراء الشكل الوحيد لحضورها هناك ، بل نجدها حاضرة بقوة في عدد من الدول الأخرى باعتبارها لغة وطنية national language لبعض القوميات بها(52) ، بحيث تتحدث هذه القوميات اللغة العربية كلغة وطنية خاصة بها فتستخدمها في التعامل فيما بين أفرادها ، أو تستخدمها كلغة إدارة للإقليم الذي تقطنه ، أو تستخدمها في بعض مراحل التعليم بها.

فعلى سبيل المثال نجد أن دولة إثيوبيا ، التي حوربت فيها اللغة العربية لفترات طويلة وتم العمل على تحجيمها من قبل ملوك وحكام إثيوبيا رغم عدد المسلمين الكبير بها ، شهدت مؤخراً الاعتراف باللغة العربية كلغة وطنية لإقليم بني شنقول ـ جوموز المتحدث بالعربية والمجاور للحدود السودانية ، والذي اختار اللغة العربية كلغة للإدارة والعمل بالإقليم ، وكلغة تعليم في مرحلة التعليم الأوَّلي بمدارسه. وذلك طبقا للدستور الإثيوبي الذي صدر في عام 1994 ونص على اعتبار الأمهرية لغة العمل والإدارة للحكومة الفيدرالية الإثيوبية ، مع إعطاء وضع متساو لكل اللغات الإثيوبية ، كما مُنح كل إقليم في الاتحاد الفيدرالي الحق في تحديد لغات العمل الخاصة به(53).

وفي دولة مالي نجد أن اللغة العربية المتمثلة في اللهجة الحسانية تعد من اللغات الوطنية الأساسية المفصلة في القانون 049-96 المتضمن كيفية ترقية اللغات الوطنية ، والذي حرره واعتمده المجلس الوطني للنواب في جلسته المنعقدة في الثاني من أغسطس 1996 ، وتولت رئاسة الجمهورية نشره وإذاعته. وبناء على هذا القانون تتمتع هذه اللهجة بكافة الحقوق المكفولة لسائر اللغات المحلية , وتلعب الأدوار نفسها كالتوعية ونشرة الأخبار في الإذاعة والتلفزة الوطنية (54). كما تعد اللغة العربية إحدى اللغات الوطنية في النيجر كما ورد في دستور 1989 ، إلا أن نسبة متحدثيها كلغة أم في النيجر قليلة نسبياً حيث تصل لحوالي% 0.3 من عدد السكان البالغ 8 مليون نسمة(55). إلا أن استخدامها الأهم يتمثل في التعليم الرسمي والمحلي نظراً لأهميتها الدينية لدى مسلمي النيجر.

كذلك توجد بعض القوميات التي تستخدم اللغة العربية كلغة وطنية في بعض دول أفريقيا جنوب الصحراء مثل قومية الشوا في نيجيريا والتي تتحدث العربية كلغة أم(56) ، وكذلك الحال مع قبيلة الحسا نية العربية التي تنتشر في موريتانيا وأجزاء من السنغال ومالي ، وقبائل الوادي في تشاد(57). وفي إريتريا يتحدث الرشيدة Rashida اللغة العربية كلغة وطنية وذلك على طول ساحل البحر الأحمر من حول إمبيرمي وشعيب حتى كارورا(58).

كذلك تتخذ اللغة العربية شكلاً آخر للحضور في المشهد اللغوي الأفريقي جنوب الصحراء ، وهواستخدامها كلغة ثانية أو كلغة تعامل مشتركةlingua franca ، وتظهر هذه الأهمية بشكل خاص بين المسلمين من القوميات والقبائل الأفريقية الذين يتحدثون لغات مختلفة حيث تعد العربية وسيلة التفاهم المشتركة بينهم جميعاً. ويجب هنا أن نشير أنه من النادر أن تجد من غير المسلمين من يتحدث اللغة العربية كلغة تعامل فهي مرتبطة إلى حد كبير بالأقاليم والجماعات المسلمة.

إلا أن وضع اللغة العربية كلغة تعامل مشتركة في دول أفريقيا جنوب الصحراء آخذ في التراجع أمام انتشار وسيطرة اللغات الأفريقية المحلية الكبرى كالسواحيلية والصومالية والأمهرية في شرق افريقيا والهوسا والفولانية والماندينجو في غربها من ناحية ، وأمام التقدم والنفوذ الكبير للغات الأوربية الرسمية في تلك الدول من ناحية أخرى.

