هل “التسريب” اعتذار انقلابي لأمريكا؟!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
هل "التسريب" اعتذار انقلابي لأمريكا؟!


هل التسريب اعتذار انقلابي لأمريكا.jpg

كتبه: مجدي عزت

(09 يناير 2018)

بعيدًا عن دوافع أجهزة أمن الانقلاب في إدارة ملفات سياسية حساسة بالتوجيه الإعلامي للشعب المصري عبر إملاءات على الإعلاميين والفنانين، وكذلك طربقة تسريب المكالمات الأمنية الحساسة عبر الصحف الأمريكية ومن ثم الفضائيات.. يبقى منحنى بالغ الخطورة يكمن وراء تسريبات الأجهزة المخابراتية وهو الهدف الأبعد، الذي قد يخبو بعض الوقت عن المراقبة أو القراءة.

فبحسب مراقبين، فإنه إذا كانت التوجيهات الأمنية تستهدف تشويش بوصلة بسطاء المصريين، فإن فضح الأمر قد يكون أحد طرق إدارة عبد الفتاح السيسي في إيصال رسالة اعتذارية عن موقف حكومة الانقلاب المعلن، وتضامنها "الاضطراري" في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة مع قضية القدس، إلى سيد البيت الأبيض وذلك بعد أن هدّد بوقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، وأوقف المعونة العسكرية لباكستان (وهي في حال شبيهة بمصر).

وعلى ما يبدو فإن صناعة الحدث لدى دائرة السيسي، والذي يحقق اهداف لنظام السيسي باستمرار الدعم الأمريكي للسيسي، لا يهمه بالاساس انفضاح امره أو طريقة إدارته للملفات المصرية، إذ تحقق التسريبات رسالة واضحة من الإدارة المصرية إلى الرئيس الأمريكي وإلى إسرائيل نفسها حول بعض المواقف الصورية التي اتخذتها مصر في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.

رسالة أخرى تكمن وراء تسريبات "نيويورك تايمز" بأن غضب السيسي الذي يعتمد على دوائره العسكرية وجهاز المخابرات الحربية ، قد وصل منتهاه، من بعض دوائر الدولة كالمخابرات العامة، وأن عليها التماثل مع السيسي، أينما دار واينما توجه، لا كما تمليه مصلحة الوطن وحماية الدولة بمعلومات دقيقة وفق ادبيات العمل بالمخابرات، التي هي بالأساس جهاز معلوماتي، يقدم رؤاه وبياناته لصانع القرار.

كما يستهدف التسريب أيضًا تقديم رسالة واضحة للفصائل الفلسطينية وخاصة حماس بأن النظام المصري، منحاز للرؤى الصهيونية التي تعتمد القدس عاصمة لإسرائيل، وأنه لن يسمح بتصاعد خطاب المقاومة والصمود الذي تمثله حركة حماس.

تلك الرسائل أو القراءة الأخرى للتسريبات ينبغي ألا تغفل في زحمة الفضائح التي يغط فيها نظام السيسي، المخابراتي، والذي يمكن أن يكون استهدف التسريب لتحقيق أهدافه أو خرج التسريب من خلف ظهره لفضحه من قبل متضررين من سياساته من داخل جهاز المخابرات العامة، المساء إليه بالتسريب!

المصدر