أما في بقية الدول الأفريقية جنوب الصحراء التي لا تستخدم فيها العربية كلغة رسمية أو كلغة وطنية ، فنجد أن حضورها قد يكون ماثلاً أيضا من خلال دورها الديني ومن خلال وجودها في منظومة التعليم المحلي أو التعليم الرسمي، كما ذكرنا من قبل.


مستويات العربية وتنوعاتها اللهجية في أفريقيا جنوب الصحراء

تتنوع مستويات اللغة العربية المستخدمة في دول أفريقيا جنوب الصحراء بحيث نجد ثلاثة أنواع للعربية وهي :

- اللغة العربية الفصحى.

- اللهجات العربية المحلية.

- اللغات الهجين المبنية على اللغة العربية.

ولكل نوع من هذه الأنواع طبيعته ووظيفته التي يتمايز بها عن غيره ، فالعربية الفصحى يقتصر استخدامها على الشئون الرسمية وفي التعليم والكتب والصحف والإذاعة والتليفزيون ويندر أن نجد من يستخدمها كلغة للحديث والتعامل في أفريقيا جنوب الصحراء.

بينما تستخدم اللهجات العربية المحلية في التواصل بين الجماعات المتحدثة بالعربية ، ويلاحظ في هذه اللهجات أنها إما أن تكون ذات صبغة محلية نتيجة تأثر اللغة العربية باللغات المحلية الأفريقية التي تعايشت معها ، أو أن تكون هذه اللهجات متأثرة بإحدى لهجات الدول العربية نتيجة الأصول العربية القديمة لبعض هذه الجماعات أو نتيجة لهجرات قديمة أو نتيجة للجوار الجغرافي وعوامل الاتصال والاحتكاك بين تلك المجتمعات وجيرانها من العرب. فعلى سبيل المثال نجد أن العربية المتحدثة في إرتريا وجيبوتي وشرق إثيوبيا والصومال تميل للهجة العربية اليمنية ، بينما تميل العربية في تشاد وغرب إثيوبيا وبعض أنحاء إرتريا للهجة السودانية ، وتميل العربية المتحدثة في جزيرة زنجبار للهجة العمانية ، أما العربية المتحدثة في غرب أفريقيا فغالباً ما تميل لعربية شمال أفريقيا.

أما اللغة الهجين pidgin language فهي اللغة التي ليس لها متحدثين أصليين ؛ أي لا يتحدثها أحد كلغة أولى ، ولكنها تستخدم كلغة بديلة للتواصل داخل المجتمعات متعددة اللغات. وهي تتكون نتيجة استمرار التواصل بين الجماعات البشرية التي لا تجمعها لغة مشتركة ، حيث تنشأ اللغة الهجين نتيجة احتياج هؤلاء الجماعات لوسيلة للتواصل الكلامي ، ربما لأغراض تجارية(59). وتتميز هذه اللغة الهجين من حيث التركيب بعدد مفردات محدود نسبياً وقواعد مبسطة. ومن أمثلة اللغات العربية الهجين عربية جوبا في السودان وُيتحدث بها كلغة تعامل رئيسة بين متحدثي اللغات المختلفة في الإقليم الاستوائي وحتى بحر الغزال وأقاليم أعالي النيل(60). وهكذا تتنوع مستويات استخدام العربية في دول أفريقيا جنوب الصحراء وتتخذ لهجات وتنوعات متعددة من قطر لآخر.


الخاتمة

لا يزال حضور اللغة العربية في أفريقيا جنوب الصحراء ماثلاً في الواقع المعاش ، وإن تفاوت هذا الحضور من إقليم لآخر ومن بلد لآخر. وأهم ما نلاحظه هو ذلك الارتباط القوي بين الإسلام واللغة العربية ؛ فحضور الإسلام يستتبع وجود اللغة العربية بشكل شبه تلقائي. فعدد المسلمين الكبير في شرق وغرب القارة ضمنت حضوراً ملموساً للغة العربية ، في حين تقلص هذا الحضور وتراجع مع انخفاض نسبة المسلمين في وسط وجنوب القارة.

ولكن هذا الحضور لا يعني جريان العربية على الألسنة وفهمها وتداولها بشكل موسع في كافة أماكن تجمعات المسلمين. فحضور العربية في غالبية أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء هو حضور ديني في الغالب، وتعليمي في المرتبة الثانية باعتبار العربية اللغة الأساسية في التعليم الإسلامي الأهلي ، وبشكل أقل باعتبارها مادة دراسية كبقية المواد في التعليم الحكومي. أما استخدام اللغة العربية كلغة رسمية فهو شكلي في الأساس وهو ما نلاحظه في الصومال وتشاد وجزر القمر وجيبوتي مع تباينات نسبية ، والواقع الفعلي يوضح أن الصومالية في الصومال والفرنسية في بقية تلك الدول هي اللغة الرسمية الفعلية ، وإن كان وضع العربية في جيبوتي آخذ في التحسن النسبي. كذلك فإن الدور التاريخي للغة العربية كلغة تواصل مشتركة بين الجماعات العرقية المختلفة في أفريقيا جنوب الصحراء يتعرض هو الآخر للتآكل في مقابل تنامي دور اللغات المحلية الوطنية الكبرى في كافة أرجاء القارة ، وتعاظم دور اللغات الأوربية الرسمية لغالبية دول المنطقة.

وختاماً ودون جلد للذات أو إلقاء بالتبعة على الغرب والاستعمار ودون سرد لتوصيات واقتراحات ، يمكن القول أن العربية في أفريقيا جنوب الصحراء قد استعادت بعض عافيتها بعد مرور حوالي نصف قرن على رحيل الاستعمار ، ولكن ليس هذا هو أقصى ما تطمح إليه العربية من منزلة. فاللغة العربية بما لها من مكانة في نفوس مسلمي أفريقيا مرشحة لتبوء مكانة أعز من ذلك بشرط أن ترتبط بمصلحة من يتعلمها ؛ وأن تضمن له حراكاً اجتماعياً وتوفر له فرص عمل مناسبة ، وبعبارة أخرى أن تكون اللغة العربية لغة دنيا ولغة دين دون إفراط أو تفريط.


الحواشي والمراجع

1- تشير بعض التقديرات (لعام 2005) إلى أن أعلى نسبة للمسلمين في دول جنوبي أفريقيا تصل إلى 20 % في كل من مالاوي وموزمبيق ، تليهما موريشيوس%16.6 ، ثم سوازيلاند % 10 ، فمدغشقر% 7 أما أدنى نســبة للمسلميـن فتمثلها بالتساوي كل من أنجولا وبتسوانا وزامبيا وزيمبابوي ، وذلك بنسبة% 1 ، وبين أعلى نسبة وأدنى نسبة تأتي نامبيا بـ% 3 وليسوتو بـ% 2 وجنوب إفريقيا بـ %1.5 على التوالي.

جاه الله ، كمال محمد (2006) : "أوضاع المسلمين في الجنوب الإفريقي في العقدين الأخيرين" ، أعمال المؤتمر الدولي الإسلام في أفريقيا ، الكتاب العاشر ، جامعة أفريقيا العالمية – السودان ، ص 113. 2- عثمان ، عبدالرحمن أحمد ، مصطفي ، أحلام عبدالرحيم أحمد(2006) : "تحديات الإسلام والمسلمين في إفريقيا المعاصرة" ، أعمال المؤتمر الدولي الإسلام في أفريقيا ، الكتاب العاشر ، جامعة أفريقيا العالمية – السودان ، ص ص 302-306.

3- أبو بكر ، يوسف الخليفة (2006) : "اللغة العربية في أفريقيا" ، في "اللغات في أفريقيا مقدمة تعريفية" ، جامعة أفريقيا العالمية – السودان ، ص 103.

4- Hailemariam, Chefena, etal.(1999) : “Multilingualism and Nation Building: Language and Education in Eritrea”, Journal of Multilingual and Multicultural Development, Vol. 20, No. 6, 1999,p. 489.

5- جاه الله ، كمال محمد (2006): "وضع اللغة العربية في دول القرن الأفريقي" ، أعمال المؤتمر الدولي الإسلام في أفريقيا ، الكتاب الثالث ، جامعة أفريقيا العالمية – السودان ، ص 234.

6- سالي ، إبراهيم علي (2006): "وضع اللغة العربية في المؤسسات التعليمية الحكومية بأوغندا : جامعة ماكيريري أنموذجا" ، أعمال المؤتمرالدولي الإسلام في أفريقيا ، الكتاب الثامن ، جامعة أفريقيا العالمية – السودان ، ص ص 172-173.

7- جاه الله ، كمال محمد (2006): "وضع اللغة العربية في دول القرن الأفريقي" ، ص 243.

8- زيدي ، عيسى الحاج (2006) : " تطور التعليم الإسلامي في زنجبار دور المنظمات الإسلامية غير المحلية في إحياء التعليم الإسلامي ما بين 1972م – 2006 : تحدياتها وإنجازاتها " ، أعمال المؤتمرالدولي الإسلام في أفريقيا ، الكتاب السابع ، جامعة أفريقيا العالمية – السودان ، ص ص 422.

9- سيسي ، عبدالرحمن عبدالله (2006): "وضع اللغة العربية في جمهورية مالي" ، أعمال المؤتمرالدولي الإسلام في أفريقيا ، الكتاب الثامن ، جامعة أفريقيا العالمية – السودان ، ص ص 383-387. 10- درامي ، بكري :"حضور اللغة العربية في بلدان أفريقيا الفرنكفونية جنوب الصحراء الواقعة جنوب الصحراء". http://www.11c11.com/vb/showthread.php?t=7086.

11- موسي ، حيدر هجو : "تطور التعليم الإسلامي والعربي في غامبيا في الفترة من 1965- 1995". http://www.mubarak-inst.org/stud_reas/research_view.php?id=55

12- Adegbija, Efurosibina (2004) : “Language Policy and Planning in Nigeria”, in “Current Issues in Language Planning”, Vol. 5, No. 3, 2004. p.218.

13- درامي ، بكري :"حضور اللغة العربية في بلدان أفريقيا الفرنكفونية جنوب الصحراء الواقعة جنوب الصحراء". http://www.11c11.com/vb/showthread.php?t=7086.

14- بشير ، عبد الواحد بشير : " خارطة الطريق للتعليم العربي الإسلامي في إفريقيا. http://www.mubarak-inst.org/stud_reas/research_view.php?id=63

15-جاه الله ، كمال محمد (2006) : "أوضاع المسلمين في الجنوب الإفريقي في العقدين الأخيرين" ، ص 134.

16- جاه الله ، كمال محمد (2006) : "أوضاع المسلمين في الجنوب الإفريقي في العقدين الأخيرين" ، ص 155.

17-جاه الله ، كمال محمد (2006): "وضع اللغة العربية في دول القرن الأفريقي" ، ص244.

18- عبد الفتاح ، عمر السيد (2006) : "اللغة العربية في إثيوبيا : خلفيات الانتشار وعوامل الانحسار" ، أعمال المؤتمر الدولي الإسلام في أفريقيا ، الكتاب الخامس ، جامعة أفريقيا العالمية – السودان. ص ص 520 ، 521.

19- محمود ، مصطفى ؛ محمد ، على محمود : " دولــة إثيوبيــا". http://www.mubarak-inst.org/stud_reas/research_view.php?id=39

20- جاه الله ، كمال محمد (2006): "وضع اللغة العربية في دول القرن الأفريقي" ، ص 234.

21- آدم ، عبده حسبو محمد (2006) : "معوقات الدعوة الإسلامية في إرتريا"، أعمال المؤتمرالدولي الإسلام في أفريقيا ، الكتاب الحادي عشر ، جامعة أفريقيا العالمية – السودان ، ص ص 304-305.

22- زيدي ، عيسى الحاج (2006) : " تطور التعليم الإسلامي في زنجبار دور المنظمات الإسلامية غير المحلية في إحياء التعليم الإسلامي ما بين 1972م – 2006 : تحدياتها وإنجازاتها " ، ص423.

23- زيدي ، عيسى الحاج (2006) : " تطور التعليم الإسلامي في زنجبار دور المنظمات الإسلامية غير المحلية في إحياء التعليم الإسلامي ما بين 1972م – 2006 : تحدياتها وإنجازاتها " ، ص424.

24- الماحي ، عبد الرحمن عمر : "آفاق تطوير اللغة العربية لدى الشعوب الإسلامية". http://www.isesco.org.ma/arabe/publications/Langue_arabe/p23.htm

25- مجلة الوعي الإسلامي ، العدد 493 ، 23 ديسمبر2006 ، وزارة الأوقاف والشئون الدينية - الكويت.

26- سيسي ، عبد الرحمن عبد الله (2006): "وضع اللغة العربية في جمهورية مالي" ، ص 389.

27- درامي ، بكري :"حضور اللغة العربية في بلدان أفريقيا الفرنكفونية جنوب الصحراء الواقعة جنوب الصحراء". http://www.11c11.com/vb/showthread.php?t=7086.

28- توري ، علي عثمان (2006) :"جهود المسلمين في نشر اللغة العربية في إفريقيا جنوب الصحراء دولة سيراليون نموذجا" ، أعمال المؤتمرالدولي الإسلام في أفريقيا ، جامعة أفريقيا العالمية – السودان. http://www.mubarak-inst.org/stud_reas/research_view.php?id=62

29- موسي ، حيدر هجو :"تطور التعليم الإسلامي والعربي في غامبيا في الفترة من 1965- 1995". http://www.mubarak-inst.org/stud_reas/research_view.php?id=55

30- موسي ، حيدر هجو :"تطور التعليم الإسلامي والعربي في غامبيا في الفترة من 1965- 1995". http://www.mubarak-inst.org/stud_reas/research_view.php?id=55

31- درامي ، بكري :"حضور اللغة العربية في بلدان أفريقيا الفرنكفونية جنوب الصحراء الواقعة جنوب الصحراء". http://www.11c11.com/vb/showthread.php?t=7086.

32- جاه الله ، كمال محمد (2006) : "أوضاع المسلمين في الجنوب الإفريقي في العقدين الأخيرين" ، ص 131.

33- جاه الله ، كمال محمد (2006) : "أوضاع المسلمين في الجنوب الإفريقي في العقدين الأخيرين" ، ص ص 151 ، 155.

34- جاه الله ، كمال محمد (2006) : "أوضاع المسلمين في الجنوب الإفريقي في العقدين الأخيرين" ، ص 140.

35- خالد عبد اللطيف : "التعليم الإسلامي في أفريقيا : الواقع والتطلعات". http://sudansite.net/index.php?view=article&id=480%3A---&option=com_content&Itemid=70

36- درامي ، بكري :"حضور اللغة العربية في بلدان أفريقيا الفرنكفونية جنوب الصحراء الواقعة جنوب الصحراء". http://www.11c11.com/vb/showthread.php?t=7086.

37- صالح ، محمد عثمان : "مناهج العلوم الإسلامية في إفريقيا". http://www.mubarak-inst.org/stud_reas/research_view.php?id=75

38- الموقع الإلكتروني لجامعة مقديشيو. http://www.mogadishuuniversity.com/arabic/index.htm

39- جاه الله ، كمال محمد (2006): "وضع اللغة العربية في دول القرن الأفريقي" ، ص ص 234-235.

40- عبد الفتاح ، عمر السيد (2006) : "اللغة العربية في إثيوبيا : خلفيات الانتشار وعوامل الانحسار" ، ص515-516.

41- محمود ، مصطفى ؛ محمد ، على محمود : " دولــة إثيوبيــا". http://www.mubarak-inst.org/stud_reas/research_view.php?id=39

42- جاه الله ، كمال محمد (2006): "وضع اللغة العربية في دول القرن الأفريقي" ، ص253.

43- جاه الله ، كمال محمد (2006): "وضع اللغة العربية في دول القرن الأفريقي" ، ص 243.

44- سيسي ، عبد الرحمن عبد الله (2006): "وضع اللغة العربية في جمهورية مالي" ، ص 382.

45-Abubakre, R.D. (2002) : ”Survival of Arabic in Difficult Terrains”, Unilorin Press , University of Ilorin, Nigeria. P.6.

46- توري ، علي عثمان (2006) :"جهود المسلمين في نشر اللغة العربية في إفريقيا جنوب الصحراء دولة سيراليون نموذجا". http://www.mubarak-inst.org/stud_reas/research_view.php?id=62

47- من أهم الصحف الإسلامية التي تصدر في جنوب أفريقيا نجد صحيفة "أخبار المسلم" Muslim News التي تصدر في مدينة الكاب ، وصحيفة القلمAl Qalam التي تصدر في مدينة ديربن وهما صحيفتين يوميتين ، وكذلك صحيفة الرشيد Al- Rasheed التي تصدر فــي الترانسفال .وكذلك تتعدد المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية ومن أهمها : راديو 786(Radio 786) ، وصوت الكابVoice of Cape في الكاب الغربية ، وراديو الإسلام Radio Islam ، والصوتthe voice في جاوتنج Gauteng ، وراديو الأنصارAl-Ansaar Radio ، وقناة الإسلام العالمية Channed Islam International في كوازولو-ناتال.. (انظر جاه الله ، كمال محمد (2006): "أوضاع المسلمين في الجنوب الإفريقي في العقدين الأخيرين" ، ص 132).

48- تنص معظم دساتير الدول على لغة أو لغات الدولة الرسمية وتحددها ، إلا أنه في بعض الحالات يمسك الدستور عن تحديد لغة الدولة الرسمية. والدستور الإرتري الحالي ، على سبيل المثال ، لا ينص على لغة أو لغات بذاتها كلغات رسمية للدولة ، بل أنه منح جميع اللغات المحلية مكانة متساوية أمام الدستور دون تحديد لهذه اللغات ، في حين أنه وفقاً للدستور الإرتري لعام 1952 كانت اللغة العربية لغة رسمية إلى جانب اللغة التيجرينية.

49-Lodhi, Abdulaziz Y. (1993) : “The Language Situation in Africa Today”, in “Nordic Journal of African Studies”, 2(1), Sweden. p.80.

- ربما يظهر تناقض ظاهري بين اجمالي عدد الدول المستخدمة للغات الأوربية كلغات رسمية وبين توزيع هذه اللغات على الدول ، وهو تناقض يظهر نتيجة تعدد اللغات الرسمية المستخدمة في كثير من الدول الأفريقية ؛ حيث تستخدم بعض الدول الأفريقية أكثر من لغة رسمية في ذات الوقت.

50- جاه الله ، كمال محمد (2006): "وضع اللغة العربية في دول القرن الأفريقي" ، ص 234.

51- خلف ، عبد الرحمن (1990) : "اللسان العربي بين الانتشار والانحسار" ، سلسلة دعوة الحق ، عدد 101 ، رابطة العالم الإسلامي – مكة المكرمة. ص 83.

52- يجب أن نفرق هنا بين مفهومي اللغة الرسمية واللغة الوطنية. فالأولى ، كما أشرنا ، هي اللغة المنصوص عليها في الدستور والتي تدار بها أعمال الدولة ومراسلاتها الرسمية ، أما اللغة الوطنية فهي اللغة التي تتحدثها قومية أو جماعة لغوية معينة داخل دولة ما ، ولا يعني بالضرورة أنها لغة الأغلبية فهناك دول كثيرة ليست بها أغلبية لغوية بالمعنى الحقيقيي للكلمة بل تسودها عدة لغات وطنية. (انظر حجازي ، محمود فهمي (1978) :"مدخل إلى علم اللغة" ، الطبعة الثانية ، دار الثقافة للنشر والتوزيع ـ القاهرة ، ص 16).

53- Constitution of The Federal Democratic Republic of Ethiopia (FDRE), Article 5. http://www.telecom.net.et/~apap/EthiopianLagalDocs.HTM.

54- سيسي ، عبد الرحمن عبد الله (2006): "وضع اللغة العربية في جمهورية مالي" ، ص 382.

55-Wolf, Ekkehard (2003):” The issue of language in democratization: the Niger experience in literacy and basic education”, pp.191-214 in “Towards a Multilingual Culture of Education”, Ouane, Adama |(ed.), UNESCO Institute for Education. pp193, 200.

56- تنتشر عربية شوا في مدن وقرى ديكوا وجوامبور ونجالا وران وجايبو في مقاطعة البورنو ، وهي قريبة للعربية الفصحى على العكس من لهجة المستوطنين العرب الطرابلسيين في كانو وغيرها من الأماكن. - Abubakre, R.D. (2002) : ”Survival of Arabic in Difficult Terrains”, Unilorin Press , University of Ilorin, Nigeria. P.6.

57- أبو بكر ، يوسف الخليفة (2006) : "اللغة العربية في أفريقيا" ، في "اللغات في أفريقيا مقدمة تعريفية" ، جامعة أفريقيا العالمية – السودان ، ص 98.

58-Hailemariam, Chefena, etal.(1999) : “Multilingualism and Nation Building: Language and Education in Eritrea”, p. 485.

- تمتعت العربية لفترة طويلة في إرتريا بوضع اللغة الرسمية إلى جانب اللغة التيجرينية منذ صدور دستور 1952 وحتى انفصال واستقلال إريتريا عن إثيوبيا ، وإلى جانب استتخدامها كلغة عمل وإدارة كانت تعد اللغة المفضلة لدى مسلمي إريتريا في مقابل التيجرينية التي يفضلها مسيحيو إرتريا كلغة لهم.

59- Webb,Vice, and Kembo-Sure (2001):”African Voices”, Oxford university press. p.101. 60- http://www.ethnologue.com/14/show_language.asp?code=PGA

60- انظر وكذلك أبو منقة ، الأمين ، أبو بكر ، يوسف الخليفة (2006) : "أوضاع اللغة في السودان" , سلسة الدراسات اللغوية (العدد العاشر) ، معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية – جامعة الخرطوم. ص 180.